هل خالف البرلمان الدستور بتأخر صدور قوانين الإجراءات الجنائية والإدارة المحلية؟ دراسة تكشف
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان دراسة جديد بعنوان "دور البرلمان في تحويل الحقوق الدستورية إلى تشريعات فعالة لحقوق الإنسان".
وتستند الدراسة الصادرة عن مؤسسة ماعت للسلام إلى القيام بحصر مواد الدستور المصري المعدل في 2019، والتي نصت على إصدار قوانين لتنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، سواء تم تحديد وقت لإصدار هذه القوانين خلال 5 أو 10 سنوات، أو دون التقيّد بمدة زمنية.
كما تقوم الدراسة باستعراض تفاصيل المواد الدستورية التي تحتاج إلى إصدار قوانين ومدى أهميتها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وأهميتها لتعزيز حقوق الإنسان.
كما تتناول الدراسة الصادرة عن مؤسسة ماعت للسلام ارتباط عدد من المواد الدستورية التي لم تصدر القوانين الخاصة بها بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والتزامات مصر الدولية، كذلك توضيح أهمية إقرار هذه القوانين في تحقيق مجموعة كبيرة من النتائج المستهدفة في الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تم إطلاقها في العام 2021.
وحددت الدراسة المواد الدستورية التي تحتاج إلى تدخل تشريعي لتترجم إلى قوانين، إلى ثمان مواد دستورية، تهدف في مجملها إلى تعزيز حقوق الإنسان في مصر، وهي مسئولية ملقاة على عاتق مجلس النواب، فهو الجهة التشريعية المنوط بها سن القوانين، وسبق أن اعتبرت الحكومة أن بعض هذه القوانين هي مسئولية مجلس النواب، وأن الإلزام الدستوري يقع على عاتق المجلس التشريعي.
السجيني: الإدارة المحلية تعمل على تيسير إجراءات الحصول على تراخيص البناء مجرد سراب.. «ماعت» تنتقد وثيقة منظمات المجتمع المدني الصادرة عن الجامعة العربيةوفي هذا السياق، قال أيمن عقيل، الخبير الحقوقي الدولي ورئيس مؤسسة ماعت للسلام، إن الدستور المصري يعكس حرص المصريين على تطوير آليات تعزيز حقوق الإنسان، ووضع مزيد من الضمانات التي تكفل حق المواطن المصري وتنظم العلاقة بين مختلف أجهزة الدولة.
وأضاف أن هذا جعل الدستور المصري الحالي، الوثيقة الأكثر تطورًا من كل الدساتير المصرية السابقة، بما وضعه من مبادئ وحقوق وآليات تكفل الحقوق والحريات للمواطنين، وتؤكد التزام مصر بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وأوضح عقيل أن هذا الدستور يحتاج للقوانين من أجل الترجمة على أرض الواقع، والتحول من وثيقة مبادئ إلى قوانين تنظم العلاقات والحقوق والواجبات في المجتمع، وهي المهمة التي أوكلها الدستور إلى السلطة التشريعية، والممثلة في مجلس النواب، فهي الجهة المنوطة بتشريع وإقرار القوانين وتفعيل الالتزامات الدستورية.
تأخر صدور القوانينوأردف الخبير الحقوقي: “مع تحديد مواعيد لإقرار بعض القوانين، فإن مجلس النواب يكون مقصرًا في حال لم يلتزم بالمواعيد الدستورية لإقرار هذه القوانين، ومن الواجب دستوريًا معالجة هذا الخلل بسرعة إقرار القوانين التي نص عليها الدستور، نظرًا لأهميتها في تعزيز حقوق الإنسان، ودعم مسيرة تطور الدولة وحركة المجتمع”.
وطالب عقيل مجلس النواب بضرورة أن يضع على رأس أولوياته إنجاز القوانين المحددة دستوريا خلال الفصل التشريعي الحالي، لتأكيد التزام المجلس باحترام الدستور وتنفيذ نصوصه.
كما طالب بتوجيه الاهتمام البرلماني والحزبي نحو إقرار القوانين التي تشغل الأوساط السياسية والحقوقية، والتي حددها الدستور، ووضعتها الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ضمن نتائجها المستهدفة، كما أنها جاءت ضمن مخرجات الحوار الوطني، خاصة إصدار قانون جديد للإجراءات الجنائية، يتوافق مع نصوص الدستور وأهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.
من جانبه، قال إسلام فوقي، مدير وحدة الديمقراطية داخل مؤسسة ماعت للسلام، إن تأخر صدور قانون الإدارة المحلية، لا يمثل فقط مخالفة للمادة (242) من الدستور التي تنص على تطبيق نظام الإدارة المحلية الجديد خلال 5 سنوات، بل إن تأخر هذا القانون يعني تعطل مواد الدستور الخاصة بالإدارة المحلية، وهي سبع مواد هي: (175 - 176 - 177 - 178 - 179 - 180 - 181) وردت في الفرع الثالث الخاص بالإدارة المحلية، ضمن الباب الثاني الخاص بالسلطة التنفيذية.
وأضاف فوقي أن قوانين الدستور بشأن الإدارة المحلية متعلقة بالنظام الجديد الذي لم يصدر قانون بشأنه حتى الآن، مطالبا الأحزاب السياسية المسيطرة على أغلبية مقاعد مجلس النواب، بأن تسارع لتنفيذ الالتزامات الدستورية، من خلال التقدم بمشروعات القوانين المستهدفة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدستور المصري حقوق الإنسان مجلس النواب الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان الحوار الوطني الإدارة المحلیة الدستور المصری لحقوق الإنسان مواد الدستور هذه القوانین حقوق الإنسان مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
مجلس النواب يبدأ مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية غدا
يناقش مجلس النواب في جلساته العامة، التي تبدأ غداً، وعلى مدار 3 أيام، مشروع قانون الإجراءات الجنائية من حيث المبدأ فقط، وتعديل قانون هيئة الشرطة.
ويستعرض المجلس تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ومكتب لجنة حقوق الإنسان عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد، من حيث المبدأ.
فلسفة مشروع القانون تتسق مع دستور 2014وأكد مجلس النواب، في بيان رسمي اليوم، أن المشروع المقدم يعد قانونا متكاملا للإجراءات الجنائية ويحقق فلسفة جديدة تتسق مع دستور 2014، والاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ويتلافى العديد من الملاحظات والتوصيات الصادرة عن بعض الأجهزة التابعة للمنظمات الدولية الرسمية، بما يتواكب مع التطور التكنولوجي، وذلك كُله بما يحقق المصلحة العليا للدولة في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين الداخلي والدولي، ويحقق الاستقرار المنشود للقواعد الإجرائية، حيث تضمن مزيداً من ضمانات الحقوق والحريات للمواطن المصري بما يليق بالجمهورية الجديدة على النحو الوارد بتقرير اللجنة المشتركة بشأنه.
تعديل قانون هيئة الشرطةكما تضمن جدول أعمال المجلس على مناقشة مشروع القانون المقدم من الحكومة بتعديل بعض أحكام القانون رقم 109 لسنة 1971 في شأن هيئة الشرطة بجلسة غدا الأحد 3 نوفمبر.
ويهدف مشروع القانون إلى تحديث وتطوير النظم التدريبية بالمعاهد الشرطية لمواجهة التحديات والمستجدات المتزايدة، ومواكبة التطور التقني الذي تشهده الجريمة بجميع صورها.
كما يناقش المجلس في جلسة يوم الثلاثاء المقبل مشروع القانون المقدم من الحكومة بتجديد العمل بالقانون رقم 79 لسنة 2016 في شأن إنهاء المنازعات الضريبية، وذلك لإتاحة الفرصة أمام الممولين والمكلفين للتقدم بطلبات لإنهاء المنازعات الضريبية المنظورة أو المتداولة أمام لجان الطعن الضريبي والمحاكم بمختلف درجاتها.