رغم أن الأديب الفرنسي ألكسندر دوماس، كتبها منذ قرابة "200" سنة، مازالت ملحمة الانتقام الشهيرة "كونت دي مونت كريستو"، ملهمة لصناع الدراما في مختلف ثقافات العالم، وفي بلادنا، ظلت التيمة منبعًا خصبًا للأفلام والمسلسلات، يتفاعل معها الجمهور، يحبس أنفاسه، يبكي مع البطل (الشعبي) الذي ظلمه الأشرار، أو حبسوه، أو قتلوا عزيزًا لديه، وما إن يستفيق من وحشة الظلم والظلمات، ويهب للانتقام، ومطاردة أعدائه في كل حدب وصوب، يتنفس الجمهور الصعداء، يشجعونه ويصفقون لكل ضربة موجعة وصفعة قوية على وجوه الظالمين، وفي السنوات الأخيرة تكون خلفية المعارك في الغالب أغنية "شعبية"، تعبر كلماتها عن الظلم، والقهر والعودة كأقوى ما يكون لاستعادة الحق الضائع.

ومنذ ظهوره في مشهد سينمائي "صامت" لأول مرة، في 2001 (فيلم جاءنا البيان التالي)، بدأت أولى الخطوات الفنية للوجه الصاعد حسن الرداد، ليقدمه المخرج خالد يوسف في دور صغير بفيلمه "خيانة مشروعة" ثم دور أكبر في "كف القمر"، وبدأ جمهور رمضان في التآلف مع "الرداد" بصحبة العملاق الراحل نور الشريف، الذي اقتنع بموهبته، وقدمه في دور ولده "باسم"، في سلسلة أجزاء مسلسل "الدالي"، وبمرور الأعمال الفنية، استطاع أن يقترب من قلوب المشاهدين، ببساطة أدائه وخلقه الرفيع، وبعد ارتباطه بالنجمة إيمي سمير غانم، بدأت سلسلة أعمال فنية مشتركة بينهما، في السينما والتليفزيون، وأحب الجمهور "كيمياء الثنائي"، وانطلق الرداد في العديد من الأعمال، بين كوميدي وأكشن، ودراما نفسية.

واختار "حسن" تيمة الانتقام، في مسلسله الرمضاني الجديد "محارب"، الذي يكشف اسمه عن مضمون "الحرب" التي يخوضها مع الأشرار، بعد أن فرضوها عليه بالظلم والقهر، وتعقدت المعادلة بانعدام "التكافؤ" بين طرفي الصراع، فالأشرار ذوو السطوة والنفوذ، و"الأيدي الطائلة لكل شيء"، بكل أشكال الفساد المستشري في المجتمع، من تزوير، وتلفيق قضايا، وتهديدات بالقتل وضياع المستقبل، عقب حادث سيارة بسبب "استهتار ابن الأكابر" بأرواح الأبرياء، لتدفع "أم البطل" حياتها، فتبدأ دائرة الظلم، والرغبة في الانتقام.

لأول وهلة، تبدو القصة "مستهلكة"، أكلت عليها الدراما وشربت منذ عشرات السنين، ولكن نقاط ضوء ساطعة لا يمكن إغفالها، حتى الآن، بعد عرض أول أسبوع من الحلقات، التي تمتد للثلاثين، وهي أن "محارب" استطاع اقتناص "المشاهدات" من أول حلقتين، فالصراع بدأ مبكرًا، وشهدت أول حلقة كل متناقضات الأحداث المشوقة، وعناصر الجذب الجماهيري، من الحارة الشعبية، والاستعداد لزفاف البطل على حبيبته (ناهد السباعي) الفتاة البسيطة المخلصة، والأم الطيبة المكافحة (عفاف شعيب)، وفي الجانب الآخر من المجتمع، يظهر رجل الأعمال (ماجد المصري)، وزوجته الأرستقراطية المتعجرفة (نرمين الفقي)، والمحامي الذي يمسك خيوط اللعبة بمنتهى الجبروت (أحمد زاهر)، ونتابع "الوجه الآخر" للمحامي المتجبر، حياته الشخصية التي يعيشها (في مثالية مصطنعة) مع زوجته الجميلة "القعيدة" الجالسة على كرسي متحرك (بسبب حادث سيارة)، تبدو عليها الطيبة لأقصى مدى (منة فضالي).

تقود السيمفونية المخرجة شيرين عادل، صاحبة الأعمال الرمضانية الناجحة منها: (هوجان، والنمر، والعار، ودلع بنات، وسلطان الغرام، والريان)، والتي كانت بدأت حياتها مساعد مخرج لأيقونات رمضان (المال والبنون، وذئاب الجبل، والضوء الشارد)، واستغرقت عامين للتحضير لـ"محارب"، أما المؤلف، محمد سيد بشير، الذي استهوته تيمة الظلم، والانتقام في عدد من الأعمال "مسلسل ملوك الجدعنة، وأيوب، وأبو جبل، وشديد الخطورة، وأفلام العارف وهروب اضطراري"، ولا يقوم "بشير" بكتابة الورق فقط، هذه المرة، وإنما أعلن عن المشاركة في تدشين "كامبين/ Campain" لإنجاح مسلسله، بمعنى "حملة تسويقية"، وهي فكرة مبتكرة من خلال مقاطع فيديو يتم بثها بغزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت قبل رمضان، بمقطع فيديو (ريلز) يطلب فيه من النجم حسن الرداد أن يذكر كل أسماء نجوم المسلسل في مدة لا تتجاوز "20" ثانية، وحقق الفيديو قرابة "30" مليون مشاهدة، وتوالت مقاطع الفيديو "الكوميدية" لكواليس العمل، بين أبطاله، ثم أغنية دعائية يغنيها الرداد، متضمنة الأسماء الحقيقية لكل نجوم العمل، وبمشاركتهم في تصويرها فيديو كليب، ومع عرض المسلسل، الذي تتضمن حلقاته أحداثًا تتعلق باستغلال "السوشيال ميديا" من أجل "الاغتيال المعنوي للبطل"، وتدشين هاشتاج "محارب بلطجي"، الطريف أن الأحداث تحولت إلى حقيقة على أرض الواقع الافتراضي، وتصدر هاشتاج بنفس الاسم، تريند منصة "إكس- تويتر سابقًا"، وانهالت الصفحات، و"الجروبات" على مواقع التواصل، لعرض عشرات المقتطفات "الساخنة" المختارة بعناية من أحداث المسلسل (بعناوين جاذبة)، حققت نسب مشاهدات وتفاعلات بالملايين، وعقب عرض كل حلقة يتم اقتطاع أجزاء منها للتشويق، وكأنها عملية "أون لاين ماركتينج" يومية، مما انعكس على المقاهي والكافيهات التي شغف روادها الشباب بمواصلة المشاهدة، لمتابعة آخر تطورات رحلة المواجهة والصراع بين البطل والأشرار!!

"عزيز محارب" شخصية من لحم ودم، سائق ميكروباص مكافح، لا يتحدث بالطريقة "الأكلاشيه" التي استحدثها صناع الدراما في السنوات الأخيرة، ولكنه إنسان بسيط تشعر أنه أحد أفراد أسرتك، أهدرت أحلامه في أن يصبح طبيبًا، بسبب هروبه من "الثأر"، ويشارك مع "الرداد" نخبة من النجوم، منهم محمود الليثي، وسماء إبراهيم، وسلوى عثمان، وملك أحمد زاهر، وتامر عبد المنعم، ومحمود البزاوي، ومحمود ياسين جونيور، وغفران محمد، وحسني شتا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: حسن الرداد أحمد زاهر ناهد السباعي مسلسل محـارب

إقرأ أيضاً:

مصطفى شوبير يدافع عن والده: لا تكرروا الظلم بطريقة أخرى

دافع مصطفى شوبير، حارس الأهلي، عن والده أحمد شوبير، بعد الاتهامات الجماهيرية له بتحمل مسؤولية ما تعرض له أحمد رفعت، لاعب مودرن سبورت قبل وفاته.

وحملت بعض الجماهير على مواقع التواصل الاجتماعي شوبير ما حدث لرفعت قبل وفاته، حينما كان مسؤولا بنادي فيوتشر “مودرن سبورت” في وقت سابق إلى جانب أحمد دياب رئيس النادي السابق. وقال مصطفى شوبير عبر حسابه الرسمي على إنستجرام: “اتهامات وخوض في الذمم بدون علم أو دليل. لا اختلاف بينكم وبين من ظلم رفعت في شيء، لأنكم تتهمون الناس ظلما بأذى شخص بدون دليل”.وتابع: “شقيق اللاعب طلع وقال اسألوا فلان وذکر اسم شخص، ووكيله كان جالسا وحصلت مواجهه بينه وبين الشخص الذي تم ذكر اسمه.. فين بقى اسم أحمد شوبير في جمله مفيدة؟!!”.أكد: “لا أخو رفعت ولا وكيله ولا المحامي الخاص به قال شيء أو ذكر حتى اسم أحمد شوبير مثلما يكتب المفبركون”.

واصل: “التريند والاتهامات الباطلة تعمي الناس، توقفوا عن الاتهامات الباطلة بدون دليل لأننا بذلك لم نتعلم مما حدث ونكرر الظلم بطريقة أخرى. استقيموا يرحمكم الله، وسيبكم من التريند كلنا لله راجعون”.

وأتم: “أخيرا ربنا يرحمك يا رفعت أكيد أنت في مكان أحسن، لا تنسوه من صالح دعائكم”.

وكان شقيق رفعت ووكيله نادر شوقي قد حملا ما حدث له قبل وفاته لأحمد دياب رئيس رابطة الأندية المصرية المحترفة الحالي ورئيس مودرن سبورت السابق.

كووورة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بري لن يعطي جعجع فرصة الظهور بمظهر البطل
  • حسن الرداد يستمتع بإجازة الصيف في شوارع إيطاليا الساحرة
  • مصطفى شوبير يدافع عن والده: لا تكرروا الظلم بطريقة أخرى
  • محافظ الفيوم يتفقد الأعمال الإنشائية بمصنع الضفائر الكهربائية للسيارات
  • في الذكرى السابعة لاستشهاد البطل أحمد منسي.. من هو؟
  • الأنصاري: مصنع يازاكي مصر يوفر نحو 3500 فرصة عمل لأبناء الفيوم
  • العالم على بعد خطوة من حرب مدمرة..!
  • «التلفزيون» أول مسرحية تجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم.. ما قصتها؟
  • بعد ترشيحه لدور «سفاح التجمع».. حسن الرداد في جلسة تصوير بـ«لوك مختلف»
  • قصة أسطورة كرم جابر.. المصارع البطل الذي أعاد عزف السلام الوطني بعد غياب 56 عاما