«محـارب» ينتصر على الظلم والقهر ويسترد حقه الضائع من ذوي السطوة والنفوذ
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
رغم أن الأديب الفرنسي ألكسندر دوماس، كتبها منذ قرابة "200" سنة، مازالت ملحمة الانتقام الشهيرة "كونت دي مونت كريستو"، ملهمة لصناع الدراما في مختلف ثقافات العالم، وفي بلادنا، ظلت التيمة منبعًا خصبًا للأفلام والمسلسلات، يتفاعل معها الجمهور، يحبس أنفاسه، يبكي مع البطل (الشعبي) الذي ظلمه الأشرار، أو حبسوه، أو قتلوا عزيزًا لديه، وما إن يستفيق من وحشة الظلم والظلمات، ويهب للانتقام، ومطاردة أعدائه في كل حدب وصوب، يتنفس الجمهور الصعداء، يشجعونه ويصفقون لكل ضربة موجعة وصفعة قوية على وجوه الظالمين، وفي السنوات الأخيرة تكون خلفية المعارك في الغالب أغنية "شعبية"، تعبر كلماتها عن الظلم، والقهر والعودة كأقوى ما يكون لاستعادة الحق الضائع.
ومنذ ظهوره في مشهد سينمائي "صامت" لأول مرة، في 2001 (فيلم جاءنا البيان التالي)، بدأت أولى الخطوات الفنية للوجه الصاعد حسن الرداد، ليقدمه المخرج خالد يوسف في دور صغير بفيلمه "خيانة مشروعة" ثم دور أكبر في "كف القمر"، وبدأ جمهور رمضان في التآلف مع "الرداد" بصحبة العملاق الراحل نور الشريف، الذي اقتنع بموهبته، وقدمه في دور ولده "باسم"، في سلسلة أجزاء مسلسل "الدالي"، وبمرور الأعمال الفنية، استطاع أن يقترب من قلوب المشاهدين، ببساطة أدائه وخلقه الرفيع، وبعد ارتباطه بالنجمة إيمي سمير غانم، بدأت سلسلة أعمال فنية مشتركة بينهما، في السينما والتليفزيون، وأحب الجمهور "كيمياء الثنائي"، وانطلق الرداد في العديد من الأعمال، بين كوميدي وأكشن، ودراما نفسية.
واختار "حسن" تيمة الانتقام، في مسلسله الرمضاني الجديد "محارب"، الذي يكشف اسمه عن مضمون "الحرب" التي يخوضها مع الأشرار، بعد أن فرضوها عليه بالظلم والقهر، وتعقدت المعادلة بانعدام "التكافؤ" بين طرفي الصراع، فالأشرار ذوو السطوة والنفوذ، و"الأيدي الطائلة لكل شيء"، بكل أشكال الفساد المستشري في المجتمع، من تزوير، وتلفيق قضايا، وتهديدات بالقتل وضياع المستقبل، عقب حادث سيارة بسبب "استهتار ابن الأكابر" بأرواح الأبرياء، لتدفع "أم البطل" حياتها، فتبدأ دائرة الظلم، والرغبة في الانتقام.
لأول وهلة، تبدو القصة "مستهلكة"، أكلت عليها الدراما وشربت منذ عشرات السنين، ولكن نقاط ضوء ساطعة لا يمكن إغفالها، حتى الآن، بعد عرض أول أسبوع من الحلقات، التي تمتد للثلاثين، وهي أن "محارب" استطاع اقتناص "المشاهدات" من أول حلقتين، فالصراع بدأ مبكرًا، وشهدت أول حلقة كل متناقضات الأحداث المشوقة، وعناصر الجذب الجماهيري، من الحارة الشعبية، والاستعداد لزفاف البطل على حبيبته (ناهد السباعي) الفتاة البسيطة المخلصة، والأم الطيبة المكافحة (عفاف شعيب)، وفي الجانب الآخر من المجتمع، يظهر رجل الأعمال (ماجد المصري)، وزوجته الأرستقراطية المتعجرفة (نرمين الفقي)، والمحامي الذي يمسك خيوط اللعبة بمنتهى الجبروت (أحمد زاهر)، ونتابع "الوجه الآخر" للمحامي المتجبر، حياته الشخصية التي يعيشها (في مثالية مصطنعة) مع زوجته الجميلة "القعيدة" الجالسة على كرسي متحرك (بسبب حادث سيارة)، تبدو عليها الطيبة لأقصى مدى (منة فضالي).
تقود السيمفونية المخرجة شيرين عادل، صاحبة الأعمال الرمضانية الناجحة منها: (هوجان، والنمر، والعار، ودلع بنات، وسلطان الغرام، والريان)، والتي كانت بدأت حياتها مساعد مخرج لأيقونات رمضان (المال والبنون، وذئاب الجبل، والضوء الشارد)، واستغرقت عامين للتحضير لـ"محارب"، أما المؤلف، محمد سيد بشير، الذي استهوته تيمة الظلم، والانتقام في عدد من الأعمال "مسلسل ملوك الجدعنة، وأيوب، وأبو جبل، وشديد الخطورة، وأفلام العارف وهروب اضطراري"، ولا يقوم "بشير" بكتابة الورق فقط، هذه المرة، وإنما أعلن عن المشاركة في تدشين "كامبين/ Campain" لإنجاح مسلسله، بمعنى "حملة تسويقية"، وهي فكرة مبتكرة من خلال مقاطع فيديو يتم بثها بغزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت قبل رمضان، بمقطع فيديو (ريلز) يطلب فيه من النجم حسن الرداد أن يذكر كل أسماء نجوم المسلسل في مدة لا تتجاوز "20" ثانية، وحقق الفيديو قرابة "30" مليون مشاهدة، وتوالت مقاطع الفيديو "الكوميدية" لكواليس العمل، بين أبطاله، ثم أغنية دعائية يغنيها الرداد، متضمنة الأسماء الحقيقية لكل نجوم العمل، وبمشاركتهم في تصويرها فيديو كليب، ومع عرض المسلسل، الذي تتضمن حلقاته أحداثًا تتعلق باستغلال "السوشيال ميديا" من أجل "الاغتيال المعنوي للبطل"، وتدشين هاشتاج "محارب بلطجي"، الطريف أن الأحداث تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع الافتراضي، وتصدر هاشتاج بنفس الاسم، تريند منصة "إكس- تويتر سابقًا"، وانهالت الصفحات، و"الجروبات" على مواقع التواصل، لعرض عشرات المقتطفات "الساخنة" المختارة بعناية من أحداث المسلسل (بعناوين جاذبة)، حققت نسب مشاهدات وتفاعلات بالملايين، وعقب عرض كل حلقة يتم اقتطاع أجزاء منها للتشويق، وكأنها عملية "أون لاين ماركتينج" يومية، مما انعكس على المقاهي والكافيهات التي شغف روادها الشباب بمواصلة المشاهدة، لمتابعة آخر تطورات رحلة المواجهة والصراع بين البطل والأشرار!!
"عزيز محارب" شخصية من لحم ودم، سائق ميكروباص مكافح، لا يتحدث بالطريقة "الأكلاشيه" التي استحدثها صناع الدراما في السنوات الأخيرة، ولكنه إنسان بسيط تشعر أنه أحد أفراد أسرتك، أهدرت أحلامه في أن يصبح طبيبًا، بسبب هروبه من "الثأر"، ويشارك مع "الرداد" نخبة من النجوم، منهم محمود الليثي، وسماء إبراهيم، وسلوى عثمان، وملك أحمد زاهر، وتامر عبد المنعم، ومحمود البزاوي، ومحمود ياسين جونيور، وغفران محمد، وحسني شتا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حسن الرداد أحمد زاهر ناهد السباعي مسلسل محـارب
إقرأ أيضاً:
تقارير استخباراتية: روسيا تقلّص وجودها العسكري في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بدأت موسكو مؤخرًا في تنفيذ عملية سحب لعدد كبير من قواتها ومعداتها العسكرية من الأراضي السورية، وفقًا لما كشفه مسؤولون أمريكيون وغربيون مطّلعون على تقارير استخباراتية.
ووُصفت هذه الخطوة بأنها واسعة النطاق وذات تأثير كبير، حيث أشار المسؤولون إلى أن الانسحاب قد بدأ منذ أيام قليلة، لكن من غير المؤكد ما إذا كان هذا التحرك سيأخذ طابعًا دائمًا.
توُظهر التقديرات الاستخباراتية أن المسؤولين الروس يعكفون على دراسة إمكانية الوصول إلى تفاهمات تفاوضية مع هيئة تحرير الشام، مما قد يُتيح لروسيا الحفاظ على وجودها في مواقع عسكرية رئيسية.
ومن بين هذه المواقع قاعدة حميميم الجوية الواقعة في اللاذقية والميناء العسكري في طرطوس، اللذين يمثلان نقاط ارتكاز استراتيجية لأنشطة روسيا العسكرية في المنطقة.
وصرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في وقت سابق أن بلاده تواصل إجراء اتصالات مع الفصائل المسلحة في دمشق، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على هذه الروابط لضمان استمرار العمليات الروسية، سواء لحماية الأفراد أو تأمين المنشآت التي تديرها في سوريا.
في الوقت نفسه، أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن روسيا بدأت بنقل بعض أصولها البحرية إلى ليبيا كجزء من استراتيجية بديلة، في ظل احتمالات التخلي عن ميناء طرطوس.
وإذا لم تنجح موسكو في الحصول على قاعدة بحرية في ليبيا، فقد تجد نفسها في وضع غير مسبوق يتمثل في غياب ميناء بحري يطل على المتوسط، مما سيُضعف قدرتها على نقل الأسلحة أو التأثير العسكري على منطقة الجناح الجنوبي لحلف الناتو.
كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها شركة "ماكسار" مؤخرًا نشاطًا في القواعد الروسية بسوريا، يوحي باستعدادات لنقل الطائرات العسكرية الروسية.
وفي حال خسارة طرطوس، ولو بشكل مؤقت، فإن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على الخطط الروسية لنقل العتاد العسكري بين روسيا والقارة الأفريقية.