عربي21:
2024-11-09@01:35:01 GMT

غزة تلعب دورا في توجهات المسلمين بانتخابات اسكتلندا

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

غزة تلعب دورا في توجهات المسلمين بانتخابات اسكتلندا

قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن الحرب على غزة تؤثر على المسلمين في اسكتلندا، والموقف من الحزبين الرئيسيين، وهما الحزب الوطني وحزب العمال.

ونقلت الصحيفة، جانبا من آراء المسلمين في غلاسكو، وسخطهم على حزب العمال، بسبب موقف زعيمه كير ستارمر، والذي رفض وقف إطلاق النار بغزة.

وقالت الصحيفة ناشد الإمام المصلين لمساعدة "إخواننا الذين يذبحون في غزة"، ووبخ الامم المتحدة عديمة الفائدة كما وصفها لتقاعسها عن التحرك.



وبعد خروج المصلين من المسجد قال عدد منهم إن الحصيلة المتزايدة من الموت في القطاع، هي موضوع مهم ومحدد لمعقل المسلمين الأسكتلنديين في جنوب غلاسكو.

ونقلت الصحيفة عن مظاهر شاه، صاحب مطعم متقاعد، قوله: "أمر غير معقول، لا أحد يعمل شيئا وبخاصة الدول المسلمة"، وهو مثل الكثير من الناخبين يشعر بالنفور من زعيم حزب العمال، كير ستارمر الذي رفض في البداية الدعوة لوقف إطلاق النار. 

وقال شاه "من المحال أن أصوت للعمال، ويجب أن أصوت للحزب الوطني الإسكتلندي وغالبية الناس التي تعرف الوضع ستفعل نفس الشيء".

ولفتت الصحيفة، إلى أن المشاعر المكثفة تجاه غزة في اسكتلندا قد تؤثر على التنافس في مناطق هامشية، مما سيضر بمنظور حزب العمال ويساعد الحزب الوطني الأسكتلندي في الإنتخابات العامة هذا العام.

ورأت استطلاعات الرأي أن حزب العمال والوطني الإسكتلندي في نفس المستوى وسيفوز كل منهما بـ 23 مقعدا. وبحسب مطلع على خفايا الأمور في اسكتلندا، فإن فوز حزب العمال، الذي يشغل حاليا مقعدين في شمال الحدود، بأقل من 12 مقعد سيكون خيبة أمل كبيرة.

ويعتبر الصوت المسلم قويا في غلاسكو حيث شكل المسلمون نسبة 5.4 بالمئة، من السكان في عام 2011 وبحسب آخر الإحصائيات.



وكان الوزير الأول لاسكتلندا، حمزة يوسف الذي علق أقاربه في غزة بداية الحرب أول من دعا لوقف إطلاق النار وبعد شن الاحتلال العدوان مباشرة في تشرين الأول/أكتوبر وظل يواصل الدعوة والضغط بهذا الإتجاه منذ ذلك الحين.

وتشير أرقام الحزب الوطني الأسكتلندي أن موقفه الواضح والذي حظي بترحيب كبير بين المجتمع المسلم والمؤيدين لفلسطين، وقد يكون عاملا انتخابيا في المناطق ذات الكثافة السكانية ما بين غلاسكو وإدنبرة، حيث يحاول حزب العمال القيام بمنافسة قوية.

وقال زعيم الحزب الوطني الأسكتلندي في مجلس العموم، ستيفن فلين يوم الأربعاء إن "الحكومة تخلت عن أهل غزة من خلال التهرب من مسؤوليتها والمساعدة على وقف إطلاق فوري للنار".

وقال خبير الإستطلاعات والأستاذ في جامعة ستراتكلايد، سير برفسور جون كيرتس: "كل هذه المقاعد هامشية ولهذا يمكن أن تلعب العوامل المحلية دورا في تحقيق فرق". لكنه أضاف ان عدد السكان المسلمين قليل لكي يؤثر على النتائج وبخاصة أن كل المقترعين لن يغيروا مواقفهم و "لا توجد أدلة عن تراجع في الأصوات الداعمة لحزب العمال في مرحلة  ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر وبشكل كبير".

وتبع زعيم العمال في اسكتلندا، أنس سروار ونجل أول نائب مسلم في بريطانيا، يوسف في دعوته لوقف إطلاق النار وخالف الموقف الحذر من ستارمر الذي رفض شجب الحصار الإسرائيلي على غزة في مقابلة إذاعية بداية الحرب. وحول ستارمر موقفه في مؤتمر حزب العمال باسكتلندا ودعا إلى وقف للنار بتوافق الطرفين.

ويرى شخص على معرفة باستراتيجية الحزب في اسكتلندا إن موقف سروار "المبدئي" من غزة كان عاملا لمنع ردة فعل ضد الحزب في مناطق أخرى في بريطانيا.

وقال حمزة حافظ، 22 عاما نحن محظوظون لأن يكون لنا زعيم مسلم وزعيما مسلما للعمال وأعتقد أن أنس سروار كان قويا في هذا الموضوع، إلا أن عائلتي من أنصار الحزب الوطني الاسكتلندي، ولم نقرر بعد.

ويرى جافيد، عامل المجتمع "ضرورة التصويت الإحتجاجي مثل الخضر لأن كل الإعلام والأحزاب الرئيسية منحازة لإسرائيل".

وقال الدكتور محمد إدريس، المسؤول في المجلس الإسلامي الأسكتلندي إن حزب العمال وبقية الأحزاب الأخرى تعاملت مع الصوت المسلم كأمر مفروغ منه. ودعا المجلس الإسلامي الأسكتلندي وبقية الجماعات المسلمين لتسجيل أسمائهم للتصويت.

وفي الوقت الذي قدر نسبة مشاركة للمسلمين في جنوب غلاسكو بـ 20 بالمئة إلا أن إدريس قال إن الشباب هم أكثر مشاركة نتيجة لحس الإهمال في أعقاب العدوان على غزة.

 وأضاف أن رفض ستارمر بداية لشجب الحصار على غزة ودعم رئيس الوزراء ريشي سوناك للاحتلال ورفضه الإعتراف بالدولة الفلسطينية ترك المسلمين يشعرون بـ"صدمة".

وقال إدريس المستشار في مؤسسة الصحة الوطنية إن الشباب المسلم "يشعرون بالإهمال ولهذا قرروا التعامل مع هذه الإنتخابات بشكل جاد" و "أعتقد أن هذا صحي للسياسة البريطانية".

وقالت ليندسي تيلور عضو المجلس الإسلامي الأسكتلندي "غزة في قلوب الكثيرين من الناس وليس فقط المسلمين" و"هناك إمكانية بأن تحدث فرقا في الإستطلاعات"، وهاجم أندرو فيني، بائع أيسكريم من سكاي، حزب العمال الذي أفشل مشروع قرار تقدم به الحزب الوطني الأسكتلندي في مجلس العموم الشهر الماضي وهذا يعكس "الكيفية التي تم فيها إسكاتنا في ويستمنستر".

وقال: "أريد أن تكون اسكتلندا مستقلة ولكن إن أخذنا بالإعتبار كل شيء، فغزة تخيم على كل شيء". وأضاف وهو خارج من موقف سيارات المسجد "بالنسبة لي ليست حربا بل هي إبادة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة اسكتلندا الاحتلال غزة الاحتلال اسكتلندا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحزب الوطنی الأسکتلندی إطلاق النار فی اسکتلندا حزب العمال على غزة

إقرأ أيضاً:

إسلاميو المغرب في الحكم والمعارضة تحت المجهر استعدادا لمؤتمرهم الوطني

بدأ حزب العدالة والتنمية المغربي استعداداته لعقد مؤتمره الوطني التاسع، وأطلق حراكا داخليا لتقييم أدائه وتجديد هياكله بعد التحديات التي واجهها في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد التراجع الملحوظ في نتائج الانتخابات الأخيرة.

وفي خطوة لافتة ضمن تحضيراته للمؤتمر، نظم الحزب ندوة تشاورية دعا فيها سياسيين وخبراء مستقلين، لفتح باب النقاش أمام مختلف الآراء والاستفادة من رؤى متعددة لتعزيز دوره السياسي.

ويبدو أن الهدف من هذه الندوة، التي حضرها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، هو استقطاب وجهات نظر موضوعية حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المغرب، مما قد يساعد الحزب في رسم استراتيجيات جديدة تتماشى مع تطلعات المواطنين وتحديات المرحلة.


                                    عبد الإله بنكيران.. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية

وقد اعتبر الدكتور إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العادي التاسع للحزب أن تنظيم اللجنة لندوة "حزب العدالة والتنمية.. حصيلة التجربة وأسئلة المستقبل"، محطة أساسية من خلالها يحضر الحزب لمؤتمره المقبل، ويضع تجربته أمام المهتمين والأكاديميين من أجل التقييم والتعديل واستشراف المستقبل.


             إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني العادي التاسع

وأكد الأزمي في كلمة له خلال فعاليات ندوة نظمها الحزب السبت الماضي بالرباط، أن هذه المحطة سبقتها محطات داخلية وطنية وجهوية أطرتهما كفاءات داخل الحزب بنفس تشاركي لتقييم مسار الحزب في ثلاثين سنة، بما في هذا المسار من نجاحات وكذلك صعوبات وتحديات أو حتى إخفاقات.

وأضاف أن الحزب بصدد الإعداد لمساطر المؤتمر والنظام الأساسي، واللجنة التحضيرية في صلب الموضوع وتشتغل على وثيقتين أساسيتين الأولى البرنامج العام للحزب أو الورقة المذهبية والوثيقة الثانية هي الأطروحة السياسية للحزب باعتبارها جوابا على السياق الوطني السياسي وما يفرضه من تحديات ورهانات ويستلزم من إجابات وتموقعات، وكل هذا سيتم وضعه للنقاش والتدقيق بأعين خارجية من طرف باحثين وأكادميين من خارج الحزب.

أسئلة الشرعية والعلاقة بالدعوي في تجربة العدالة والتنمية

وضمن فعاليات المؤتمر قال عبد الله ساعف، السياسي والأكاديمي ورئيس مركز الأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية، بأن حزب العدالة والتنمية منذ تأسيسه إلى الآن وجد نفسه في تحدي الإجابة عن سؤال، هل يجب أن ينكب على حماية الدعوة كوظيفة أساسية له؟ أم هو مطالب بالانخراط في بلورة تصور سياسي ينطلق من الدعوة.

وأضاف الوزير السابق للتربية الوطنية في حكومة التناوب، أن من بين الأسئلة المطروحة أيضا على الحزب، هل هو حزب يمارس الصراع السياسي كبقية الأحزاب؟


              عبد الله ساعف.. رئيس مركز الأبحاث والدراسات في العلوم الاجتماعية

وأشار إلى أن هذه الأسئلة أنتجت تضاربا داخل الحزب بحكم ما أسماه تعدد "النشآت" بصيغة الجمع، وتعدد مسارات مؤسسيه وقيادييه، فمنهم من انطلق من تجربة الشبيبة الإسلامية ومنهم من انطلق من جمعيات أخرى كالتي أسست لتجربة رابطة المستقبل الإسلامي وبعد ذلك حركة التوحيد والإصلاح. كما ساهم تعدد الأجيال وتعدد المكونات داخل الحزب إلى هذا التضارب وتباين الأصوات داخله.

هذا التمايز في الرؤى أو المواقف لم يخلق حسب ساعف، حالة تقاطب حاد كما وقع في تجارب أخرى، ولكن تم احتواؤه ضمن ديمقراطية مؤسساتية تعتبر نموذجية.

العلاقة مع الإطار الجمعوي

ساعف طرح إشكالا آخر بخصوص أداء العدالة والتنمية يتعلق بعلاقته مع الشكل الجمعوي، هل الحزب فرع يغطي الجانب السياسي للجمعية أي حركة التوحيد والإصلاح، وأن هذه الأخيرة تتولى بقية المجالات.

وأوضح المتحدث ذاته أنه في الحالة المغربية، المعتاد أن الأحزاب هي من يخلق الجمعيات، لكن حزب العدالة والتنمية حسبه يعتبر حالة فريدة، حيث أن الجمعية هي من خلقت الحزب، وبهذا الخصوص طرح إشكالية التمايز بين الدعوي والسياسي، وهو سؤال مطروح حتى داخل الحزب.

ورغم أن الحزب اختار التمايز، فإن ذلك، حسب ساعف، لم يمنع من حدوث التداخل، فمشاكل الشأن الديني انعكست على السياسي، وهذا واقع إلى حدود اليوم في قضايا التعليم والتطبيع والحريات العامة وغيرها.

بالمقابل رصد ساعف أن حركة التوحيد والإصلاح في المرحلة الأخيرة، بدأت تبتعد عن الحزب وربما وصلت إلى حدود تجميد العلاقة معه، وهو عنصر جزئي لتفسير نتائج انتخابات 2021، مما يطرح على الحزب في المرحلة المقبلة، هل سيتم تثبيت هذا الفصل وتعميقه أم لا؟

حسم أسئلة المشروعية

في أحداث 11 أيلول / سبتمبر 2001 و16 أيار / مايو 2003 أعطيت للدولة إمكانية تحجيم الحزب وبالتبع نزع الشرعية عنه، وجاء تأسيس الأصالة والمعاصرة لقيادة هذه التوجه وبداية المواجهة مع الحزب.

لكن الذي وقع حسب ساعف، أن هذه اللحظة تم فيها تأكيد المشروعية المجتمعية للحزب وتم تثبيت شرعية الحزب في المشهد السياسي، ثم جاءت أحداث الربيع العربي ورغم انه لم ينزل كحزب للشارع، إلا أن ذلك ساهم في تثبيت الحزب في المشهد السياسي وحسمت معه أسئلة المشروعية بشكل نهائي.

ورغم ذلك، لاحظ المتحدث أن الحزب يكاد يكون غائبا في المؤسسات باستثناء البرلمان، فهو غائب في التعيينات في مناصب الولاة والعمال والكتاب العامين للوزارات، وفي المؤسسات العمومية والدستورية، بمعنى أنه رغم تثبيت المشروعية والوصول إلى رئاسة الحكومة طبقا للدستور يبقى الحزب حزبا لا يشبه الأحزاب الأخرى التي أُدمجت في النسق السياسي.

قوة ذاتية وسياق مساعد

وأكد ساعف أن الحزب يتمتع بقوة ذاتية وبناء تنظيمي متماسك وبديمقراطية داخلية، لكنه استفاد أيضا مما أسماه "حظا"، ويتعلق الأمر، ببعض أخطاء السلطة وضعف المنافسين وكذلك أداء حزب الأصالة والمعاصرة الذي لم يوفق في المواجهة التي فتحها مع الحزب بالإضافة إلى السياق الإقليمي والمد الذي عرفه الإقليم لقوى مشابهة أو تتقاسم مع الحزب التصورات أو المرجعية في تونس ومصر وغيرها.

لكن اليوم الخريطة المجتمعية تغيرت وحتى التنظيمات تغيرت وبعضها أصبح شاردا والقوى المجتمعية التي تغذي الأحزاب السياسية تغيرت أيضا، مما يجعل الأفق حسب ساعف مفتوحا أمام جميع الاحتمالات.

تحدي السياق

من جهتها قالت سلوى الزرهوني أستاذة العلوم السياسية، أن أكبر تحدٍ لحزب العدالة والتنمية، والأحزاب السياسية عموما هو الالتزام بالديمقراطية في هذا السياق المتسم بالعودة القوية للاستبداد والسلطوية.


                                         سلوى الزرهوني أستاذة العلوم السياسية

وأضافت أستاذة العلوم السياسية، أن السياق الذي شارك فيه الحزب كان سياق الانفتاح السياسي، لكن اليوم وفي كل المنطقة وفي العالم هناك سياق تراجعي، وهناك تغليب للتنمية على الديمقراطية، وهناك سردية تقول أن التنمية الديمقراطية تنحصر في ضمان الحريات الفردية بشكل عام.

وكشفت المتحدثة، أن هذا السياق ليس فقط نتيجة سلوك الأنظمة، ولكن هناك أدبيات تركز على دور الفاعلين الدوليين في دعم الأنظمة السلطوية وهو سياق جد معقد بالنسبة للديمقراطية ككل.

والرهان الذي تطرحه الأستاذة على الحزب، هو النجاح في إدماج الديمقراطية كقيم ومبادئ حاكمة وعدم الارتهان فقط للديمقراطية المسطرية.

التحديات الداخلية للحزب

وبعد أن أقرت الزرهوني بأن الحزب لديه ديمقراطية داخلية وهذا شيء جد مهم، دعت إلى تجاوز البعد المسطري، وضمان حرية الأفراد وحسن تدبير الاختلاف، واستعارت في هذا الصدد مفهوم الفضاء العام عند هابرماس، معتبرة أن تنظيم هذه الندوة واللقاءات الداخلية التي سبقتها يندرج في هذا الإطار.

أما محمد الطوزي، الأستاذ الباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية، فقد طرح تحدي تدبير حزب العدالة والتنمية لإشكالية العلاقة بين الإيديولوجي والسياسي، باعتبار أن الكفاءات التي يتطلبها موقع الخطاب أو الدعوة ليست هي الكفاءات التي يتطلبها موقع التدبير، وهذه الإشكالية مطروحة على جميع الأحزاب التي لها خلفية إيديولوجية.


                           محمد الطوزي، أستاذ وباحث في علم الاجتماع والعلوم السياسية

وأضاف الطوزي، أن التدبير يساهم في توسيع دائرة المنتمين لأن الحزب يكون في موقع القوة، والإقبال عليه يكون واسعا، مما يطرح إشكالا يتعلق بتدبير مرور المنتمين من مرحلة "مناضل" إلى مرحلة "مدبر"، ذلك أن الوقت لن يكون كافيا لتنميط الملتحقين، ولذلك يقوم الحزب بتغليب عنصر الكفاءة والنجاعة على عامل النضال أو الصلاح، مما يفتح الباب لأصحاب المصالح أو الراغبين في تحقيقها.

كما توقف الباحث عند إشكال تدبير تعاقب الأجيال فالحزب فيه أربعة أجيال، ابتدأت بجيل التأسيس ووصلت الآن إلى جيل التواصل الاجتماعي، وفي ذات السياق أوضح أن الحزب سيواجه إشكالية تدبير مخلفات المنطق الإيديولوجي القائم على الصواب والخطأ والحلال والحرام، ما يدفع إلى صدامات بين القناعات المختلفة.

كما لفت إلى إشكال مواكبة الموقع التدبيري بمواصلة الإنتاج الفكري الإيديولوجي، وهو ما لم يقع أو كان ضعيفا بالنسبة للمتحدث، لأن الإنتاج الإيديولوجي كان من المفترض أن يتم بالفاعلين في الدائرة الدعوية وكان الأمر صعبا بالنسبة للحزب، مع ملاحظة أن مرحلة السبعينات والثمانينات كانت قوية في الانتاج الفكري في حين اليوم تراجع هذا الأمر بشكل عام.

مقاربة الحزب كحزب إسلامي

على هذا المستوى يرى الطوزي، أن تجربة الحزب بقيت مبصومة بتعدد مرجعياته ومسارات أعضائه وكان هناك توافقا على نقط على مستوى الحركي ولم يتم الحسم في بقية النقط، مشيرا إلى التباينات التي تقع في بعض الأحيان في مواقف بعض قيادات الحزب لاختلاف مساراتها وتنوعها.

ولم يخف الطوزي قناعته بأن الحزب عكس ما يشاع عنه، لاعلاقة له بحركة الإخوان المسلمين، رغم النهل من الثقافة المشتركة بينهما .

وانتقد الباحث تغليب الحزب منطق الديمقراطية المسطرية وليس الفلسفية باعتبار أن الحقيقة نسبية، كما انتقد عدم نجاح الحزب من المرور من حزب ذي مرجعية إسلامية إلى حزب محافظ، ليس بمعنى حزب غير حداثي ولكن محافظ حداثي.

تدبير الإكراهات

اعترف الطوزي أن موقع التدبير يفرض مجموعة من الإكراهات للحصول على التوافقات الممكنة، فبالتالي الحزب كان مرغما على اجتراح بعض الاختيارات الاقتصادية “النيوليبرالية”، وهذا ما جعل الحزب يؤدي الثمن سنة 2021.

الخليفة: اختيارات حزب العدالة والتنمية كلها كانت صائبة

أما امحمد الخليفة، السياسي والوزير السابق، فقد شدد على أن الزمن أكد أن كل اختيارات حزب العدالة والتنمية كانت صائبة، حيث اختار أن يبني أطروحته على الإسلام في صيغة تجديدية وأنه لا يمكن أن يعيش إلا في ظل ديمقراطية ملكية وأيضا على أساس النقد البناء وأن يدافع على الوطن في أبنائه وشخوصه وحدوده.


                                           امحمد الخليفة.. سياسي ووزير سابق

وأضاف الخليفة، الذي كان يتحدث ضمن فعاليات الندوة التي نظمتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية حول “حصيلة الحزب وأسئلة المستقبل، اليوم السبت 2 نونبر بالرباط، أن الحزب اختار المساهمة في تربية المواطن على مبادئ أساسية قائمة على الإسلام، وأن يبنى تفكيرهم على قيم الإسلام الخالدة وعلى الصدق والتجديد وقداسة المال العام وكان حزبا أيضا منفتحا على التكنولوجيا الحديثة وعلى العلوم، مشيدا بديمقراطيته باعتبارها أساسا لقيامه واستمراريته وحفظا وصونا لاستقلالية قراراته.

عمر قصير ونجاحات كبيرة

واعتبر الخليفة أن الحزب عاش زمنا قصيرا، لكن ذلك الزمن لا يقاس بما تحقق أو ما حصل عليه من مكتسبات وحققه من نجاحات.

ففي سنة 2011 ومع 20 فبراير، أكد الحزب رسميا إيمانه بالنظام الملكي كنظام راسخ، وكان أول حزب في تاريخ المغرب يحصل على 107 مقاعد داخل البرلمان ثم بعد ذلك 125 مقعد، رغم أنه لم يسبق له المشاركة في الحكومة، وكان أداؤه مبهرا في الفترتين الحكومتين وبالتالي الحزب استطاع على مستوى الأداء الحكومي أن يبلور أفكاره وأن ينفذ بعضها في مختلف المجالات وهذا مهم لحزب لم يمارس الحكم، ولو لم يحقق فقط غير إصلاح المقاصة لكان كافيا، فقد كانت كل الحكومات المتعاقبة تهاب مجرد التفكير في معالجة اختلالات الصندوق. وأن الإصلاح الذي قام به الحزب استطاع به صون التوازنات المالية للدولة وفتح المجال لتحقيق المكتسبات الاجتماعية المختلفة وكذلك البنيات التحتية.

حزب لم يتغير

وأوضح القيادي الاستقلالي السابق، أن حزب العدالة والتنمية لم يتغير أبدا في مبادئه سواء داخل الحكومة أو خارجها وبقي وفيا لها مشيرا إلى قضية اللغة العربية، والقاسم الانتخابي والقنب الهندي، واتفاق التطبيع ومدونة الأسرة وغيرها.

وقد تفاعل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، الذي واكب فعاليات الندوة، مع الآراء التي طرحت في الندوة، وقدم موجزا مكثفا من تاريخ حزب العدالة والتنمية وانتقاله من جماعة دينية متزمتة إلى حزب سياسي يواكب تطورات العصر من دون التخلي عن المرجعية الإسلامية، من مفهوم واقعي.

وكانت ملاحظته حول تحدي القيادات الجديدة للحزب، أكد بنكيران أن هذه مسألة يحسمها المؤتمر بأدواته الديمقراطية الشفافة.. 


مقالات مشابهة

  • إسلاميو المغرب في الحكم والمعارضة تحت المجهر استعدادا لمؤتمرهم الوطني
  • مخاوف أوروبية بعد فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية.. ما الذي ينتظر القارة العجوز؟
  • بايدن: لا بد أن نقبل الخيار الذي اتخذته البلاد في هذه الانتخابات الرئاسية
  • جثة في حمام مدرسة ترعب الطلاب في اسكتلندا
  • انهيار ائتلاف حكومة أولاف شولتس.. ما الذي يحدث في ألمانيا؟
  • طحنون بن زايد: "جي 42" تلعب دوراً محورياً في مستقبل التكنولوجيا العالمية
  • انهيار الائتلاف الحكومي في ألمانيا وتوقعات بانتخابات مبكرة
  • «الصحافة الفرنسية»: هاريس اتصلت بترامب لتهنئته على الفوز بانتخابات الرئاسة
  • الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يهنئ ترامب على فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية
  • ترامب يعلن فوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية