“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الرد العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
عبد الباري عطوان من حقنا كضحايا للجرائم والمجازر والحروب الإسرائيلية على مدى 75 عاما، ان نراقب بفرح حالة الإنهيار المتسارعة للمشروع العنصري الإقصائي الصهيوني المحتل، ولكن علينا كعرب ومسلمين وشرفاء في الوقت نفسه ان لا نقدم طوق النجاة له للملمة صفوفه مجددا، مع مواصلة الضغوط لتسريع انهياره. اليسار العلماني الاشكنازي الغربي هو الذي بنى الكيان ووضع أسسه على الطريقة الغربية في منطقة عربية كانت ترضخ للاحتلالين الفرنسي والبريطاني، وتعاني من الجهل والتخلف والأنظمة الفاسدة، والآن يقوم التيار اليهودي السفراديمي (الشرقي) المتطرف، بقيادة بنيامين نتنياهو المجرم المدان بتدميره، وإشهار انضمام هذا الكيان الى العالم الرابع وليس الثالث فقط، وهذه هدية ربانية.
*** حكومة نتنياهو بفرضها التعديلات القضائية بقوة هيمنتها على الكنيست (البرلمان) أطلقت رصاصة البدء لسباق تدمير الكيان، وإشعال فتيل الحرب الاهلية، وجاءت البداية في إنقسام الجيش الذي أراده بن غوريون المؤسس ان يكون بوتقة الصهر التي تجمع شتات اليهود وتوحدهم، من شرقيين الى غربيين، من متدينيين او علمانيين، من يساريين الى يمنيين، وبما يؤدي في نهاية المطاف الى ذوبان الفوارق، ولكن ما يحدث الآن هو العكس، لان ما قام على باطل هو قمة الباطل. الكارثة التي حلت بالكيان الصهيوني هذه الأيام لن تنفع كل محاولات الترقيع في منعها، او حتى تقليص أضرارها، فالخرق إتسع على الراقع، والجيش الذي لا يهزم بات غير قادر على توفير الحماية لمستوطنيه، ليس لانه لم يعد قويا مدججا بالأسلحة الحديثة وانما لان الجانب الآخر بات الأكثر قوة، وإرادة، واستعدادا للتضحية، وجبّ كل ما قبله من عفن، وجبن، واستسلام. ما يجري في “إسرائيل” من مظاهرات ضد التعديلات القانونية، وأخرى مضادة مؤيدة دعا اليها نتنياهو وحكومته ورموزها النازية العنصرية، وأبرزهم ايتمار بن غفير وسموتريتش سيعجل بالنهاية، ويشكل تجسيدا مبكرا للنبوءة التي تقول ان هذا الكيان لن يكمل الثمانين عاما من عمره، وان الهلاك سيأتي من الداخل، فالأكذوبة إنفضحت والزمن يتغير إقليميا وعالميا. عندما تتعاظم المقاومة الفلسطينية في الداخل الفلسطيني المحتل، وترفع كتائبها من مستوى عملياتها العسكرية وتضع سلاحها وصواريخها، وتهزم الجيش الإسرائيلي في جنين، وتدفعه الى الهرب بعد اقل من 48 ساعة من الاقتحام، وتتكثف الاستفزازات العسكرية على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان ويتحدى رجال كتائب “الرضوان” التابعة الحزب الله دولة الاحتلال بالسيطرة على شمال شبعا المحتل، ويفكك رجالها كاميرات المراقبة الإسرائيلية في الجانب الآخر المحتل، وينظمون مناورات تحاكي تحرير الجليل بعد اقتحامه، ويجبن الجيش الإسرائيلي عن الرد على غير عادته، فاعلم ان نهاية دولة الاحتلال قد اقتربت، وبأسرع مما كان يتوقع الكثيرون، والعرب منهم خصوصا. علمنّا اساتذتنا الأوائل في العلوم السياسية ان هيبة الدول تأتي من قوة أمنها، وصلابة استقرارها، ورسوخ اقتصادها، ووحدة شعبها، وتفوق جيشها، وجميع هذه العناصر والأسس، باتت اليوم مفقودة في الدولة العبرية، فالأمن منعدم، والاستقرار مهزوز، والجيش منقسم، والوحدة الوطنية متآكلة، والعملة (الشيكل) في هبوط متسارع، والبورصة المالية منهارة، فماذا نريد أكثر من ذلك؟ ماذا يجب علينا ان نفعل كعرب ومسلمين في مواجهة ما يحدث في الأرض المحتلة؟ الإجابة على هذا السؤال من شقين: الأول: الوقوف في موقف المراقب مؤقتا، وعدم الإقدام على عمل سياسي او عسكري يؤدي الى توحيد شمل الإسرائيليين، ولو مؤقتا، ويوفر الذريعة للجيش الإسرائيلي للإقدام على مغامرة عسكرية من اجل تحقيق هذا الغرض، والثاني: الإستعداد للمرحلة التالية، ونتائجها، سياسيا وعسكريا، ووضع خطط استراتيجية مدروسة لهجوم مضاد لاحقا، سواء بتعزيز المقاومة الإسلامية الخارجية، ونحن نتحدث هنا عن كتائب “حزب الله” تحديدا فليس هناك أي أمل لدينا بالجيوش العربية الرسمية المتكرشة، وقيادات معظمها الفاسدة، وحكامنا الذين بات معظمهم متواطئ مع دولة الاحتلال، وتراهن للأسف على حمايته لهم، وها هي الأيام تفضح جهلهم، وأميتهم، وسوء تقديرهم، وخسارة رهاناتهم، وعدم اهليتهم للقيادة. *** كنا نتمنى لو لن هناك قيادة فلسطينية قوية، متماسكة، صلبة الإرادة، عنيدة في التمسك بالثوابت الوطنية، ولكن عزاؤنا ان البديل المعوض هم كتائب جنين وعرين الأسود ونابلس والاقصى، والقسام، وسرايا القدس وغيرها. مؤلم ان نرى “رئيسنا في هذه اللحظة التاريخية يمشي متكئا على أربعة اشخاص يحمونه من السقوط، والمؤلم اكثر، كل هذه الاحاديث المتصاعدة عن المصالحة، وتوحيد الصف، من قبل أناس لم تعد لهم أي علاقة بالصف، وفصائل معظمها لا علاقة لها بالمقاومة، وتعيش على ماض سحيق، ومرحلة انقرضت. ختاما نصلي لله شكرا لأن أكذوبة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة قد إنكشفت، ونحمده أكثر لأن رهان المطبعين القدامى منهم والجدد، على قوتها واستقرارها وحمايتها قد خاب، ولم يدم الا بضعة أعوام على الأكثر، والفترة المقبلة ستكون حافلة بالمفاجآت السارة.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تحظر سفن “إسرائيل” وفق معادلة “الحصار بالحصار
يمانيون../
في إطار مسار تصاعدي وكنتيجة لتعنت العدو الصهيوني وإصراره على محاصرة أهالي غزة، جاء إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استئناف حظر الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن أمام السفن الإسرائيلية.
القرار اليمني لم يأت اعتباطا وإنما بعد انتهاء مهلة الأربعة الأيام التي منحها السيد القائد، للوسطاء الدوليين للضغط على الكيان الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتي أنقضت دون أن يكون هناك أي بوادر أو تحركات تصب في هذا المنحى.
وردا على إعلان إسرائيل تعليق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة والذي مثل خرقا وانقلابا واضحا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الجمعة الماضي عن منح مهلة حددها بأربعة أيام ليقوم الوسطاء خلالها بالضغط على العدو الصهيوني لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات لسكان القطاع.
وكانت الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها العدو بإغلاقه للمعابر، قوبلت بتنديد واسع نظرا لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين و400 ألف نسمة، الذين يواجهون أساسا ظروفا إنسانية كارثية، إلا أن الدعم الأمريكي الغربي الذي يحظى به الكيان شجعه على المضي في تضييق الخناق على الفلسطينيين رغم معرفته لما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الكيان الصهيوني والمنطقة بشكل عام.
ومن خلال البيان العسكري الذي أعلنه متحدث القوات المسلحة اليمنية فور انتهاء المهلة، فإن الحظر يتمثل في منع كافة السفن الإسرائيلية من عبور البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، والذي بدأ بالفعل من لحظة إعلان البيان.
كما يتضح أن هناك مراحل أخرى من الحصار ستدخل حيز التنفيذ في حال لم يرضخ العدو ويوقف حصاره ويسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتتمثل في منع أي سفينة فيها شراكة أو تحمل بضاعة للعدو الإسرائيلي من الملاحة في منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية.
وقبل ساعات من إعلان بيان استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية، أكد وزير الدفاع والانتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، أن “القوات المسلحة على استعداد لتنفيذ توجيهات القيادة العليا في مساندة أبناء غزة ودعم المجاهدين الفلسطينيين بقوة وفاعلية”.. مؤكداً أن “القوات المسلحة في جهوزية عالية وعند مستوى المسؤولية المنوطة بها”.
وعقب بدء سريان الحظر تحدثت الكثير من وسائل الإعلام الدولية عن حالة القلق والرعب التي باتت تسيطر على العدو وتعم الشارع في إسرائيل خوفا من عودة الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى تل أبيب، وتحسبا لما يسببه قرار الحظر والحصار من نزيف وخسائر اقتصادية باهظة لم يعد يحتملها العدو واقتصاده المنهك بعد خمسة عشر شهرا من الحرب.
ووفقا لما أعلنه السيد القائد فإن العمليات العسكرية الضاغطة على الكيان الصهيوني تهدف بشكل أساسي للضغط على العدو الصهيوني لرفع حصاره عن غزة، وهو الموقف الذي يعتبره الشعب اليمني وقيادته وجيشه حقا مشروعا لليمن دينيا وإنسانيا في مواجهة جريمة التجويع التي يتعرض لها سكان غزة على مرأى ومسمع كل العالم، والتي لا يمكن السماح باستمرارها دون أن يكون هناك تحرك لردع العدو الصهيوني المجرم الذي لا يفهم سوى لغة القوة والرد بالمثل.
وفور إعلان سريان الحظر توالت بيانات الإشادة بهذه الخطوة اليمنية الشجاعة وغير الغريبة على شعب اليمن وقيادته الحكيمة وقواته المسلحة الذين ساندوا الأشقاء في غزة منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” الأسطورية وكان لموقفهم هذا أثرا عظيما على العدو الصهيوني والأمريكي باعتراف العدو نفسه.
وفي واحد من هذه البيانات رحبت حركة الجهاد الإسلامي بقرار القوات المسلحة اليمنية استئناف الحظر على سفن الكيان الصهيوني، والذي وصفته بالخطوة الجريئة الهادفة إلى الضغط على الكيان ورعاته من أجل إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.
الحركة اعتبرت الموقف اليمني الشجاع تعبيرا واضحا عن أصالة الشعب اليمني وشجاعته في نصرة أهله في قطاع غزة ودعمه لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما أنه يثبت مجددا التزام الشعب اليمني الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته.
كما أعربت عن التقدير لهذا الدعم الكبير، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف مماثلة تُعزز صمود الشعب الفلسطيني.
سبأ – يحيى جارالله