روايات من غزة .. مجازر لا تتوقف وحرب تجويع
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
“قبل شهرين أتى ابني أسامة من اليونان إلى قطاع غزة .. قطع أميالاً ليحتضن أطفاله ويحميهم من قصف الاحتلال الإسرائيلي لكنه لم ينجح .. استشهد مع أطفاله وعدد من أفراد العائلة جراء صواريخ الاحتلال ومدفعيته التي انهالت على بلدة القرارة بمدينة خان يونس جنوب القطاع”، بهذا يلخص جودي أبو شباب لمراسل سانا مأساته جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال منذ أكثر من ستة أشهر على القطاع.
ويضيف أبو شباب: “القصف الإسرائيلي الغاشم طال كل شيء.. منطقة السطر الغربي ببلدة القرارة دمرت بالكامل وانمحت جميع ملامحها .. أمضينا ثلاثة أيام ونحن نبحث بين الركام عن نجلي أسامة وأطفاله ومن كانوا معه من أفراد عائلتنا.. لم نجد إلا أشلاء متناثرة جراء شدة القصف .. وبعد عناء عثرنا على جثامين خمسة شهداء، من بينهم أسامة وطفله ولا يزال ثلاثة في عداد المفقودين”، مشيراً إلى أن العشرات من جيرانهم في بلدة القرارة ما زالوا تحت أنقاض المنازل والأبنية السكنية التي تحولت إلى كومة من الركام.
حسين أبو قايدة الذي استشهد شقيقه وزوجته في قصف الاحتلال للبلدة يقول: “انقطع الاتصال مع شقيقي وزوجته عند تعرض القرارة لتدمير شامل من طائرات ومدفعية الاحتلال واستغرقت عملية البحث عنهم ثمانية أيام ولم نجد إلا أشلاءهم .. ما يحدث بحق أهالي قطاع غزة إبادة جماعية ..الاحتلال يريد قتل أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني”.
منذ 166 يوماً ومجازر الاحتلال مستمرة في كل حي وزقاق بالقطاع ..القصف يطال المنازل والخيام والشوارع والمستشفيات ..اليوم قصف الاحتلال بكثافة محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة ومخيمات وسط القطاع ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، من بينهم سبعة من عائلة واحدة في مخيم البريج. محمود الجربة من المخيم أوضح أن الاحتلال دمر مربعاً سكنياً كاملاً في المخيم ما أدى لاستشهاد تسعة فلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء، وتحول ثمانية منازل إلى أثر بعد عين.
وفي إطار حرب الإبادة الجماعية يشن الاحتلال حرب تجويع، وقصفه يطال أيضاً من ينتظرون قوافل المساعدات للحصول على طعام لعائلاتهم وفي الأسبوع الماضي وحده ارتكب 8 مجازر بحق من ينتظرون المساعدات والعاملين في مجال تقديمها أسفرت عن استشهاد أكثر من 100 وإصابة العشرات كان أحدثها الليلة الماضية خلال انتظار المئات قافلة مساعدات جنوب مدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 20 شهيداً.
محمود العكش الذي استشهد نجله داوود في تلك المجزرة يشير إلى أن داوود غادر المكان الذي تتواجد فيه العائلة صباح أمس بحثاً عن الطعام، حيث أنهكهم الجوع لكن طائرات ومدفعية الاحتلال قصفته هو ومئات الفلسطينيين وهم ينتظرون المساعدات ما أدى لاستشهاده واستشهاد وإصابة العشرات، مؤكداً أن الاحتلال يقتل كل من يحاول الحصول على المواد الغذائية في مدينة غزة وشمال القطاع ويرتكب يومياً مجازر وحشية يذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى دون أن يعني ذلك أي شيء لمدعي الإنسانية في الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، حيث يواصلون دعم الاحتلال ويفشلون أي جهد لوقف عدوانه.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
العراق أقل المتضررين.. رسوم ترامب تشعل الاسواق العالمية وحرب الاسعار على الابواب
الاقتصاد نيوز - بغداد
بخطوة قد تكون صادمة للتجارة العالمية، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على جميع الدول بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة. وتتراوح هذه الرسوم بين 10% كحد أدنى وتصل إلى 49% على بعض الدول مثل كولومبيا، مما يثير تساؤلات حول معنى هذه الخطوة وتداعياتها على الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وبظل ردود الأفعال المختلفة، تتجه الانظار الى الاقتصاد العراقي، ومدى تأثره بقرارات ترامب التي تهدف الى حماية الاقتصاد الامريكي وفق ضمن سياسته الاقتصادية "أمريكا أولاً". وجاء العراق بالمرتبة الثانية ضمن قائمة الدول العربية التي فُرض عليها الرسوم الجمركية، حيث بلغت نسبة الرسوم 39%، وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول الجوانب التي ستضرر من هذه النسبة العالية. وبهذا الصدد، كشف مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، الصادرات المشمولة مشمولة بالرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال علاء الدين، في حديث تابعته "الاقتصاد نيوز"، إنه "في ضوء الإعلان الأخير الصادر عن رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بشأن فرض رسوم جمركية متبادلة على عدد من دول العالم، نود أن نوضح أن الصادرات العراقية من الطاقة، بما في ذلك النفط الخام، ليست مشمولة بهذه الرسوم". وأضاف، أن "العراق يُصدّر حاليا ما بين 7 إلى 8 ملايين برميل من النفط الخام ومشتقاته شهريا إلى الولايات المتحدة، وتشكل هذه الصادرات الركيزة الأساسية للصادرات العراقية، وهي لم تتأثر بالإجراءات الجمركية الأخيرة". وتابع: "أما بقية الصادرات العراقية فهي محدودة من حيث الحجم والنطاق، مما يعني أن الأثر الاقتصادي لهذه الرسوم على العراق سيكون محدودا للغاية". وأكد أن "الشراكة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة تظل راسخة وقوية، وأن هذه الإجراءات لن تمس جوهر العلاقة الاقتصادية أو الدبلوماسية بين البلدين"، لافتا الى، أن " البلدين يواصلان العمل على تعميق التعاون بينهما في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الطاقة والاستثمار وتعزيز استقرار المنطقة". وأعلنت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، امس الأربعاء، أن العراق صدر أكثر من 7 ملايين برميل من النفط الخام ومشتقاته إلى الولايات المتحدة خلال شهر كانون الثاني من العام 2025. وأوضحت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن "إجمالي النفط الخام المصدر من العراق في كانون الثاني بلغ 5.615 ملايين برميل، بينما كانت الصادرات المتبقية التي تبلغ 1.521 مليون برميل عبارة عن مشتقات نفطية، مثل الزيوت غير المكثفة". بدوره، رأى الخبير بالشأن الاقتصادي مصطفى حنتوش، أن العراق سيكون أقل المتضررين من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على العالم. وقال حنتوش، في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "العراق فارض على السلع الأمريكية كاجهزة الآيفون، السيارات، وغيرها رسوم جمركية تبلغ كمتوسط 78%"، لافتا الى أن "الامريكان كانوا يتفاوضون على فرض من 10 – 20% على السلع العراقية الا أنهم قرروا رفعها الى 39%". وأشار الى، ان "اغلب صادرات العراق الى أمريكا تتمثل بالنفوط وبانواع محددة"، لافتا الى أن "العراق يصدر قرابة من 75 – 90 الف برميل يوميا"، متوقعا "حدوث زيادة بنسب الضرائب المفروضة على هذه الصادرات". ولفت الى أن "هذه العقود موقعة بالوقت نفسه مع مصافي وشركات خاصة في أمريكا، والتي قد تتحمل جزءا من الضرائب والجزء الأخر يتحمله العراق، وقد لا يتحمل العراق اي شيء". وبين الخبير بالشأن الاقتصادي، أن "العقود المبرمة مع الولايات المتحدة بعضها حكومي؛ اي انها لا تخضع لهذه الرسوم؛ باعتبار ان الحكومات تستورد بدون ضرائب"، مرجحا ان "يكون العراق أقل المتضررين؛ لانه لا يصدر سلع كمالية". وبشأن حرب الأسعار، رأى حنتوش، أن "هذا الامر لن يجنب العراق حرب الاسعار لاسيما أن السوق الامريكية تعتبر مؤشرا سعريا"، مؤكدا أن "الاسعار سترتفع على الشركات وليست على الامريكان".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام