مدير فرقة الزاوية للسماع العرفاني لـ عمان: نهدف لإبراز مكنون الإنسان الجوهري حتى يمتلئ العالم بالحب والسلام
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
كعادتها السنوية تقيم دار الأوبرا السلطانية ليالٍ استثنائية خاصة بشهر رمضان المبارك، تركز فيه على الأناشيد الدينية والابتهالات والفنون الصوفية التي تفيض بالجمال والذكر المبارك والروحانيات التي تتناغم مع خصوصية الشهر، وتجمع الدار مختلف الثقافات العربية في مسرح واحد على مدى أيام متفرقة وفق جدول محدد، وقد ساهمت الدار بالتعريف بتلك الثقافات وأولت للفرق الانشادية العمانية مساحة مهمة لتقديم فنونها وجمال أصوات مؤديها، ومن تلك الفرق العمانية التي قدمت ليلة استثنائية يوم الاثنين الماضي "فرقة الزاوية للسماع العرفاني" الفرقة العمانية التي تشكل حضورا شبه سنوي على خشبة الدار لتشعل الحنين عاما بعد عام إليها، فنبحر مع روعة الكلام والنشيد والموسيقى والابتهارات على مختلف المقامات البديعة، وقد شهدت ليلة الاثنين تقديم "الزاوية" لمجموعة من الأناشيد، إلى جانب فرقة "إبن عربي للفنون الصوفية" من المغرب.
وحول "الزاوية للسماع العرفاني" ونشأتها ومعاني تسميتها وأمور عديدة أخرى كان لـ "عمان" حوار مع مدير الفرقة حسام بن ربيع بم محمد الجابري، فإلى ما دار:
- بداية لننطلق بالسؤال المعتاد، ولتحدثنا عن فرقة الزاوية للسماع العرفاني ومتى تأسست وما هو الهدف من تأسيسها؟
• فرقة "الزاوية للسماع العرفاني" تعنى بالسماع العرفاني الإحساني، لإبراز مكنون الإنسان الجوهري حتى يمتلئ العالم بالحب والسلام، وأما عن تأسيس الفرقة فقد تأسست في عام 2015، وسجلت لها مشاركات عدة في مختلف المناسبات والفعاليات التي تقام في سلطنة عمان وخارجها كذلك.
وتمتاز الفرقة بانفتاحها على النتاج العرفاني الإنساني بمختلف مرجعياته وأوعيته الناقلة في تجسيد عميق للعرفان المتعالي على انحيازات الخليقة وتمذهباتها، والذاهب باتجاه جوهرها الناصع وإنسانها المحض. تقدم الفرقة تجربة سماعية تعزز من قدرة الإنسان على أن يخوض تجربته الروحية الفريدة في هذا الوجود باستخدام سماعيات منتقاة بعناية تشمل العرفان والمحبة والسلام.
- فرقة الزاوية للسماع العرفاني، اسم الفرقة بحد ذاته يبعث على سؤال ما هي "الزاوية"، وما هو "السماع العرفاني" حدثنا عن ذلك؟
• "الزاوية" وهي المكان الذي يجتمع فيها المُحِبون على ذكر الله وهم "يتخلون" عن الإنتماءات المتعددة، "ويتجلّون" بانتماء واحد وهو الانتماء إلى الله، وهناك ثلاثة أعمدة أساسية تقوم عليها زاوية الذكر وهي "الأوراد" و "الإنشاد" و "الإرشاد"، وبها تتصفى قلوب الحاضرين بقلب رجل واحد.
أما "السماع العرفاني"، فيقول الله سبحانه وتعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا"، قدّم المولى السمع لقوة تأثيره ونفاذه المباشر إلى الروح والذي هو تجربة روحية تأخذ الإنسان إلى عوالم ذاته الداخلية حتى يشهد خلالها نوره وجوهره المكنون ويعي أنه التجلي الكامل لنور المحبة وأن العالم ما هو إلا مرآة تعكس أسراره وأنواره.
- حضوركم في دار الأوبرا كل عام، ماذا يعنيه لكم كفرقة؟
• إن دارالأوبرا السلطانية بتنظيمها لمثل هذه الحضرات الروحية الموسيقية تفتح آفاقاً ينطلق فيها الإنسان من قيوده إلى عالم الحرية من الأشكال والألوان والانتماءات المزيفة والتي ما أنزل الله بها من سلطان حيث يعود إلى انتمائه الأصيل الأوحد إلى ذاته المتجردة من كل ما سوى الله، وفرقة الزاوية للسماع العرفاني مستعدة دائما للمشاركة في إثراء هذا المشهد الروحي والجمالي في دار الأوبرا السلطانية.
- ما هي طبيعة القصائد التي تقدمها الفرقة وما يميزها عن غيرها؟
• القصائد التي ننتقيها بطبيعة الحال هي من نتاج العارفين بالله والمحبين من أهل الإحسان وأهل السلوك. إن محور القصائد هو الإنسان من حيث انتمائه الإلهي ونزعته الربانية الروحية، الإنسان فقط وما يحمله من معنى وهذا المعنى نحن نمجّده ونتغنى به في حضراتنا ومجالس ذكرنا.
- حدثنا عن مشاركاتكم الرسمية على مدار نشاطكم، وما نصيب المشاركات الخارجية منها؟
• للفرقة مشاركات عديدة داخل سلطنة عمان وخارجها، ومن أبرز مشاركاتنا هي إحياء عدة ليال رمضانية في النادي الثقافي، ومهرجانات بيت الزبير للموسيقى الصوفية، وأمسيات إنشادية ومديح في دار الأوبرا السلطانية وهذه المشاركة هي الثالثة، بالإضافة إلى مشاركات خارجية مثل مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمي الذي يقام في المملكة المغربية.
- هناك العديد من الفرق التي تقدم ذات الفن في سلطنة عمان، ماذا عن التعاونات بينكم؟
• يحصل بيننا تعاون مع الفرق الفنية في أداء بعض الفقرات في مناسبات ومشاركات مختلفة، كما يشارك معنا العديد من العازفين البارزين في المشهد الموسيقي العماني سعياً من الفرقة على التنوع وتعزيز التجربة السماعية.
- منذ تأسيس الفرقة في عام 2015 وإلى اليوم، هل هناك أسماء جديدة انظمت إلى الفرقة؟
• نعم بكل تأكيد الفرقة دائما حيوية وفيها مساحات ونسعى إلى ضمان استمرارية رفع جودة الأداء الفني مع المحافظة على صدق التجربة الروحية التي يخوضها منتسبو الفرقة.
- الانضمام الى الكيانات لها أهمية، مثل الجمعية العمانية للفنون، ولهواة العود.. هل ترى ذلك مهما بانضمامكم الى هذه الكيانات، وما هو المعول منها؟
• فرقة الزاوية على استعداد لخلق تعاونات مع مختلف المؤسسات الفنية والثقافية والمجتمعية وتعي أهمية ذلك لضمان تنوع التجربة والوصول إلى شرائح مختلفة في المجتمع العماني والعالمي.
- كلمة اخيرة توجهها عبر جريدة عمان.
• إن حركة الحياة اليومية تجبر الإنسان على أن يخوض تجارب تخرجه عن حالة الحضور الروحي ولهذا فكل إنسان يحتاج أن تكون عنده القدرة على العودة إلى ذاته، وما السماع إلا مغناطيس للقلوب يجذب الإنسان إلى حضرة السلام الداخلي وهو من المؤيدات الروحية التي يحتاجها كل فرد من أفراد العالم. فرقة الزاوية للسماع العرفاني تقدم تجربة سماعية تعزز من قدرة الإنسان على أن يخوض تجربته الفريدة في هذا الوجود باستخدام سماعيات منتقاة بعناية تشمل العرفان والمحبة والسلام. وكما يقول ابن عربي: "السماعُ منشأ الوجودِ، فإنَّ كلَّ موجودٍ يهتزّ".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأوبرا السلطانیة دار الأوبرا
إقرأ أيضاً:
تنديد باعتقال مدير موقع انتفاضة إلكترونية في سويسرا وعريضة للمطالبة بالإفراج عنه
أعرب خبراء في مجال حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة عن مخاوف بشأن حرية التعبير في أوروبا، بعد توقيف الصحفي الأميركي المؤيّد للقضية الفلسطينية علي أبو نعمة في سويسرا مطلع الأسبوع الجاري.
وجرى توقيف أبو نعمة، الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لموقع "انتفاضة إلكترونية"، في زوريخ حيث كان من المقرّر أن يتحدث في فعالية، حسبما أفاد الموقع نفسه.
وأكدت الشرطة في زوريخ توقيف أبو نعمة (53 عاما)، مشيرة في بيان إلى أنّه انتهك حظر الدخول إلى أراضيها، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وقالت الشرطة إنّه سيتم النظر في "التدابير المتعلّقة بقانون الهجرة"، بينما أدان خبيران من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان عملية الاعتقال هذه.
وحضّت المقرّرة الخاصّة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير، إيرين خان، سويسرا عبر منصة "إكس" (توتر سابقا) على "التحقيق بشكل عاجل وإطلاق سراح" أبو نعمة.
Shocking news! #Switzerland is a member of Freedom Online Coalition! I urge????????to urgently investigate and release @AliAbunimah of @elctrncintifada https://t.co/YYY4Z7Qj5E — Irene Khan (@Irenekhan) January 26, 2025
بدورها، قالت المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، فرانشيسكا ألبانيز، إنّها تشاطر خان صدمتها، داعية إلى "إجراء تحقيق سريع".
وأضافت ألبانيزي أنّ "المناخ المحيط بحرية التعبير في أوروبا يصبح ساما بشكل متزايد، ويجب أن نكون جميعا قلقين".
I share the shock and urge for a prompt investigation into this matter. The climate surrounding freedom of speech in Europe is becoming increasingly toxic, and we should all be concerned. https://t.co/1KE9maAsgY — Francesca Albanese, UN Special Rapporteur oPt (@FranceskAlbs) January 26, 2025
ويذكر أن المقرّرين الخاصّين للأمم المتحدة هم خبراء مستقلّون يتم تعيينهم من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولكنّهم لا يتحدثون نيابة عن الهيئة العالمية.
ووصفت عريضة أطلقتها الأحد منظمة "أكشن - Action" السويسرية لحقوق الإنسان، أبو نعمة بأنّه صحفي فلسطيني أميركي حائز جوائز عدة ومُدافع عن حقوق الإنسان، مطالبة بـ"الإفراج الفوري عنه".
وجاء في العريضة التي جمعت بعد حتى كتابة هذا الخبر حوالي 16 ألف توقيع، أنّه "احتُجز بشكل إداري من قبل شرطة زوريخ التي تنوي طرده من البلاد الإثنين".
Outraged at Switzerland's ongoing politically motivated detention and threatened deportation against my friend and @intifada founder Ali Abunimah: 1000% censorship campaign driven by pro-Israel lobby.
If pro-Palestine voices aren't safe, no one is safe. https://t.co/Af5xBw81b8… — Sarah Leah Whitson (@sarahleah1) January 26, 2025
وقال ناطق باسم السفارة الأميركية إنّ السفارة "على علم باعتقال مواطن أميركي وتقدّم المساعدة القنصلية المناسبة".
في العام الماضي، اعتُقل العديد من الناشطين والصحفيين في بريطانيا، أو داهموا منازلهم أو وجهت إليهم تهم باستخدام سلطات "مكافحة الإرهاب"، ومن بين هؤلاء آسا وينستانلي، المحرر المساعد في "انتفاضة إلكترونية"، الذي تمت مداهمة منزله ومصادرة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الخاصة به، ولم توجه إليه أي تهمة بارتكاب أي جريمة.
وأعلن الموقع أنه يقف متضامنا مع علي أبو نعمة،، مؤكدا أن "التحدث ضد الظلم في فلسطين ليس جريمة.. والصحافة ليست جريمة".