تعويض الفلسطينيين عن جرائم الإبادة الجماعية.. حقٌ لا يسقط بالتقادم
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
◄ عُمان أكدت ضرورة أن يطالب العالم بأسره بتعويض الفلسطينيين عن فقدان الأرواح البريئة
◄ القانون الدولي يلزم الدول المسؤولة عن الانتهاكات بالتعويض الكامل عن الخسائر
◄ إسرائيل مارست الابتزاز ضد ألمانيا وحصلت على أكثر من 90 مليار دولار بسبب "الهولوكوست"
الرؤية- غرفة الأخبار
شدَّد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي على ضرورة أن يطالب العالم بأسره بتعويض الفلسطينيين عن فقدان الأرواح البريئة، وذلك في لقاء له مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويستند هذا الحق بالتعويض إلى القوانين الدولية الإنسانية، كما أن دولة الاحتلال نفسها مارست الابتزاز ضد ألمانيا للحصول على تعويضات بسبب المحرقة التي نفذها النازيون في الحرب العالمية الثانية بحق اليهود، ليتمكنوا من الحصول على مبالغ مالية ضخمة من كل من ألمانيا والنمسا، بعد أن وقعت إسرائيل في 10 سبتمبر 1952 على اتفاقية ثنائية مع ألمانيا الغربية اعترفت بموجبها ألمانيا "بالمسؤولية الكاملة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية بحق اليهود"، ووافقت على تعويض الناجين من المحرقة مادياً عن ممتلكاتهم والأضرار الأخرى التي لحقت بهم، فضلاً عن دفع مبالغ مالية لإسرائيل، باعتبارها وريث ضحايا الهولوكوست.
وفي في 10 يونيو 2021، خرجت منظمة "مؤتمر المطالبات اليهودية المادية ضد ألمانيا" التي تهدف إلى تحصيل تعويضات لضحايا الهولوكوست لتعلن أنها حصلت على 767 مليون دولار إضافية، حيث قدرت مجموع التعويضات التى دفعتها الحكومة الألمانية خلال 70 عاماً بما يتجاوز 90 مليار دولار.
وفي الوقت الحالي، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة عبر التهجير القسري وقصف المنازل السكنية ومخيمات اللاجئين واستخدام سلاح التجويع وقصف الممرات الآمنة ومدارس الإيواء، واستهداف الأطفال والنساء، ناهيك عن المذابح التي ارتبكها الاحتلال منذ عام 1948.
التعويض في القوانين الدولية
التعويض عما تسببه انتهاكات القانون الدولي قاعدة أساسية في القانون الدولي الإنساني، إذ تلتزم الدولة المسؤولة عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني بالتعويض الكامل عن الخسائر أو الأذى الذي تسببت به الانتهاكات.
ويُشار إلى واجب القيام بالتعويض عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني بشكل واضح في البروتوكول الثاني لاتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية، ويرد أيضاً ضمناً في القاعدة التي تتضمنها اتفاقيات جنيف، والتي لا تجيز للدول أن تتحلل من المسؤوليات التي تقع عليها أو أن تحلّ طرفاً متعاقداً آخر منها في ما يتعلق بالمخالفات الجسيمة.
وتنصّ مشاريع المواد المتعلقة بمسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً على أن "الجبر الكامل للخسارة الناجمة عن الأذى الذي تتسبب به الأفعال غير المشروعة دولياً يكون على شكل الرد أو التعويض أو الترضية بإحداها أو بالجمع بينها".
وبخصوص التعويض، فإنَّ القاعدة تنصّ على وجوب دفع الدولة التي تنتهك القانون الدولي الإنساني تعويضًا إذا اقتضت الحالة ذلك، وهي قاعدة قديمة العهد في القانون الدولي العرفي، ووردت في اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907 الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، وأعيد النصّ عليها في البروتوكول الإضافي الأول، وجرى وضع هذا الواجب في الممارسة من خلال العديد من تسويات ما بعد النزاع، كما تضمّنته أيضاً مشاريع المواد المتعلقة بمسؤولية الدول عن الأفعال غير المشروعة دولياً، والتي يُلزم الدولة "التعويض عن الضرر الناتج ... في حال عدم إصلاح هذا الضرر بالرد"، ويوضح التعليق على مشروع لائحة مسؤولية الدول أن "الرد، وبالرغم من أسبقيته كمبدأ قانوني، يكون في كثير من الأحيان غير متاح أو غير مناسب ... ودور التعويض هو تغطية أية فوارق لضمان الجبر الكامل للضرر المتكبد".
نماذج لتعويضات الضحايا
نجح الرئيس الليبي السابق معمر القذافي في تغريم إيطاليا ولو رمزيًا عن ماضيها الاستعماري، وحصلت بلاده على تعويضات بقيمة 5 مليارات دولار على احتلال دام 30 عاما، إذ وقع في أغسطس 2008 اتفاقا مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، نص على "تخصيص أموال لمشاريع البناء ومنح الطلاب ومعاشات تقاعدية لليبيين الذين قاتلوا إلى جانب إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية"، وكذلك بناء طريق سريع يمتد على طول الساحل الليبي.
ووصف برلسكوني المذكرة الموقعة بين الجانبين بأنها "اعتراف مادي وعاطفي بالأخطاء التي ارتكبتها إيطاليا"، مشيرا في نفس الوقت إلى أن هذا الاتفاق يفتح الطريق إلى مزيد من التعاون مع ليبيا.
وفي فبراير 2022، ألزمت محكمة العدل الدولية في لاهاي أوغندا بدفع تعويضات قدرها 325 مليون دولار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب دورها في الصراعات الدموية في مقاطعة إيتوري الغنية بالموارد، فيما يسمى بالحرب الكونغولية الثانية بين عامي 1998-2002، فيما كانت الكونغو قد طالبت بمبلغ 11 مليار دولار.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في اليوم الـ398 من العدوان ..العدو الصهيوني يواصل الإبادة الجماعية والحصار في غزة
الثورة نت/وكالات// في اليوم الـ398 للعدوان الإسرائيلي على غزة، يواصل العدو الصهيوني قصف مناطق مختلفة من القطاع خصوصاً في الشمال والوسط، موقعاً عشرات الشهداء والجرحى، في حين أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 22 فلسطينياً في غارات للعدو على القطاع منذ فجر اليوم الخميس، 14 منهم شمالي القطاع. وفي التفاصيل، فقد أفادت مصادر إعلامية من داخل القطاع باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف للعدو على منطقة النويري غربي مخيم النصيرات (هو ثالث أكبر المخيمات في فلسطين) بعد مخيمي جباليا والشاطئ من حيث المساحة والسكان ويقع في منتصف قطاع غزة). كما أفادت المصادر نفسها باستشهاد 5 فلسطينيين في قصف من مسيّرة معادية بمنطقة تبة زارع شرقي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. هذا واستشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف للعدو استهدف مدنيين بمشروع بيت لاهيا شمال القطاع، الذي يرزح لليوم الـ 34، (مخيم جباليا وبيت لاهيا على وجه الخصوص) تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف. وقال الدفاع المدني إن آلاف من المواطنين في قطاع غزة قد استشهدوا لعدم تمكن الطواقم من الطبية لم تمتلك المستلزمات التي تمكنهم من إنقاذ أرواحهم. يأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر من داخل القطاع باندلاع حريق بمنازل مقابل مقبرة الفالوجا بمخيم جباليا إثر قصف معادي، وسط مناشدات لإنقاذ النازحين. وأفادت مصادر محلية بوقوع إصابات بعد إلقاء طائرات مسيرة من نوع “كواد كابتر” قنابل متفجرة على بوابة مدرسة حليمة السعدية في جباليا النزلة شمالي القطاع. كما استهدف قصف مدفعي معادي، صباح اليوم، منطقة الفخاري بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، بينما نوه سكان محليون إلى أن قذائف مدفعية من شرق خانيونس سقطت شمال مدينة رفح. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر اليوم، غارة جوية إسرائيلية استهدفت المنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة خان يونس. وذكرت مصادر محلية أن مدفعية الاحتلال قصفت وسط وشرقي مدينة رفح. هذا وقصفت مدفعية الاحتلال، منطقة الصفطاوي ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة، تزامنًا مع قصف مدفعي وإطلاق نار من قبل آليات الاحتلال غربي مدينة بيت لاهيا شمالاً. وأفاد سكان محليون بأن قصفًا إسرائيلي استهدف منزلًا في مشروع بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، مما أدّى إلى استشهاد 5 أشخاص.