"لم يكن بإمكاني النظر لنفسي في المرآة إذا لم أفعل ذلك".. هكذا علق زعيم الأغلبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، على الخطاب المثير الذي ألقاه مؤخرا، ودعا فيه إلى إجراء انتخابات مبكرة بإسرائيل.

وفي أول مقابلة بعد ذلك الخطاب الذي أشاد به الرئيس الأميركي، جو بايدن، وانتقده رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قال شومر لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، إن هدفه الرئيسي "كان القول إنه لا يزال بإمكانك أن تحب إسرائيل وتشعر بقوة تجاهها، وتختلف تماما مع بيبي (نتانياهو) وسياسات إسرائيل".

وكان شومر قد وصف نتانياهو في خطابه بقاعة مجلس الشيوخ الأميركي، بأنه "عائق رئيسي أمام السلام" في الشرق الأوسط.

وتحدث شومر - أعلى سياسي يهودي منتخب في الولايات المتحدة - في مقابلته مع "نيويورك تايمز"، الأحد، ليشرح كيف دفعته نشأته في منطقة بروكلين اليهودية، في ظل المحرقة، إلى إلقاء خطاب محفوف بالمخاطر السياسية أدى إلى إحداث لحظة فاصلة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

الحديث من بروكلين

يتذكر شومر أنه كان هنا داخل مدرسة جيمس ماديسون الثانوية الضخمة المبنية من الطوب الأحمر في جنوب بروكلين، حيث كان يحمل جهاز الراديو وهو في السادسة عشرة من عمره ليسمع الأخبار عن حرب عام 1967 التي خاضتها إسرائيل. 

ولم يكن السيناتور الأميركي البارز، البالغ من العمر 73 عاما، يريد الدفع من أجل إحداث تغييرات في السياسة الإسرائيلية المتعلقة بالحرب على غزة، دون انتقاد نتانياهو، الذي وصفه بأنه "منبع المشاكل".

في المقابل، لم يتفاجأ شومر برد الفعل على خطابه، قائلا: "كنت أعلم أنني سأكون في دوامة". 

"ضل طريقه".. زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي يوجه انتقادات حادة لنتانياهو قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، الخميس، إنه يتعين على إسرائيل إجراء "تصحيحات كبيرة في المسار" لتحقيق سلام دائم مع الفلسطينيين.

وفي وقت أشاد فيه الرئيس بايدن بـ"الخطاب الجيد" الذي ألقاه زعيم الديمقراطيين بعد أن "عبّر عن قلق جدي لا يشعر به وحده، بل أيضا كثير من الأميركيين"، انتقد نتانياهو الخطاب بشدة عبر مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وندد نتانياهو بدعوة شومر إلى إجراء انتخابات جديدة في إسرائيل، واصفا هذا الأمر بأنه "ليس في محله على الإطلاق".

وقال نتانياهو: "لسنا جمهورية موز". 

وتعتبر الدعوة التي وجهها شومر، هي الأشد بحق اسرائيل حتى الآن من جانب مسؤول أميركي كبير منذ هجوم حماس على اسرائيل في 7 أكتوبر.

في مقابلته مع صحيفة "نيويورك تايمز"، قال شومر: "لقد تصارعت مع نفسي – ربما كان ينبغي أن أقول إن بيبي (تسمية تطلق على نتانياهو) يجب أن يتنحى". 

لكنه سرعان ما خلص إلى أن ذلك من شأنه أن يتجاوز الحدود على اعتبار أن "هذا يعني إخبار إسرائيل بما يجب أن تفعله، وهي في خضم الحرب"، على حد قوله. وأضاف لاحقا أنه عندما طرحت فكرة الدعوة للاستقالة، "كنت أقول لا دائما".

وبدلا من ذلك، قال شومر في خطابه: "عند هذا التقاطع المفصلي، أعتقد أن انتخابات جديدة هي الطريقة الوحيدة لإفساح المجال أمام عملية اتخاذ قرار سليمة ومفتوحة بشأن مستقبل إسرائيل، في وقت فقد فيه الكثير من الإسرائيليين ثقتهم برؤية حكومتهم وإدارتها"، معتبرا أن "تحالفا يقوده نتانياهو لم يعد يلبّي حاجات إسرائيل بعد السابع من أكتوبر".

وأضاف  أن نتانياهو أحاط نفسه بمتطرفين يمينيين و"أبدى استعدادا كبيرا للتسامح مع الخسائر المدنية في غزة، مما يدفع الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى أدنى مستوياته التاريخية".

وتابع: "لا يمكن لإسرائيل الصمود إذا أصبحت منبوذة".

"غير ملائم".. نتانياهو يرد على تصريح زعيم الأغلبية بالشيوخ الأميركي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لشبكة (سي أن أن) الأحد إن تعليقات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر التي حث فيها على إجراء انتخابات في إسرائيل غير ملائمة على الإطلاق.

وكشف شومر لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه أمضى شهرين في التحضير لهذا الخطاب بعد أن كتب 10 مسودات، لافتا إلى أنه أطلع البيت الأبيض على تفاصيله قبل يوم واحد، للتأكد من أنه لن يتدخل في مفاوضات تحرير الرهائن في غزة.

وكانت ردود الفعل السلبية تجاه الخطاب من جانب الجمهوريين سريعة ومستمرة، بعد أن استشهد به الرئيس السابق، دونالد ترامب، الإثنين، قائلا إن "أي شخص يهودي يصوت للديمقراطيين يكره دينه". 

وتابع: "إنهم يكرهون كل ما يتعلق بإسرائيل، وعليهم أن يخجلوا من أنفسهم، لأن إسرائيل سوف تُدمر".

في المقابل، دافع شومر عن نفسه حتى قبل تصريحات ترامب وأصر على أن "إيمانه اليهودي العميق، والضرورة الأخلاقية التي يشعر بها للدفاع عن اليهود وإسرائيل، هي التي دفعته إلى التحدث علنا ضد نتانياهو".

وقال شومر إنه لا يزال يعتقد أن زملائه الجمهوريين يحبون إسرائيل، "لكن بعضهم يحب ضرب الديمقراطيين أكثر".

"حماس هي المشكلة الأساسية"

بعد تصريحات ترامب، كتب شومر على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن جعل إسرائيل قضية حزبية لا يضر إلا بإسرائيل وبالعلاقة الأميركية الإسرائيلية"، واصفا رد فعل الرئيس السابق على خطابه بأنه "بغيض".

كذلك، قال شومر إنه أمضى ساعات بعد خطابه في التحدث مع الدوائر اليهودية المحافظة التي شعر أعضاؤها بالغضب.

والثلاثاء، عقد شومر اجتماعا افتراضيا مع مديرين تنفيذيين من المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى للدفاع عن الخطاب الذي ألقاه، الأسبوع الماضي، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقال مسؤول تنفيذي لمنظمة يهودية أميركية حضر الاجتماع ولم تكشف الصحيفة الإسرائيلية عن هويته: "كان هناك سؤال أساسي حول ما إذا كان سيتراجع أو يدافع عن نفسه، وقد دافع عن نفسه بوضوح شديد".

إسرائيل ليست "جمهورية موز".. حزب نتانياهو يرد على تصريحات سيناتور أميركي قال حزب الليكود الإسرائيلي، ردا على تعليقات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، حول وجوب إقامة انتخابات جديدة في الدولة العبرية إن إسرائيل ليست "جمهورية موز".

وأضاف المسؤول التنفيذي أنه خلال الاجتماع الافتراضي، أكد شومر أن معظم خطابه الذي استمر 45 دقيقة ركز على انتقاد حماس، وأعرب عن أسفه لأن التقارير الإعلامية ركزت فقط على دعوته لإجراء انتخابات مبكرة.

ومع ذلك، أكد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ من جديد على اعتقاده بأن نتانياهو "يشكل خطرا على إسرائيل"، خاصة فيما يتعلق بتمكين قادة اليمين المتشدد مثل بتسلئيل سموتريتش، وإيتمار بن غفير، حسبما يتذكر المسؤول التنفيذي في الاجتماع الافتراضي.

وخلال ذلك الاجتماع، أوضح شومر أنه "لم يخبر الإسرائيليين لمن يصوتون"، وأنه كان يضغط من أجل طإجراء انتخابات فقط" عندما تبدأ الحرب في غزة في التراجع.

وسأل العديد من الأشخاص شومر لماذا أدرج حماس ونتانياهو باعتبارهما اثنين من 4 عقبات أمام السلام المنصوص عليها في خطابه، قائلين إن المقارنة لا مبرر لها، رد شومر، وفقا لملاحظات أحد المشاركين، قائلا: "من المستحيل أن أشير إلى أن نتانياهو ينتمي إلى نفس فئة حماس". 

وأضاف أن "الخطاب يوضح أن حماس هي المشكلة الأساسية".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: بمجلس الشیوخ الأمیرکی إجراء انتخابات نیویورک تایمز زعیم الأغلبیة أن نتانیاهو تشاک شومر قال شومر

إقرأ أيضاً:

(مناوي) الذي لا يتعلم الدرس

الخطاب السياسي لمناوي هو خطاب مرتجل وعشوائي، لكنه يظل عينة مناسبة لفحص المرض، فخطاب مناوي نموذج مكشوف لمستتر مكنون خطاب السودان الجديد، وهو في حالته العارية بلا رتوش المثقفين وفي ذات الوقت بدون حس التعبئة والحشد، وسبب ذلك أن مناوي يرجو منه أن يكون خطابا سياسيا لحركته لكن الخطاب يأتي متفجرا وخطيرا، وخصوصا حين تضيف له حس الهزل والهذر عنده. أن صفة التفجر والعنف هي أصل الخطاب وحقيقته، وأظن مناوي جاهل بذلك ولكن يجب في كل الحالات أخذه بجدية.

فيما يخص مناوي نفسه فليس المقام مناسب لتحليل تام وطويل لحالته، ولكنه اختصارا عبارة عن رجل أعمال سياسي مسلح، يتحرك وفق منطق براغماتي نحو الدولة، حركته حركة عرقية تلبست لباس السودان الجديد وبذلك فهي تحالف مصالح نخبوي هدفه تحقيق العوائد من السياسة، وهذه الحالة يطول شرحها لأنها تختلف في صيغة مناوي البراغماتية عنها في صيغ الحلو وعبدالواحد، ومهما كان فصيغة مناوي قابلة للتسوية وهناك بعيدا ستجد ثوابت معقولة، وربما ارتباط أكثر بعناصر محلية. لكن في كل الحالات تظل هي ظاهرة تحالف مصالح عرقي مسلح لا يحمل أي صفة شرعية للحديث عن دارفور وتحتاج لإصلاح.

المهم بالنسبة لي هو مضمون الخطاب الذي قدمه، ولي فيه ثلاث نقاط، ثم ختام بخلاصة نهائية ونصيحة للرجل وحركته وأتباعه:

أولا: تفسير الصراع:
ثمة خلط مفاهيم كبير يحدث في عقل مناوي لأنه لا يملك فرصة للفهم، ولا يوجد من حوله من يساعده في ذلك، إن مفاهيم مثل لعبة الأمم والتدخل الخارجي واستغلال التناقضات الداخلية هي مفاهيم صحيحة، لكن من يقولها لا يمكن منطقيا أن يردد دعايات الآخرين حول وجود سياسات متعمدة عرقيا ويربطها بالشمال ضمنيا في حديثه، ولو فرضنا جدلا صحة الحديث المبتور عن زمن الإنقاذ، فما معنى ذلك سوى رغبة في ابتزاز الدولة من جديد. دعك عن أن حركة مناوي نفسها تقوم على علة قديمة، فهي حركة عرقية صرفة وارتكبت انتهاكات كثيرة أيضا بل وكانت تصنف جزء من الجنجويد أنفسهم كما أشارت الصحفية جولي فلينت في ورقتها الشهيرة، أيضا فإن اتفاق أبوجا الذي تحدث عنه مناوي ظلم عرب دارفور ومطالبته بنزع سلاح الجنجويد كانت جزء من دعاية غربية، وظفت مناوي ودعته لزيارة أمريكا ووقتها وكان هو قطعة في رقعة شطرنج أو (كلبا في لعبة الضالة) كما قال، كان مطلوبا نزع السلاح من الجميع وفهم مخاوف مجتمعات العرب هناك، وقد كان مناوي يتغاضى عن ذلك ويفكر في قسمة سريعة للسلطة والثروة فالنفظ وقتها كان وعدا بثمن غال وكان مدفوعا بمنظمات وجهات خارجية تساعده فنيا وسياسيا. إن مسألة العمالة لم يكن بعيدا عنها وهي كانت في نوع من التحالف مع مشروع غير وطني، على مناوي أن يعيد القراءة والنظر في تفسير الصراع والتواضع أكثر فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بحجر، وهذا الفهم سيمنحه قدرة لتشخيص الأبعاد المركبة وفهم كيف أنه قبل يوما أن يكون أداة في يد الآخرين.

ثانيا:خريطة دارفور.
خريطة دارفور التي ظهرت في خطابه أيضا تثير استفزازا كان في غير محله، ومناوي يخدم بذلك خطوطا تقسيمية خطيرة، وحتى لو فرضنا أنه ظنها مسألة خلافية فما معنى بعثها اليوم؟ في الحقيقة فإن خريطة دارفور حدودها شمالا حتى خط ١٦ عرض وتبدأ جنوبا من خط ١٠ عرض، وشرقا حدودها خط ٢٧ ثم غربا حتى خط ٢٢. وأدناه صورة من كتاب موسى المبارك عن دارفور يعود بمصدره لبحث مهم عن تاريخ دارفور للبريطاني لامبن. G.D.Lampen بعنوان تاريخ دارفور. لكن المهم أن مناوي أن مناوي يظن أنه يتحدث بذكاء حين يقول أن أهل دارفور هم وكلوه بهذا الحديث، وهذا ابتزاز وتذاكي خبيث فمناوي لم يفوضه أحد ومن المهم له أن يكون أكثر تواضعا أيضا في هذا الأمر، لا يمكن له أن يتحدث عن السودان ككل وحين يأتي لدارفور يتحدث كأنه الصوت الوحيد.

ثالثا:مراجعات مطلوبة.
ما سبق هو مناقشة لماورد في خطابه لكن القصة أكبر من ذلك، مطلوب من مناوي وحركته مراجعات أعمق كنت قد طالبتهم بها من قبل، إن مسألة تحرير السودان، والأبعاد العرقية في التفسير، وابتزاز السلطة وعدم الوعي بالمخطط الخارجي كل ذلك يمنع تحول مناوي من براغماتي ذو بوصلة وطنية إلى وطني حقيقي، فالحالة الأولى قابلة للانتكاس في أي لحظة.

الختام:
على مناوي وحركته ضبط الخطاب جيدا، ويجب أن يترك طريقة الهذر والسخرية والارتجال والعشوائية وإدعاء الخفة والمرح، ليكون مسؤولا عن أفعاله وخطابه، المسألة ليست هذرا ولعبا بل مسؤولية وجد، وعلى أعضاء حركته ألا يكونوا مجرد حراس لمصالح وموظفين برواتب أمام مديرهم التنفيدي، بل عليهم مراجعة هذا المدير التنفيذي وتطوير وعيهم بهذه الأمور.

نقول ما سبق لأننا نؤمن إيمانا قاطعا، بأن ما يوحد السودان أعظم وما يجعل المصير مشتركا أكبر بكثير وأن كل مداخل التفكيك متشابهة كيفما كانت، سواء من الشمال أو الغرب أو الشرق، فإنها ستتوسل مفاهيم مضللة في تفسير الواقع، ثم وةتغذي هذه الحالات بعضها البعض بردود فعل ومتتالية هندسية تصاعدية تفكك البلد وتخدم الغير. مناوي إذا لم يتطور فهو جزء من هذه المتتالية وفي كل الحالات فإن مجتمع دارفور ومعنى وجودها في التاريخ السوداني كل ذلك أكبر من مناوي ومن حركته.

هشام عثمان الشواني
الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رفض الأهلي مرتين.. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن زيزو
  • الغندور يكشف عن مفاجأة بشأن قرار رابطة الأندية مع الأهلي
  • سيناتور يحطم الرقم القياسي لأطول خطاب في مجلس الشيوخ الأميركي
  • المظلومية والتكفير.. أدوات داعش في استقطاب الأتباع
  • في سطحية الخطاب: هل عبد الحي يوسف شيخ؟
  • نتانياهو يدفع إسرائيل إلى حافة أزمة دستورية
  • نتنياهو يعيد النظر بتعيين شارفيت رئيساً للشاباك
  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس
  • الحكومة بغزة تصدر بياناً بشأن جريمة إسرائيل في رفح
  • إسرائيل وحماس تردان على مقترح مصري جديد بشأن حرب غزة