نصف متخصصي الأمن السيبراني: التعليم الرسمي عديم الفائدة في الوظائف الحالية
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
وسط النقص الحاد في متخصصي الأمن السيبراني، يتساءل خبراء أمن المعلومات عن مدى أهمية التعليم الرسمي الذي تلقوه، وفقاً لبحث عالمي جديد أجرته شركة كاسبرسكي. وكشفت الدراسة أن نصف متخصصي الأمن السيبراني لم يتمكنوا من تأكيد فائدة تدريبهم الأكاديمي عندما يتعلق الأمر بمساعدتهم في وظائفهم. ونتيجةً لذلك، يتعين على هؤلاء الخبراء استثمار مواردهم في المزيد من التدريب للتعامل مع مشهد التهديدات المتطور باستمرار ومواكبة تطورات الصناعة.
وفقاً لمنظمة ISC2، المنظمة الرائدة عالمياً لمتخصصي الأمن السيبراني، تحتاج القوى العاملة في الأمن السيبراني إلى النمو بمقدار الضعف تقريباً لتعمل بكامل طاقتها وتدعم الاقتصاد العالمي. ولاستكشاف الأسباب الأصلية للنقص الحالي في مهارات الأمن السيبراني ونقص المتخصصين في مجال أمن المعلومات، أجرت شركة كاسبرسكي دراسة عالمية تلقي نظرة فاحصة على الجزء التعليمي من المشكلة وتأثيره على المسارات المهنية لهؤلاء الخبراء.
يشير العديد من خبراء أمن المعلومات إلى أن نظام التعليم منفصل عن واقع الأمن السيبراني، مما يؤدي إلى ضعف قابلية التطبيق عندما يتعلق الأمر بخبرة العمل الواقعية، إذ يعتقد نصف العاملين في المجال أن المعرفة التي يتم تدريسها في التعليم الرسمي لم تكن كافية، حيث يرى بعضهم أنها كانت مفيدة نوعاً ما (14%)، فيما يرى آخرون أنها كانت مفيدة قليلاً (13%)، ويميل ربعهم تقريباً للقول بأنها غير مفيدة على الإطلاق (24%) عندما يتعلق الأمر بتلبية مهامهم الوظيفية.
لتحديد العوامل التي قد تعيق المجال التعليمي، تم طرح أسئلة إضافية على المشاركين. وقال أقل من نصف المشاركين أن منهاجهم الجامعي قد قدم لهم خبرة عملية في سيناريوهات الأمن السيبراني الواقعية كمشاريع حية، حيث وافق 23% من المشاركين بشدة على ذلك، فيما وافق 26% منهم جزئياً. وبالإضافة إلى ذلك، كانت أضعف الجوانب التعليمية لمجال الأمن السيبراني هي الوصول إلى أحدث التقنيات والمعدات، وجودة التدريب الداخلي.
بينما تعد جودة البرامج التعليمية وأهميتها واحدة من المشاكل، تتمثل مشكلة أخرى في توفر تدريب الأمن السيبراني وأمن المعلومات أصلاً. وعلى سبيل المثال، يعتقد نصف خبراء الأمن السيبراني الحاليين أن توفر دورات تدريبية للأمن السيبراني أو أمن المعلومات في التعليم العالي الرسمي يتراوح بين «ضعيف» أو «ضعيف للغاية». فيما يرتفع ذلك الرقم إلى أكثر من 80% بين المهنيين الذين لديهم خبرة تتراوح بين 2-5 سنوات.
علقت إيفجينيا روكسيخ، رئيس قسم تعليم الأمن السيبراني في شركة كاسبرسكي: «يواجه تعليم الأمن السيبراني بعض التحديات فيما يتعلق بمواكبة التطورات في صناعة الأمن السيبراني. وتعني الطبيعة سريعة التطور للتهديدات السيبرانية أن البرامج التعليمية غالباً ما تكافح لضمان تحديث محتواها، مما يترك المتخصصين في مجال الأمن السيبراني يعانون من فجوات معرفية. وفي شركة كاسبرسكي، نساعد الجامعات على التغلب على تلك التحديات، وضمان التعلم المستمر والتكيف للمهنيين الشباب، من خلال إدخال الخبرات الرائدة لخبراء الصناعة لدينا في المناهج التعليمية، بحيث تجمع بين التجربة العملية والمعرفة النظرية».
لمعالجة النقص في مهارات الأمن السيبراني، تقترح كاسبرسكي نهجاً متعدد الأوجه يركز على كل من المجال الأكاديمي، والقوى العاملة في مجال أمن المعلومات، والشركات:
1. يمكن لمؤسسات التعليم العالي تحديث مناهجها الدراسية بالشراكة مع اللاعبين في مجال الأمن السيبراني ودمج أحدث معارف الصناعة في برامجها التدريبية. وتمتلك كاسبرسكي برنامجاً خاصاً للجامعات لدمج خبرات الأمن السيبراني، وهو Kaspersky Academy Alliance، الذي يوفر للمشاركين في البرنامج إمكانية الوصول إلى معرفة عالمية المستوى حول التهديدات السيبرانية، والمحاضرات، والدورات التدريبية، بالإضافة إلى أحدث التقنيات.
2. يمكن للعاملين الشباب توسيع تدريبهم الأكاديمي بإضافة خبرة وظيفية واقعية عبر استكمال التدريب العملي في أقسام أمن المعلومات أو البحث والتطوير. لذا تابع الأخبار على صفحة شركة كاسبرسكي على منصة LinkedIn لتكون أول من يعرف عن الوظائف الشاغرة في برنامج التدريب الداخلي.
3. توفر المسابقات الدولية، والتي تديرها شركات ومنظمات مختلفة لمتخصصي الأمن السيبراني، فرصة لتطوير مهاراتهم عبر التغلب على تحديات الأمن السيبراني المختلفة. وتدير شركة كاسبرسكي مسابقة Secur”IT Cup، وهي مسابقة عالمية للطلاب على اختلاف بلدانهم وخلفياتهم الأكاديمية. ويمتلك المشاركون فرصة للتنافس للحصول على جائزة بينما يطورون فهمهم لآلية العمل في المجال.
4. يمكن للمتخصصين العاملين في مجال الأمن السيبراني اختيار التعلم المستمر عبر الحصول على دورات تدريبية وشهادات إضافية. وتوفر شركة كاسبرسكي مجموعة واسعة من برامج التدريب لمتخصصي أمن المعلومات، حيث تقدم تعليماً مهنياً للأفراد وتدريباً للشركات.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجال الأمن السیبرانی أمن المعلومات شرکة کاسبرسکی فی مجال
إقرأ أيضاً:
خبراء الأمن الإلكتروني يقدمون 3 ورش عمل للارتقاء بالخبرات الوطنية
مسقط- الرؤية
أُقيمت أمس وضمن أعمال مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني، 3 ورش تدريبية مُصاحبة لتعزيز الجاهزية في مواجهة الأخطار السيبرانية والارتقاء بالخبرات الوطنية في هذا المجال الحيوي والبالغ الأهمية.
واستهل الورش الخبير الدولي محمد المحاسنة المدير الإقليمي لشركة (Immersive) بمحاضرة مفتوحة حول "تعزيز إستراتيجيات الدفاع في سلالسل الإمداد" بطرح معمق يسلط الضوء على أحدث الآليات الدفاعية الكفيلة بتحصين سلاسل الإمداد والتوريد ضد التهديدات الإلكترونية.
ثم قدم البروفيسور "يومين هو" مدير مركز الأبحاث والاستحواذ في المعهد الوطني للأمن السيبراني (تايوان) ورشة تدريبية حول "الاتجاهات الحديثة في تهديدات الأمن السيبراني بالقطاع اللوجستي"، وتضمنت نظرة عامة على التهديدات السيبرانية الحالية ودور الابتكار والتطوير في تعزيز أمن المعلومات في المؤسسات اللوجستية، والإستراتيجيات الفعّالة لتطبيق أنظمة إدارة أمن المعلومات (ISMS) في المؤسسات الحكومية والخاصة، وكيفية استخدام تحليلات البيانات الضخمة للكشف عن التهديدات الأمنية والسلوكيات غير الطبيعية، وأفضل الممارسات والمعايير الوطنية والدولية في الأمن السيبراني.
فيما قدم البروفيسور "كوبر تشينغ يوان كو" الأستاذ في معهد إدارة المعلومات بجامعة يانغ مينغ شياو تونع (تايوان)، الورشة التدريبية المعنونة "نظام كشف التسلل المعتمد على الذكاء الاصطناعي وأمن سلاسل الإمداد والتوريد"؛ حيث تعرَّف من خلالها المشاركون على دور أنظمة كشف التسلل (IDS) في تعزيز أمن الشبكات الخارجية (Extranet) في سلاسل التوريد، وكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والكشف المبكر عن التهديدات السيبرانية، وتطبيقات تقنيات البلوك تشين في تحسين أمان البيانات والاتصالات، ودراسة حالات عملية لاستخدام الأنظمة الذكية في تعزيز الأمان السيبراني، وعرض أحدث الأبحاث والممارسات المبتكرة في مجال أمن المعلومات والشبكات.
واختُتِمت الورش التدريبية بورشة قدمها البروفيسور "شيا مو يو" الأستاذ المشارك بمعهد الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب بجامعة يانغ مينغ شياو تونع الوطنية (تايوان)، بورشة بعنوان "من التزييف العميق إلى الذكاء الاصطناعي الموثوق: التحديات والحلول"؛ حيث سلط الضوء على مفهوم التزييف العميق وكيفية الكشف عنه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأهمية أمان الذكاء الاصطناعي في حماية البيانات والشبكات، وإستراتيجيات حماية الخصوصية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتحديات الأمنية في الشبكات الحديثة ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمان، والحلول المبتكرة لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي موثوقة وشفافة.
هذا وتنطلق صباح اليوم الخميس بفندق موفنبيك مسقط أعمال الدورة الخامسة من مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني 2025 تحت رعاية معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
وتحمل دورة هذا العام عنوان "تمكين الأمن الإلكتروني في قطاع اللوجستي"، وذلك بتنظيم من جريدة "الرؤية" بتنسيق مباشر مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم.
وتأتي أعمال المؤتمر هذا العام في توقيتٍ دقيق يعدُّ فيه قطاع الخدمات اللوجستية أحد أعمدة التنويع الاقتصادي وتعزيز مؤشرات التنمية؛ إذ إنه وباعتباره القطاعَ المعنيَّ بإدارة وتنظيم عمليات نقل وتوزيع السلع والخدمات من نقطة الإنتاج إلى المستهلك النهائي؛ فإنَّ مجموعة الأنشطة التي يشملها هذا القطاع؛ سواءً على مستوى: الشحن، والتوزيع، والتسليم، والتخزين، والنقل، والإدارة، إضافة لإدارة سلاسل التوريد بشكل عام، قد أكسبتْه القدرة على التحفيز والابتكار، إضافة لتبنِّي التكنولوجيا الحديثة في تعزيز السرعة والكفاءة في عمليات التشغيل المختلفة؛ والتي جعلته بالمقابل في مرمى الهجمات الإلكترونية والاختراقات؛ مما يستدعي تعزيز أنظمة الأمان لحماية البيانات وعمليات التشغيل في القطاع من مختلف المخاطر والتهديدات المرتبطة بالأمن الإلكتروني، ومن ثم القدرة على الاستجابة واستعادة السيطرة حال حدوث أي هجوم.