بوابة الوفد:
2025-03-06@13:19:36 GMT

تعرف على مفهوم رواية الحديث بالمعنى

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

 مفهوم رواية الحديث بالمعنى، قال الدكتور  كريم عبد الجواد محمود باحث في السنة النبوية وعلومها هي أداء الحديث بألفاظ مختلفة مع الإبقاء على معانيه وأحكامه ومقاصده، وقد اختلف العلماء في رواية الحديث بالمعنى وتغيير مفرداته، وأكثر الفقهاء والمحدثين على الجواز، ومن أقوى حججهم الإجماع على جواز شرح الشريعة للعجم بلسانهم للعارف به، فإذا جاز الإبدال بلغة أخرى فجوازه باللغة العربية أولى.

وقيل: إنما تجوز في المفردات دون المركبات.

 وقيل: إنما تجوز لمن يستحضر اللفظ؛ ليتمكن من التصرف فيه، وقيل: إنما تجوز لمن كان يحفظ الحديث فنسي لفظه وبقي معناه مرتسمًا في ذهنه، فله أن يرويه بالمعنى لمصلحة تحصيل الحكم منه، بخلاف من كان مستحضرًا للفظه( )، وغير ذلك من الأقوال التي بلغت أكثر من اثني عشر قولًا، "والأصح أن الحديث إن كان مشتركًا أو مجملًا أو متشابهًا أو من جوامع الكلم لم يجز نقله بالمعنى أو محكمًا جاز للعالم باللغة أو ظاهرًا يحتمل الغير كعام يحتمل الخصوص أو حقيقة يحتمل المجاز جاز للمجتهد فقط، ثم متى خفي معناه احتيج في معرفة المعاني الإفرادية إلى الكتب المصنفة في شرح الغريب ونعني به مفردًا يكون استعماله بقلة في زماننا، ومعرفة المعاني التركيبية إلى الكتب المصنفة في شرح معاني الأخبار ونعني بها المعاني التركيبية المشكلة"( ). وقد وضع المحدثون محترزات للرواية بالمعنى كقول الراوي عقب روايته: (أو كما قال) أو (نحوه) أو (شبهه) أو شكله)، فقد كان أنس  كما عند الخطيب في الباب المعقود لمن أجاز الرواية بالمعنى يقولها عقب الحديث (ونحوه) من الألفاظ.

وروى الخطيب أيضًا عن ابن مسعود أنه قال: سمعت رسول الله :... ثم أرعد وأرعدت ثيابه، وقال: أو شبه ذا أو نحو ذا. وعن أبي الدرداء أنه كان إذا فرغ من الحديث عن رسول الله  قال: هذا، أو نحو هذا، أو شكله. ورواها كلها الدارمي في مسنده بنحوها، ولفظه في ابن مسعود: قال، أو مثله، أو نحوه، أو شبيه به( ). وفي لفظ آخر لغيره، أن عمرو بن ميمون سمع يومًا ابن مسعود يحدث عن النبي  وقد علاه كرب، وجعل العرق ينحدر منه عن جبينه، وهو يقول: إما فوق ذلك، وإما دون ذلك، وإما قريب من ذلك

قال الخطيب: “والصحابة أصحاب اللسان وأعلم الأمة بمعاني الكلام لم يكونوا يقولون ذلك إلا تخوفًا من الزلل؛ لمعرفتهم بما في الرواية على المعنى من الخطر”.

قال القاضي عياض: “ينبغي سد باب الرواية بالمعنى؛ لئلا يتسلط من لا يحسن، ممن يظن أنه يحسن، كما وقع لكثير من الرواة، قديما وحديثًا”.

ومن أمثلة الراية بالمعنى وما أحدثته من الوهم في الرواية: ما رواه هشيم بن بشير عن الزُّهري حديث: "لا يتوارث أهل ملتين"( )، فقد رواه كلُّ أصحاب الزُّهري عنه بلفظ: “لا يرث المسلم الكافر، ولا الكافر المسلم”.

قال ابن حجر: "وقد حكم النَّسائي وغيره على هشيم بالخطأ فيه، وعندي أنه رواه من حفظه بلفظٍ ظنَّ أنه يؤدِّي معناه، فلم يصبْ، فإن الَّلفظ الذي أتى به أعمُّ من اللفظ الذي سمعه، وسبب ذلك أن هشيمًا سمع من الزُّهري بمكة أحاديث، ولم يكتبها، وعلق بحفظه بعضها، فلم يكن من الضَّابطين عنه، ولذلك لم يخرج الشَّيخان عنه شيئًا"( ). ويشهد لقول ابن حجر ما رواه عمرو بن عون عن هشيم قال: “سمعت من الزهري نحوًا من مئة حديث، فلم أكتبها”.

ومن أمثلته أيضًا ما ورد في قوله  "فكره رسول الله  أن يُعرى المسجد"( ) مكان: "أن تعرى المدينة"، ومرجع الخطأ فيه إلى الرواية بالمعنى، فإن معنى كراهية أن تعرى المدينة هو أن تُترك خالية، لأن العراء هي الفضاء من الأرض، فكأنه حرص أن تبقى جهات المدينة عامرة بساكنها، وهذا المعنى لا يوجد في "أن يعرى المسجد"، ويحتمل أن يكون هذا مجرد وهم من يحيى في لفظ الحديث حيث قال: المسجد مكان: المدينة، وليس من أجل الرواية بالمعنى.

وقد ظهر الخلل أيضًا عند بعض كبار المحدثين عند سوقهم الحديث بالمعنى وتبويبهم عليه الأبواب لذلك، فهذا الإمام أبو حاتم ابن حبان، قد ترجم في تقاسيمه: " إيجاب دخول النار لمن أسمع أهل الكتاب ما يكرهون "، وساق فيه حديث أبي موسى الأشعري بلفظ: “من سمع يهوديًّا أو نصرانيًّا دخل النار”.

وتبعه غيره، فاستدل به على تحريم غيبة الذمي، وكل هذا خطأ، فلفظ الحديث: “من سمع بي من أمتي أو يهودي أو نصراني فلم يؤمن بي دخل النار”.

وكذا ترجم المحب الطبري في (أحكامه) "الوليمة على الأخوة"، وساق حديث أنس: "قدم عبد الرحمن بن عوف فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع"؛ لكون البخاري أورده في بعض الأماكن من (صحيحه) باختصار قصة التزويج مقتصرًا على الإخاء والأمر بالوليمة، ففهم منه أن الوليمة للأخوة، وليس كذلك، والحديث قد أورده البخاري تامًّا في أماكن كثيرة، وليست الوليمة فيه إلا للنكاح جزمًا. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كريم عبد الجواد السنة النبوية

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: تدفق الشاحنات إلى غزة يعزز رواية حماس بالانتصار

بالتزامن مع تفاعل الاحتلال الإسرائيلي مع خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخاصة بتهجير الفلسطينيين من غزة، فإن أوساطه الأمنية تزعم أن إدخال الشاحنات والجرافات إلى غزة من شأنه أن يحبط تلك المبادرة، لأن ذلك يسمح للمقاومة باستغلال الخط الرفيع بين "الحل الإنساني" وإعادة إعمار القطاع، والأسوأ من ذلك يعزز الرواية التي تروج لها المقاومة الفلسطينية، بأن الحرب الحالية ستنتهي كالجولات السابقة، وأن الحركة هنا لتبقى.

رئيس معهد "ميسغاف" للأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية، والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، مائير بن شبات، زعم أن "القوافل الطويلة من الشاحنات المتحركة من مصر نحو رفح في طريقها للقطاع، ستحمل معها الإمدادات والمساكن، وربما وسائل مختلفة سيتم تهريبها لاستخدام قوى المقاومة، لكن الأهم من ذلك، من وجهة نظر حماس، أنها ستجلب لفلسطينيي القطاع الأمل في إعادة الإعمار".

وأضاف في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "الشاحنات والجرافات القادمة لإزالة الأنقاض، وترميم خطوط الكهرباء، ستساعد حماس على نقل الرسالة بأن هذه الحرب ستنتهي كجولة أخرى، وأنها هنا لتبقى، خاصة بعد نشر خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين لدول أخرى، ويدرك كبار مسؤوليها أن فرص نجاح الخطة تعتمد، من بين أمور أخرى، على أملهم أو يأسهم، في رؤية غزة تتعافى من أنقاضها، وما دام لديهم أمل، فلن يستسلموا لإغراءات مقترحات بديلة، حتى لو وعدتهم بالاستقرار، وتحسين مستوى معيشتهم".

وأشار أنه "بما أن إعادة إعمار غزة في نظر إسرائيل، حتى تقديم خطة ترامب، بمثابة رافعة للمطالبة بنزع سلاح القطاع من القدرات العسكرية، وهو ما تعارضه حماس بشدة، فقد تم التوصل لصيغة من شأنها التغلب على هذه العقبة المتمثلة بـ"البروتوكول الإنساني"، المتضمن إجراءات تهدف لتخفيف الضائقة الإنسانية، وليس بالضرورة إعادة بناء القطاع، لكن الخط الفاصل بينهما رفيع وضبابي".


وأكد أنه "من وجهة نظر إسرائيل، فمن المفترض أن تخدم الجرافات التي تزيل الأنقاض من الطرق الرئيسية حاجة إنسانية، لكن في نظر الفلسطينيين فهي بداية لإعادة الإعمار، وإن المقطورات لإيواء من دمرت منازلهم استجابة لحاجة إنسانية، خاصة في طقس الشتاء، لكنها في نظرهم بمثابة وتد في الأرض لمشاريع الإسكان الدائمة القادمة، وبداية لعملية إعادة الإعمار، حتى وإن استغرقت وقتاً طويلاً".

وأوضح أن "إدخال هذه التدابير لقطاع غزة يعزز رواية النصر التي تحاول حماس الترويج لها منذ وقف إطلاق النار، أو كما قال بعض ناطقيها "نحن اليوم التالي"، وتعمل على تعزيز تواجدها، التي تسعى إسرائيل للإطاحة بها؛ حتى لو اضطر لدفع هذه التكاليف كجزء من جهوده لإعادة المختطفين".

وختم بالقول إنه "من المهم أن يدرك صناع القرار الاسرائيلي المنخرطون بهذه المسألة أهمية الثمن، ويحدّدوا بوضوح وبشكل موجز للمؤسسة الأمنية الخط الفاصل بين "الحلول الإنسانية الضرورية" و"إعادة الإعمار"، ويرافقه إجراءات تقلل من المصلحة العامة لحماس، وتمنع فشل مبادرة ترامب".

مقالات مشابهة

  • الكاتب عمرو دنقل لـ "البوابة نيوز": الرواية تستوعب إبداعي.. وأميل للفلسفة .. ولا أستطيع الكتابة فى شهر رمضان.. ولكنى أقرأ
  • عمرو دنقل: الرواية تستوعب إبداعي.. وأميل للكتابة الفلسفية
  • “المظلة”.. فضاء فني يعيد إحياء مفهوم الحديقة الإسلامية في بينالي الفنون الإسلامية بجدة
  • رحلة إلى جهنم .. مقطع مسلسل من رواية قنابل الثقوب السوداء
  • مناقشة مفهوم المحاسبة البيئية والمسؤولية الاجتماعية بشمال الشرقية
  • خصوبة الشر.. سرد 60 عاما من الذاكرة الجزائرية بأسلوب الرواية السوداء
  • رواية في طرف الصحراء
  • ليست إسرائيل.. رواية مغايرة حول الجهة المسؤولة عن اغتيال نصر الله
  • الأنواء الجوية تطمئن العراقيين: الحديث عن فيضانات وغرق مناطق كلام غير منطقي
  • مسؤول إسرائيلي: تدفق الشاحنات إلى غزة يعزز رواية حماس بالانتصار