منذ اليوم الأول لفتح "بازار" الرئاسة قبيل نهاية تشرين الأول 2022، بقي اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الأكثر تداولاً على الإطلاق، بوصفه المرشح "الثابت" وسط المنافسين "المتغيّرين"، حتى يوم كان ترشيحه "مضمرًا" خلف ورقة بيضاء التزم بها داعموه في مختلف الجلسات الانتخابية، حين رفضوا وضعه في "مواجهة" مع النائب ميشال معوّض، مفضّلين الرهان على "توافق" لم يأتِ بعد.


 
وبعد مرور أشهر طويلة على الشغور الرئاسي، لا يزال اسم فرنجية يتصدّر المشهد الرئاسي، حتى لو أوحت المعطيات بتراجع حظوظه، بفعل ما يشبه "الفيتو الداخلي" المفروض عليه، من قبل أفرقاء لم "يتقاطعوا" إلا على "إسقاطه"، بل تحوّل التخلّي عن ترشيحه شرطًا مُعلَنًا من قبل العديد من القوى السياسية، من أجل القبول بالجلوس على طاولة الحوار، مع صعود نجم ما بات يصطلح على تسميته بـ"الخيار الثالث".
 
لكنّ الطريق أمام هذا الخيار لا تبدو "معبّدة" حتى الآن، طالما أنّ فرنجية متمسّك بترشيحه، وهو ما تجلّى في المواقف التي أطلقها أمام وفد نقابة محرّري الصحافة، حيث جزم أنّ "لا فيتو أميركيًا أو سعوديًا" على اسمه، وأكد أن "لا رئيس من دون رضى المقاومة"، بل وضع الحديث عن احتمال "التخلي عنه" في إطار محاولات "إحداث الشرخ" ضمن الفريق الواحد، فكيف تُفهَم "الرسائل" التي وجّهها فرنجية؟ وكيف يتلقّفها الخصوم؟
 
رسائل واضحة
 
يقول العارفون إنّ "الرسائل" التي حرص فرنجية على إيصالها من خلال لقائه وفد نقابة محرّري الصحافة كانت واضحة، وبالغة الدلالات، وأهمّها أنّ فكرة "الانسحاب" من السباق الرئاسي لصالح "خيار ثالث" لا تزال بعيدة، وهو ما يُفهَم أيضًا من انتقاده لما وصفه بـ"هبوط الرؤساء من أجل العرقلة"، وكذلك لاتفاق فريقين مسيحيين على معارضته، فيما هما يختلفان على كل شيء، في إشارة ضمنية إلى "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
 
في السياق، تبرز أكثر من رسالة وجّهها فرنجية، في محاولة لنفي الكثير من الإشاعات المتداولة، وتأكيد أنّ حظوظه لا تزال قائمة خلافًا لكلّ ما يُحكى في الكواليس، ومن بينها نفيه وجود أيّ فيتو أميركي أو سعودي عليه، بل حديثه عن رسالة "تعاون" أميركية وصلته، وكذلك تأكيده على وقوف رئيس مجلس النواب إلى جانبه "عندما تركه الجميع"، في ما يمكن قراءته على أنّه ردّ على ما أشيع عن "تخلّي" بري عنه، وفتحه "بازار" الخيار الثالث.
 
لكنّ الرسالة "الأهمّ" التي يمكن قراءتها في كلام فرنجية تبقى في قوله إنّ "لا رئيس من دون رضى المقاومة"، ولعلّ هذه النقطة بالتحديد تختصر "الرهان الأساسي" لديه حتى يمضي في ترشيحه رغم كلّ شيء، وبهذا المعنى يرى العارفون أنّ فرنجية ارتفعت ولم تنخفض بعد التطورات الأخيرة، حيث أصبحت المقاومة أكثر تمسّكًا برئيس "لا يطعنها في الظهر"، وهو ما ينطبق عليه في المقام الأول، وهو الذي "لا تبدل" موقفه منها وفق الظروف، وفق قوله.
 
أي تبعات لمواقف فرنجية؟
 
هكذا، يفهم العارفون مواقف فرنجية الأخيرة على أنّها تأكيد على "المضيّ" بالترشيح حتى إشعار آخر، طالما أنّ رئيس تيار "المردة" يعتقد أنّ حظوظه لا تزال متوافرة، وطالما أنّ أيّ توافق يبدو متعذّرًا على مرشح آخر يكون مستحقًا للتنازل، وطالما أنّه لا يزال ممسكًا بورقة القوة التي يملكها، وهي دعم المقاومة، علمًا أنّ كلّ المعطيات تؤكد أنّ الأخيرة لن تتراجع عن دعمه، إذا لم يتخلّ "طوعًا" عن ترشيحه لسبب أو لآخر.
 
استنادًا إلى ما تقدّم، لا يستبشر خصوم فرنجية خيرًا بمواقفه الأخيرة، حيث ترى فيها أوساط المعارضة محاولة لفرملة أيّ بحث بالخيار الثالث، عبر القول "أنا هنا ومصرّ على الترشح"، وهي ترى في حديثه تحديدًا عن الكلام المنسوب لبري حول احتمال التخلي عنه، محاولة "إحراج" للأخير، منتقدة كذلك كلامه عن "هبوط الأسماء للعرقلة"، وكأنّ كلّ الأمور لا تزال تدور حوله، في استنساخ لما يُعرَف بـ"نظرية المؤامرة".
 
ومع أنّ فرنجية سبق أن أعلن أنّه جاهز لتسهيل طريق أي توافق، إن كان جدّيًا، تشدّد هذه الأوساط على أنّ المطلوب منه مقاربة أكثر واقعيّة، تنطلق من الإقرار بعدم قدرته على الوصول إلى الرئاسة، بعيدًا عن الرهانات على الخارج التي لم تنفع حتى الآن، وآخرها الرهان على نتائج الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت ما يجدر العمل عليه هو "فصل المسارات"، وبالتالي "لبننة" الاستحقاق، وإن أدّى ذلك إلى "تصفير" حظوظه.
 
بمعزل عن الموقف من فرنجية، لا يُعتقَد أنّ مواقفه الأخيرة يمكن أن تغيّر شيئًا على طريق الاستحقاق الرئاسي، بل لعلّها تكرّس "المراوحة" على خطّه أكثر من أيّ شيء آخر. يقول البعض إنّ "حقّ" فرنجية أن يمضي في ترشيحه حتى النهاية، طالما أنّه يرى أنّ لديه الفرصة، وهو "الثابت" في هذا الترشيح منذ العام 2016، لكن في المقابل، ثمّة من يسأل: ماذا لو بقي الفرز العمودي على حاله؟ هل يبقى البلد بلا رئيس إلى ما لا نهاية؟! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: لا تزال

إقرأ أيضاً:

رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان، اجتماعًا موسعًا بحضور قيادات الجهاز مع سكان المدينة، بالتعاون مع قيادات مجلس أمناء العاشر من رمضان.

جاء ذلك بحضور أيمن رضا عبدالله ، وكيل مجلس الأمناءوامين عام جمعية المستثمرين ،وأحمد عبد الرؤوف وكيل المجلس عن المجتمع المدني ، ومديري إدارات الطب البيطري والتموين، لبحث القضايا التنموية وتحسين مستوى الخدمات في المدينة.

القضايا المطروحة في الاجتماع:
ناقش الاجتماع عددًا من القضايا الحيوية التي تمثل أولوية للمواطنين، ومنها:

تحسين منظومة النظافة العامة: توجيه بسحب الأعمال من الشركات المتقاعسة في الأحياء الغربيةوغيرها من الأحياء.

البنية التحتية: الانتهاء من أعمال ترفيق منطقة غرب الحي 28 بحلول 30 ديسمبر 2024، والإعلان قريبًا عن موعد تسليم الأراضي.

النقل والمواصلات: التنسيق مع محافظة الشرقية لتوفير سيارات سيرفيس إضافية ونقل السيرفيس  إلى المبنى الملحق لتنظيم العملية.

الأسواق والخدمات: سيتم إنشاء  مول جديد بالحي الرابع عشر لتحسين مستوى الخدمات، وبحث إنشاء مجمع أزهري في الحي السادس عشر بالتنسيق مع الأزهر الشريف.

الطرق والمساحات العامة: العمل على تحسين الطرق وإعادة تنسيق المجاورات القديمة بشكل تدريجي.

التعامل مع الكلاب الضالة: تنفيذ حملات تطعيم ضد السعار بالتعاون مع الإدارة البيطرية.

التعهدات والإجراءات:

منح مهلة إضافية للبناء في الأراضي غير المكتملة حتى 20 مارس 2025 استجابة لمطالب المواطنين.

إنشاء أكشاك مؤقتة في المناطق ذات نسبة الإشغال المنخفضة لحين تطوير الأسواق.

تنظيم احتفال بالعيد القومي للمدينة بالتعاون مع المستثمرين.

التنسيق مع شركة الكهرباء لحل مشكلة الأكشاك الكهربائية المفتوحة.
البحث في إيجاد حلول دائمة للباعة الجائلين وتوفير مكان ثابت للمحافظة على مصدر رزقهم بشكل قانوني

وأكد المهندس علاء عبد اللاه التزام الجهاز بالعمل الجاد لوضع خطط عاجلة وطويلة الأمد لحل المشكلات وذلك طبقا لتوجيهات المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، مشيرًا إلى أهمية الشراكة مع المجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة. كما أعرب عن شكره لسكان المدينة على مشاركتهم الفعّالة، مؤكدًا أن الجهاز سيعمل على متابعة تنفيذ كافة الحلول بشكل فعّال على أرض الواقع.

رئيس جهاز العاشر يعقد اجتماع لمواطني المدينة لبحث المشاكل التي تواجهم IMG_1274 IMG_1271 IMG_1270 IMG_1273 IMG_1272 IMG_1269 IMG_1268

مقالات مشابهة

  • هل يستحق المصري ركلة جزاء أمام الأهلي؟.. خبير تحكيمي يحسم الجدل
  • الجزيري يثير الجدل بعد أزمته مع الزمالك: إذا لم تستح فاصنع ما شئت
  • عاجل.. خبير تحكيمي يحسم الجدل بشأن لقطة فخر الدين بن يوسف والشناوي.. هل كانت ركلة جزاء؟
  • الزمالك يحسم الجدل حول ملف عقد زيزو
  • المالية تحسم الجدل بشأن فرض ضرائب على الهواتف المستوردة
  • خالد الغندور يثير الجدل بشأن استبعاد كهربا من مباراة الأهلي والمصري
  • منتخبنا يتألق بثنائية الصبحي في الشباك القطرية ويعزز حظوظه لبلوغ الدور الثاني
  • رئيس جهاز العاشر يجتمع بسكان المدينة لبحث المشكلات التي تواجههم
  • الثنائي الشيعي غير مرتاح إلى ترشيح فرنجية قائد الجيش
  • أستاذ بالأزهر يحسم الجدل حول الفوتوسيشن أمام الكعبة