مع الإقبال عليه في الشهر الكريم.. سُنة “السواك”: مرضاةٌ للرب.. وفوائد صحية متعددة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
استخدام السواك من السنن المؤكدة الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقد رغّب في استخدامه للدرجة التي قال فيها -صلى الله عليه وسلم-: “لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ”، وفي رواية “لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ”. وعن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ “كَانَ لَا يَرْقُدُ لَيْلًا وَلَا نَهَارًا فَيَسْتَيْقِظُ إلَّا تَسَوَّكَ”.
وللسواك فوائد طبية جمة؛ فقد أثبتت الأبحاث أنّ السواك يحتوي على مواد عديدة تفوق ما تحتوي عليه معاجين الأسنان، وبالتالي يتعافى الفم -بإذن الله- عند استخدامه بانتظام من أمراض اللثة. كما يحتوي السواك على ألياف طبيعية متينة وناعمة، لا تؤذي اللثة، وتزيل بفاعلية ما يعلق بالأسنان من فضلات الطعام التي يكون لها آثار سلبية على الفم والأسنان. ومن المواد التي يشتمل عليها السواك مطهرات كالسنجرين، وزيوت عطرية تطيب الفم، والعفص، وهي مادة قابضة تقوي اللثة، كما يحتوي على بيكربونات الصوديوم، وبيكربونات البوتاسيوم، وكلوريد الصوديوم، وإكسالات الجير، كما يحتوي على مواد لها أثر البنسلين في قتل الجراثيم.. وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: “السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ”.
اقرأ أيضاًتقاريرورد الطائف .. فضاء عذب يصافح موائد إفطار الصائمين
ويتجدد في كل عام مع حلول شهر رمضان المبارك الإقبال على اقتناء أعواد السواك اقتداءً بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. وتعد منطقة جازان من أكثر المناطق التي توجد فيها أشجار “الآراك” و” البشام” المنتجة للسواك، وأصبحت هاتان الشجرتان في الوقت الحاضر من الأشجار التي تعمل الدول على تكثيرها نظرًا لقيمتها الطبية والاقتصادية، ولما تتمتع به من مكونات عديدة وخصائص فاعلة، أجمع عليها الكثير من العاملين في مجال الصناعات الطبية والدوائية.
وشجرة الآراك تسمى علميًّا باسم “سالفادورا بيرسيكا”، أو شجرة الأسنان، وتتميز بأنها معمرة ودائمة الخضرة، ومقاومة للملوحة، وتتحمل جميع الظروف الجوية، ويستخرج من جذورها “السواك” الذي هو عبارة عن ألياف كثيفة وناعمة، تشبه الفرشاة، ويتم استخدامها عن طريق قطع رأس المسواك وإزالة القشرة الخارجية للجزء المراد استخدامه منه باستخدام المقص أو السكين، وترطيبه قليلاً لاستخدامه في تنظيف الفم والأسنان. فيما تتميز شجرة البشام، أو ما يسمى بـ”البلسان” أو” البيلسان”، برائحتها الفواحة العطرة عند فرك أوراقها أو أخذ غصن منها. وينتشر شجر البشام في المناطق الجبلية، ويصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار، وهي ثنائية المسكن، ولها أوراق مركبة متبادلة ريشية الشكل ما بين 3 – 5 وريقات، وأزهارها حمراء اللون، ويفرز الساق والأغصان عند قطعها سائلاً راتنجيًّا ذا رائحة منعشة.
وتستخدم أغصان البشام كمسواك، ويعد من أفضل المساويك بعد الآراك، بل إن البعض يفضلها على الآراك لرائحتها العطرية. كما أن القشور المأخوذة من لحاء الشجيرة تحتوي على مادة عطرية راتنجية تستخدم كعصارة مطهرة للجروح ومبيدة للبكتيريا.
وفي شهر رمضان تشهد أسعار المساويك ازديادًا ملحوظًا وإقبالاً متزايدًا من تجار هذه السلعة استعدادًا لتوفير الكميات الكافية منها في جميع مناطق المملكة. وترتفع ربطة السواك في شهر رمضان من 100 ريال إلى 300 ريال للأنواع الممتازة منها، التي تسهم في إعطاء فم الصائم أنفاسًا منعشة، وتساعد في شد أنسجة اللثة المرتخية، وعلاج التقرحات الفموية وتقرحات اللثة.. كما تتميز بأنها ألياف ناعمة ولينة وعطرة الرائحة، ولا تسبب أي خدوش أو أذى للثة مثلما تفعل ألياف فرشاة الأسنان الصناعية.
وأوضح عدد من باعة المساويك بمنطقة جازان أن السواك يؤخذ غالبًا من جذور الآراك التي تتراوح أعمارها بين سنتين وثلاث، ويكون سعر السواك المستخرج من شجرة الآراك عاليًا إذا كان لينًا، وإذا أصبح جافًا ينخفض سعره.
أما سواك البشام فهو عبارة عن غصن من شجرة البشام الطرية التي تنمو في المناطق الجبلية.
وأشاروا إلى أن بيع المساويك يكون على مدار العام، وتكثر المنافسة على بيعها في شهر رمضان المبارك.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية صلى الله علیه وسلم شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
ما هو الشهر الحرام المذكور في القرآن؟ .. وهل يقصد به ذي القعدة؟
ذكر القرآن حرمة شهر ذي القعدة في قول الحق سُبحانه وتعالىٰ: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ...} [البقرة: 194] والمراد بالشهر الحرام: شهر ذي القعدة.
وخصَّ الله عز وجل الأشهر الحرم الأربعة بزيادة التحريم وتشديد النهي، حتى لا نقع فيما وقع فيه الجاهليون من انتهاك لحرمة هذه الأشهر، قال تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسكُم»، والظلم في هذه الأشهر أعظم خطيئةً ووزرًا، من الظلم فيما سواها، والظلم في الآية يشمل المعاصي كلها كبيرَها وصغيرَها، كفعلِ محرم أو ترك واجب.
شهر ذو القعدةهو الشَّهر الحادي عشر في التَّقويم الهجري، وهو أحد الأشهر الحرم التي نهىٰ اللهُ عن الظلم فيها تشريفًا لها.
وسُمي شهر ذي القعدة بهذا الاسم؛ لأن العرب كانوا يقعدون عن القتال فيه، وهو أول الأشهر الحرم المتوالية.
كانت عمرة النبي في شهر ذو القعدة، قَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ». [متفق عليه].
الأشهر الحرموشهر ذو القعدة هو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي ورد ذكرها في الحديث النبوي الشريف، وأبان القرآن الكريم فضلها وحرمتها وما لا يجوز للمسلم أن يفعل خلالها، يقول تعالى:«إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ»، والأشهر الأربعة هي رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم».
جاء في السنة النبوية أنه حدثنا مجاهد بن موسى قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سليمان التيمي قال، حدثني رجل بالبحرين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته في حجة الوداع: " ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، ثلاثة متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجبُ الذي بين جمادى وشعبان ".