أجبر الجوع الفلسطينية سميرة الدلو (47 عاما)، وأبناءها الأربعة الذين يعانون إعاقات، على الفرار من المجاعة في شمال غزة، والتوجّه نحو المناطق الجنوبية للقطاع.

 

عندما كانوا لا يزالون شمال القطاع، لم تكن سميرة قادرة على توفير الطعام لأيتامها، نظرًا لشح الموارد الغذائية بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

 

ولإطعام أبنائها المعاقين، تقول أم سمير للأناضول، إنها لم تجد أي خيار آخر سوى التوجّه إلى المناطق الجنوبية للقطاع، في ظل مخاوفها من تنفيذ إسرائيل عملية برية في مدينة رفح،

 

عبر طريق شارع الرشيد، توجّهت الفلسطينية من شمال القطاع إلى جنوبه، حيث مرّت بحواجز إسرائيلية حاملةً في يدها لافتة كتبت عليها باللغة العبرية أنها ترافق 4 معاقين، خشية من استهدافهم من قبل الجيش الإسرائيلي.

 

مع ذلك، لم تؤدِ هذه اللافتة إلى نتيجة، فبينما كانوا يمرّون عبر حاجز إسرائيلي على شارع الرشيد غرب قطاع غزة، فتحت قوات الجيش الإسرائيلي النار عليهم من جميع الجهات، دون وقوع إصابات.

 

مشيًا على الأقدام، قطعت أم سمير مسافات طويلة لتنقل أبناءها حيث كان اثنان منهم على كرسيين متحركين والآخران يسيران ببطء شديد بسبب إعاقتهما.

 

وخشية عليهم من رصاص قوات الجيش الإسرائيلي، كانت الأم تتقدم أبناءها وهي تحمل اللافتة أملا منها بحمايتهم، لكن دون فائدة، بحسب قولها.

 

وتقول أم سمير: "لم أستطع تلبية احتياجات أبنائي في المناطق الشمالية لقطاع غزة في ظل شح الغذاء والدواء، الوضع مأساوي هناك، حيث يموت السكان بسبب نقص الطعام والمياه".

 

وتابعت: "أجبرتني المجاعة على النزوح من شمال القطاع إلى جنوبه، خوفًا على حياة أبنائي المعاقين، فهم أمانة يجب أن أحافظ عليها".

 

وأكدت أنها خلال مرورها من شمال القطاع إلى جنوبه، تعرضت لإطلاق نار من جميع الجهات، لكنها لم تصب هي وأبناؤها "بفضل الله" كما تقول، على الرغم من أنها أوضحت على اللافتة التي تحملها أن برفقتها 4 أبناء معاقين غير قادرين على المشي.

 

وناشدت الأم الفلسطينية الدول العربية والإسلامية أن تتدخل لمساعدة أهالي قطاع غزة الذين يواجهون نقصًا في الطعام والمياه خاصة في الشمال.

 

ووفقًا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن عدد الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف وصل إلى 27 فلسطينيًا، بما في ذلك رضع.

 

وفي 10 مارس/ آذار الجاري، أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأن "الجوع في كل مكان بقطاع غزة".

 

وشددت الوكالة الأممية، في منشور على حسابها عبر منصة إكس، على أن "الوضع في شمالي غزة مأساوي حيث تُمنع المساعدات البرية رغم النداءات المتكررة".

 

وقالت الأونروا إنه "مع اقتراب رمضان، فإن وصول المساعدات الإنسانية عبر قطاع غزة، والوقف الفوري لإطلاق النار ضروريان لإنقاذ الأرواح".

 

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة ولا سيما محافظتي غزة والشمال على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما.

 

ويحل شهر رمضان هذا العام، بينما تواصل إسرائيل حربها المدمرة ضد قطاع غزة رغم مثولها أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة، بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.

 

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية تسببت الحرب الإسرائيلية بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل حوالي 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: شمال القطاع قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

6 مجازر إسرائيلية جديدة في قطاع غزة

قتل 7 أشخاص، وأصيب آخرون بجروح، اليوم الخميس، في قصف للجيش الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.

في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، قتل 3 فلسطينيين وأصيب آخرون بجروح، جراء قصف طائرات حريبة منزلاً لعائلة أبو شمالة شمال المخيم الجديد في النصيرات، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".

قوات الاحتلال ارتكبت 6 مجازر بحق العائلات في القطاع الساعات الـ 24 الماضية#نزوح #حرب_الإبادة #غزة #عدوان #شهداء pic.twitter.com/ImSWS6Zaul

— Wafa News Agency (@WAFA_PS) October 31, 2024

وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة، قتل شخصان وأصيب آخرون بجروح، إثر قصف إسرائيلي قرب منطقة حليمة السعدية في جباليا النزلة.

كما قتل آخران جراء استهداف طائرات إسرائيلية مسيّرة مجموعة من المواطنين في منطقة عزبة ببلدة بيت حانون شمال القطاع، فيما أصيب طفل برصاص طائرة مسيّرة "كواد كابتر"، قرب منطقة الدوار الغربي في بيت لاهيا.

وأصدرت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس تقريراً عن عدد القتلى القتلى والجرحى في القطاع، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وبحسب التقرير ارتكب الجيش الإسرائيلي 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 41 قتيلاً و131 مصاباً خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضح التقرير أنه لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وبين التقرير أن حصيلة الهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بلغت حتى، اليوم الخميس، 43.204 قتيلاً و 101.641 إصابة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جباليا شمال غزة
  • «الصحة الفلسطينية»: الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات شرسة على مستشفيات غزة
  • استشهاد 47 فلسطينيًا في بيت لاهيا والنصيرات وسط وشمال قطاع غزة
  • فصيل فلسطيني يطرح مبادرة لإدارة غزة أثناء الحرب وبعدها
  • الأمم المتحدة تحذّر: الوضع في شمال قطاع غزة مروع
  • إعلام فلسطيني: غارات للاحتلال الإسرائيلي على منطقة الفاخورة شمال قطاع غزة
  • استشهاد 19 فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على وسط وجنوب قطاع غزة
  • مقتل نحو 100 فلسطيني بقصف إسرائيلي على شمال غزة وإغلاق طريق إيلات إثر اشتباه بعملية تسلل
  • احتراق إمدادات طبية جراء قصف إسرائيلي على مستشفى في شمال غزة
  • 6 مجازر إسرائيلية جديدة في قطاع غزة