«فتاوى للصائمين».. ما حكم الاستماع إلى الأغاني في نهار رمضان؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
من جديد يطلُّ علينا شهر رمضان المبارك، فهو شهر تنتظره الأمة الإسلامية من العام للعام، وجميعنا يترقبه بشغف لنتشبع فيه بالعبادات والطاعات والصلوات ونور الإيمان. وحرصًا على صحة صيام هذا الشهر الكريم، هناك العديد من الأسئلة التي يحار في أمرها الصائمون، ويجيب عليها فضيلة الشيخ محمد ربيع أحمد السيد، إمام وخطيب ومدرس بوزارة الاوقاف.
- ما حكم الاستماع إلى الأغاني في نهار رمضان؟
> الأغاني منها ما هو مباح سماعه ومنها ما هو محرَّم، لأن الغناء حَسَنُه حَسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ، فالأغاني والموسيقى المحرمة هي التي تنافي الآداب العامة بحثِّها على الفجور والفُحش في الكلام ومداعبة الغرائز وإثارة الشهوات، وخاصة الأغاني المصحوبة بأصوات شاذة عنيفة بصوت عالٍ تؤذي الناس.. أمَّا سوى ذلك فهو مباح، وخاصة إذا كانت كلمات الأغاني طيبة وهادفة وعفيفة ولا تُلهي عن ذكر الله وأداء الفرائض، ولا تُلهي عن العمل وطلب العلم. وقد ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه دخل على النبي ﷺ فوجد جاريات يغنين! فقال: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «دَعْهُنَّ فإن اليوم عيد». ومن هذا الحديث استدل العلماء على جواز سماع الأغاني بالشروط التي ذكرناها.. ولما كان شهر رمضان هو موسم الطاعة والصلاة والقيام وتلاوة القرآن فأنا لا أرغِّب في سماع الأغاني (وإن كانت مباحة)، وأدعو السائل الكريم إلى التزود من الطاعة، فذلك مدعاة لرضا الله والجنة.
- ما حكم عمل منظار المعدة في نهار رمضان؟
> ذهب الأئمة الثلاثة (مالك والشافعي وأحمد بن حنبل) إلى أن كلَّ ما يدخل المعدة مفسدٌ للصيام، والإمام أبوحنيفة قال بهذا الرأي شريطة استقرار الشيء في المَعدة.. ولما كان المنظارُ جهازًا طبيًّا الهدف منه تشخيص مرض بالمعدة، ولا يظل بالمعدة سوى دقائق معدوده، ولا يصاحبه توصيل أي مغذيات للمعدة، فعلى ذلك: فإن منظار المعدة في نهار رمضان أمرٌ جائزٌ ولا يُفطر.
- ما حكم خلع أو تنظيف الأسنان في نهار رمضان؟
> اتفق أهل العلم على أن خلع الضرس أو حشوه أو تنظيف الأسنان أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا يؤدي إلى بطلان الصيام، شريطة ألا يدخل شيء من الدم أو الماء إلى جوف الصائم، وعلى الصائم أن يتحرز من ذلك.
- ما حكم وضع العطور في نهار رمضان؟
> الإسلام دين يحب الزينة ومظاهر الجمال.. ويحبب للناس في نهار رمضان (خاصة في حر الصيف) الاغتسال بالماء والصابون (وقد يكون معطرًا)، وأحيانًا التعطر بكل صوره وأدواته. أجمع العلماء على جواز التطيُّب بالعطور في نهار رمضان شريطة ألا يتعمد الصائم وصول شيء منه للمَعدة، وإن كنت أدعو إلى عدم المبالغة في ذلك، فخير الأمور الوسط.
- ما حكم المضمضة بالماء في نهار رمضان؟
> معلوم أن المضمضة من أعمال الوضوء والغُسل، وليس في المضمضة شيء في نهار رمضان، سواء بالوضوء أو غير الوضوء، إذا كان الصائم في حاجة إلى المضمضة. وعلى ذلك فإن كثرة المضمضة بعذر للصائم لا تبطل الصوم، وأما غير المعذور فيُستحب له عدم المبالغة فيه أو تكراره، خشية أن يصل شيء إلى جوفه فيبطل صيامه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فی نهار رمضان ما حکم
إقرأ أيضاً:
خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا
البلاد – لاهاي
وسط أسبوع مكثف من جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، كشف اليوم الثالث من المرافعات الدولية أمس (الأربعاء)، عن تنديد واسع بسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسط تحذيرات من مجاعة وإبادة جماعية في غزة، فيما بدت المرافعة الأمريكية صوتًا نشازًا يحاول تبرير جرائم لا يمكن الدفاع عنها تحت ذرائع واهية.
أكد وزير الخارجية الإندونيسي سوجيونو أن ما تشهده غزة يمثل “أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن”، محذرًا من أن ممارسات الاحتلال تقوّض حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وطالب في كلمته المحكمة الأممية بتوجيه رسالة واضحة للجمعية العامة لإنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، داعيًا “إسرائيل” إلى احترام الحصانة الممنوحة للمنظمات الدولية، خصوصًا وكالة “الأونروا”، والتوقف عن الهجمات ضد المدنيين.
وشدد سوجيونو على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، ورفض بشدة التهجير القسري وسلوك الاحتلال القائم على العقوبات الجماعية.
من جهته، تحدث ممثل روسيا بلغة لا تقل حدة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في غزة “يتضورون جوعًا”، وأن المستشفيات تحوّلت إلى أنقاض، بينما يستمر العدوان على الضفة الغربية أيضًا. واعتبر أن استهداف “الأونروا” يمثل سابقة تاريخية في سجل الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن لا جهة يمكنها تعويض دورها الإنساني. وانتقد بوضوح محاولات الاحتلال لتجريم موظفي الوكالة وعرقلة عملها، محذرًا من أن ذلك سيؤدي إلى تدهور كارثي في الوضع الإنساني للفلسطينيين.
أما الموقف الأمريكي، فجاء معزولًا ومتناقضًا مع الإجماع الدولي. فقد حاول غوش سيمنز، من الفريق القانوني لوزارة الخارجية الأمريكية، التشكيك في حيادية “الأونروا”، زاعمًا أن لديها صلات بحركة حماس. واعتبر أن “إسرائيل” غير مُلزمة بالسماح للوكالة بتقديم المساعدات، مدعيًا أن “الأونروا ليست الخيار الوحيد”. لكن هذا الطرح بدا منفصلًا عن الواقع الميداني في غزة، حيث تعتمد حياة المدنيين على المساعدات التي تؤمّنها الوكالة.
تستمر جلسات محكمة العدل الدولية حتى الغد بمشاركة 44 دولة وأربع منظمات دولية، في وقت يشهد فيه القطاع المحاصر كارثة إنسانية غير مسبوقة، تفاقمت منذ استئناف الاحتلال عدوانه في 18 مارس بعد هدنة مهدورة. وبينما تتسابق دول العالم في محكمة العدل الدولية لكشف الحقيقة وفضح الممارسات الإسرائيلية، يصرّ البعض على حماية الجلاد وتبرير المجازر، متناسين أن التاريخ لا يرحم، وأن غزة اليوم تمتحن أخلاق العالم وتكشف تحالفاته الحقيقية.