“تقويم التعليم”: انطلاق عمليات تطبيق “مقياس ألف ياء” على طلبة التعليم العام
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
كشفت هيئة تقويم التعليم والتدريب عن البدء في تطبيق “مقياس ألف ياء”، المقياس الرقمي للذكاء، بالتعاون مع وزارة التعليم وإداراتها في عدد من مناطق المملكة.
ويطبق هذا المقياس على عينات من طلبة التعليم العام من الفئة العمرية “5 إلى 18 عامًا”، ويستهدف طلاب وطالبات التعليم من الفئات الخاصة والفئات التي تحتاج إلى تشخيص وإصدار تقارير لتقديم الخدمات الصحية المناسبة لهم، وكذلك الفئات التي تحتاج إلى تقديم الرعاية الاجتماعية لهم.
وصمم المقياس ليتناسب مع جيل العصر الرقمي تقنيًا، معتمدًا على منهجية اللعب من خلال الألعاب الحاسوبية المشوقة، ويتضمن 47 اختبارًا فرعيًا، بزيادة نسبتها 261 % مقارنة بالمقاييس العالمية المعتبرة، كما تم تقنينه على 22 ألف طالب وطالبة في 65 مدينة بالمملكة؛ وذلك للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تعزيز جودة الحياة، والكشف عن الموهوبين، والتعرف على اضطرابات الذاكرة والتعلم والانتباه، والتوحد.
ويعد “مقياس ألف ياء” أول مقيـاس فـردي للذكاء، وطورته الهيئة بصورة كاملة؛ ليتناسب مع البيئة والثقافة العربية، معتمدة في ذلك على أكثر النظريات العلمية شيوعًا للذكاء، ويقيس الذكاء العام وجوانب أخرى، منها ما يتعلق بالموهبة والاستعداد للمدرسة، والمساعدة في التشخيص الإكلينيكي لبعض الاضطرابات، مثل اضطرابات: الانتباه وفرط الحركة – التعلم – التوحد – اللغة – وظائف المخ.
اقرأ أيضاًالمملكة“الأرصاد” يصدر “إنذارًا أحمر” بهطول أمطار غزيرة على منطقة تبوك مصحوبة برياح شديدة
وقامت الهيئة خلال الفترة من 11 فبراير 2024م إلى 10 مارس الجاري بإطلاق سلسلة من اللقاءات الخاصة ببدء عمليات انطلاق مقياس ألف ياء وتطبيقه على عينات من طلبة التعليم العام من الفئة العمرية “5 إلى 18 عامًا”، وأقيمت في المرحلة الأولى في ثلاث مناطق بالمملكة، هي: منطقة الرياض، والمنطقة الشرقية، ومنطقة القصيم، بالتعاون مع إدارات التعليم في المناطق الثلاث. وستستمر عمليات التطبيق في باقي مناطق المملكة وإدارات التعليم.
وقدم تلك اللقاءات فريق من الهيئة ممثلة بالمركز الوطني للقياس، إضافة إلى عدد من المنسقين من وزارة التعليم وإدارات التعليم في المناطق، والفاحصين والفاحصات المرشحين من وزارة التعليم وفق الاشتراطات والتخصصات المحددة في المناطق الثلاث، وبلغ عددهم 49 فاحصًا وفاحصة.
وتضمنت تلك اللقاءات عددًا من المحاور، من بينها: التعريف بالمقياس وخصائصه وأهميته، والخلفية النظرية والأساس العلمي له، والتعريف بجميع الاختبارات الفرعية في المقياس “47 اختبارًا”، وعمليات التطبيق الفعلي لكل اختبار، إضافة إلى اعتبارات وتعليمات مهمة للتطبيق لكل من “الفاحص والمفحوص”، والاعتبارات التقنية وتجهيز تقرير النتائج.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
التعليم.. و تطبيق تجارب الآخرين
كل فترة، تقوم وزارة التعليم بفرض نظام تعليمي جديد على الطلاب دون تجربته على عدد محدود من المدارس، ودراسة مدى نجاحه ومناسبته للطلاب لدينا.
تقوم الدول المتقدمة بتجربة أي نظام جديد في عدد محدود من المدارس، ثم تقوم بتقييم التجربة، وتدخل التعديلات إذا لزم الأمر قبل تطبيقه على الجميع.
هذا غير قياس مستوى الطلاب، ومقارنته بأقرانهم في الدول المتقدمة الأخرى لمعرفة أوجه القصور في المادة التعليمية.
قبل عدة سنوات، فرضت الوزارة نظام التقييم المستمر، حيث لا يخضع الطالب لأي امتحان. فقط ينجح الطالب لانه أجاد المهارة المطلوبة. و بالتالي تعودت أجيال على عدم الاستعداد للامتحان لكي تختبر معلوماتها. ولقد رحبت بعض الأسر بذلك النظام، لأنه كان يعني عدم قيام أحد الأبوين بمساعدة إبنه في المذاكرة. و بالتأكيد كان ذلك يدعو للكسل بالنسبة للطلاب.
ولقد نتج عن ذلك، أن تجد طالب في الجامعة يفتقد للكثير من المهارات الأساسية للتعليم مثل التحليل و الاستنباط ناهيك عن ابسط المهارات مثل الكتابة اللغوية الصحيحة.
ولو سألنا دكاترة الجامعة عن مستوى أغلب الطلاب، لسمعنا الكثير من المواقف الغريبة التى يواجهونها من الطلاب.
ذكر لي أحد الدكاترة في كلية الجغرافيا، أنه طلب من طلبة السنة الأولى أن يرسموا خريطة المملكة، وفوجئ بقيام البعض بتوزيع المدن على الخريطة بطريقة عشوائية، فمكة أصبحت على البحر الأحمر، وسكاكا في الجنوب، وأبها بجانب الرياض.
وأذكر أني سمعت أحد مسؤولي وزارة التعليم آنذاك يقول في مقابلة اذاعية: إن نظام التقييم المستمر لم يفشل، ولا يزال في طور التجربة، رغم مرور أكثر من عشر سنوات على العمل به. ثم قامت الوزارة بإلغائه بعده بقليل في عام ٢٠٢٢.
والحقيقة أننا أخذنا النظام بعد أن طبقته إحدى الدول العربية وقامت بالغائه لفشله.
ومنذ ٤ سنين قررت الوزارة فرض نظام الثلاث فصول على المدارس والجامعات دون أخذ آراء العاملين في التعليم من مدرسين ومديرين. و حيث أن النظام القديم كان أفضل، قامت بعض الجامعات بالعودة لنظام الفصلين بعد مخاطبة الوزارة.
نحن نقوم بنقل تجارب قامت بها دول أخرى دون مراعة لطبيعة البيئة المدرسية لدينا.
ودون النظر إلى نجاح تلك التجارب من عدمه، أو دراسة الأسباب التى دعت تلك الدول لتطبيقها.
وهنا أذكر أنه ظهر اقتراح أن يخفض الأسبوع الدراسي الى أربعة أيام مثل فنلندا، خاصة وأن فنلندا، تحتل مركزاً متقدماً على مستوى العالم.
لا يجب أن يفرض نظام لأنه ناجح في دولة أخرى، فما يصلح لدولة مثل فنلندا، لا يصلح لمدارسنا. وإذا أردنا أن ننقل عن الآخرين، فيجب أن ننظر إلى التجربة كاملة، لا أن ننقل جزءاً منها.
هناك يبدأ إعداد الطلاب للدراسة في مراكز العناية اليومية ورياض الأطفال لتنمية مهارات التعاون والتواصل لدى الأطفال الصغار، ممّا يهيئهم للتعلم مدى الحياة، وكذلك لتعليمهم القراءة والرياضيات، وتستمر هذه المرحلة التحضيرية حتى يبلغ الطفل سن السابعة. و يركز التعليم الفنلندي في مرحلة الطفولة المبكرة على احترام فردية كل طفل، وعلى توفير الفرصة لتطوير كل واحد منهم حتى يصبح شخصًا فريدًا من نوعه.
ومن أجل ذلك، يتم اختيار تربويين على أعلى مستوى لتولى مهمة إعداد الطلاب لرحلة التعليم.
وهذا يؤكد، أنه لتطوير التعليم لدينا، لابد أن نبدأ من الحضانه والمرحلة الابتدائية. وكما يقول المثل القديم:” التعليم في الصغر كالنقش في الحجر.”
أما باقي الحلول، فهي مؤقته. وقد يستفيد منها الطلبة المتفوقون فقط.
ولابد من اختيار أفضل التربويين لإعداد الطلاب منذ بداية رحلة التعليم.
وإذا أرادت الوزارة تجربة أي نظام جديد، فلابدَّ أن تستشير العاملين في التعليم من مديرين ومدرسين، فهم شركاء في العملية التعليمية، وهم الأساس لنجاح أي تجربة.