هل تهدد وسائل التواصل الاجتماعي بنقض الصيام في رمضان؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
مستخدمون:
• رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء واستثمار الوقت
• يجب تحقيق التوازن أثناء استخدام وسائل التواصل
كتبت - مُزنة الفهدية
بينما ينخرط سيف في الروتين اليومي للعمل، لا تبتعد وسائل التواصل الاجتماعي عنه، يجد نفسه يقضي ساعات طويلة متصلًا بالشبكة الافتراضية، يطلّع على تجارب الآخرين في الصيام ويتبادل الأحاديث مع أصدقائه وأفراد عائلته، ويطلّع على آخر المستجدات في عالم التكنولوجيا والثقافة الشبابية، وعلى الرغم من شعوره بأنه يقضي وقته بشكل إيجابي ومفيد، إلا أن هذا الاستخدام المتكرر يثير تساؤلات حول مدى تأثيره على جودة الوقت المخصص للتأمل والعبادة خلال شهر رمضان، فهل تسرق وسائل التواصل الاجتماعي من وقت الصائم الثمين؟
في شهر رمضان تنبض وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط لا يعرف حدودًا، وتشتعل الشاشات بالمشاركات والصور التي تحمل في طياتها لحظات الصيام والصلاة، وتصبح وسائل التواصل الاجتماعي مسرحًا لتبادل التهاني والدعوات والمشاركات الدينية والاجتماعية، ويتدفق الحديث عن تجارب الصوم والصلاة والتسامح، مما يجسد روح الإخاء والتواصل.
ضرورة التوازن
يقول عمر بن محمد العمري: "للأسف أن بعض الأشخاص يقضون ساعات طويلة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وفي رمضان نرى أن زيارات الأرحام والأصدقاء على وشك أن تتلاشى، وأصبح الغالبية منشغلا بالأجهزة الإلكترونية والبرامج الحديثة بهدف الاستفادة من التطوير السريع الذي يطول جميع مرافق الحياة." وحث على ضرورة التوازن في التعامل مع التكنولوجيا وألا نسمح لها بأن تسرق وقتنا في رمضان والعبادة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، ومن وجهة نظري أن رمضان بداية لترشيد هذا الوقت والعمل على استغلاله فيما يفيد، سواء بالإكثار من العبادات أو التواصل مع الأصدقاء والأقرباء بالزيارات.
وأردفت نور بنت سعيد الحضرمية قائلة: "إن منصات التواصل الاجتماعي من أكثر الأمور التي تسرق الوقت، فهذه الشبكات تتزايد خصائصها ومميزاتها، وبالتالي تتمكن من جذب المستخدمين إليها أكثر فأكثر، وتلتهم الكثير من أوقاتنا الثمينة، التي يمكنها أن تغير حياتنا نحو الأفضل إن استثمرناها كما يجب، وفي شهر رمضان أدعو بتقليل الوقت وتنظيمه لقضائه في أوقات الدعاء وقراءة القرآن." موضحة أنها عملت على إيقاف التنبيهات من بعض وسائل التواصل الاجتماعي لأن التنبيهات تجذبنا إلى عالم الشبكات الاجتماعية، وبالتالي لاحظت أن استخدامي لها أصبح قليل نوعًا ما، وتفرغت للأوقات المباركة في هذا الشهر والإحساس بمتعة الصوم والجلوس مع أهلي وأصدقائي.
ويعلق علي الكندي قائلا: "إن شهر رمضان ثابت لم يتغير ولكن التطور الكبير الذي شهدته مختلف جوانب الحياة، هو دخول عالم التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها، التي خلقت طقوسًا مختلفة، حيث قلت الزيارات والتجمعات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء، وهنا أقول قلت ولم تختفِ لدى البعض، ومازالت موجودة إلى اليوم، ولكن البعض ينشغل بالهاتف المحمول لساعات طويلة، ويتجول بين وسائل التواصل الاجتماعي، ناهيكم عن تحول الكثير إلى السهر والجلوس أمام الفضائيات التي تجتهد في تقديم المسلسلات والبرامج المتنوعة، وتتنافس فيما بينها لعرض كل ما هو جديد، بالإضافة للموائد التي انتشرت والإسراف، وهذا تناقض مع شهر الصيام والقيام كونه شهر عبادة، وليس شهرًا للتبذير والإسراف."
استثمار الوقت
وأضاف راشد العبري: "إن ما يميز رمضان في الماضي وقبل عدة أعوام هي جمعة الأهل والأقارب والجيران بشكل شبه يومي لتجاذب أطراف الحديث، وقضاء وقت ممتع، أما الآن فتتسيد التقنية المجالس وتجد البعض من حولك منهمكًا على جواله متصفحًا مواقع التواصل، وأرى أن التقنية تسرق الكثير من الوقت خلال جميع أيام السنة ولكن يجب الحرص على تقليل استخدامها في شهر رمضان والتركيز على العبادة والقيام بالأعمال الصالحة واستثمار الوقت في كل ما هو مفيد، وشهر رمضان فرصة لتصحيح الأخطاء ومراجعة الذات". موضحًا أن بعض الأفراد يعتزل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كلي خلال رمضان، وأرى أن لا جدوى لذلك فبعض الخير ينتشر وينتفع به الآخرون من خلال مواقع التواصل، فتحقيق التوازن هو المطلوب.
ولفتت سمية البوسعيدية إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت تسهيلات كثيرة، فلا غنى عنها في شهر رمضان إذا كان استخدامه محدود وفي أوقات مناسبة لا تلهينا عن روحانية الشهر، فهي عملت على إزالة الحواجز وتقريب المسافات بين الاسر، ولكن الاعتدال في استخدامها ضرورة لان رمضان فرصة لمضاعفة الأجور والتقرب من الله." موضحة أن تطبيقات وبرامج التواصل لها إيجابيات عديدة وجوانب سلبية أيضا في حال أسئ استخدامها، ويجب على المستخدم استغلالها بشكل جيد والسؤال عن الآخرين خاصة البعيدين مما يزيد المحبة والتآلف بين الناس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعی مواقع التواصل فی شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
أستراليا تقدم مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عامًا
قدمت الحكومة الأسترالية، مشروع قانون إلى البرلمان، يهدف إلى حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، لحمياتهم من الأضرار، كما يتضمن القانون اقتراحًا بفرض غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (حوالي 32 مليون دولار أمريكي) على المنصات التي تخالف القوانين بشكل منهجي.
التعرف علي العمرتخطط أستراليا أيضًا لتجربة نظام للتحقق من العمر قد يشمل تقنيات بيومترية أو استخدام الوثائق الحكومية لتطبيق الحظر على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل هذه القيود من بين الأشد في العالم.
أعلى حد عمري في العالم:تعد هذه المبادرة هي الأولى من نوعها عالميًا، حيث تحدد سن 16 عامًا كحد أدنى لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، دون استثناءات للموافقة الأبوية أو الحسابات السابقة.
ضوابط صارمة على المنصات:في إطار هذه التعديلات، ستكون المنصات مسؤولة عن ضمان تطبيق آليات التحقق من العمر، وليس الوالدين.
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزىالمبررات وراء القرار:قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في بيان إن هذه الإصلاحات تهدف إلى حماية الأطفال من الأضرار التي قد تنجم عن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا الآثار السلبية على الصحة البدنية والعقلية للأطفال، مثل تأثيرات الصور النمطية للجسم والمحتوى المعادي للنساء الموجه إلى الفتيان.
كما أشار إلى أن بعض الأطفال قد يجدون طرقًا للالتفاف على هذه القيود، لكن الرسالة الموجهة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي هي ضرورة تحسين سلوكها.
وأضافت ميشيل رولاند، وزيرة الاتصالات الأسترالية، أن نحو ثلثي الشباب الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عامًا تعرضوا لمحتوى ضار، مثل تعاطي المخدرات والانتحار أو إيذاء النفس.
وأكدت أن القانون سيجعل المنصات تتحمل المسؤولية الكاملة لضمان حماية المستخدمين.
تأثير المشروع على الشركات العالمية:يشمل المشروع منصات شهيرة مثل إنستجرام وفيسبوك (التي تملكها ميتا)، وتيك توك (التي تملكها بايت دانس)، وإكس (التي يمتلكها إيلون ماسك) وسناب شات، حيث سيتعين على هذه المنصات تعديل سياساتها لتطبيق أنظمة تحقق صارمة.
«كارثة».. تعرف على خطورة «الموبايل» على صحة طفلك
أضرار خطيرة لـ التدخين الإلكتروني.. «الصحة» تصدر بيانًا رسميًا
«وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن القومي».. ندوة توعوية بإعلام زفتى