بينهم الدحدوح.. فيديوهات تثير تساؤلات بشأن التبرير الإسرائيلي لاستهداف صحفيين بغزة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تثير لقطات صورتها طائرة بدون طيار تابعة لصحفيين فلسطينيين في قطاع غزة، بينهم حمزة الدحدوح، ونشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بشكل حصري، تساؤلات بشأن "تبرير" إسرائيل قصف السيارة التي كان الصحفيون يستقلونها.
وكان الجيش الإسرائيلي قد شن في 7 يناير، ضربة صاروخية استهدفت سيارة كانت تقل 4 صحفيين فلسطينيين خارج مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وإثر الضربة، قُتل اثنان من أفراد طاقم قناة الجزيرة، هما حمزة الدحدوح (27 عاما)، ومشغل الطائرة بدون طيار مصطفى ثريا (30 عاما) مع سائقهما. كما أصيب صحفيان مستقلان بجروح خطيرة.
وكان الصحفيون الأربعة في طريق عودتهم من موقع لغارة إسرائيلية سابقة على أحد المباني، حيث استخدموا طائرة بدون طيار لتصور آثار الضربة.
وستكون الطائرة بدون طيار – وهي نموذج استهلاكي متوفر في متاجر – محورية في التبرير الإسرائيلي للضربة.
وحصلت صحيفة "واشنطن بوست" على اللقطات من طائرة المصور ثريا وراجعتها، لافتة إلى أنها كانت مخزنة في بطاقة ذاكرة تم استردادها من مكان الحادث وإرسالها إلى شركة إنتاج في تركيا.
فقيدان آخران للصحافة في غزة.. الدحدوح يفجع بوفاة نجله قتلت غارة جوية إسرائيلية، على ما يبدو، الأحد، صحفيين فلسطينيين في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، أحدهما متعاون مع وكالة فرانس برس، والثاني نجل مدير مكتب قناة "الجزيرة" في القطاع، وائل الدحدوح، الذي فقد زوجته وطفلين آخرين وحفيده، وكاد أن يلقى حتفه هو نفسه، في وقت سابق من الحربولم يظهر أي جنود أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى في اللقطات التي تم التقاطها في ذلك اليوم – والتي تنشرها الصحيفة بأكملها – مما يثير تساؤلات جادة حول سبب استهداف الصحفيين.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إنها حصلت على اللقطات من شركة الإنتاج "ميديا تاون" في إسطنبول، التي تعاقدت من الباطن على أعمال يصورها ثريا لصالح قناة الجزيرة وعملاء آخرين.
وتظهر المقاطع مراسلين يرتدون سترات صحفية زرقاء وهم يقومون بمسح كتلة من الأسلاك والخرسانة المشوهة، إضافة إلى أطفال يشاهدون الرجال وهم ينتشلون الجثث. ويقوم عمال الدفاع المدني بتغطية الجثث بالبطانيات ويحملونها بعيدا.
وتتضمن الفيديوهات 38 مقطعا وتستمر لمدة تزيد قليلا عن 11 دقيقة. ويظهر ثريا في بعض الأحيان وهو ينظر إلى جهاز التحكم في الطائرة بدون طيار، ويتيح للآخرين النظر إلى الشاشة.
وقام بتوسيع زاوية التصوير مرتين (zoom out)، لفترة وجيزة، ليُظهر المناظر الطبيعية في الشمال الغربي والجنوب الغربي من المبنى المتضرر، على بعد حوالي ميل (1.6 كيلومتر) في كل اتجاه.
ولا تظهر في اللقطات أي قوات أو طائرات أو معدات عسكرية إسرائيلية أخرى.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره خلال اليوم التالي للضربة، إنه "حدد هوية وضرب إرهابيا كان يقود طائرة تشكل تهديدا لقوات الجيش الإسرائيلي".
وبعد يومين، زعم الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف أدلة على أن الرجلين "ينتميان إلى جماعات مسلحة - ثريا ينتمي لحماس والدحدوح يتبع حركة الجهاد الإسلامي"، وأن الهجوم كان "ردا على تهديد فوري".
وردا على استفسارات متعددة وأسئلة تفصيلية من صحيفة "واشنطن بوست"، قال الجيش الإسرائيلي: "ليس لدينا ما نضيفه".
وفي هذا الصدد، قال وائل الدحدوح، الصحفي المخضرم في قناة الجزيرة ووالد حمزة، إن ابنه انضم إلى مكتب الجزيرة في غزة أثناء هذه الحرب، حيث عمل كمساعد مصور ومنتج ميداني.
وكان ثريا صحفي مستقل معروف، حيث ساهم بالصور ولقطات من طائرات بدون طيار لقناة الجزيرة، وكذلك لوكالة فرانس برس، ورويترز، وغيتي إيمجز.
كما سبق لثريا العمل لمدة 5 سنوات تقريبا كمصور في وزارة الأوقاف، وهي جزء من الحكومة التي تقودها حماس في غزة، وفقا لشادي الطباطبيبي (30 عاما)، وهو صحفي في القطاع.
تقرير يكشف عدد الصحفيين الذين قتلوا منذ اندلاع حرب غزة قُتل ما لا يقل عن 79 صحفياً منذ بدء الحرب بين إسرائيل ومسلحي حماس في 7 أكتوبر، وفقاً لآخر إحصاء صادر عن لجنة حماية الصحفيين يوم الإثنين.وكانت الطائرة بدون طيار التي يملكها ثريا من طراز "مافيك 2" (Mavic 2) المتاحة تجاريا، والتي تم تصنيعها من قبل شركة "دي جيه آي" (DJI) الصينية.
وقال منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، شريف منصور، إن تبرير الجيش الإسرائيلي للضربة "يتناسب مع نمط من ردود الفعل التي حددناها حتى قبل هذه الحرب".
وأضاف أن ردود الفعل تلك تشمل "التهرب من المسؤولية، وإلقاء تهم الإرهاب على الصحفيين"، والقول إنهم "كانوا في وضع يهدد المواقف الإسرائيلية على الأرض".
وقال صحفيون محليون، إن إسرائيل لم تصدر أي حظر أو قيود رسمية على استخدام الطائرات بدون طيار، التي وصفوها بأنها أدوات قوية لنقل حجم الدمار الذي خلفته الحرب.
لكن حتى قبل السابع من يناير عندما استُهدفت سيارة الصحفيين الـ4، خلص أحد المراسلين المخضرمين إلى أن "تصوير اللقطات بالطائرات بدون طيار لا يستحق المخاطرة".
وقرر سليمان حجي، وهو مصور فيديو يعمل في منطقة رفح، في بداية الحرب، أن يبقي طائرته بدون طيار على الأرض.
وقال: "إن استخدام الطائرات يلفت الانتباه، ويمكن أن يجعل الأفراد أهدافا معرضة للخطر".
من جانبه، قال صحفي مستقل في غزة يعمل لدى وسائل إعلام دولية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، إنه تلقى "تحذيرا عاما" من ضابط إسرائيلي، بشأن ااستخدام الطائرات بدون طيار بغرض التصوير.
وأضاف الصحفي: "قال لي الضابط لا تتعرض للخطر، وطلب عدم تشغيل الطائرات بدون طيار".
ومنعت إسرائيل وسائل الإعلام الأجنبية من دخول قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، باستثناء تواجد محدود مع الجيش الإسرائيلي.
ولفهم الصراع، يعتمد العالم على الصحفيين الفلسطينيين داخل القطاع، بحسب صحيفة "واشنطن بوست".
وقالت عنات ساراجوستي، مديرة حرية الصحافة باتحاد الصحفيين في إسرائيل، إنه منذ مقتل ثريا والدحدوح، "لا يجرؤ أحد على قيادة أي طائرات بدون طيار".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الطائرات بدون طیار الطائرة بدون طیار الجیش الإسرائیلی طائرات بدون طیار طائرة بدون طیار قناة الجزیرة واشنطن بوست قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
يحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من شهر تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، من خلال فرض حصار مشدد وتدمير واسع للمنازل والمباني، مانعا الدخول والخروج إلا عبر حواجز أقامها لتفتيش النازحين لغزة وإلى الجنوب.
ووثقت مقاطع فيديو وصور على مدار عام كامل من الحرب دمارا واسعا ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية والمساجد والمدارس في غزة. وكان أحدث توثيق صورة جوية لمخيم جباليا، تظهر مسح المربعات السكنية وحجم الإبادة التي يتعرض لها المخيم.
View this post on InstagramA post shared by وسيم خليف (@wsym._.2003)
لاقى هذا المشهد انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل مغردون فلسطينيون وعرب مع الصورة التي تظهر سحبا كثيفة من الدخان تغطي المنطقة بالكامل، وهذا يوحي بأن المنطقة قد تحولت إلى رماد.
وتعليقا على ذلك، كتب الداعية الفلسطيني جهاد حلس تدوينة على منصة "إكس": "هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع".
هذه ليست القنبلة النووية التي سقطت على هيروشيما، هذه مدينة جباليا التي تباد الآن على مرأى ومسمع العالم أجمع !! pic.twitter.com/JwVTx52siA
— جهاد حلس، غزة (@Jhkhelles) November 6, 2024
كما علق أحد المدونين: "عملية نسف كارثية تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل محور جديد. الجيش يضع خططا عسكرية فوق الأحياء السكنية المكتظة، ومن يختار البقاء سينتهي به الحال تحت أنقاضها؛ هذه سياسة مسح إجرامية".
أما الصحفي الفلسطيني محمد حمدان، فكتب: "صعد الدخان حاملا رمادا من بشر وحجر وتبخرت ذكرياتنا وأحلامنا، لا شيء يبرر ذلك، لا شيء يشبه ذلك، لا شيء يعوض ذلك".
وكتب مغرد آخر بمشاعر مختلطة: "جزى الله الفلسطينيين عنا كل خير؛ فقد كان لأمتهم شهداء أحياء بعقيدتهم التي يجب أن تسود وتتجاوز الحدود".
عملية نسف كارثية ضخمة تحدث الآن في شمال غزة بهدف تشكيل المحور الجديد.
محور عسكري يُنشأ فوق المباني والعمارات في منطقة ذات كثافة معمارية هائلة.
من تبقى في منازله سينتهي به المطاف تحت الأنقاض؛ إنها عملية مسح إجرامية لأرض مكتظة بالسكان . https://t.co/BkAJSOV6L3 pic.twitter.com/xz4JNJ2cyB
— Tamer | تامر (@tamerqdh) November 6, 2024
كما تفاعل مغردون آخرون مع الصورة بقولهم: "منظر يندر مشاهدته إلا في الحروب العالمية؛ جباليا تُباد بدعم ومباركة من أنظمة عربية شقيقة. غزة تُمحى بالكامل وفق سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها جيش الاحتلال وسط حصار خانق على العائلات".
وشارك مراسل قناة الجزيرة، أنس الشريف، مقطع فيديو على حسابه بمنصة "إكس" يظهر فيه حجم المعاناة في شمال غزة، حيث يشهد قصفا ونسفا وإطلاق نار ونزوحا.
ويرى كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل انشغال العالم بالانتخابات الأميركية لتنفيذ أخطر مراحل إبادة شمال غزة، ودفع سكان الشمال للنزوح بهدف السيطرة على الأراضي بحجة "الأمن".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
جباليا تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????#جباليا_تُباد pic.twitter.com/r6s7VvtVMR
— ???????????????????? ???? (@amany__wishes) November 6, 2024
وأعرب بعض المغردين عن استغرابهم من تفجير الاحتلال لمخيم جباليا المكتظ بالسكان وسط صمت عالمي.
كما أشار بعض المغردين إلى أن الدول العربية ما زالت تعيش حالة غياب عن الوعي، وكأن الأمر يحدث على كوكب آخر، مع أنها قد تكون أول من سيدفع الثمن.
وقال المدون عفيف الروقي: "صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للإبادة؛ العائلات الآن بلا مأوى، كل غزة تُباد وتُدمر وفق سياسة الأرض المحروقة".
صورة جوية حديثة لجباليا التي تتعرض للمسح والإبادة
العائلات الان في الطرقات تجلس ولا تجد لها مكان لتنام به#جباليا_تُباد تباد .. كل غزة تباد و تدمر.. سياسة الارض المحروقة ????
#جباليا_تُباد #يحيى_السنوار #ترمب #أمريكا #أوباما #فلسطين pic.twitter.com/VmnXINgSqP
— عفيف الروقي (@AfifAlRoqi511) November 6, 2024
وبحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن التدمير الهائل للمنازل والمباني في شمال قطاع غزة واستعدادات الجيش للاحتفاظ بالأراضي من خلال تعبيد الطرق وإنشاء البنية التحتية، كلها إجراءات تشي بالاستعداد لضمها بحكم الأمر الواقع، وإقامة مستوطنات فيها على غرار تلك المقامة في الضفة الغربية.
وقد وضعت إسرائيل خطة الجنرالات في شمال غزة في سبتمبر/أيلول 2024، بهدف تهجير سكان شمال قطاع غزة قسرا، وذلك بفرض حصار كامل على المنطقة، بما في ذلك منع دخول المساعدات الإنسانية، لتجويع من تبقى من المدنيين، وكذلك المقاومين ووضعهم أمام خيارين إما الموت وإما الاستسلام.
وتشن إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.