زنقة 20 ا الرباط

فجرت شكاية وجهتها الجمعية المغربية لحماية المال العام المكتب الجهوي لجهة مراكش أسفي إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش فضيحة جديدة تتعلق بتبديد المال العام بسوق الجملة للخضر و الفواكه بمراكش.

وكشف الجمعية في الشكاية أنها “تتوفر وثائق و بيانات تبين مجموعة من الاختلالات التي شابت مرافق سوق الجملة للخضر و الفواكه ، خاصة التي تتعلف باستهلاك الماء و الكهرباء، المرتبط بالمراحيض لهذا السوق”.

وأوضحت أنه ” بعد دراسة لقرارات استغلال المراحيض العمومية بسوق الجملة للخضر و الفواكه الصادرة عن رئيس جماعة مراكش ( القرار 1511 الصادر بتاريخ 17 يناير 2017 ، القرار رقم 11585 الصادر بتاريخ 7 يوليوز 20223 ) و هي القرارات التي تمنح لأشخاص معنيين امتياز استغلال المراحيض و هما شخصين حيث رخصت جماعة مراكش للأول باستغلال المراحيض العمومية الكائنة بسوق الخضر و الفواكه ، وذلك بناء على نتائج طلب عروض الأثمان المتعلق بإيجار المراحيض العمومية الكائنة بسوق الخضر و الفواكه بالجملة في جلسة 07/11/2019 . هذا و قد حدد القرار المؤرخ ب 17 يناير 2020 مجموعة من الشروط و الالتزامات التي تلزم المستفيد من الترخيص باستغلال المراحيض لمدة تبدأ من فاتح يناير 2020 إلى غاية 31/12/ 2021 ، وحدد ثمن الاستغلال الشهري في 8300,00 درهم تؤدى مسبقا و قبل الخامس من كل شهر للخزينة الجماعية لمراكش ، و يتحمل المستفيد مصاريف استهلاك الماء و الكهرباء و في حالة ما لم تحترم شروط هذا القرار و مقتضياته يسحب بدون اشعار المستفيد رسميا ،و لا يترتب عن هذا السحب أي حق في المطالبة بالتعويض” .

كما رخصت الجماعة للشخص الثاني باستغلال المراحيض العمومية الكائنة بسوق الخضر و الفواكه بالجملة ، وذلك بناء على نتائج طلب عروض الأثمان المتعلق بإيجار المراحيض العمومية الكائنة بسوق الخضر و الفواكه بالجملة و ذلك بناء على نتائج طلب عروض الأثمان المتعلق بإيجار المراحيض العمومية الكائنة بسوق الخضر و الفواكه بالجملة في جلسة 04/07/2023.هذا وقد حدد القرار الجماعي المؤرخ ب 7 يوليوز 2023 مجموعة من الالتزامات و الشروط التي على المرخص له أن يعمل بها و منها : تتحدد مدة الاستغلال في سنتين طبقا للفصل الثالث من كناش التحملات الخاص بمنح امتياز استغلال المراحيض بتراب جماعة مراكش تبتدئ من 4/7 / 2023 إلى غاية 3/7/2025قابلة للتجديد سنة واحدة . وحدد ثمن الاستغلال الشهري للمراحيض في مبلغ 14370,00 درهم تؤدى مسبقا و قبل الخامس من كل شهر للخزينة الجماعية لمراكش . ويتحمل المستفيد مصاريف استهلاك الماء و الكهرباء .

وكشفت الجمعية الحقوقية أنه “لكن بالرجوع إلى بعض فواتر استهلاك الماء فقط ، خلال السنوات 2022 2023 يتبين بأن تسويتها تتم من طرف الجماعة و ليس من طرف المستفيدين بناء على الفصل الثامن من القرار الجماعي المتعلق بالترخيص باستغلال المراحيض المشار اليها أعلاه . و قد تجاوز مبلغ الاستهلاك للماء فقط في هذه المدة إلى ما يزيد على 700.000,00 درهم و بالمقابل لا يوجد ما يشير بأن المستفيدين من استغلال مراحيض سوق الخضر و الفواكه بالجملة بأنهم يؤدون واجبات استهلاك الماء و الكهرباء حسب الفصل الثامن من الاتفاق المبرم بين الجماعة و المستفيدين من استغلال تلك المراحيض. و هو الأمر الذي يوحي بأن هناك شبهة اختلاس و تبديد لمالية الجماعة”.

وسجلت المنظمة الحقوقية مخالفات قانونية في العقود المبرمة مع الجماعة منها المخالفات التي تتعلق بخرق قرار الجماعة من طرف الأشخاص المستفيدين من امتياز استغلال مراحيض سوق الفواكه و الخضر بالجملة بمراكش و ذلك بعدم تأدية المبالغ المالية الناتجة عن استهلاك الماء للخزينة الجماعية .

ورصدت الشكاية “عدم اتخاد الإجراءات القانونية بناء على الفصل التاسع من القرار الجماعي و هو ما يوحي بأن هناك شبهة اختلاس لأموال الجماعة” .

وإلتمست الشكاية بـ”فتح تحقيق مع الشخصين المستغلين للمراحيض لسوق الخضر و الفواكه بالجملة ، ورئيس الجماعة ، ووكيل المداخيل ، والعاملين بالسوق ، و كل من له علاقةبالموضوع” .

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: بناء على

إقرأ أيضاً:

فيلم انفلوانزا الثراء: تراجيديا التخلص من المال تدفع إلى هجرة معاكسة

عبر تاريخ السينما، كانت هناك الكثير من الأفلام التي عالجت موضوع الجائحات والعوارض التي تضرب المجتمعات البشرية، بما في ذلك الأوبئة والفيروسات والأمراض، وكل ذلك في سياق سينما الخيال العلمي، مما عمّق هذا النوع من الأفلام وجعل له مميزاته التي ميّزته عن سواه من الأنواع الفيلمية.

لكن القصة ما لبثت أن اكتسبت شكلًا آخر منذ تفشي جائحة كوفيد-19 قبل ثلاث سنوات، حيث صار موضوع إنفلونزا كورونا واقعيًا ومعاشًا، وليس فيه مبالغات سوى ربطه، مثلًا، بإنفلونزا أخرى كانت قد ضربت البشرية عبر التاريخ، ومنها تلك التي ظهرت في أمريكا بين الأعوام 1918-1920، وأدت إلى إصابة وموت أكثر من نصف مليون إنسان، بينما ظهرت ما عُرف بالإنفلونزا الإسبانية في الفترة نفسها تقريبًا، والتي أدت إلى وفاة أكثر من 20 مليون إنسان.

وقد استوحت السينما هذه الجائحة من خلال سلسلة أفلام، نذكر منها: فيلم التفشي (1995)، فيلم العدوى (2011)، فيلم الحرب العالمية زد (2013)، فيلم بعد 28 يومًا (2002)، فيلم 12 قردًا (1995)، فيلم الموت الأسود (2010)، فيلم فلو (2013)، فيلم العدوى (2019)، فيلم العمى (2008)، فيلم صندوق العصافير (2018)، فيلم الناقل (2009)، فيلم أرض الزومبي (2009)، فيلم الحجر (2008)، وأفلام أخرى.

في هذا الفيلم للمخرجة غالدر غازتيلو-أوروتيا، هناك استمرارية على نفس وتيرة أفلام الجوائح، ولكن من خلال مقاربة أخرى مختلفة، إذ إنها تحاكي موضوع الإنفلونزا التي صارت تستهدف الأثرياء فقط، مما يثير حالة من الذعر بينهم، فيسعون للتخلص من أموالهم أو مناقلتها تفاديًا للكارثة التي تنتظرهم. وتفترض قصة الفيلم أن أعراض الإصابة بالوباء تتجلى من خلال نصوع الأسنان وصدور شعاع منها، وهو دليل على إصابة الشخص.

هذا الواقع سوف تواجهه شخصية إعلامية وسينمائية، وهي لورا—تؤدي الدور الممثلة ماري إليزابيث وينستيد—الغارقة في عوالم هوليوود، حتى تتصدع حياتها الزوجية وتنقطع عن ابنتها الوحيدة. وخلال ذلك، تتم مكافأتها بأموال ضخمة، لكن وقع الجائحة، وموت تسعة من أغنى 400 شخص في قائمة فوربس لأغنياء العالم في غضون أيام، وظهور الأعراض فقط في أسنانهم، التي تصبح بيضاء بشكل غير طبيعي، يجعل لورا تتجه إلى لندن لملاقاة ابنتها، ثم الانتقال سريعًا، هربًا من لندن إلى برشلونة، حيث تلاحقها السلطات على أمل حجرها، لكونها من ضمن قائمة الأثرياء المتوقع إصابتهم بالوباء.

يشغل هذا التحول قرابة نصف الزمن الفيلمي، ليتسارع إيقاع الأحداث بشكل متلاحق، وتلامس لورا مشكلاتها الشخصية ملامسة سطحية، فضلًا عن عدم إشباع الثيمات الأساسية في الفيلم، ومنها عدم تفسير الجائحة، ولماذا تفشت، ولماذا تستهدف الأثرياء تحديدًا، وهي أسئلة طرحها العديد من النقاد، ومن بينهم الناقد ماثيو تيرنر في موقع نيردلي، الذي يقول في مقالته عن الفيلم:

"إن أقوى عنصرٍ في هذا الفيلم هو إحساسه بالأجواء وتجسيد الشخصيات التي تمر بحالة الذعر، بالتزامن مع الامتداد المتزايد للوباء، الذي يستهدف إفساد الثروات بين أيدي الأغنياء، حيث القوة المُفسدة للثروة."

بينما تكمن المشكلة الرئيسية في الفيلم في أن الفيروس نفسه غير معروف بشكل كافٍ، ولا يوجد توضيح دقيق لكيفية تطوره أو كيفية انتقاله، وبما أن لورا أصبحت من أغنى أغنياء البلاد، كان من المفترض أن تكون مريضة، لكنها، وكما يبدو، مستثناة من الإصابة، ولهذا تمضي في قيادة المغامرة إلى النهاية.

على أن المسار السردي للفيلم ما يلبث أن يتشعب، فلا تبقى مشكلة لورا هي الثروة التي صارت في يدها، ولا كيفية التخلص منها لغرض النجاة بنفسها، بل شبكة من الاعتبارات، منها: إنقاذ طفلتها، والهدنة في نزاعها مع طليقها، وهكذا وصولًا إلى عمليات نزوح مكاني متتالية.

تعمد المخرجة في معالجتها الفيلمية إلى مقاربة أرادت من خلالها التأكيد على أن الجائحة والوباء بإمكانهما أن يكونا سببًا في توحيد البشرية، إذ إنهما لا يفرقان بين لون وعرق وقومية، ولهذا، سرعان ما نجدها مع حشد من الهاربين من الوباء على الساحل الليبي. وهنا، سوف تجد لورا وابنتها وأمها جميعًا وسط أفواج من المهاجرين واللاجئين من مختلف الأعراق، وهو تحول استثنائي ملفت للنظر، بحيث إن الخطوط السردية تتجه نحو ذلك النوع من المعاناة ومواجهة مخاطر الجوع والابتزاز وغير ذلك من أشكال التحديات.

يقول الناقد السينمائي في موقع كات ذي تايك بهذا الصدد:

"إن الفيلم يلامس بشكل عميق وحشية مخيمات اللاجئين ومدى فظاعة وصعوبة حياة طالبي اللجوء. مع أنه ليس بالأمر الجديد على صعيد السينما، إلا أن التحول يكمن في رؤية عائلة بيضاء تمر بمحنة التشرد، ومشاركة اللاجئين مكابداتهم. لكنها معالجة افتراضية ليست مضمونة النتائج، كمن يخلط الماء بالزيت، أي مراعاة قدر من المجازفة في اعتماد تلك الخلطة الاستثنائية."

واقعيًا، نحن أمام تمدد جغرافي ملفت للنظر ومربك في بعض الأحيان، لرحلة تمتد من لندن إلى تنزانيا، وذلك في سياق إنقاذ الذات، وتحول المال إلى وسيلة غير مرغوبة في سياق سردي، وبثّ للحبكات الثانوية، أفضى إلى أن ذلك المال غير المرغوب فيه كان مطلوبًا وأساسيًا لتغطية تكاليف الرحلات الجوية من مناطق العدوى—مما أدى، بلا شك، إلى أحد أكثر مشاهد الفيلم طرافة، حيث يتشاجر المليونيرات بشراسة في ملعب غولف مليء بطائرات الهليكوبتر حول من يمكنه الصعود إلى الطائرة—بينما تبقى كيفية انتقال الفيروس، وكيفية استجابة الناس له بأي طريقة أخرى غير الخوف، غامضة طوال الوقت.

وما دمنا بصدد البناء الدرامي والتوظيف السردي، فكما ذكرنا من قبل، فإن نقطة التحول ما تلبث أن تقع في منتصف الزمن الفيلمي، إذ تتغير أحداث إنفلونزا الأغنياء فجأةً، وتتحول إلى قصة هروب عكسي: فجأةً، هناك أوروبيون بيض أثرياء يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب متهالكة. وجهتهم: أفريقيا. هناك بؤرٌ للأمل، حيث لا يتفشى الوباء، وهنا تقع المفارقة الساخرة.

هذه المفارقة عمّقتها المشاهد التي يظهر فيها أولئك المهاجرون قدرًا من البساطة والاندفاع في مساعدة نظرائهم من البيض الأوروبيين، ومن ذلك تقاسم الماء والطعام معهم، وهم المترفون الذين لم يسبق لهم أن عاشوا محنة التشرد عن الأوطان والبحث عن اللجوء في أرض أخرى، وما تنطوي عليه من مخاطر. كل ذلك كان الوباء سببًا رئيسيًا فيه، وغطاءً غلّف أحداث الفيلم في إطار تباينت فيه مستويات الإقناع في السرد الفيلمي.

-------------

إخراج: غالدر غازتيلو-أوروتيا

سيناريو: ديفيد ديسولا، سام شتينر

مدير التصوير: جون دومينغيز

تمثيل: ماري إليزابيث وينستيد في دور لورا، توني في دور راف سبال.

مقالات مشابهة

  • وزير التموين: 50% من مخازن الجملة تعمل خلال إجازة العيد لصرف احتياجات منافذ صرف السلع التموينية
  • أستاذة أرفود التي تعرضت لهجوم همجي بين الحياة والموت
  • فيلم انفلوانزا الثراء: تراجيديا التخلص من المال تدفع إلى هجرة معاكسة
  • تغييرات بالجملة في تشكيل الأهلي أمام الهلال السوداني بدوري أبطال إفريقيا
  • بيع الخضر والفواكه بهذه الطريقة ممنوع
  • بطء عبور الشاحنات بميناء طنجة المتوسط يهدد الصادرات المغربية ومصدرو الفواكه يدقون ناقوس الخطر
  • بعد إيقافه من النقابة.. مسلم: حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم
  • محافظ الغربية يستقبل قيادات مكتب قضايا الدولة لتقديم التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك
  • عيد الفطر في مراكش.. إقبال واسع على الملابس التقليدية وحرص على الحفاظ على التراث
  • الاعرجي يزور قبر الحاخام اليهودي خازن بيت المال إسحاق جاؤون في بغداد