جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-04@17:09:51 GMT

مهلًا رمضان.. ما أسرع خطاك!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

مهلًا رمضان.. ما أسرع خطاك!

 

حمد الحضرمي **

 

 

يأتي رمضان على شوقٍ ويمضي على عجل، فبالأمس كنَّا أول رمضان، واليوم قد مضى الثلث من الشهر، فسبحان من وصفك بأيام معدودات، فيارب تقبل منَّا ما مضى واعنَّا على ما بقي، وأعتق رقابنا من النار، فأيام رمضان سريعة لا تتوقف، والأحداث تتسارع من حولنا، وفتن الدنيا تموج بنا، والأموات يتسابقون أمامنا، والعاقل والسعيد منا من ملأ صحيفته بالصالحات، فعلينا أن نقف ونحاسب أنفسنا، قبل فوات الأوان والرحيل عن هذه الدنيا، فعلينا انتهاز فرصة هذه الأيام والليالي المباركات من شهر رمضان، ونتنافس في الطاعات والأعمال الصالحات.

والصيام فريضة توسع الصدر وتقوي الإرادة وتزيل أسباب الهم، وتعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل فيكبر المرء في عين نفسه، ويصغر حينها كل شيء في عينه، وهو حالة من السمو الروحي لا يبلغها إلا من يتأمل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة، وشهر الصيام موسم للطاعات، تتنزل فيه الرحمات، وتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين، وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وفيه من الفضائل ما لا يعد ولا يحصى، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، والصوم جنة، أي وقاية وستر، لأنه يقي من عذاب النار، والمسلم عندما يصوم تصوم معه الروح والعقل والجوارح عن المحرمات. وأيام رمضان تمر سريعًا والسعيد من أودع في هذه الليالي المتسارعة الأفعال والأعمال الطيبة.

فيا شهر الصيام ترفق بنا وتمهل، فبهذه السرعة أنت خفيف الظل عظيم الأجر، فنفوس العابدين وقلوب الراكعين والساجدين تحن إليك فلا تغادر على عجل، فقد هل الهلال وارتفع النداء، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر. والسؤال المطروح الآن ماذا أودعنا في هذه الأيام والليالي المباركات من أعمال؟ وكيف أحوالنا في الطاعات؟ وكيف خشوعنا وخضوعنا في الصلوات؟ وهل اجتهدنا في طلب العتق من النيران؟. إن هذه الأيام والليالي المباركات تمر وتنقضي بسرعة، وعلينا التقرب إلى الله بفعل الطاعات والبعد عن المحرمات.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فيكثر فيه من الصدقة والإحسان وأعمال الخير، وعلينا التأسي برسول الله لأنه قدوتنا، والإسراع بإخراج الصدقات والزكوات، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، والمحافظة على الصلوات الخمس في المسجد مع الجماعة، وقراءة القرآن بالليل والنهار، والتوبة والاستغفار والذكر وقيام الليل لمناجاة ربنا الكريم المنان، ونصلي ونصوم صلاة وصوم المودعين، لأننا لا نعلم متي يكون الرحيل، وهل سنكمل صوم رمضان هذا العام أم يحل الأجل، وهل سندرك رمضان العام القادم، أم نكون تحت التراب، فيا رب لا تجعل هذه الأيام والليالي تنقضي إلا وقد أعتقت رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا وأرحامنا والمسلمين والمسلمات من النار، وأدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة، بلا حساب ولا سابقة عذاب.

وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، وبفعل الطاعات أسبق، وإلى الجنة أرغب، ونسأل الله أن يرفع عنا وعنكم الشر، ويكرمنا بليلة القدر، ويسعدنا طول الدهر، وأن يجعل شهر رمضان خير وبركة على كافة المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال ولا تنسون إخوانكم المستضعفين في كل مكان من دعائكم وخصوا في دعائكم أهل غزة وفلسطين لأنهم يتعرضون لحرب إبادة جماعية بشعة من الصهاينة، واستغلوا هذه الأيام والليالي المباركات من شهر رمضان المبارك في التغيير الإيجابي في كل شيء لتخرجوا من هذا الشهر وقد غفر الله لكم ذنوبكم وعتق رقابكم من النار وأصبحت أرواحكم طيبة ونفوسكم طاهرة وأعمالكم صالحة.

** محامٍ ومستشار قانوني

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أول يوم رمضان 2025.. إمساكية الشهر الكريم

يُتوقع أن يبدأ شهر رمضان لعام 2025 في مصر يوم السبت، 1 مارس 2025، وفقًا للحسابات الفلكية، ويُعتبر هذا الشهر الفضيل فرصة ثمينة للتقرب إلى الله من خلال الصيام والصلاة والعبادات المختلفة.

موعد بداية شهر رمضان 2025

بحسب المعهد القومي للبحوث الفلكية، سيولد هلال شهر رمضان في تمام الساعة 2:47 فجر الجمعة، 28 فبراير 2025، بتوقيت القاهرة. ومن المتوقع أن يُرى الهلال بعد غروب شمس يوم الجمعة، مما يجعل السبت، 1 مارس 2025، أول أيام الشهر المبارك.

إمساكية اليوم الأول من رمضان في القاهرة

في اليوم الأول من رمضان، الموافق 1 مارس 2025، ستكون مواعيد الصلاة والسحور في القاهرة كالتالي:

السحور: 2:34 صباحًاالإمساك: 4:34 صباحًاصلاة الفجر: 4:54 صباحًاالشروق: 6:21 صباحًاصلاة الظهر: 12:07 مساءًصلاة العصر: 3:25 مساءًصلاة المغرب (الإفطار): 5:54 مساءًصلاة العشاء: 7:11 مساءً

مدة الصيام في هذا اليوم ستكون حوالي 13 ساعة و20 دقيقة.

استعدادات المصريين لاستقبال رمضان

مع اقتراب شهر رمضان، يبدأ المصريون في التحضير لاستقباله من خلال تزيين الشوارع بالفوانيس والأنوار الملونة، وتحضير الأطعمة التقليدية مثل الكنافة والقطايف. كما تُقام الأسواق الرمضانية التي توفر المستلزمات الخاصة بالشهر الكريم، وتزداد الأنشطة الخيرية لمساعدة المحتاجين.

أهمية شهر رمضان

يُعد شهر رمضان فرصة للمسلمين لتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية، حيث يجتمعون على موائد الإفطار والسحور، ويشاركون في صلاة التراويح في المساجد. كما يُشجع الشهر الكريم على التأمل والتقرب إلى الله من خلال قراءة القرآن والقيام بالأعمال الصالحة.

مع اقتراب هذا الشهر الفضيل، يتمنى الجميع أن يكون رمضان 2025 فرصة للتجديد الروحي والتقرب إلى الله، وأن يعم السلام والبركة على الأمة الإسلامية والعالم أجمع.

 

أدعية استقبال شهر رمضان

يستقبل المسلمون شهر رمضان بالأدعية والتضرع إلى الله، سائلين القبول والمغفرة. من الأدعية المأثورة:

"اللهم بلغنا رمضان ونحن في أحسن حال، اللهم اجعلني فيه من المستغفرين، واجعلني فيه من أولئك المتقين برأفتك يا أرحم الراحمين."

"اللهم تقبل مني طاعتي، واكتب لي الأجر العظيم."

"اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار."


مع حلول هذا الشهر الفضيل، يتجدد الأمل والتفاؤل في قلوبنا سائلين الله أن يكون رمضان هذا العام شهر خير وبركة على الجميع.
 

مقالات مشابهة

  • حكم تخصيص كل يوم من أيام رمضان بدعاء معين
  • فضائل شهر رمضان
  • حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صوم شهر شعبان
  • أول يوم رمضان 2025.. إمساكية الشهر الكريم
  • إسرائيل: "لن يكون هناك حزب الله" في هذه الحالة
  • رسالة مباشرة من وزير إسرائيليّ إلى نعيم قاسم: هذا ما سنفعله إنّ خرقتم وقف النار
  • بأيِّ حالٍ أقبلتَ يا رمضان ؟ استطلاع عن أحوال الناس في لحج
  • 3 دعوات تمسكوا بها في شهر شعبان.. اغتنموا هذه الأيام قبل رفع الأعمال
  • فضل العمرة في شهر شعبان
  • دعاء العتق من النار.. مجرب ومستجاب