سر تحول الشعر إلى اللون الأبيض عند الشباب.. ما علاقة الخلايا الجذعية؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
يعد شيب الشعر من أكثر الظواهر المخيفة المرتبطة بالعمر، فبعد ظهور أول خصلة باللون الأبيض، يشعر الشخص بالتوتر وخاصة إذا كان في مقتبل العمر، ويبدو أن العلماء تمكنوا من فك الشفرة التي تؤدي إلى هذه الحالة، مما يفتح المجال لعلاجات أكثر فعالية على المدى الطويل.
وجد فريق من الباحثين من جامعة نيويورك (NYU) أن بعض الخلايا العالقة، يمكن أن تكون وراء شيب الشعر.
وقال مؤلف الدراسة تشي صن: «دراستنا تساهم في فهمنا الأساسي لكيفية عمل الخلايا الجذعية الصباغية لتلوين الشعر، إن الآليات المكتشفة حديثًا تثير احتمال وجود نفس الموضع الثابت للخلايا الجذعية الصباغية لدى البشر، وإذا كان الأمر كذلك، فإنه يمثل طريقًا محتملاً لعكس أو منع الشيب».
عادة ما يبدأ الأشخاص باكتشاف الشعر الأبيض أو الرمادي في عمر 35 عامًا تقريبًا، لكن العملية يمكن أن تبدأ مبكرًا، يتساقط شعر الإنسان البالغ طوال حياته، وينمو الشعر المفقود مرة أخرى من البصيلات، وهي مسام حول جذر الشعر في فروة الرأس.
الخلايا الصباغية تتواجد أيضًا في هذه البصيلات، إذ تموت هذه الخلايا وتنمو من جديد من الخلايا الجذعية الصباغية (McSCs) ، أو ما يسمى الخلايا العالقة أو ضعيفة النمو، والتي تصبح بطيئة بسبب تساقط الشعر وإعادة نموه، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC».
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة «Nature Journal»، أنه مع التقدم في السن، تفقد الخلايا المنتجة للصبغة التي تعطي الشعر لونه قدرتها على النضج، ويؤدي توقف هذا النمو إلى فقدان الشعر لونه وتحوله إلى اللون الأبيض أو الرمادي.
وقال العلماء إنه مع تساقط الشعر ونموه مرة أخرى، تعلق مجموعة من الخلايا الجذعية الخاملة في حجرة الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى تغير لون الشعر.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن حركة الخلايا الجذعية الصباغية هي المفتاح للحفاظ على صحة الشعر ولونه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشيب الشعر الأبيض الخلایا الجذعیة
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | زين العابدين فؤاد.. أبجدية الغضب والحنان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في زاوية من التاريخ، تتقاطع فيها القصيدة مع السجن، والأغنية مع الحلم، والوطن مع الوجع، وُلد زين العابدين فؤاد. لم يكن شاعرًا فحسب، بل كان لسانًا للناس، صوتًا للهامش، وضميرًا شعريًا ظلّ يقاوم النسيان والخذلان والظلم، بالكلمات وحدها، كأنها شفرات ضوء تخترق عتمة طويلة اسمها الوطن.
ولد زين العابدين فؤاد في أبريل 1942، وما زال – بعد أكثر من ثمانين عامًا – يكتب كما لو أنه يتنفس، أو كما لو أن الشعر هو ما يبقيه حيًا. إننا لا نتحدث هنا عن شاعر "عامية" فقط، بل عن شاعر صنع من البساطة قنابل مضادة للذل، ومن الجملة اليومية نشيدًا عابرًا للسجون. في زمن الخوف، كتب "اتجمعوا العشاق في سجن القلعة"، وفي زمن الصمت، غنّى للعمال، وللفلاحين، وللأطفال، وللشهداء الذين لم تحفل بهم نشرات الأخبار.
ما يُميّز تجربة زين العابدين فؤاد أنه لم يسعَ إلى الشعر كفنٍ للنخبة، بل سلك طريقًا معاكسًا. كان يؤمن أن الشعر يجب أن يُقال في الشارع، في المصنع، في المدرسة، لا في صالونات الأدب المعقّدة. لذا جاءت لغته مجبولة بالتراب، بالرغيف، بالحارة. لم يكتب من برجٍ عاجي، بل من بين الناس، ومن أجلهم.
في قصيدته، يتقاطع الغضب مع الحنان. يثور على الجلاد، لكنه في الوقت ذاته يمسح بيده على رأس الطفل الجائع، يكتب عن الخيانة، ثم يستدير ليكتب عن أمٍ تفتح نافذة الصباح بحثًا عن ابنها المفقود. هذا التوتر الإنساني، هذا التداخل بين الثورة والعاطفة، هو ما يجعل شعره نابضًا حتى اللحظة.
لم يكن زين العابدين فؤاد شاعرًا منفردًا، بل كان جزءًا من جوقة الغضب التي ضمت الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وغيرهم. لكن ما يميزه هو صوته الخاص، صوته الهامس أحيانًا، العاصف حينًا آخر. بينما كان الشيخ إمام يغني "الفلاحين" على لحنٍ لا يُنسى، كانت كلماته تحفر في الذاكرة حفرًا يصعب طمسه.
في عيد ميلاده الثالث والثمانين، لا يبدو زين العابدين فؤاد شيخًا. هو ابنٌ دائمٌ للشعر، شابٌ في لغةٍ لا تشيخ، فتية في نبرتها، عنيدة في موضوعها. يحتفل به محبوه لا بوصفه شاعرًا مخضرمًا وحسب، بل بوصفه ذاكرة حيّة، وضميرًا صادقًا، وحكايةً لا تنتهي.
لم يحصل زين العابدين على جوائز رسمية ضخمة، ولم يكن نجمًا في قاعات الأضواء، لكنه ظل نجمًا حقيقيًا في قلوب من يعرفون معنى الكلمة، ومعنى الصمود، ومعنى أن تكون شاعرًا لا مهنة لك سوى أن تقول "لا" حينما يقول الجميع "نعم".
في هذا الزمن الذي يُعاد فيه تدوير الأكاذيب، ويُحتفى فيه بالسطحيين، يظل زين العابدين فؤاد شاعرًا لا يشبه أحدًا. شاعرًا كتب للناس، عن الناس، وبالناس. وكأن الشعر عنده ليس طقسًا جماليًا فقط، بل موقفًا أخلاقيًا، والتزامًا لا يشيخ.
تحية لك يا عم زين… لأنك جعلتنا نؤمن أن القصيدة يمكن أن تكون خريطة وطن، أو راية مقاومة، أو حضنًا مفتوحًا لكل مَن ضيّعته البلاد. زين العابدين فؤاد