20 طُنًّا من المتفجرّات لاغتياله .. هل استشهد القائد مروان عيسى ولماذا تصمت (إسرائيل) رغم إعلان واشنطن؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
سرايا - حتى اللحظة ما زال مصير مروان عيسى، نائب محمد الضيف، القائد العسكريّ لكتائب القسّام، الجناح العسكريّ لحركة (حماس) غيرُ معروفٍ، وهل تمكنّ الاحتلال الإسرائيليّ من اغتياله الأسبوع الماضي، أمْ أنّه نجا من المحاولة، علمًا أنّه حتى اللحظة لم يصدر أيّ بيانٍ من قبل حركة حماس حول القضية، كما أنّ (إسرائيل) الرسميّة ما زالت حريصة ولم تزعم أنّها قتلته في العملية.
ولكن يوم الأحد من هذا الأسبوع أعلن البيت الأبيض في واشنطن وبخطوةٍ لافتةٍ أنّ مروان عيسى قُتِل في عمليةٍ عسكريّةٍ (إسرائيليّةٍ)، لكن دولة الاحتلال التزمت صمت أهل الكهف، ولم تُعقِّب على إعلان البيت الأبيض، واكتفى الإعلام العبريّ باقتباس ما ورد في البيان الأمريكيّ، الأمر الذي يؤكِّد وجود شكوكٍ (إسرائيليّةٍ) حول صحة بيان البيت الأبيض من عدمها.
واليوم الأربعاء كشف مُحلِّل الشؤون الاستخباراتيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة يوسي ميلمان النقاب عن أنّ جيش الاحتلال ألقى على المكان، الذي زعم فيه الاحتلال أنّ عيسى تواجد فيه، أكثر من عشرين طُنًّا من القنابل، زاعمًا أنّ العملية تمّت بعد أنْ تأكّدت (إسرائيل) من عدم وجود رهائن (إسرائيليين) في المكان، الأمر الذي يؤكِّد أنّ قادة حماس لا يستخدِمون الرهائن كدروعٍ بشريّةٍ، على حدّ قوله.
وتابع ميلمان قائلاً إنّ الاغتيالات التي تقوم بتنفيذها (إسرائيل) ضدّ قادةٍ فلسطينيين من مختلف التنظيمات لن تؤدّي لإخفاء القضية الفلسطينيّة عن الأجندة العالميّة، وأنّ الطريقة الوحيدة من أجل الخروج من الوحل الذي دخل فيه جيش الاحتلال هو القيام بخطوةٍ إستراتيجيّةٍ سياسيّةٍ بمشاركة جميع الأطراف في منطقة الشرق الأوسط، طبقًا لأقواله.
وشدّدّ المُحلِّل، اعتمادًا على مصادره بالمؤسسة الأمنيّة على أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ سيصل عاجلاً أمْ آجلاً لجميع قادة حماس، كاشفًا في الوقت عينه النقاب عن أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة سيقوم باستهداف قادة حماس السياسيين في كلٍّ من قطر وتركيّا، مُستدركًا بالقول إنّ عمليات الاغتيال لن تُخفي حركة حماس، لأنّ الحديث يجري عن تنظيمٍ متجذّرٍ في المجتمع الفلسطينيّ، في الضفّة الغربيّة، وفي قطاع غزّة، وفي لابنان وسوريّة، وأيضًا خارج منطقة الشرق الأوسط، ولذا فإنّ اغتيال هذا القائد أوْ ذاك لن يقتلع الحركة من جذورها، كما قال.
وخلُص إلى القول: “ممنوع على (إسرائيل) أنْ تفرح لعملية اغتيال هنا أوْ هناك، لأنّها ليست بديلاً عن الإستراتيجيّة، فعلى الرغم من الضربات القاسية التي تلقتها (حماس)، فلم ترفع أياديها ولم تستسلم، بل على العكس، الحركة تُواصِل القتال، وخلال ذلك تقوم بتغيير التكتيكات، من حرب ميلشياتٍ إلى حرب عصاباتٍ صغيرةٍ، إصرار الحركة وعنادها يظهران جليًّا في نجاحها بالعودة للقتال في مناطق ادّعى جيش الاحتلال الاسرائيليّ أنّه احتلّها وقام بتطهيرها”.
من هو القائد مروان عيسى؟
ولد مروان عيسى الذي يُكنّى بـ “أبو البراء” عام 1965 لأسرةٍ لاجئةٍ من بلدة بيت طيما قرب مدينة المجدل-عسقلان، والتي تُسّمى اليوم أشكلون، وتقع في جنوب دولة الاحتلال، إبان نكبة الشعب العربيّ الفلسطينيّ في العام 1948.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيليّ خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) مدة 5 أعوام، بسبب نشاطه التنظيميّ في صفوف حماس التي التحق بها في سنٍّ مبكرّةٍ.
كان في شبابه رياضيًا بارعًا في لعبة (كرة السلة) يرعب حضوره الخصوم في الملاعب، وبحسب ما أورد موقع (الأقصى الرياضي)، التابع لحماس، فقد كان يلقب بـ “كوماندوس فلسطين”، وله صولات وجولات في ملاعب كرة السلة ضمن فريق (نادي خدمات البريج) بالمخيم الذي ولد وترعرع بين أزقته وشوارعه.
ورغم تألقه في هذه الرياضة، لم يكتب لمروان أنْ يكمل طريقه الرياضي، واعتزل جرّاء اعتقاله مجددًا من قبل (إسرائيل)، ثم لبضع سنوات من قبل السلطة الفلسطينية التي خرج من سجونها مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.
انتقل مروان عيسى من ملاعب كرة السلة إلى ساحات المقاومة ومقارعة الاحتلال، وارتقى إلى أنْ أصبح الرجل الثاني في قيادة كتائب القسام، نائبًا لقائد الأركان فيها محمد الضيف، وخلفًا لأحمد الجعبري الذي اغتالته (إسرائيل) عام 2012.
وإضافةً إلى دوره العسكري، فهو عضو في المكتب السياسيّ لحركة حماس، ويعتبر حلقة الوصل بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة.
وكانت حركة حماس نشرت بعد انتخابات الحركة الداخلية في قطاع غزة، صورة للفائزين بعضوية مكتبها السياسيّ في دورته الجديدة، حيث حرص فيها عيسى على الوقوف في الصف الخلفي وهو يغطي وجهه بقناع (كمامة)، بخلاف جميع من حوله.
وفسّر المحلل العسكري الإسرائيليّ أمير بوحبوط ذلك بأنّه حرص على إخفاء ملامح وجهه، ولم يكن ذلك وقاية من فيروس كورونا.
وكرّس بوحبوط تقريرًا مطولاً نشره موقع (WALLA)، الإخباري-العبريّ، في آذار (مارس) من العام 2020، سرد فيه مسيرة عيسى الذي قال عنه إنّه “رضع كراهية (إسرائيل) منذ مولده”، والتحق بحركة حماس وهو بعمر 19 عامًا، وتدرج في صفوفها التنظيمية حتى أصبح اليوم يقف خلف “جزء ليس بالقليل” من قرارات كتائب القسام، بشكلٍ مستقلٍ أوْ بالتشاور مع يحيى السنوار قائد الحركة في غزة.
ونقل عن مسؤولٍ أمنيٍّ (إسرائيليٍّ) قوله إنّ “مروان عيسى ذكي جدًا لدرجة أنّه يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن”، وهو “رجل أفعال لا أقوال، ومن هنا مصدر قوته، فقد أثبت للجميع أنّه عندما يَعِد يفي”، طبقًا لأقوال المحلل العسكريّ (الإسرائيليّ).
وشدّدّ بوحبوط في ختام تقريره على أنّه “عندما اعتقلته (إسرائيل) في تسعينيات القرن الماضي ضمن حملة اعتقالات لنشطاء حماس، ظهر عيسى بوضوح رجلاً في غاية الصلابة”، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والاستخباراتيّة التي اعتمد عليها المُحلِّل العسكريّ بوحبوط.
إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يعترف لأول مرة باختراق صاروخ أطلقته “أنصار الله” أجواء (إسرائيل) وانفجاره في شمال مدينة إيلاتإقرأ أيضاً : وزير دفاع الاحتلال يعتزم زيارة واشنطن لفتح ملف الهجوم البري على مدينة رفحإقرأ أيضاً : جنرالٌ (إسرائيليٌّ): خسرنا الحرب ونتنياهو ومن معه يقودنا إلى الجحيم
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: محمد الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال قطر الاحتلال مدينة اليوم الشعب الاحتلال كرة كرة الثاني قيادة محمد اليوم قيادة قطر مدينة كورونا كرة اليوم غزة الاحتلال الشعب الثاني محمد جیش الاحتلال مروان عیسى
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: إسرائيل تخشى إدراجها على القائمة السوداء للاعتداءات الجنسية
تحدثت وسائل إعلام عالمية عن مخاوف إسرائيلية من الإدراج على قائمة الأمم المتحدة السوداء للاعتداءات الجنسية، وأشارت أيضا إلى أن قوات الاحتلال ستنسحب من لبنان خلال الشهر الجاري.
فقد سلطت صحيفة هآرتس الضوء على منع إسرائيل تحقيقا أمميا في مزاعم وقوع جرائم جنسية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الصحيفة إن التحقيق الذي اشترط المسؤولون عنه الدخول إلى مرافق الاحتجاز الإسرائيلية قوبل بالرفض خشية إدراج إسرائيل -بدلا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على قائمة الأمم المتحدة السوداء للعنف الجنسي، بعد تحذيرات منظمات حقوقية إسرائيلية.
وفي شأن متصل بالحرب، تناولت مجلة "نيوزويك" إعلان الجيش الإسرائيلي انتشال جثة أسير من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. وقالت المجلة إن الخبر "أثار آمالا ومخاوف في إسرائيل بشأن مصير باقي الرهائن (الأسرى)".
أسئلة بشأن مستقبل المفاوضات
ووفقا للمجلة، فقد فتح إعلان الجيش المجال أمام أسئلة كثيرة بشأن مستقبل المفاوضات بين إسرائيل وحماس، خصوصا أنه جاء في ظل ضغوط متزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو من عائلات الأسرى التي تطالب باتفاق ينهي القتال في القطاع وينقذ حياة بقية المحتجزين.
أما "وول ستريت جورنال"، فتحدثت عن تقديرات الإدارة الأميركية التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي سينسحب من جنوب لبنان بحلول يوم 26 يناير/كانون الثاني الجاري.
إعلانوأشارت الصحيفة إلى الاتهامات المتبادلة بين الجانبين بخرق الاتفاق وحذرت من عواقب انهياره. ونقلت عن محللين أنه ليس لدى إسرائيل وحزب الله أي مصلحة في التصعيد الآن.
وتحدث موقع "ذا هيل" -في أحد تقاريره- عن توقعات بتعيين إيريك تريغر مديرا لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجلس الأمن القومي الأميركي.
وذكر التقرير أنه إذا تم هذا التعيين، فسيمثل إضافة جيدة لفريق مستشاري الرئيس دونالد ترامب في قضايا الشرق الأوسط، كون تريغر شارك في المفاوضات بين إسرائيل وحماس وبين إسرائيل وحزب الله.
وقال التقرير إن ترامب سيجد نفسه مضطرا بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض إلى التعامل مع كثير من الأزمات في المنطقة.