ميقاتي رعى احتفالا في اليوم العالمي للفرنكوفونية: لبنان ليس لديه خيار آخر سوى اتباع الحوار
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي" ان لا خيار للبنان ليس سوى اتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف".
وشدد على" ان اللجوء إلى القيم الإنسانية، مثل تلك التي تمثلها الفرنكوفونية، وحده يمكن أن يجنبنا الغرق الأخلاقي والمعنوي".
وكان رئيس الحكومة رعى احتفالا في اليوم العالمي للفرنكوفونية في السرايا اليوم، حضره وزير الاعلام زياد مكاري، ممثل وزير الثقافة رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو شوقي ساسين، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية النائب سيمون ابي رميا، النائب ميشال موسى, ممثل منظمة الفرنكوفونية لمنطقة الشرق الاوسط ليفون اميرجانيان، سفير فرنسا هيرفيه ماغرو، سفير تونس بوراي الامام، المستشار الإعلامي الرئاسي رفيق شلالا، وشخصيات.
اضاف:ان لبنان، كما قال ميشال شيحا، المتفرد بتعدديته، والذي هو عبارة عن فسيفساء من الأيديولوجيات السياسية والطوائف الدينية، ليس لديه خيار آخر سوى اتباع طريق الحوار البناء والاحترام المتبادل والتسامح الذي يمثل الانسجام ضمن الاختلاف. لقد وجهت هذه المبادئ دائمًا عملي السياسي وأنا أكثر تعلقًا بها في هذه اللحظة من الأزمة المتعددة الأبعاد التي يجب أن نواجهها بالتآزر والتعاون والهدوء. ولسوء الحظ، بالإضافة إلى هذه الأزمة، ما زلنا ضحايا العدوان الإسرائيلي، الذي يواصل انتهاك القانون الدولي من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية، ويستمر في تنفيذ التدمير المتعمد للنظم البيئية الطبيعية والزراعية. وفي ظل الاضطرابات الناجمة عن زعزعة الاستقرار الإقليمي والعالمي، حيث أصبح السلام أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، وحيث فشلت الإنسانية في مواجهة فلسطين، فإن اللجوء إلى القيم الإنسانية، مثل تلك التي تمثلها الفرنكوفونية، هو وحده الذي يمكن أن يجنبنا الغرق الأخلاقي والمعنوي.
وقال:" أيها الأصدقاء الأعزاء، نحن اللبنانيون مصممون على العيش وعدم الاستسلام أبدًا. أود أن أغتنم فرصة اجتماعنا لأوجه التحية إلى أول صحيفة لبنانية ناطقة بالفرنسية، "لوريان لو جور"، التي أطلقت احتفالاتها بالذكرى المئوية لتأسيسها في شباط . لقد دافعت هذه الصحيفة دائماً، رغم الرياح والمد والجزر، عن لبنان الحر والتعددي والسيادي، ووقفت دائماً مدافعاً شرساً عن الحريات العامة وحرية الصحافة. ولعائلتها بأكملها، ولكل وسائل الإعلام الحرة والمسؤولة، تهاني الحارة."
وأعلن: أنهي كلامي بذكر بعض العبارات التي قالها أمين معلوف في كلمته في حفل قبوله عضوا في الأكاديمية الفرنسية، حيث حدثنا عن «أحلامه في الوئام والتقدم والتعايش». ويتابع قائلاً إن الأحلام "يُساء استغلالها اليوم من خلال جدار الكراهية الذي يتصاعد هنا وهناك بين البلدان والمجموعات العرقية والطوائف الدينية". ويقول إن طموحه هو هدم هذا الجدار. وأنا واثق من أننا جميعا، المجتمعين هنا، نتشاطر هذه الأحلام. ومن المؤكد أننا بقناعاتنا وتصميمنا وعملنا سننجح في تحقيقها.
ممثل الفرنكوفونية
وقال ممثل منظمة الفرنكوفونية لمنطقة الشرق الاوسط ليفون اميرجانيان في كلمته:" على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية الكبيرة، استطاعت السلطات اللبنانية والشركاء والمجتمع الفرنكوفوني بشكل عام أن يتلاحموا حول التنوع الثقافي واللغوي الذي يجمعنا خلال هذا الشهر الفرنكوفوني."
وأضاف:لقد اتخذت هذه التجمعات الفرنكوفونية كموضوعًا رئيسيًا "الابتكار والإبداع وريادة الأعمال باللغة الفرنسية"، والذي سيرافقنا حتى شهر أكتوبر، حيث يتزامن هذا العام مع القمة الـ 19 لقادة الدول وحكومات الفرنكوفونية التي ستعقد في فرنسا. هذا الموضوع يرمز ليس فقط إلى هدف وجودنا - حيوية اللغة الفرنسية وتعزيز التعددية اللغوية - ولكن أيضًا للقوة والإمكانيات التي تمثلها الفرنكوفونية المعاصرة اليوم. تضع الفرنكوفونية المستقبلية بذلك الإبداع والابتكار وريادة الأعمال في صلب عملها، لتلبية طموحات واحتياجات الشعوب الفرنكوفونية، وخاصة الشباب والنساء.
وقال: "لتحقيق هذا، وبفضل تواجدها في المنطقة منذ عام، زادت المنظمة الدولية للفرنكوفونية من قربها والتفاعل اليومي الذي تحافظ عليه مع السلطات والمجتمع المدني والنساء والشباب اللبنانيين، الذين يعيشون قيم الفرنكوفونية في البلاد.من بين مشاريعها الرئيسية، المبادرة الفرنكوفونية لتكوين المعلمي اللغة الفرنسية بوسائل التعليم عن بعد، المشاركة مع هيئة الجامعية الفرنكوفونية لتدريب ألف مدرس اللغة فرنسية، وصندوق "الفرنكوفونية معهن" لتمكين النساء اقتصادياً، والبعثة الاقتصادية والتجارية للفرنكوفونية في لبنان لدعم ريادة الأعمال الفرنكوفونية: كل هذه البرامج من مشاريع المنظمة الدولية للفرنكوفونية هي أمثلة واقعية على الإجراءات التي تم اتخاذها على الأرض منذ عام 2023."
أضاف: منذ انضمامه إلى الفرنكوفونية، لعب لبنان دورًا مركزيًا في تألق اللغة الفرنسية وقيم الفرنكوفونية في الشرق الأوسط؛ حيث قدم مساهمات عديدة لبناء الفرنكوفونية المؤسسية وجعل التعددية اللغوية تتألق يوميًا من خلال تنوعها الثقافي. واليوم، يمر لبنان بفترة صعبة من الناحية الاقتصادية والسياسية والأمنية. سنقدم لكم الدعم في السعي نحو سلام عادل ودائم وشامل، محترم لحقوق الإنسان.
وسيتغلب لبنان على هذه الصعوبات بفضل جهود وشجاعة وإصرار شعبه وممثليه. سيكون تنوعه الثقافي النادر، وشبابه الإبداعي، وروح الابتكار وريادة الأعمال التي تميز اللبنانيين هي مفتاح النجاح الذي تدعمه من خلال أفعالها المنظمة الدولية الفرنكوفونية.
وتابع: اليوم، نحتفل بتعاوننا الفرنكوفوني، ونؤكد التزامنا بقيمنا المشتركة - السلام، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتضامن - ونعبر عن عزمنا على بناء معًا فرنكوفونية المستقبل.
سفير تونس واعرب سفير تونس في لبنان ورئيس مجموعة السفراء الفرنكوفون في لبنان بواري الإمام في كلمته عن التصميم للعمل معا كسفراء ناطقين باللغة الفرنسية بالتنسيق مع اصدقائنا اللبنانيين من اجل لبنان مستقر ومزدهر ورائد في المنطقة، املا بان يستعيد لبنان دوره بسرعة كبلد نموذجي للعيش المشترك.
وزير الثقافة والقى رئيس اللجنة الوطنية للأونيسكو ومستشار وزير الثقافة شوقي ساسين كلمة وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وقال فيها:" عند نشوء المنظمة الفرنكوفونية للدول الناطقة كليًّا أو جزئيًّا باللغة الفرنسية، كان هدفُها الأساسيُّ وضعَ هذه اللغة في خدمة التضامن والتطور والتقارب بين الشعوب بالحوار الدائم بين الحضارات. لكنَّ دورَها، على مرِّ أكثر من خمسين سنةً من عمرِها، تجاوز البعد اللغوي الفرنسيّ اللسان إلى الفضاء الإنساني العام، فباتت إطارًا للتعاون حول القضايا العالمية الراهنة، والقيم الحضارية الهادفةِ إلى إرساء السلام عبر احترام التنوع والمحافظة على ثقافات الشعوب المنتمية إلى هذه المنظمة. هي إذن رسالةٌ تتجاوز اللغةَ إلى الضمير الإنساني ودوره في بناء الوجود، وهذا بالحقيقة مصدرُ غناها وديمومتِها.
وأضاف: ولعلَّ من نِعَمِ الحضارة على لبنان، أو من نعمِه عليها، أنها أعطته وأعطاها أن يكون حاضنًا للقيم الفرنكوفونية منذ زمانٍ طويل، نظرًا لما يختزنُ تاريخُ هذا البلد، من تراثٍ ثقافي لا مثيل له، يبدأ من عهدِ أبنائه بنشر الأبجدية في العالم، مرورًا بتداولِهم لغاتٍ مشرقيةً قديمةً على ألسنتِهم حتى اليوم، ثمَّ بإحيائهم اللغةَ العربية من سباتِ قرونٍ طويلة، وصولًا إلى احتضانِ لبنان للجامعاتِ والإرساليات الناطقةِ بالفرنسية وسواها من اللغات الغربية والشرقية، ما أدّى إلى تلاقحٍ ثقافي واسع ومذهل، حتى باتت بيروت ترجمانًا حيًّا بين ألسنة العالم، نطقًا ودراسةً وإبداعًا، ومدينةً كوزموبوليتيةَ الثقافة، بكل ما تحمل الكلمة من معنًى حضاري، فإذا مدارسُها وجامعاتُها ومجتمعاتُها كافةً تزدحم فيها لغاتٌ عديدة، جاريةٌ على الشفاه بيسرٍ وإتقان. ولهذا فلا عجبَ في أن تُعْتَمَدَ مقرًّا لممثلية المنظمة الفرنكوفية في الشرق الأوسط، التي تقيم مكاتبُها على بُعدِ نظرةٍ من هنا.
وقال:" عليَّ في مناسبة هذا اليوم أن أشيرَ إلى أن توطيدَ السلام في العالم، عبر الثقافة التي تحترم خصوصيات الشعوب وحقوقَها، كما تنادي به المنظمة الفرنكوفونية، يملي عليها أن تعلنَ موقفًا واضحًا من الحرب التي تجري في منطقتنا، ويسقطُ ضحيتَها الإنسان وثقافته وزمانه، ماضيًا وحاضرًا وآتيًا. إنها مسألة إنسانية وأخلاقية أولًا، قبل أن يكون لها معنًى آخرُ سياسي. لأن التعاون بين الشعوب، ينبغي له أن يمضي إلى خدمة الحق والسلام، وإلا سقط في شباك المصالح. والموقف المطلوب في مواجهة عمليات الإبادة والقتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكَبُ كلَّ دقيقة في غزة والمنطقة بأسرها، لا يجوز اعتباره أمرًا مرتبطًا بالسياسة، بل على العكس إنَّ السكوت عن هذه المجازر هو الموقف السياسيُّ المحضُ الذي يستبطنُ ممالأةً للعدوان.
في النهاية أهنئ المنظمة الفرنكوفونية في يومها هذا، كما أهنئ جميع الشعوب والدول المنضوية في فضائها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: اللغة الفرنسیة وزیر الثقافة من خلال
إقرأ أيضاً:
جامعة الفيوم تحتفل باليوم العالمي للغة العربية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور عرفه صبري حسن نائب رئيس جامعة الفيوم لشئون الدراسات العليا والبحوث، والمشرف على كلية دار العلوم فعاليات احتفالية "اليوم العالمي للغة العربية" والذي نظمته كلية دار العلوم بالتعاون مع اتحاد الطلاب، وأسرة طلاب من أجل مصر المركزية، تحت إشراف عاصم العيسوي نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على قطاع التعليم والطلاب.
وحاضر خلالها الدكتور عصام عامرية وكيل كلية دار العلوم لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والخبير بمجمع اللغة العربية، الدكتور مأمون وجيه عميد كلية دار العلوم الأسبق، وعضو مجمع اللغة العربية، بحضور عدد من السادة أعضاء هيئة التدريس والطلاب، وذلك اليوم الأحد، بالمكتبة المركزية.
قال الدكتور عرفه صبري حسن، إن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، مما يجعلها لغة متفردة وغنية بالمفردات وهي باقيه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، مشيرًا إلى حديث الوليد بن المغيرة عندما طلب منه أن يسمع القرآن فجاء إلى رسولنا الكريم (ص) فقرأ عليه القرآن، فقال ابن المغيرة، وصفًا دقيقًا يشهد بفضل كلام الله وعظمته، "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه.
وأضاف أن اللغة العربية هي لغة القوة والنصر والثقافة التي استمرت لعصور طويلة، ولأهميتها اعتمدت من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتكون من اللغات الأساسية يوم ١٨ ديسمبر عام ١٩٧٣ وأصبح ذلك التاريخ اليوم العالمي للغة العربية تعبيرًا عن أهمية لغتنا العظيمة والتي يتحدث بلسانها أكثر من ٥٥٠ مليون نسمة حول العالم.
وشدد على ضرورة دراسة اللغة العربية والتعمق فيها لاكتشاف قواعدها وجماليات مفرداتها، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تمتاز بقدرتها على التعبير عن الأفكار وكانت ولا زالت هي لغة العلم والأدب والفن وأثرت بشكل كبير في الحضارات الأخرى عبر التاريخ، كما أشاد سيادته بجهود الجامعة في تعزيز قيم اللغة العربية وقواعدها من خلال الكليات التي تدرس اللغة العربية.
وفي كلمته أكد الدكتور عصام عامريه، أن اللغة هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها الأمم لأن الهوية واللغة بينهم مكونات تؤثر كل منهما على الآخر، فإذا قويت الهوية قويت معها اللغة لأنها انعكاس لها في الواقع، وأضاف أن اللغة ليست وظيفتها التواصل بين أفراد المجتمع فحسب بل تؤثر في نشاطه وحياته ووعيه فالإنسان لا يرى إلا ما تريه لغته فانظروا للعالم من خلال لغتكم.
وأشار إلى أن اللغة العربية تختلف عن كافة اللغات لما فيها من أسرار التعبير والبيان وحملت ثقافتنا للعالم أجمع ولم يستطع الاستعمار طمسها وفرض لغات أخرى عبر العصور لأنها لغة القرآن الكريم، وكانت لغة شعائر كنسية ويهودية في العصور الوسطى.
كما أوضح أن اللغة العربية تتعرض لكثير من التحديات خلال هذه الفترة مع استبدال مفرداتها أو تعلم لغات أخرى وتركها لذا فهي في تراجع مستمر من قبل أبنائها، واللغات تتجمد بجمود أصحابها وغاب عن كثير منا أن اللغة تتطور ولا تتغير وعلينا الحفاظ عليها لأنها تعبر عن هويتنا وثقافتنا، داعيًا إلى تعزيز استخدام العربية الفصحى في الحياة اليومية.
ومن جانبه أكد الدكتور مأمون وجيه قيمة اللغة العربية ومكانتها وإرثها وحضارتها التى علمت العالم أجمع، معربًا عن أسفه لما تشهده اللغة العربية من عدم استخدام لأنها أصبحت لغة لا يتقنها إلا المتخصصون فيها، فهؤلاء يدرسون في منابر العلم أما اللغة فهي وطن وحال نعيش فيه ولها قيمة يعرفها الناس في شتى بقاع الأرض وأقيمت لها المجامع والمؤسسات.
واصفًا اللغة في كلمات بسيطة هي الفكر ذاته وليست وعاء الفكر، أوعية الفكر هي الكتب أما التفكير هو اللغة وتكمن اللغة في قيمتها كركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي في المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج لأن أمن المجتمعات يحتاج إلى الوحدة، واللغة هي الجامع الذي يوحد الخطاب وهي خط الدفاع ضد التطرف الفكري لأنها أداة فهم النصوص والتي يختلف على تفسيرها كثيرًا لعدم التمكن من اللغة والفهم الصحيح لمقاصد القرآن والسنة.
وأشار إلى وضع سياسات حاكمة لتعدد اللغات التي إن تُركت انهارت المجتمعات، ضاربًا المثل بأوروبا التى كانت تتحدث لغة واحدة وهي اللغة اللاتينية، وفي كل منطقة طغت لهجة دارجة ومفردات مختلفة لكل مجتمع فتولدت منها لغات عديدة وكانت في البداية لغة واحدة.
وأوضح أن اللغة العربية كانت جسرًا لنقل المعارف العلمية والفلسفية إلى أوروبا مما ساهم في تطور الحضارة الإنسانية لذلك يجب أن يتقن الناس اللغة العربية الفصحى ولا نحصرها داخل منابر العلم ونعزلها عن الحياة اليومية.
وفي ختام الندوة قام الدكتور عرفه صبري حسن والحضور بتسليم شهادات التقدير للطلاب المتميزين في الأنشطة الطلابية.