بعدما نشرت أغنية المداح الرعب بين المشاهدين.. كيف نجح المسلسل؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تحولت إحدى أغنيات الجزء الرابع من مسلسل "المداح" إلى "ترند" على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، فانتشرت حالة من الرعب بين بعض مشاهدي العمل، الذين شبهوها بتعويذات استحضار الجن.
واضطر الجدل الدائر حول أغنية "لقيناك حابس.. صرنا زوارك" القناة التي تعرض العمل إلى تفسير الحالة الموسيقية الغريبة التي صنعها الموسيقي كريم عبد الوهاب، والشاعر أسامة محرز اللذان استخدما تقنية الذكاء الاصطناعي في تقديم أغنية تشبه الترانيم الشعبية لاستحضار الجن.
في الجزء الرابع من "المداح-أسطورة العودة" الذي يعرض في موسم رمضان 2024، يكمل حمادة هلال دور صابر الذي عرفه الجمهور منذ البداية، لكنه يبدو أكثر تقمصا للدور وتفاعلا مع الأبطال الآخرين للعمل، خاصة في مشاهد الخوف والغضب والحديث مع الجان.
واستطاع الممثل المصري تعميق المشاعر المخيفة من خلال تعبيرات وجهه ونظرات الرعب التي تظهر في عينيه، لتصبح مشاهده من أقوى مشاهد المسلسل خاصة مع النجم فتحي عبد الوهاب الذي شكل إضافة مهمة للمسلسل بتقديمه الرعب الهادئ من دون مغالاة وتمثيل مسرحي مبالغ فيه، مما أضاف كثيرا للجزء الرابع الذي يعتبر من أنجح أجزاء المسلسل.
تطوّر رعب البداياتومنذ عرض الجزء الأول في عام 2021، استقبل الجمهور المتعطش لدراما الرعب مسلسل "المداح" بحفاوة، خاصة مع قصته المثيرة المتشعبة، التي بدأت بشاب يلجأ إلى السحر ليكسب قلب حبيبته، لكن السحر يقلب حياته رأسا على عقب.
ويستمر أبطال العمل الأصليين في أدوارهم، حمادة هلال، وخالد سرحان، وهبة مجدي، ودنيا عبد العزيز، وحنان سليمان، وانضم إليهم النجم فتحي عبد الوهاب في دور الدكتور سميح الجلاد خصم صابر المداح في الجزء الجديد، ويحاول سميح الجلاد زرع الفتنة بين صابر وكل محبيه والتفريق بينهم وإظهار صابر بمظهر الدجال المتعاون مع السحرة والجان.
وكانت الفنانة سهر الصايغ أدت دور خصم صابر المداح (حمادة هلال) في الجزء الثاني، ورغم تحفظات المشاهدين على مشاهد الرعب والمكياج حينها، فإن الحكاية استمرت في جذب المتابعين إلى ذلك العالم السحري الغامض على أغلب الجمهور. أما في الجزء الثالث، فظهرت شخصية الجنية هند بنت الأحمر كخصم جديد للبطل.
الإيهام والرعب البصريتنوعت مشاهد الرعب في "المداح-أسطورة العودة"، فطغى الرعب القائم على الإيهام على الجزء الرابع، وظهر في تفاصيل مختلفة، استطاع المخرج أحمد سمير فرج التركيز عليها لترسيخ حالة الرعب والخوف في نفوس المشاهدين، وأهمها الموسيقى التصويرية، بالإضافة إلى الأجواء القاتمة التي تطغى على المشاهد والإضاءات الصفراء والظلال المتراقصة والأثاث الكلاسيكي الضخم والسلالم الخشبية في منزل صابر المداح، مع زوايا التصوير العلوية والزاوية القريبة التي تصور المداح كشخص مراقب باستمرار من كيان غير مرئي.
وظهر أيضا في هذا الجزء منزل سميح الجلاد وغرفته الشخصية التي يطغى عليها اللون الأحمر في المفروشات والستائر والجدران، وقد استلهم الديكور الخاص بها من الديكورات القوطية الوثنية التي اعتاد صناع أفلام الرعب استخدامها، لأنها تعزز فكرة الطقوس السحرية الغرائبية والمخيفة. أما أقل المشاهد تخويفا، فهي تلك القائمة على الرعب المباشر، مثل تحول الوجوه البشرية إلى وجوه شائهة، وتحول أطراف سميح الجلاد البشرية إلى أطراف خضراء مخيفة، بالإضافة إلى مشاهد الحرق والقتل الذي يكثر فيها تناثر الدم والجثث.
عالم مجهولاستطاع مخرج ومؤلف المداح دائما الربط بين الطقوس السحرية وعالم الجن المجهول والبوابات السحرية، مع مفردات العصر الحديث، وهو ما ظهر في الجزء الرابع بوضوح، في تضخيم دور مواقع التواصل الاجتماعي كطريقة من طرق السيطرة على العقول بالتوازي مع أفعال سميح الجلاد التي تثير الفتن، وتساعده على تقديم نفسه كواعظ ديني.
ويؤكد المسلسل على فكرة "الترند" وكيف تحول الجمهور إلى مفعول به يقبل كل ما تقدمه مواقع التواصل الاجتماعي دون قدرة أو رغبة في تحليل الأحداث للوصول إلى الحقيقة.
تلامست أحداث "المداح-أسطورة العودة" مع أجيال مختلفة وطرق تفكير متباينة، مما زاد من القاعدة الجماهيرية له، ونجح المخرج في اختيار المشهد الختامي لكل حلقة، ليبقى المشاهدون في حالة من الترقب لما سيحدث في الحلقة التالية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الجزء الرابع فی الجزء
إقرأ أيضاً:
تحقيق عاجل| فيديو لشابين في حالة «زومبي» بسبب الاستروكس يثير الرعب في شبرا الخيمة.. القصة الكاملة
في مشهد صادم يثير القلق والاستياء، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر شابين في حالة يرثى لها بشوارع شبرا الخيمة؛ أحدهما ملقى على الأرض فاقدًا للوعي تمامًا، والآخر يترنح بلا اتزان، في مشهد يُرجَّح أنه نتيجة تعاطي مخدر "الاستروكس" الخطير.
الفيديو لم يكن مجرد لقطة عابرة، بل جرس إنذار يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه المجتمع المصري في ظل انتشار المخدرات بين الشباب. ومع تصاعد الغضب الشعبي، بدأت أجهزة الأمن تحركاتها لكشف ملابسات الواقعة.
تفاصيل الواقعةلم يكن الفيديو مجرد مشهد عابر، بل وثيقة بصرية تكشف حجم الكارثة. الشابان، اللذان يبدوان في العشرينات من عمرهما، ظهرا في حالة مزرية؛ أحدهما ممدد على الرصيف وكأنه فارق الحياة، بينما يحاول الآخر الوقوف دون جدوى، في دليل واضح على تأثير المخدرات القاتل. ويُعتقد أن "الاستروكس"، المعروف بتأثيره المدمر، هو السبب وراء هذا الانهيار. وقد أثار انتشار الفيديو موجة واسعة من التعليقات الغاضبة على الإنترنت، حيث طالب المواطنون بتحرك عاجل لضبط المتورطين في ترويج هذه السموم ومحاسبتهم.
تحرك أمني سريع لكشف الحقيقةلم تتأخر أجهزة الأمن في الاستجابة، حيث أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق عاجل لكشف هوية الشابين وتحديد مكان تصوير الفيديو بدقة. وكشفت مصادر أمنية أن الجهود تتركز على تحليل المقطع للوصول إلى أي خيوط تقود إلى المتورطين، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية متكاملة لمكافحة المخدرات، التي تهدد حياة الشباب واستقرار المجتمع.
حملات أمنية لمكافحة تجار السموميأتي هذا الحادث في وقت تشن فيه وزارة الداخلية حملات أمنية مكثفة للقضاء على تجارة المخدرات، وخاصة "الاستروكس"، الذي يُعد من أخطر المواد المخدرة، لما يسببه من آثار مدمرة على الصحة العقلية والجسدية، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة بجرعة واحدة زائدة. ورغم أن الحملات الأمنية ليست جديدة، إلا أن الحادثة الأخيرة تزيد من أهمية تكثيف الجهود لضبط المروجين وتجفيف منابع هذه الآفة الخطيرة.
جرس إنذار يستدعي التحركما حدث في شبرا الخيمة ليس مجرد واقعة عابرة، بل صرخة تحذير تُنبه إلى خطورة ما يواجهه الجيل الجديد. الفيديو الذي انتشر لم يكن مجرد مادة للجدل، بل مرآة تعكس تحديات اجتماعية تتطلب حلولًا عاجلة وجذرية. فالشباب هم أمل المستقبل، لكن هذا الأمل يتلاشى مع كل جرعة مخدرة تسري في عروقهم. وبينما تسابق أجهزة الأمن الزمن لضبط المتورطين، يبقى السؤال: هل ستكون هذه الواقعة نقطة تحول في مواجهة المخدرات، أم مجرد فصل جديد في قصة طويلة من المعاناة؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف الإجابة، لكن الأمل يظل معلقًا بجهود الجميع.