استضافت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض  ندوة ثقافية " التمر : صناعة وثقافة " وذلك ضمن نشاطها الثقافي والمعرفي للعام 2024.

عقدت الندوة بحضور نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الدكتور عبدالكريم الزيد  والمهندس بندر علي القحطاني الرئيس التنفيذي لشركة تراث المدينة، والدكتور محمد النويران الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للنخيل والتمور.


وتهدف الندوة إلى إلقاء الضوء على أشجار النخيل بالمملكة العربية السعودية، وإنتاج التمور وأنواعها، ومعايير صناعة التمور التي تشكل جانبا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا كبيرا في المملكة، بما ارتبط بها عبر تاريخ النخيل من تطورات في تجهيز التمور وإعدادها، عبر العصور ، بما يشكل ثقافة تقليدية لها حضورها وأثرها على قيم المجتمع وعاداته. 
وشارك في الندوة كل من  د. علي إبراهيم الغبان الذي تحدث عن :" التمور في الثقافة العربية والإسلامية" ود. عبدالعزيز جياطي الذي تحدث عن :" اقتصاديات التمور" ود. صالح محمد المسند الذي تناول :" التمور في الإنتاج الفكري والإنساني" وأدار الندوة د.  محمد بن سليمان القسومي، حيث تم توضيح أهمية النخيل والتمور ضمن المحاور الثلاثة، وأثر تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور من أجل الارتفاع بالمستوى الاقتصادي لهذه الصناعة، التي تطورت على مختلف المستويات من جني المحصول إلى التعبئة والتغليف ومن ثم توفرها محليا ودوليا، فيما اتخذ النخيل المذكور في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة بوصفه أحد مكونات البيئة العربية والتراث الإسلامي ، اتخذ أبعادا اجتماعية وثقافية غطى الشعر والنثر جانبا منها، لارتباطها بحياة الإنسان العربي وبعالم الصحراء وبالبيئة البدوية أولا حتى تطورت لتأخذ أبعادها في الكتابات والمؤلفات العربية. 
ثم تم فتح باب المناقشات من الحاضرين بالندوة، من أجل التعرف أكثر على أشجار النخيل وأنواع التمور ، والتعرف على ثقافة هذا الموروث الكبير في أرض الجزيرة العربية . 
وعقب نهاية الندوة  تم توقيع اتفاقية لإصدار كتاب “النخلة عبر التاريخ ”  باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بالتعاون ما بين مكتبة الملك عبد العزيز العامة وشركة تراث المدينة ومؤسسة ليان الثقافية، كما تم الإعلان عن تنظيم ندوة ومعرض “التمور : صناعة و ثقافة”  في فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين بجمهورية الصين الشعبية ، ومؤسسة الملك عبدالعزيز ال سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية في المملكة المغربية ، كما تم انطلاق البرنامج الإعلامي الثقافي “عين على التمور”، مع اقتراح العمل على تخصيص يوم عالمي للتمور تحت إشراف  المركز الوطني للنخيل والتمور ومتابعته.


من جانب آخر أقيم معرض خاص مواكب للندوة يضم مجموعات نادرة من الصور والوثائق الخاصة بالنخيل والتمور، حيث قام المشاركون بالندوة والحضور بزيارة المعرض والاطلاع على محتوياته النادرة القيمة.
مما يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة اهتمت بالنخيل في أبعاده الثقافية وأصدرت من قبل كتابا ضخما مصورا بعنوان :" نخيل التمر في المملكة العربية السعودية" كما ضمت موسوعة المملكة الشاملة التي اصدرتها المكتبة في عشرين مجلدا فصولا كثيرة عن زراعة النخيل وأصولها التراثية وصناعة التمور في المملكة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مکتبة الملک عبدالعزیز فی المملکة

إقرأ أيضاً:

"التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب

 

شهدت قاعة العرض، الندوة الأخيرة ضمن محور "مصريات" في معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمناقشة كتاب "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة"، حيث ناقشت الدكتورة ليلى ممدوح عزام أستاذة الآثار والحضارة المصرية القديمة بجامعة حلوان مضمون كتابها الذي يسلط الضوء على إحدى الوسائل العلاجية في مصر القديمة الخاصة باستخدام التعاويذ السحرية في الشفاء من الأمراض، وأدار الندوة الباحث محمود أنور.

في مستهل الندوة أوضح أنور أهمية الكتاب الذي يعنى بدراسة استخدام قدماء المصريين التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في عصر الدولة الحديثة اعتمادا على مصادر كالبرديات والشقف وقد تناول الكتاب مفهوم السحر والمرض والتعويذة والمعبودات الشافية وممارسو العلاج.

وأكدت الدكتورة ليلى عزام أن مفهوم السحر في مصر القديمة كان يختلف تماما عن الفهم المعاصر له، حيث لم يعتبر خرافة أو شعوذة، بل كان أداة ضرورية للتعامل مع تحديات الحياة، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. فقد كان السحر يستخدم لحماية الأفراد والدولة، وحتى المعبودات نفسها كانت تلجأ إليه في صراعاتها الكونية من أجل الحفاظ على النظام والتوازن في العالم.

كما شرحت كيف كان المصريون القدماء يدركون وجود قوى خفية تؤثر على حياتهم، ويسعون إلى مواجهتها باستخدام التعاويذ السحرية التي لم تكن مجرد كلمات تتلى، بل كانت تعتمد على النصوص المقدسة، والممارسات الطقسية، والرموز التصويرية.

وأضافت أن هذه التعاويذ تظهر منذ العصور المبكرة، حيث كانت تستخدم لعلاج الأمراض وحماية المرضى من الأرواح الشريرة، فضلا عن التصدي للأوبئة غير المفهومة.

وسلطت "عزام" الضوء على مكونات التعاويذ السحرية، حيث يبدأ كل نص بعنوان يحدد نوع المرض والعضو المصاب، ثم يتبع ذلك المضمون الذي يتنوع بين الدعاء للمعبودان طلبا للشفاء أو تهديد الكائنات الشريرة المسؤولة عن المرض. كما تشمل التعاويذ تعليمات حول توقيت وأسلوب أدائها، وقد تتضمن رسومات توضيحية تمثل المرض أو المعبودات التي يتم استدعاؤها للعلاج.

كما استعرضت العلاقة بين الطب والسحر في مصر القديمة، موضحة أنه لم يكن هناك تمييز صارم بين المجالين، حيث كان الطب يستخدم لعلاج الأمراض ذات الأسباب الواضحة، بينما كانت التعاويذ السحرية تستخدم عندما يعجز الأطباء عن تفسير الحالة المرضية. وكان الاعتقاد السائد أن بعض الأمراض لم تكن ناجمة عن أسباب مادية، بل عن غضب إلهي أو تأثير كائنات غير مرئية.

كما تطرقت أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة إلى مفهوم "عفاريت الأمراض"، التي كان يعتقد أنها تدخل جسم الإنسان عبر الأنف أو الفم أو حتى من خلال الجروح المفتوحة، مما يستدعي طردها عبر طقوس خاصة تعتمد على التعاويذ السحرية. وناقشت أيضا دور ممارسي العلاج في مصر القديمة، حيث لم يكن الأطباء وحدهم مسئولين عن التداوي، بل كان هناك أيضا الكهنة والسحرة وحاملو التمائم، ولكل منهم أساليبه الخاصة في العلاج.

كما تناول النقاش بعض الاكتشافات الطبية المتقدمة التي سجلها المصريون القدماء، مثل إدراكهم لدور الذباب في نقل الأمراض، وفهمهم لأمراض العيون مثل المياه البيضاء، كما أدركوا أن بعض آلام البطن تنتج عن الديدان المعوية، وطوروا تعاويذ للحماية من "الهواء الملوث"، مما يشير إلى فهمهم المبكر لانتقال الأمراض عبر الهواء.

وفي ختام الندوة، أكدت "عزام" أن المصريين القدماء لم يكونوا مجرد شعب يؤمن بالخرافات، بل كانوا يتمتعون بفهم علمي متقدم، حتى وإن كان مغلفا بمعتقداتهم الروحية، وأشارت إلى الممارسات الشعبية الحالية الموروثة من مصر القديمة.

وشددت على أن السحر لم يكن بديلا عن الطب، بل كان جزءا من نظام علاجي متكامل يعكس رؤيتهم العميقة للعالم، ويكشف عن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعتقدات الدينية في حضارتهم العريقة.

مقالات مشابهة

  • حماية الطفل بالأقصر تُنظم ندوة توعوية حول «أساليب اختطاف الأطفال»
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يسلّم 50 طنًا من التمور لجمهورية جيبوتي
  • "التعاويذ السحرية الشافية من الأمراض في مصر القديمة" فى ندوة بمعرض الكتاب
  • التنسيقية تعقد ندوة حول "النظام الانتخابي"
  • الأمير عبدالعزيز بن سعود يستقبل سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة
  • «تنسيقية شباب الأحزاب» تعقد ندوة حول «النظام الانتخابي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • نجاح غسيل كلوي طارئ لطفل ورضيعة في جامعة الملك عبدالعزيز
  • جامعة الملك عبدالعزيز.. نجاح غسيل كلوي دموي طارئ لطفل ورضيعة
  • جامعة الملك عبدالعزيز تطلق العيادات التخصصية بالشراكة مع تجمع جدة الصحي الثاني
  • يسهم في زيادة الصادرات.. تكنولوجيا الأغذية: مصر الأولى عالميا فى إنتاج التمور