بغداد
تسببت حادثة اعتداء في محافظة البصرة في العراق، في إثارة جدلًا بين متابعين نظرًا لغرابتها، إذ ذكرت وسائل إعلام محلية أن طلاب مدرسة اعتدوا على عدد من المعلمين بالرفش المخصص للزراعة، المعروف محليًّا باسم “الكرك”.
وأوضحت شبكة “رووداو” المحلية، فإن الاعتداء وقع على مدرّسين اثنين في ثانوية الشهيد محمد عبد العزيز الكنعان التابعة لقضاء أبي الخصيب.
وأفادت أن عددًا من أولياء الأمور وطلاب في المدرسة ذاتها بادروا بالاعتداء، وفقًا لتصريح نقيب المعلمين في محافظة البصرة صفاء غني السامر.
ووقع الاعتداء بعد أن حاول المجني عليهما فض شجار عنيف حدث بين الطلبة، وتم على إثره نقلهما إلى المستشفى بعد إصابتهما بجروح بليغة، فيما شدد بيان وزارة التربية على أن الوزارة “لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه الاعتداءات المتكررة على ملاكها وستقوم بأخذ حق المدرسين قانوناً”.
وذكر نقيب المعلمين السامر، أن “المدرّسَين هما حسين وجلال”، داعيًا القوات الأمنية إلى منع تكرار هذه الاعتداءات، مردفًا أنه “تم تقديم شكوى بهذا الصدد في مركز حمدان، والقانون سيأخذ مجراه”.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: اعتداء العراق جريمة معلمين
إقرأ أيضاً:
«الرحماني» تفك الحصار عن البصرة
في عام 1775م شهدت مدينة البصرة حصارًا فرضته القوات الفارسية بقيادة صادق خان، شقيق كريم خان زند، الذي أرسل جيشًا قوامه 50.000 مقاتل بهدف السيطرة على المدينة. جاء هذا الهجوم بعد أن عانت البصرة من وباء الطاعون الذي أودى بحياة العديد من سكانها، مما جعلها ضعيفة أمام التهديدات الخارجية.
تذرع كريم خان بأن الفرس يتعرضون لسوء معاملة وضرائب باهظة أثناء زيارتهم للأماكن المقدسة في النجف وكربلاء، مطالبًا الباب العالي في إسطنبول برأس والي بغداد عمر باشا، مهددًا بغزو العراق إذا لم تُلبَّ مطالبه. رفضت الدولة العثمانية هذه الشروط، مما دفع كريم خان إلى تنفيذ تهديده.
عند وصول القوات الفارسية إلى مشارف البصرة، اجتمعت القوات العثمانية وأهالي المدينة للدفاع عنها، لكن المواجهة الحاسمة لم تحدث، واستمر الحصار لأكثر من عام، تعرضت خلاله المدينة لقصف مكثف، مما زاد من معاناة سكانها.
في تلك الفترة، كانت بغداد تعاني من اضطرابات سياسية وصراعات داخلية، بالإضافة إلى انتشار وباء الطاعون، مما جعلها عاجزة عن تقديم الدعم للبصرة. أمام هذا الوضع، استنجدت القبائل العربية في البصرة بالإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي الذي كان قد خاض حروبا كبيرة مع الفرس وأخرجهم من السواحل العمانية.
استجاب الإمام أحمد بن سعيد لنداء الاستغاثة، وأمر بتجهيز أسطول بحري كبير يتألف من عدة قطع بحرية تتقدمها السفينة الحربية «الرحماني»، بقيادة ابنه هلال بن أحمد. كان الأسطول مزودًا بمدافع وقوات قوامها حوالي 10.000 رجل، مستعدًا لفك الحصار عن البصرة.
عند وصول الأسطول العُماني إلى مصب شط العرب، واجه سلسلة حديدية ضخمة نصبها الفرس على جانبي النهر لمنع أي إمدادات من الوصول إلى المدينة المحاصرة. بعد دراسة الموقف ووضع الخطط العسكرية، تمكنت السفينة «الرحماني» من تحطيم السلسلة الحديدية، مما أتاح للأسطول العُماني دخول شط العرب ومواجهة القوات الفارسية.
اندلعت معارك ضارية بين القوات العُمانية والفارسية، أظهرت فيها القوات العُمانية شجاعة وبسالة كبيرة. استمرت الاشتباكات لعدة أشهر، تمكن خلالها الأسطول العُماني من تأمين المساعدات القادمة إلى البصرة، مما ساهم في فك الحصار تدريجيًا.
شكل تدخل الأسطول العماني حسما واضحا للمعركة وفي تغيير موازين القوى وإفشال الحصار على مدينة البصرة التي عادت إلى السيادة العثمانية وأمر السلطان العثماني عبد الحميد الأول بصرف مكافأة سنوية لعُمان تقديرًا لدورها في الدفاع عن المدينة، وهي ممارسة استمرت حتى عهد السيد سعيد بن سلطان. وقويت الروابط بين الإمام أحمد بن سعيد والسلطان العثماني عبد الحميد الأول الذي خصص مكافأة سنوية للإمام ظلت تدفع حتى عهد السيد سعيد بن سلطان كما سمح للتجار العُمانيين بالمتاجرة في العراق، وأمر برفع الرسوم التي كانت تفرض على تجارة البن، مما أدى إلى ازدهار التجارة العُمانية في البصرة، حيث وصل عدد السفن العُمانية التي كانت ترتاد البصرة سنويا إلى ما يقارب الخمسين سفينة، وعادت الرحلات السنوية لأسطول البن العُماني للبصرة.
هذا التدخل العُماني في البصرة يعكس العلاقات الوثيقة بين عُمان والدولة العثمانية، ويبرز دور الإمام أحمد بن سعيد في تعزيز مكانة عُمان الإقليمية، وتأكيد قدراتها العسكرية والبحرية في تلك الفترة التاريخية.