لماذا أصبح الشباب أقل سعادة من الأجيال الأكبر سنا؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
كشف تقرير حديث أن الشباب أصبحوا أقل سعادة من الأجيال الأكبر سنا، لأنهم يعانون من “ما يعادل أزمة منتصف العمر”، بحسب ما نقلت صحيفة “غارديان” البريطانية.
وأظهر تقرير السعادة العالمي لعام 2024 أن تراجع الرفاهية بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما، أدى إلى خروج الولايات المتحدة من قائمة العشرين الأسعد في العالم.
كما أشار إلى أن الشباب في جميع أنحاء أميركا الشمالية “أصبحوا الآن أقل سعادة من كبار السن”، مع توقع حدوث نفس هذا التحول “التاريخي” في أوروبا الغربية.
وألقى الجراح العام للولايات المتحدة، فيفيك مورثي، باللوم على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا إن “السماح للأطفال باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يشبه إعطاءهم دواء لم يثبت أنه آمن”.
وأضاف لصحيفة “غارديان”، أن “فشل” الحكومات في تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أفضل في السنوات الأخيرة، كان “جنونا”.
وبدوره، قال مدير مركز أبحاث الرفاهية ومحرر الدراسة، البروفيسور جان إيمانويل دي نيفي، إن التقرير أظهر “انخفاضات مثيرة للقلق في سعادة الشباب، خاصة في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية”.
وتابع: “الاعتقاد بأن الأطفال في بعض أنحاء العالم يعانون بالفعل مما يعادل أزمة منتصف العمر، يتطلب اتخاذ إجراءات سياسية فورية”.
إشارة تحذيرية
وبعد 12 عاما تم فيها التوصل إلى أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما أكثر سعادة من الأجيال الأكبر سنا في الولايات المتحدة، يبدو أن الاتجاه انقلب في عام 2017، كما ضاقت الفجوة أيضا في أوروبا الغربية، ويمكن أن يحدث نفس التغيير خلال عام أو اثنين، وفق الصحيفة.
ووصف مورثي نتائج التقرير بأنها “إشارة تحذيرية على أن الشباب يعانون بالفعل في الولايات المتحدة، والآن بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم”.
واحتل البريطانيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما المركز 32 في التصنيف، خلف دول مثل مولدوفا وكوسوفو والسلفادور، التي لديها واحد من أعلى معدلات جرائم القتل في العالم.
وعلى النقيض من ذلك، وصل البريطانيون الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما إلى قائمة “أفضل 20” من أسعد الأجيال الأكبر سنا في العالم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال غالبية المراهقين البريطانيين اامشاركين باستطلاع الرأي، إنهم يتوقعون أن تكون حياتهم “أسوأ من الجيل السابق”، وفق “الغارديان”.
وتراجعت الولايات المتحدة 8 مراكز في التصنيف العام للسعادة لتحتل المرتبة 23، لكن عندما سُئل الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما فقط، احتلت أغنى دولة في العالم المرتبة 62، خلف غواتيمالا والسعودية وبلغاريا.
وإذا تم أخذ آراء الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق فقط في الاعتبار، فإن الولايات المتحدة كانت في المرتبة العاشرة بين الدول الأكثر سعادة، حسب الصحيفة.
ووجد التقرير أنه “بالنسبة للولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، انخفضت السعادة في جميع الفئات العمرية، لكن بشكل خاص بالنسبة للشباب، لدرجة أن الشباب الآن، في 2021-23، كانوا الفئة العمرية الأقل سعادة، وذلك بالمقارنة مع عام 2010”.
ولا يكشف التقرير عن أسباب التغييرات، لكنها تأتي وسط قلق بشأن تأثير تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم المساواة في الدخل، وأزمة الإسكان، والمخاوف بشأن الحرب، وتغير المناخ، حسبما تذكر الصحيفة البريطانية.
وقال مورثي إن المراهقين الأميركيين “يقضون ما يقرب من 5 ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي في المتوسط، ويسهر ثلثهم حتى منتصف الليل في ليالي الأسبوع على أجهزتهم”.
ودعا إلى إصدار تشريع للحد من الأضرار التي تلحق بالشباب من وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك تقييد أو إزالة ميزات، مثل أزرار الإعجاب والتمرير اللانهائي “scroll down”.
ويُعد تقرير السعادة العالمي، مقياسا سنويا للرفاهية في 140 دولة، يصدره مركز أبحاث الرفاهية بجامعة أكسفورد ومؤسسة غالوب وشبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
ويتتبع التقرير الرفاهية الشخصية باستخدام تقييمات المشاركين لحياتهم ومشاعرهم الإيجابية والسلبية.
وعلى مستوى النتائج الكلية، كشف التقرير أن فنلندا والدنمارك وأيسلندا احتلت المراكز الثلاثة الأولى في قائمة أسعد البلدان.
وكانت كوستاريكا والكويت من الوافدين الجدد إلى المراكز العشرين الأولى. فيما تراجعت ألمانيا من المركز السادس عشر إلى المركز الرابع والعشرين.
فيما ظلت أفغانستان ولبنان الدولتين الأقل سعادة في العالم.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی الولایات المتحدة الأشخاص الذین أعمارهم عن فی العالم أن الشباب سعادة من
إقرأ أيضاً:
سمعة عُمان خط أحمر
د. خالد بن علي الخوالدي
سنوات طويلة ونحن في هذا البلد الطيب نبني سمعة طيبة لنا ولبلدنا، سمعة أساسها الأخلاق العالية والمكارم الطيبة حتى قال عنَّا المصطفى صلى الله عليه وسلم الحديث المشهور "لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك) ولم يذكر الحبيب هذا الحديث اعتباطا أو كلاما عابرا بل إنه مبني على سمعة طيبة وأخلاق عالية.
واليوم وبعد هذه السنوات تظهر لنا وسائل التواصل الاجتماعي تصرفات غريبة وإشاعات باطلة وافتراءات كاذبة وتزوير للحقائق، ومع أنها تصرفات فردية إلا أنها تنتشر في كل الأقطار والدول ويتلقفها الكائدون والحاقدون لهذا البلد العزيز، كما أنها تظهر العُماني في صورة غير لائقة ولا تمثله التمثيل الحقيقي، مع التأكيد على أننا لا نعيش في المدينة الفاضلة، ولا نقول إننا ملائكة وبعيدون عن الخطأ، ولكن في هذا الزمن ومع وسائل التواصل الاجتماعي علينا بتطبيق الحديث الشريف قل خيرًا أو أصمت بحذافيره، فكل كلمة تؤثر على الأفراد والمؤسسات والدولة بكل أركانها.
ولا أحد يقول إنَّ الكلمة ليس لها تأثير وإن السمعة لا تهتز بكثرة المقاطع الهزيلة والمُبتذلة والكاذبة والمُفتراة، فهناك أناس لا تعرف البلد وقد تشاهد مقاطع عدة وعندئذ تصدر أحكامها! وهناك مستثمر يبحث في وسائل التواصل الاجتماعي ويدرس الشعب والدولة حتى يؤمِّن استثماره، وهناك من يتربص بنا الدوائر وعندما يشاهد هذه المقاطع يحفظها في ذاكرته ليُذكرنا بها حين يشاء، فبناء السمعة يتطلب سنوات من العمل الدؤوب والتفاني؛ حيث تبنى السمعة على الإنجازات والتصرفات، وتؤثر بشكل مُباشر على العلاقات الشخصية والاقتصادية.
السمعة ليست مجرد كلمة تستخدم لوصف شخص أو دولة؛ بل هي نتيجة لسنوات من السلوكيات والتصرفات، فعندما يتحدث الناس عن سمعة أي دولة، فإنهم يشيرون إلى ما تم تحقيقه من إنجازات وما يعرف به المجتمع، والدول التي تتمتع بسمعة طيبة غالبا ما تكون لديها بيئة استثمارية جذابة، حيث يسعى المستثمرون إلى الاستثمار في أماكن تعرف بالاستقرار والأمان، في المقابل يمكن أن تؤدي السمعة السيئة إلى عزوف المستثمرين وتراجع الاقتصاد.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصات قوية لنشر المعلومات والأخبار، وتستخدم هذه الوسائل أحيانًا لتلويث سمعة الدول من خلال نشر مقاطع مخلة بالأدب والأخلاق، أو عبر إدعاءات كاذبة تهدف إلى استدرار التعاطف، وبلادنا الغالية ليست محصنة ضد هذه الظاهرة فقد انتشرت مقاطع تسيء إلى سمعة البلاد من الخارج؛ بل هناك هجمات مسعورة تُشَن بين الفينة والأخرى ضد هذا البلد المسالم البعيد عن الحروب حسدا على السلام والأمن والاستقرار التي نعيشه ولكن أن تكون هذه الإساءة من أبناء عُمان فإنها كبيرة وخطيرة وتؤثر سلبًا على صورة عُمان في عيون العالم.
إن هذه الادعاءات والأكاذيب التي تروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي تمثل مادة جاهزة لمن يسعى للنيل من بلادنا وأمتنا، فعندما تنتشر أخبار كاذبة أو مقاطع مفبركة أو تمثيلات هابطة، تصبح هذه المعلومات سلاحا يمكن استخدامه لتشويه صورة عُمان في نظر الناس.
السمعة تؤدي دورًا محوريًا في خلق فرص التطور والاستثمار، فما يعرف به بلد مُعين يمكن أن يؤثر بشكل كبير على قرارات المستثمرين، فالسمعة الطيبة تجذب الاستثمارات، وتفتح آفاقا جديدة للنمو والتقدم، وعلى العكس فإن السمعة السيئة تعيق هذه الفرص، وتشكل عائقا أمام التقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وأخيرًا.. يجب على كل فرد في المجتمع العُماني أن يتحمل مسؤولية الحفاظ على سمعة بلاده وليجعل سمعة عُمان الخط الأحمر الذي لا يتجاوزه، فكل منا يمكن أن يكون سفيرا لعُمان، من خلال نشر الحقائق وتعزيز الصورة الإيجابية للبلاد، كما يجب على الجهات المعنية تعزيز الوعي حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على السمعة، والعمل على مواجهة المعلومات المضللة، فبناء سمعة قوية هو استثمار في مستقبل عُمان، وهو أمر يتطلب جهودًا مشتركة من الجميع للحفاظ على مكانة البلاد وازدهارها.
ودُمتم ودامت عُمان بخيرٍ.
رابط مختصر