«كلام في رمضان» قضاء حوائج الناس وخدمتهم أحب الأعمال إلى الله
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تعالوا نبدأ صفحة جديدة عنوانها المحبة ونتفاني في قضاء حوائج الناس، حتى ننعم بالعيش الهانئ ونحن في شهر النفحات لنتواصل ونتقارب ونعمل سويا على مساعدة المحتاجين ونجتهد في الوصول إليهم وتقديم الدعم المناسب، في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية، وبهذه الدعوة سوف يعود الحب إلى بيوتنا والبسمة للوجوه، فجميل أن ندخل السرور على القلوب ونساعد المحتاجين، وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج، يسعدك الله بها، وخير الناس أنفعهم للناس، وقضاء الحاجة تعمق الأخوة والمحبة فيما بيننا.
الدكتور على الله الجمّال من علماء وزارة الأوقاف وإمام مسجد السيدة نفيسة، قال الإحساس بآلام الناس والقيام بخدمتهم وقضاء حوائجهم من تمام رحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكمال جوده وسعيه في قضاء حوائج الناس، وفي سيرته وسنته- صلى الله عليه وسلم- شواهد كثيرة تدل على اهتمامه الكبير بقضاء الحوائج والعمل على تفريج كربهم، "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه مسلم. والسنة الفعلية في قضاء حوائج الناس، وكان من هديه صلَّى الله عليه وسلَّم مع أصحابه يسأل عنهم، ويزور مرضاهم، ويشفق عليهم، ويشعر بآلامهم، ويسعى في تفريج همومهم وقضاء حوائجهم، فكان يقوم على حاجة أصحابه عامة، وعلى حاجة الأرامل والمساكين واليتامى خاصة، مؤكدا أن للصدقة وفعل المعروف تأثيرا عجيبا في شرح الصدور، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف، ولذلك كان أشرح الخلق صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرا عجيبا في شرح الصدر، ومطلوب أن نعلم أبناءنا التفاني في قضاء حوائج الناس، وأن نربيهم على التفاني في خدمة الناس، وقضاء حوائجهم فهي نعمة عظيمة ومنّة من الله علينا، فهنيئاً لمن وفق في قضاء حوائج الناس وخدمتهم، فإن أردت أن يسهل الله قضاء حوائجك، فأعن الناس على قضاء حوائجهم، فالجزاء من جنس العمل، مضيفا أن قضاء حوائج الآخرين أفضل من الاعتكاف في المساجد، وعلى المحتاج أن يطلب حوائجه من أخيه ولا يستحي منه، فقضاؤها يقوي الروابط بين أفراد المجتمع، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، وهي واجب كفائي، وهو مقدم على النوافل، لإنها مسئولية تضامنية بين أبناء المجتمع وهي من نعم الله، إن لله عباداً اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، هم الآمنون من عذاب الله يوم القيامة، فالسعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة، من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله تعالى به. كونوا في قضاء حوائج الناس، يكن الله تعالى في قضاء حاجتكم، وأسعوا لتفريج كرباتهم، يفرج الله عنكم الكربات والأزمات، والله تعالى في عون العبد وحاجته، كما كان في عون أخيه وحاجته، والحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء حوائج الناس طلبا لمرضاة الله تعالى، وليس من أجل مصلحة أو شهرة، فكونوا في قضاء حوائج الناس، يكن الله تعالى في قضاء حاجتكم، واسعوا لتفريج كرباتهم يفرج الله كرباتكم، فلا تتأخروا في تقديم المساعدة ورمضان كريم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزارة الأوقاف مسجد السيدة نفيسة رمضان 2024 فی قضاء حوائج الناس الله تعالى الله علیه فی عون
إقرأ أيضاً:
علامات قبول الله تعالى ورضاه على العبد
قالت دار الإفتاء المصرية إنَّ من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه أن يجعل محبتهم في قلوب الناس؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ مريم: 96.
علامات قبول الله تعالى للعبد المسلم
وقال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية: "يُحبُّهم ويحببهم" أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف"، وهناد في "الزهد"، وابن أبي الدنيا في "الأولياء".
وقال مجاهد: "يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى المؤمنين" أخرجه ابن أبي حاتم والطبري في "التفسير"، وفي لفظ للطبري: "يُحبُّهم ويُحبِّبُهم إلى خلقه".
وقال الأعمش: "المحبة في الدنيا" أخرجه الحافظ يحيى بن معين في "الجزء الثاني من فوائده".
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «إِذَا أحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ عليه السلام: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبَّهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ» متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وقال الإمام ابن هُبَيْرة في "الإفصاح عن معاني الصِّحَاح" (7/ 261-262، ط. دار الوطن): [في هذا الحديث مِن الفقه: أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبدًا أعلم كلَّ مَرْضِيٍّ عنه عنده سبحانه بحبه إياه؛ لئلا يتعرض واحدٌ منهم ببغض مَن يحبه الله، فيبدأ جل جلاله بإعلام جبريل ليكون جبريل موافقًا فيه محبةَ الله عز وجل، ولِيُعْلِمَ أهلَ السماء؛ ليكونوا عابدين لله بمحبة ذلك الإنسان متقربين إليه بحبه.
وقولُه: «ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ» يعني: أنه يقبله أهل الحق الذين يقبلون أمر الله سبحانه، وإنما يحب أولياءَ الله مَن يحبُّ اللهَ، فأما من يبغض الحق من أهل الأرض ويشنأ الإسلام والدين؛ فإنه يريد لكلِّ وليٍّ لله محبوبٍ عند الله مقتًا وبغضًا] اهـ.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمِقَةُ مِنَ اللهِ، وَالصِّيتُ فِي السَّمَاءِ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا قَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي السَّمَوَاتِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَتَنْزِلُ لَهُ الْمِقَةُ فِي الْأَرْضِ» أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى والروياني في "مسانيدهم"، والفسوي في "مشيخته"، والطبراني في معجمَيه: "الكبير" و"الأوسط".
وقال هَرِمُ بنُ حَيّان رضي الله عنه: "ما أقبل عبد بقلبه إلى الله عز وجل إلا أقبل الله بقلوب أهل الإيمان إليه؛ حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم"، قال قتادة: "أي والله؛ ودًّا في قلوب أهل الإيمان" أخرجهما الإمام البيهقي في "الزهد الكبير".