النهار أونلاين:
2025-01-11@07:17:22 GMT

رمضان ليس فقط طاعات بل هو أيضا إنتصارات

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

رمضان ليس فقط طاعات بل هو أيضا إنتصارات

لكل من يجدّ ويجتهد في العبادات خلال شهر رمضان، هنيئا لك وطوبى لك كمّ من الإنتصارات والإنجازات التي سيكون وقعها كمثل الترياق تكسبك عزيزي المسلم وبفضل الله ورحمته نشوى ولذة ورضا،والأكبر من ذلك عزّة. ففي رمضان عدّة إنتصارات يحرزها من أخلص صيامه وأتقن عبادته وتفنن فيها ، ومن جملة هذه الإنتصارات:

الانتصار الذاتي:

وهذا الإنتصار يلخّص هزم الذات والتغلب على النفس وشهواتها، إحتسابا لوجه الله تعالى ومبغاة لرضاته.

لإان يكبح المؤمن جماحه عن المعاصي جهارا نهارا، وليلا طويلا بستره لهو الإنتصار على النفس الأمارة بالسوء.
وقد قال صلى الله عليه وسلم:( حُفت الجنة بالمكاره، وحُفت النار بالشهوات ).

الانتصار العبادي:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ، تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِلَّا تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ ) أخرجه الترمذي وغيره.فتقديم العبادات على عديد المغريات والملذات أمر لا يستصيغه إلا من أراد نشوى الإيمان وضحد الأعمال غير المجدية، فالتزود بالتقوى وشحذ الهمة لا يقدم عليه إلا لبيب عرف الهدف فإجتهد.

الانتصار الإيماني :

بالاستجابة لأمر الله وشرعه، وتذكر الآخرة وطلبها، والذنوب ورجاء مغفرتها وذبولها، والصوم إيماناً وحسبةً، وليس عادةً وتبعية، ولكنه يجسّد إيمانه باحتمال الجوع والتباعد عن الشهوات.

الانتصار الاجتماعي:

ويكون هذا بتحسين العلاقات الإجتماعية ورفع شعار التسامح والتصافي ، والتواصل مع الأحبة والجيران، والترفع عن توافه الخصومات أو الانشغال بنزاعات بالية قد تبدّد معنى الشهر الفضيل.

الانتصار العسكري:

بامتلاك قلوب المؤمنين الصائمين باليقين والقدرة على تجاوز الأخطار، واستعصامهم بالله، مع ضعف العتاد والعدة، كما حصل في (غزوتي بدر وفتح مكة) ومشاهد إسلامية أخرى، أظهرت أن العبادة قبل الجهاد وقود وحماس وهمة، تكلل بالنجاح غالبا، قال تعالى:( إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) من سورة الأنفال .

الانتصار التراحمي:

ويكون هذا بالإحسان للمعوزين وإحتضان الفقراء في جوّ كلّه ودّ وتلاحم من أجل الفوز العظم، وأي فوز هو يكرمنا الله به من خلال دخولنا الجنة من باب الريان المعدّ خصيصا للصائمين التوابين الأوابين.فتراحموا وتلاحموا.

الانتصار الخُلقي:

هو ذلك الإنتصار الذي يدرأ الغضب، ويدفع على الحِلم والكرم والتواضع، وترك المعايب والسَّفساف، حيث قال صلى الله عليه وسلم ( إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق ). ورمضان موسم اختبار الأخلاق وفحص جذورها، والنّاجي فيه فائز و منصور ، متغلب على طبائع اجتماعية ونفسية، ومؤثر لسلامة الصيام، ونيل رضا الله تعالى.

الانتصار العقلي:

وهو بتقديم الأحق والأبقى على السفاسف من الأمور، و وبترجيح الغالي على الرخيص، و كذلك بتغليب الجوهر على المظهر، والتفكير فيما عند الله تعالى، وإن كان أشق ابتداءً، إلا أنه أثمر ثمارا يانعة، تجنى بعد صبر واحتساب ومصداقية . وفِي ذلك تغليب للشرع على الهوى، وللعقل على العاطفة، واعتقاد أن الملذات لا تؤخذ على كل حال، وأن تأخيرها أحيانا خير للعبد وأطيب وأحكم.

الانتصار الأممي:

وهو ذاك الذي يظهرنا أمام الأمم والشعوب، ويعلي ديننا ، ويجعلهم يلتفون في إعجاب حول هذه الشريعة، و يستخلصون من الصوم أسليبا لمداواة مرضاهم، وصدى التراويح المدوي في الفضائيات، وموائد الصائمين، وكيف استمتع بها وإبتهج لها المسلمون عبر اصقاع العالم، وكانت سببا في إسلام العديد ممن عادوا إلى الله وتابوا.

الانتصار الهممي:

ويظهر هذا جليا في تولد همة جديدة، وإنبات عزيمة متقدة، تجعل المرء يراجع نفسه كثيرا، فلقد سما وتفوق عباديا، وقرآنيا وخلقيا، فلماذا لا يحافظ على ذلك، ويجعله أيقونة انطلاق بعد رمضان ، فيجد جهدا ملتهبا، ويحافظ على خير بناه وأسسه، وفِي القرآن: ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ) سورة النحل . وقال الإمام الجُنيد رحمه الله : (عليكم بحفظ الهمة، فإن الهمة مقدمة الأشياء ). وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه ، وتقبل منا أجمعين.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: الزوج مسؤول عن حجاب زوجته

 أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الزوج كما هو مسؤول عن رعاية مصالح أهله الدنيوية، مسؤول كذلك عن رعاية مصالحهم الدينية؛ وذلك بأمرهم بطاعة الله تعالى ونهيهم عن معصيته، بالموعظة الحسنة والإرشاد وتوفير السبل لهم لتحقيق ذلك .

 

مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته.. الإفتاء توضح


وقالت الإفتاء إن الحجاب حق من حقوق الله يجب على كل امرأة مسلمة القيام به، فإن لم تفعل وجب على زوجها أن يأمرها به ويتلطف معها بالنصح ويذكرها بفرضيته ويحثها عليه، ويداوم على ذلك، ولا يجوز إيذاؤها نفسيًّا ولا بدنيًّا لإجبارها على الحجاب؛ إذ لم يأمر الله أحدًا أن يجبر الناس على طاعته، بل أمر بالأمر بها على جهة التذكير والحث، فإن قام الزوج بذلك فلا إثم عليه في تركها الحجاب.

 

الزوج مأمور برعاية مصالح أهله
وأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى كلف الله تعالى الزوج برعاية مصالح أهله، وذلك بما يدفع عنهم الضرر في الأبدان والأديان.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» متفق عليه.

وقد أناط الشرع الشريف بالرجل رعاية مصالح أهله بقدر وسعه ومستطاعه:

فأما في رعاية مصالح البدن: فقد أمره الله تعالى بالنفقة بما يسد حاجتهم من مسكن وملبس ومأكل وعلاج دون أن يكلفه في ذلك فوق طاقته؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7].

وأما في رعاية مصالح الأديان: فقد كلفه الله تعالى أن يأمرهم بالطاعات وإقامة العبادات وينهاهم عن القبائح والمحرمات، بالنصح والتعليم لهم والصبر عليهم مع مداومة الإرشاد؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].

فروى ابن وهب في "تفسير القرآن" من "الجامع" عن زيد بن أسلم: أن أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أُنزِلَتْ هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ قالوا: يا رسول الله، لقد أوقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: «تَأمُرُونَهُمْ بِطَاعَةِ الله، وَتَنْهوهُمْ عَنْ مَعَاصِي الله».

مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته
وأكدت الإفتاء أن  الحجاب فريضة على كل امرأة مسلمة عاقلة، ويتحقق بأن تلبس ما يستر كلَّ جسمها ما عدا وجهَها وكفيها؛ أيًّا ما كانت هذه الملابس؛ بحيث لا تصف ولا تكشف ولا تشف؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31].

وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وأشار إلى وجهه وَكَفَّيْهِ. أخرجه أبو داود في "سننه"، والطبراني في "مسند الشاميين"، وابن عدي في "الكامل"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"الآداب" و"شعب الإيمان".

فإن لم تكن الزوجة ترتدي الحجاب الشرعي فإن مسؤولية الأمر به والحث عليه داخلة في نطاق مسؤولية زوجها عنها في رعاية مصالحها الدينية، ويجب عليه حينئذ أمرُها به، أمرَ إرشادٍ وترغيب، لا أمرَ إجبارٍ وترهيب.

فعن دِحية الكلبي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لَا يَصِفُهَا» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود في "السنن".

فإن قام الزوج بمسؤوليته في نصح زوجته وحثها على الحجاب، ولكنها مع ذلك لم تتحجب، فعليه أن يصبر عليها مع المداومة على النصح والترغيب؛ إذ نص الشرع على وجوب أمر الأهل بالصلاة والصبر عليهم في أدائها وإقامتها، مع كون الصلاة عماد الدين وأول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة، فلأن يصبر الزوج على امرأته في الالتزام بفريضة الحجاب من باب أولى.

قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132].
وقد جاء التعبير القرآني بالأمر بالاصطبار لا الصبر؛ لبيان أن الرجل مطالب بقدر زائد على معنى الصبر العادي؛ ليشمل كل حال يستدعي الضجر والشدة، فيكون مطالبًا حينئذٍ بتكلُّف الصبر وتَعَمُّده، دون ملل أو ضجر باعثين على النفور والإيذاء.


وقد نص الشرع الشريف على أن الأصل في الدعوة إلى الله تعالى أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا كان ذلك لعموم الناس أو لأصحاب العداوات من المعارضين للحق؛ فلأن يكون بين الزوج وزوجته أولى.

قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

مقالات مشابهة

  • الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
  • كيفية التعامل في الأزمات وأهمية القضاء بالله وقدره
  • مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. الإفتاء توضح
  • خلص عليه بعد الامتحان.. تفاصيل مصرع طالب على يد زميله بالشرقية
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإفتاء: الزوج مسؤول عن حجاب زوجته
  • ابن الفنان صالح العويل : محمد رمضان وياسر جلال اطمئنا عليه هاتفيًا l خاص
  • الإفتاء: أكدت السنة النبوية حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم للتزين
  • ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم