وصفت صحيفة دولية تدوينة عضو مجلس مليشيا الحوثي الإرهابية، علي القحوم، بشأن تطور العلاقات بين مليشياته وروسيا والصين، بأنها محاولة "ساذجة" لتأجيج وإذكاء الخلاف بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء في منشور القحوم، أن دولاً كبرى كالصين وروسيا وبلداناً أخرى في مجموعة بريكس تنسق مع جماعته المدرجة ضمن قائمة الإرهاب في أمريكا وبريطانيا، في مواجهة الولايات المتّحدة.

وترى صحيفة العرب اللندنية، أن هذا السيناريو غير منطقي لعدّة أسباب من بينها عدم استعداد تلك القوى الدولية للتضحية بعلاقات حيوية مع دول إقليمية تنطوي على مصالح كبيرة لها على غرار تلك التي تجمع، على سبيل المثال، بين روسيا والسعودية وما بينهما من تنسيق كبير بشأن أسواق النفط وأسعاره، فضلا عن العلاقة الاقتصادية والتجارية القوية للصين بمختلف بلدان المنطقة.

كما أنّ الصين لا تبدو في وارد الانحياز إلى جماعة الحوثي لمجرّد وجود تنافس شديد بينها وبين الولايات المتّحدة، والحال أن بكين ممتعضة بشدّة من تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وما يشكّله ذلك من عرقلة لتدفق السلع الصينية باتجاه وجهات عالمية كثيرة عبر الممر البحري الحيوي المحاذي للأراضي اليمنية.

وتحدّث علي القحوم، عضو المكتب السياسي للحوثيين، عن حدوث تطوّر في العلاقات بين جماعته وروسيا والصين وبقية دول بريكس “بهدف إنهاء هيمنة الولايات المتحدة”. وقال القحوم في منشور على منصة إكس، إنّ تطوّر العلاقات مع تلك القوى تشمل تبادل “الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة”.

ووفق الصحيفة، فقد أثار الحديث عن "تبادل الخبرات" أسئلة المراقبين عن ماهية تلك "الخبرات" التي تحتاج قوّتان عظميان من وزن الصين وروسيا لأن تحصلا عليها من جماعة الحوثي التي قادت اليمن إلى تخلف كبير وتراجع في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

القحوم في منشوره أكد أن حديثه ليس تحليلا فقط بل هو حقيقة ماثلة للعيان وبات واقعا، واليمن دولة دخلت في معادلة نصرة فلسطين وثبّتت باقتدار معادلة البحر الأحمر التي تمثّل معادلة كبرى، واستراتيجية لها آثارها ونتائجها في ميزان الحصاد والثمار العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية، حد زعمه.

ولم ينس القحوم كغيره من القيادات الحوثية الإشادة بزعيمهم عبدالملك الحوثي وبقدرته القيادية التي جعلت قوتين كالصين وروسيا تطرقان بابه للتنسيق معه.

تقول الصحيفة "ورغم ما يحتوي عليه كلام المسؤول الحوثي من مبالغات غير منطقية تبدو أقرب إلى مجرّد الترويج الإعلامي، إلاّ أنه لا يخلو من محاولة سطحية وساذجة لتأجيج الخلافات بين الولايات المتحدة وخصومها الدوليين".

وأشارت الصحيفة إلى أن كلام القحوم جاء بعد إعلان جماعته عن امتلاكها صواريخ فرط صوتية ما أثار أسئلة كثيرة عن مصدر تلك التكنولوجيا المتطورة التي تعتبر روسيا من الدول السباقة لتطويرها وامتلاكها.

وترى الصحيفة أن القحوم أراد بحديثه عن وجود تعاون مع موسكو وبكين ترسيخ فكرة أنّ مصدر الصواريخ الجديدة هو روسيا، وهو الأمر الذي استبعده الكثير من الخبراء في مجال التسلح مشكّكين أصلا في حقيقة امتلاك الحوثيين تلك الصواريخ.

ونقل تقرير لموقع نيوز ري عن الخبير العسكري أندريه كلينتسفيتش قوله "إنّ مثل تلك الصواريخ تُستخدم في روسيا كما أنها عُرضت خلال التدريبات والاستعراضات في الصين وكوريا الشمالية، وأنه في حال امتلك الحوثيون صواريخ فرط صوتية فإن مصدرها لن يكون سوى إيران"، مرجّحا أن يكون ما عرضه الحوثيون مجرّد شكل أولي من الصاروخ بالغ التطور.

كما استبعد الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين من جهته أن تكون للدول الرائدة في مجال الصواريخ فرط صوتية أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا إلى الحوثيين.

وأضاف "لم تُقدّم موسكو وبكين هذه الأسلحة إلى الحوثيين لأن هذا لا يصبّ في مصلحتهما. فروسيا تنفذ في الوقت الراهن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. كما أن أي بلد لن يمنح هذه التقنيات لدولة أخرى في الوقت الراهن. والصين لا تقدم هذه التقنية لأي طرف من حيث المبدأ".

ووفق الصحيفة، فإنه من الجانب الصيني يبدو مجافيا للمنطق أن تنخرط بكين في تعاون مع طرف يهدّد مصالحها بشكل مباشر ويعرقل تجارتها مع بلدان العالم. وكانت الدبلوماسية الصينية قد تحرّكت صوب إيران بهدف الضغط عليها لوقف هجمات حلفائها الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. «بوتين يستقبل مودي».. وواشنطن قلقة!

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رئيس الوزراء الهندي ناريدرا مودي، لمناقشة مسائل التعاون بين البلدين، الأمر الذي أثار قلق واشنطن التي عبرّت عن قلقها بشكل واضح عقب الزيارة.

وخاطب الرئيس الروسي رئيس الوزراء الهندي قائلا: “سنجري محادثة رسمية يوم الثلاثاء، لكن اليوم يمكننا التحدث بهدوء، ربما حول نفس القضايا، ولكن بشكل غير رسمي”.

واشنطن تعبر عن قلقها إزاء العلاقات بين روسيا والهند

في السياق، أعلنت الخارجية الأمريكية، “أن الولايات المتحدة أبلغت الهند قلقها تجاه علاقات نيودلهي مع موسكو على خلفية زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لروسيا”.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر: “عبرنا للهند بشكل واضح عن قلقنا إزاء علاقاتها مع روسيا”.

وأضاف أن “واشنطن تأمل بأن الهند أو أي دولة أخرى ستؤكد أثناء تواصلها مع روسيا بشأن النزاع الأوكراني، على “ضرورة احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا”.

هذا ووصل “مودي”، الذي استأنف تبوء منصبه كرئيس للوزراء في يونيو الماضي، إلى روسيا في زيارة رسمية تستمر يومي 8 و9 يوليو.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. «بوتين يستقبل مودي».. وواشنطن قلقة!
  • محاولة حوثية للسيطرة على اسطول الخطوط اليمنية
  • زيلينسكي: الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي فقط هم من يمكنهم أن يصبحوا وسطاء بين أوكرانيا وروسيا
  • موسكو تعلن إحباط محاولة اختطاف قاذفة صواريخ روسية
  • روسيا تحبط محاولة أوكرانية لخطف قاذفة قنابل إستراتيجية
  • الحديدة.. مقتل واصابة ستة من عناصر حملة عسكرية حوثية برصاص مواطن قاوم محاولة اعتقاله بمديرية المغلاف
  • أزمة جديدة بين بكين وواشنطن.. ما علاقة السباحين الصينيين؟
  • مفاوضات مسقط ومصير قحطان.. عرقلة حوثية والحكومة تمنح خاطفيه فرصة للتلاعب (تقرير)
  • نيويورك تايمز: أوكرانيا تحاول البقاء على الحياد في الصراع السياسي الأمريكي الحالي
  • أقوى رد من حزب الإصلاح على تصريحات حوثية عن ‘‘التحوّل إلى حزب يمني’’