سرايا - حتى اللحظة ما زال مصير مروان عيسى، نائب محمد الضيف، القائد العسكريّ لكتائب القسّام، الجناح العسكريّ لحركة (حماس) غيرُ معروفٍ، وهل تمكنّ الاحتلال الإسرائيليّ من اغتياله الأسبوع الماضي، أمْ أنّه نجا من المحاولة، علمًا أنّه حتى اللحظة لم يصدر أيّ بيانٍ من قبل حركة حماس حول القضية، كما أنّ (إسرائيل) الرسميّة ما زالت حريصة ولم تزعم أنّها قتلته في العملية.



ولكن يوم الأحد من هذا الأسبوع أعلن البيت الأبيض في واشنطن وبخطوةٍ لافتةٍ أنّ مروان عيسى قُتِل في عمليةٍ عسكريّةٍ (إسرائيليّةٍ)، لكن دولة الاحتلال التزمت صمت أهل الكهف، ولم تُعقِّب على إعلان البيت الأبيض، واكتفى الإعلام العبريّ باقتباس ما ورد في البيان الأمريكيّ، الأمر الذي يؤكِّد وجود شكوكٍ (إسرائيليّةٍ) حول صحة بيان البيت الأبيض من عدمها.

واليوم الأربعاء كشف مُحلِّل الشؤون الاستخباراتيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة يوسي ميلمان النقاب عن أنّ جيش الاحتلال ألقى على المكان، الذي زعم فيه الاحتلال أنّ عيسى تواجد فيه، أكثر من عشرين طُنًّا من القنابل، زاعمًا أنّ العملية تمّت بعد أنْ تأكّدت (إسرائيل) من عدم وجود رهائن (إسرائيليين) في المكان، الأمر الذي يؤكِّد أنّ قادة حماس لا يستخدِمون الرهائن كدروعٍ بشريّةٍ، على حدّ قوله.


وتابع ميلمان قائلاً إنّ الاغتيالات التي تقوم بتنفيذها (إسرائيل) ضدّ قادةٍ فلسطينيين من مختلف التنظيمات لن تؤدّي لإخفاء القضية الفلسطينيّة عن الأجندة العالميّة، وأنّ الطريقة الوحيدة من أجل الخروج من الوحل الذي دخل فيه جيش الاحتلال هو القيام بخطوةٍ إستراتيجيّةٍ سياسيّةٍ بمشاركة جميع الأطراف في منطقة الشرق الأوسط، طبقًا لأقواله.


وشدّدّ المُحلِّل، اعتمادًا على مصادره بالمؤسسة الأمنيّة على أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ سيصل عاجلاً أمْ آجلاً لجميع قادة حماس، كاشفًا في الوقت عينه النقاب عن أنّ جهاز الاستخبارات الخارجيّة سيقوم باستهداف قادة حماس السياسيين في كلٍّ من قطر وتركيّا، مُستدركًا بالقول إنّ عمليات الاغتيال لن تُخفي حركة حماس، لأنّ الحديث يجري عن تنظيمٍ متجذّرٍ في المجتمع الفلسطينيّ، في الضفّة الغربيّة، وفي قطاع غزّة، وفي لابنان وسوريّة، وأيضًا خارج منطقة الشرق الأوسط، ولذا فإنّ اغتيال هذا القائد أوْ ذاك لن يقتلع الحركة من جذورها، كما قال.


وخلُص إلى القول: “ممنوع على (إسرائيل) أنْ تفرح لعملية اغتيال هنا أوْ هناك، لأنّها ليست بديلاً عن الإستراتيجيّة، فعلى الرغم من الضربات القاسية التي تلقتها (حماس)، فلم ترفع أياديها ولم تستسلم، بل على العكس، الحركة تُواصِل القتال، وخلال ذلك تقوم بتغيير التكتيكات، من حرب ميلشياتٍ إلى حرب عصاباتٍ صغيرةٍ، إصرار الحركة وعنادها يظهران جليًّا في نجاحها بالعودة للقتال في مناطق ادّعى جيش الاحتلال الاسرائيليّ أنّه احتلّها وقام بتطهيرها”.


من هو القائد مروان عيسى؟


ولد مروان عيسى الذي يُكنّى بـ “أبو البراء” عام 1965 لأسرةٍ لاجئةٍ من بلدة بيت طيما قرب مدينة المجدل-عسقلان، والتي تُسّمى اليوم أشكلون، وتقع في جنوب دولة الاحتلال، إبان نكبة الشعب العربيّ الفلسطينيّ في العام 1948.
اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيليّ خلال الانتفاضة الأولى (1987-1993) مدة 5 أعوام، بسبب نشاطه التنظيميّ في صفوف حماس التي التحق بها في سنٍّ مبكرّةٍ.

كان في شبابه رياضيًا بارعًا في لعبة (كرة السلة) يرعب حضوره الخصوم في الملاعب، وبحسب ما أورد موقع (الأقصى الرياضي)، التابع لحماس، فقد كان يلقب بـ “كوماندوس فلسطين”، وله صولات وجولات في ملاعب كرة السلة ضمن فريق (نادي خدمات البريج) بالمخيم الذي ولد وترعرع بين أزقته وشوارعه.


ورغم تألقه في هذه الرياضة، لم يكتب لمروان أنْ يكمل طريقه الرياضي، واعتزل جرّاء اعتقاله مجددًا من قبل (إسرائيل)، ثم لبضع سنوات من قبل السلطة الفلسطينية التي خرج من سجونها مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000.

انتقل مروان عيسى من ملاعب كرة السلة إلى ساحات المقاومة ومقارعة الاحتلال، وارتقى إلى أنْ أصبح الرجل الثاني في قيادة كتائب القسام، نائبًا لقائد الأركان فيها محمد الضيف، وخلفًا لأحمد الجعبري الذي اغتالته (إسرائيل) عام 2012.

وإضافةً إلى دوره العسكري، فهو عضو في المكتب السياسيّ لحركة حماس، ويعتبر حلقة الوصل بين المستويين السياسي والعسكري في الحركة.


وكانت حركة حماس نشرت بعد انتخابات الحركة الداخلية في قطاع غزة، صورة للفائزين بعضوية مكتبها السياسيّ في دورته الجديدة، حيث حرص فيها عيسى على الوقوف في الصف الخلفي وهو يغطي وجهه بقناع (كمامة)، بخلاف جميع من حوله.

وفسّر المحلل العسكري الإسرائيليّ أمير بوحبوط ذلك بأنّه حرص على إخفاء ملامح وجهه، ولم يكن ذلك وقاية من فيروس كورونا.

وكرّس بوحبوط تقريرًا مطولاً نشره موقع (WALLA)، الإخباري-العبريّ، في آذار (مارس) من العام 2020، سرد فيه مسيرة عيسى الذي قال عنه إنّه “رضع كراهية (إسرائيل) منذ مولده”، والتحق بحركة حماس وهو بعمر 19 عامًا، وتدرج في صفوفها التنظيمية حتى أصبح اليوم يقف خلف “جزء ليس بالقليل” من قرارات كتائب القسام، بشكلٍ مستقلٍ أوْ بالتشاور مع يحيى السنوار قائد الحركة في غزة.

ونقل عن مسؤولٍ أمنيٍّ (إسرائيليٍّ) قوله إنّ “مروان عيسى ذكي جدًا لدرجة أنّه يمكنه تحويل البلاستيك إلى معدن”، وهو “رجل أفعال لا أقوال، ومن هنا مصدر قوته، فقد أثبت للجميع أنّه عندما يَعِد يفي”، طبقًا لأقوال المحلل العسكريّ (الإسرائيليّ).

وشدّدّ بوحبوط في ختام تقريره على أنّه “عندما اعتقلته (إسرائيل) في تسعينيات القرن الماضي ضمن حملة اعتقالات لنشطاء حماس، ظهر عيسى بوضوح رجلاً في غاية الصلابة”، على حدّ تعبير المصادر الأمنيّة والاستخباراتيّة التي اعتمد عليها المُحلِّل العسكريّ بوحبوط.


إقرأ أيضاً : جيش الاحتلال يعترف لأول مرة باختراق صاروخ أطلقته “أنصار الله” أجواء (إسرائيل) وانفجاره في شمال مدينة إيلاتإقرأ أيضاً : وزير دفاع الاحتلال يعتزم زيارة واشنطن لفتح ملف الهجوم البري على مدينة رفحإقرأ أيضاً : جنرالٌ (إسرائيليٌّ): خسرنا الحرب ونتنياهو ومن معه يقودنا إلى الجحيم


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: محمد الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال الاحتلال قطر الاحتلال مدينة اليوم الشعب الاحتلال كرة كرة الثاني قيادة محمد اليوم قيادة قطر مدينة كورونا كرة اليوم غزة الاحتلال الشعب الثاني محمد جیش الاحتلال مروان عیسى

إقرأ أيضاً:

بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هدف الغارات العنيفة على منطقة البسطة في قلب بيروت فجر اليوم (السبت)، كان طلال حمية القيادي الكبير في «حزب الله».

اقرأ ايضاًمجزرة الفجر.. بيروت تستفيق على انفجارات ضخمة (فيديو وصور)

ونقل إعلام إسرائيلي أن «حزب الله» عيّن طلال حمية رئيساً للعمليات خلفاً لإبراهيم عقيل الذي اغتالته إسرائيل في 20 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وكان برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي رصد مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات عن طلال حمية المعروف أيضاً باسم عصمت ميزاراني.

وقال البرنامج إن طلال حمية يُعد رئيس منظمة الأمن الخارجي التابعة لـ«حزب الله» التي تتبعها خلايا منظمة في جميع أنحاء العالم.

وبحسب البرنامج، تشكل منظمة الأمن الخارجي أحد عناصر «حزب الله» المسؤولة عن تخطيط الهجمات الإرهابية خارج لبنان وتنسيقها وتنفيذها.


وفي 13 سبتمبر 2012، صنَّفت وزارة الخزانة الأميركية حمية بشكل خاص كإرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي «13224» بصيغته المعدلة على خلفية دعم أنشطة «حزب الله» الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط وفي مختلف أنحاء العالم.

ونتيجة لهذا التصنيف تم حظر جميع ممتلكات حمية، والفوائد العائدة عليها التي تخضع للولاية القضائية الأميركية، وتم منع الأميركيين بوجه عام من إجراء أي معاملات مع حمية.

أبو جعفر «الشبح»

يعد طلال حمية المُكنّى بـ«أبو جعفر» والذي يبلغ من العمر نحو 50 عاماً، القائد التنفيذي للوحدة «910»، وهي وحدة العمليات الخارجية التابعة لـ«حزب الله»، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات الحزب خارج الأراضي اللبنانية.

وهو القائد التنفيذي الحالي للوحدة، ومُلقَّب بـ«الشبح» من قِبل القيادات العسكرية الإسرائيلية لعدم وجود أي أوراق ثبوتية رسمية له في لبنان، ولابتعاده تماماً عن الحياة الاجتماعية والظهور العلني، واتباعه بصرامة الاحتياطات الأمنية المشددة لحظياً.

ويُدير حميّة الوحدة في منصب شغله قيادي «حزب الله» الأشهر عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق عام 2008، كما يحمل عدّة أسماء مستعارة من بينها طلال حسني وعصمت ميزاراني.

طلال حمية خليفة بدر الدين

اقرأ ايضاًلبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا"

وقد خلف طلال حمية قائد الوحدة السابق مصطفى بدر الدين، صهر مغنية وخليفته والذي قُتل أيضاً في سوريا عام 2016.

وينحدر طلال حمية من منطقة بعلبك الهرمل، وقد عمل إلى جانب كلٍّ من بدر الدين ومُغنية ووزير الدفاع الإيراني السابق أحمد وحيدي، كما كان وفق معلومات «الموساد» مسؤولاً عن نقل ترسانة «حزب الله» عبر سوريا.

بدأ نشاطه مع «حزب الله» في منتصف الثمانينات، وكانت انطلاقته الأولى كمسؤول أمني في الحزب من برج البراجنة، حيث كان المسؤول عن العديد من العناصر التي أصبحت فيما بعد من أهم القيادات العملياتية في الحزب، كما كان حميّة نائب مغنية في شبكة «الجهاد»، وهي وحدة البعثات الخاصة والهجمات الخارجية في «حزب الله».

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند بعد مجزرة بيروت.. من هو "الشبح" الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟ تشكيلة آرسنال المتوقعة ضد نوتينغهام فوريست في الدوري الإنجليزي 2024-25 لبنان.. حصيلة محدّثة 74 شهيدا وجريحا في "غارة البسطا" سحب الجنسيات الكويتية يطال رئيس شركة "روتانا" الحبس 3 سنوات لخمسيني اعتدى على طالبات مدارس في الأردن Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًرغم قرار منعها..سارة الزكريا تغني في ملهى ليلي بالأردن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من إسرائيل.. بعد إعلان أبو عبيدة مقتل أسيرة
  • حماس تعلن مقتل رهينة إسرائيلية في شمال غزة بعد قصفها من جيش الاحتلال
  • بعد مجزرة بيروت.. من هو الشبح الذي تزعم إسرائيل اغتياله؟
  • شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة
  • شهداء الحركة الرياضية .. الحلقة 57 (الوليد أبو الحسن)
  • طهران ترسل عبر بغداد رسالة إيجابية الى واشنطن: الخيار العسكري مؤجل حاليا
  • طهران ترسل عبر بغداد رسالة إيجابية الى واشنطن: الخيار العسكري مؤجل حاليا - عاجل
  • 30 شهيدا في مجزرتين ضد النازحين بحي الشيخ رضوان وخانيونس (شاهد)
  • 22 شهيدا في قصف إسرائيل استهدف منزلا وخيمة للنازحين بخان يونس
  • حماس: واشنطن شريك في جرائم الإبادة الجماعية في غزة