اللوبي الصهيوني والحملة ضد "تيك توك" في أمريكا
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
عبد النبي العكري
من المعروف أن شركات الميديا الأمريكية مثل جوجل وتويتر وميتا التي تضم "فيسبوك وانستجرام وواتساب" ، وغيرها، تكاد تحتكر فضاء التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى امتداد العالم.
بالطبع هناك استثناءات لدول مثل الصين وروسيا، استطاعت أن توفر تطبيقات التواصل الاجتماعي (السوشيل ميديا) الخاصة بها، لكن الاختراق الأبرز لاحتكار الشركات الأمريكية أمريكيا وعالميا هو تطبيق "تيك توك"، والذي تملكه شركه "بايت دانس" الصينية والذي يستخدمه أكثر من مليار مستخدم حول العالم منهم ما يقارب 150 مليونًا معظمهم من الشباب في أمريكا، والمهم أيضًا أنه يُستخدم كوسيلة لترويج الأعمال والحملات السياسة والإعلام وغيرها.
وهناك 3 جهات على الأقل تعمل على إخراج "تيك توك" من سوق الولايات المتحده الأمريكية أو تملك عملياتها والسيطرة عليها وهي شركات الميديا الأمريكية والمنظومة الأمنية في أمريكا واللوبي الصهيوني في أمريكا.
منذ مدة وشركة تيك توك مستهدفة في الولايات المتحدة بدعوى القلق من قيام تيك توك بجمع معلومات شخصية من قبل مستخدميها للاستفادة منها بشكل غير قانوني، لكن ذلك ينطبق أيضًا على جميع شركات التواصل الاجتماعي وهي الأكثر انتشارا وخصوصا الشركات الأمريكية. أما مصدر القلق الكبير فهو أن تيك توك يمكن أن تسلم هذه المعلومات إلى الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الصيني وهو ادعاء لم يتم إثباته حتى الآن رغم نفي الشركة المتكرر وتحقيقات الكونجرس والأجهزة الأمنية الفيدرالية وعقد جلسات استماع متكررة في الكونجرس مع قياديي الشركة وفي مقدمتهم المدير التنفيذي شو زاي تشو.
لكننا في هذا المقال سنركز على دور اللوبي "الإسرائيلي" لإخراج تيك توك من الفضاء الأمريكي أو السيطرة عليها. من المعروف أن هناك هيمنة للوبي الصهيوني على الإعلام الأمريكي التقليدي وقد كان ذلك فاقعًا خلال حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في غزة وباقي فلسطين المحتلة وانحيازا فاضخا للجانب الإسرائيلي والصهيوني إلى حد الشراكة الإجرامية. وبالنسبة لشركات التواصل الاجتماعي فهي منذ زمن وضعت قيودا على من ينتقد "إسرائيل" واللوبي "الإسرائيلي" والحركة الصهيونية ويتبنى القضية الفلسطينة من أفراد ومنظمات وحجب حساباتها. لكن ما يجري منذ اندلاع الحرب الأخيره في 7 أكتوبر2023 لا سابق له. وقد مثل التحول في مواقف إيلون ماسك مالك منصة إكس (تويتر سابقا) نموذجًا على موقف شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية. ذكر ماسك أن الدافع لشرائه شركة تويتر بملغ خيالي 28 مليار دولار، هو المحافظة على حرية التعبير على المنصة. لكنه وبعد اندلاع الحرب الأخيرة؛ حيث وجد الرأي المناهض "لإسرائيل" هامش حرية معقولة على المنصة، فقد عمدت شركات كبرى معلنة من خلال منصة أكس ومنها جوجل لوقف إعلاناتها ما لم تضع منصة أكس حدًا لهذه الأطروحات وشن اللوبي الصهيوني حملة تشهير ضده. كما استُدعي إيلون ماسك لزيارة الكيان المحتل بما في ذلك مستعمرات غلاف غزة حيث تحول إيلون ماسك إلى مدافع شرس عن الكيان الصهيوني وجرى ارتداد منصة أكس عن هامش الحرية الذي أتاحته وضبطت سياسة النشر لصالح "إسرائيل" واللوبي "الإسرائيلي". ويمكن قياس ذلك على باقي شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية الأخرى.
هنا برزت منصة تيك توك الاستثناء المزعج فهي لم تضع قيودا على مختلف المواقف ووجهات النظر تجاه الصراع "الإسرائيلي" الفلسطيني كما يعبر عنها عبر المنصة في أمريكا وسائر بلدان العالم، حيث أضحت في ظل القيود والإجراءات التي فرضتها الشركات الأمريكية الأخرى المنفذ الرئيسي لإيصال وجهة النظر المناهضة للصهيونية والمؤيدة لشعب فلسطين.وتكمن أهمية تيك توك في أن مايقرب من 150 مليون مستخدم أمريكي معظمهم من الشباب يستخدمونها ليس فقط للتعبير عما يريدونه بل للترويج لأعمالهم التجارية وخصوصا رواد الأعمال من الشباب.
هنا وجد اللوبي "الإسرائيلي" والحركة الصهيونية الفرصة السانحة للتحرك تجاه المؤسسة المسيطرة على الشعب الأمريكي لتقويض شركة تيك توك وإخراجها من الفضاء الأمريكي أو الاستيلاء عليها في تناقض فاضح مع الحقوق الدستورية للشعب الأمريكي وهي حرية التعبير وحرية التجارة والتملك والنشاط الاقتصادي خلافا لمبدأ حرية التجارة عالميا وللشركات الخاصة. ومن الواضح أن استهداف تيك توك دون غيرها من شركات تطبيقات الميديا والتي بمقدورها أيضًا الوصول إلى المعلومات الخاصة للمستخدم يستهدف معاقبة الصين ولصالح شركات الميديا الأمريكية العملاقة مثل ميتا وفيسبوك وأكس وغيرها على حساب المستهلك الأمريكي ويصب في اتجاه الاحتكار. وفي ذات الوقت فإن للوبي الإسرائيلي الصهيوني مصلحة حيوية وهي إحكام السيطرة على وسائط التواصل الاجتماعي دون وصول الرأي الآخر حيث تيك توك من أهم منافذه.
في تسجيل مسرب حذر جوناثان غرينبلات رئيس رابطة مكافحة التشهير الصهيونية الأمريكية ومن أهم لوبيات "إسرائيل" أن ما ينذر بالخطر هو توجه مزيد من الشباب الأمريكي لتأييد حماس ومعاداة "إسرائيل" والسامية ومن أهم وسائلهم التواصل عبر التيك توك. كما أن وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيفن منوشين يعمل لإقامة تحالف يضم شركات أمريكية و"إسرائيلية" لشراء عمليات تيك توك في أمريكا إذا ما أقر الكونجرس ذلك. وقد سافر إلى جانب شريكه التجاري ديفد فريدمان لزيارة "إسرائيل" وعرض مشروعه.
أما المشروع المطروح حاليا أمام مجلس النواب الأمريكي؛ فهو أن يعدل الوضع القانوني لشركة تيك توك والمملوكة من قبل الشركة الصينية بايت دانس؛ حيث إن 60% من أسهمها تعود لمستثمرين من خارح الصين التي تعتبرها الولايات المتحدة خصمًا أجنبيًا لا يسمح له بتوفير أو توزيع تطبيقات للمستهلكين الأمريكيين. ويعطي مشروع القانون، الرئيس صلاحيات تحديد هذه التطبيقات والخصوم الذين يتحكمون فيها. وإذا ما أُقِرَ القانون بعد موافقة مجلس الشيوخ عليه فإنه خلال 180 يومًا ستُخيَّر شركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك، بين تخفيضها للمساهمة الصينية في ملكيتها إلى 20% أو تحويل شركة تيك توك إلى شركة مستقلة بنفوذ محدود للصين فيها؛ أي استحواذ الأمريكييين وغيرهم على غالبية أسهمها. وإذا رفضت شركة بايت دانس ذلك فإن شركة تيك توك ستشطب وتمنع من العمل في السوق الأمريكية.
ورغم أن غالبية الأمريكيين وخصوصًا مستخدمي تطبيق تيك توك يعارضون ذلك؛ لأنه يعد انتهاكا صارخًا لحرية التعبير والحقوق الدستورية وتمكينًا للاحتكار وتدميرًا للحياة الاقتصادية لملايين الأمريكيين، خصوصًا الشباب ورواد الأعمال، إلّا أن نفوذ اللوبي الإسرائيلي ومصالح الرأسمالية الاحتكارية تضغط من أجل ذلك في ظل حكومة وكونجرس داعم "لإسرائيل " ومعادٍ لفلسطين والصين.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عاجل - انتخابات أمريكا 2024.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: أتوقع تحقيق ترامب نتائج تتجاوز استطلاعات الرأي
توقع رئيس مجلس النواب الأمريكي أن يحقق ترامب نتائج تتجاوز استطلاعات الرأي.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن المرشح الأمريكي دونالد ترامب سيصوت في فلوريدا، بينما المرشحة كامالا هاريس أجرت تصويتها عبر البريد.
وقالت سي إن إن نقلًا عن مستشاري المرشح الأمريكي دونالد ترامب، إن انتخابات أمريكا الحالية أكثر حدة مقارنة بانتخابات 2016 و2020.
انتخابات أمريكا 2024.. دعم ترامب لإسرائيل يثير الجدل ويهدد موقفه الانتخابي.. هل تصنع هاريس الفارق؟وقال عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور برني ساندرز، إن المرشح دونالد ترامب حليف وثيق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متابعا: "ستكون لدينا فرصة أفضل لتغيير السياسية الأمريكية، مع وجود المرشحة كامالا هاريس في البيت الأبيض".
وأضاف أن دعم إدارة بايدن وهاريس لنتنياهو من شأنه أن يثبط تصويت الشباب والأمريكيين المسلمين، والعديد من الآخرين الذين لولا ذلك لكانوا داعمين لهاريس.
انتخابات أمريكا 2024.. الطقس السيئ يهدد الناخبين.. عواصف وفيضانات تؤثر على الإقبال في 11 ولاية حاسمةومع انطلاق الانتخابات الأمريكية هذا العام، يواجه الناخبون تحديات إضافية تتمثل في الطقس السيئ الذي من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على سير العملية الانتخابية في العديد من الولايات المتأرجحة، لذلك يترقب الجميع تأثير هذه التقلبات المناخية على نتائج الانتخابات في تلك الولايات التي تمثل العامل الحاسم في تحديد الفائز.
التهديدات الجوية في الولايات المتأرجحةوبحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، فإن الطقس غير المستقر سيؤدي إلى عواصف رعدية وهطول أمطار بالإضافة إلى هبوب رياح قوية، وذلك في الولايات الحاسمة مثل ميشيجان وويسكونسن ومناطق متفرقة في بنسلفانيا، ما قد تؤثر على قدرة الناخبين في الوصول إلى مراكز الاقتراع، لذا ينصح الخبراء الناخبين في تلك الولايات بحمل معدات المطر.
إلى جانب الولايات المتأرجحة بين ترامب وهاريس، هناك توقعات بهطول أمطار غزيرة في ولايات أخرى مثل فلوريدا وجبال الأبلاش التي تمتد من نيويورك إلى ولاية ألاباما، ما قد تؤثر على الإقبال في بعض المناطق، لكنها لن تكون موحدة في جميع أنحاء البلاد.
التأثير على الولايات الأخرىومن المتوقع أن تشهد بعض الولايات الأخرى ظروفًا جوية متنوعة، حيث تتوقع الأرصاد أن تشهد مناطق مثل واشنطن العاصمة وأوريجون أمطارًا وثلوجًا، بينما ستسجل المناطق الساحلية الشرقية درجات حرارة دافئة وجافة، ومن جهة أخرى، هناك احتمالية لزيادة قوة العاصفة الاستوائية في منطقة البحر الكاريبي التي تقترب من ساحل الولايات المتحدة، والتي قد تتحول إلى إعصار وتؤثر على فلوريدا ولويزيانا في وقت لاحق من الأسبوع.
ولا تزال هناك مخاوف بشأن الإقبال وإمكانية الوصول إلى مراكز الاقتراع في ولاية كارولينا الشمالية، التي شهدت فيضانات شديدة في سبتمبر الماضي بعد إعصار هيلين، الوصول إلى مراكز الاقتراع.
كما تشير التوقعات إلى أن الأمطار الغزيرة قد تؤدي إلى فيضانات في بعض المناطق، خاصة في ولاية أوكلاهوما، التي أدرجت العديد من مناطقها تحت تحذير من الفيضانات، وفي الوقت نفسه، تشهد جبال روكي اهتمامًا خاصًا بسبب الطقس الشتوي، ما قد يؤدي إلى تقلبات في درجات الحرارة وهطول الثلوج.
انتخابات أمريكا 2024.. فتح مراكز الاقتراع وبدء التصويت في 6 ولاياتوبدأ التصويت في ولايات نيويورك، ونيوجيرسي، وفرجينيا، وكونيتيكت، وكنتاكي، وماين، بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، وفتح مراكز الاقتراع في ولايات الساحل الشرقي للتصويت بالانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ظهور أولى النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة الأمريكية.. 6 ناخبين في المدينة والأصوات مفاجئةكما ظهرت أولى نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وذلك من بلدة ديكسفيل نوتش في ولاية نيو هامبشاير، والمعروفة بإجراء التصويت في منتصف الليل، والتي شهدت تعادلًا مثيرًا بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، حيث حصل كل منهما على 3 أصوات من مجموع 6 أصوات في البلدة، وتعد هذه النتائج بداية مبكرة ليوم الانتخابات في الولايات المتحدة، التي تجذب دائمًا الأنظار من مختلف أنحاء العالم بسبب توقيتها ورمزيتها، وفقًا لشبكة «CNN» الأمريكية.
تاريخ التصويت في ديكسفيل نوتشوديكسفيل نوتش هي إحدى أقدم المواقع في الولايات المتحدة التي تبدأ بإعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، والتي تقع على الحدود الأمريكية الكندية، حيث بدأ هذا التقليد في عام 1960، مما يجعل البلدة جزءًا من التاريخ الانتخابي الأمريكي، ورغم أن البلدة تضم عددًا قليلًا من السكان، إلا أن نتائجها تحظى اهتمامًا كبيرًا وتثير الجدل، حيث يتم الإعلان عن النتائج في وقت مبكر جدًا قبل أي ولاية أخرى، وفقًا لشبكة «Fox news» الأمريكية.
تفاصيل التصويت في منتصف الليلوبموجب تقاليد ديكسفيل نوتش، يفتح باب التصويت لمدة قصيرة في منتصف الليل مباشرة، حيث يقوم الناخبون المؤهلون في البلدة بالإدلاء بأصواتهم سريًا، وبعد ذلك، يتم فرزها على الفور، ويتم الإعلان عن النتائج بشكل علني قبل أن تبدأ أي ولاية أخرى في فرز أصواتها، وبعد عملية الفرز السريعة، تم الإعلان عن تعادل الأصوات بين ترامب وهاريس، ما يعكس توازنًا بين التأييد للجمهوريين والديمقراطيين في البلدة.
أهمية نتائج ديكسفيل نوتشوتعتبر نتائج ديكسفيل نوتش بمثابة إشارة البداية ليوم الانتخابات في الولايات المتحدة، حيث يترقبها المراسلين ووسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم التي تسعى إلى الحصول على أول نظرة على الاتجاهات المبكرة في الانتخابات، وعلى الرغم من أن نتائج البلدة لا تمثل بشكل قاطع الفائز في الانتخابات، فإن توقيت الإعلان المبكر عنها يضيف طابع خاص.