إلى أدنى مستوى لها تراجعت القدرة الشرائية للمواطنين في صنعاء خلال الأيام الأولى من شهر رمضان لهذا العام 2024، في ظل استمرار نهب مليشيا الحوثي لمرتبات موظفي الدولة واستفرادها وفئة قليلة من أتباعها ومواليها بإيرادات الدولة من الضرائب والجمارك وعائدات ميناء الحديدة والرسوم الإضافية المختلفة والإتاوات المتكررة.
حتى يوم الأربعاء 10 رمضان لم تستكمل أمّ محمد، الموظفة بقطاع الصحة، احتياجات المائدة الرمضانية من المواد الغذائية والاستهلاكية الاعتيادية، لذلك لجأت إلى المحال التجارية التي تقدم عروضاً رمضانية، بوضع مجموعة من المواد الغذائية في سلّة واحدة.تحتاج أمّ محمد، التي تعول أسرة مكونة من 4 أطفال، عدد 6 أطباق بيض، وعدد 5 صناديق زبادي صغيرة الحجم، على أقل تقدير لاستكمال تجهيزات مائدة أسرتها الرمضانية حتى نهاية شهر رمضان، وذلك بعد استغنائها عن اللحوم والحلويات، "نستعمل مرقة الدجاج فقط ونأخذ ربع دجاجة يوم الجمعة".
ركود عام في سوق الخضروات في سوق للخضروات واللحوم والمواد الغذائية بمنطقة باب اليمن وسط مدينة صنعاء، تتكدس المواد الغذائية والخضروات بكثرة على امتداد السوق، فحتى
الخضروات التي يزداد الإقبال عليها في رمضان كمواد غذائية لا تخلو موائد رمضان منها في كل منزل، يشتكى تجار الخضروات تراجع الإقبال عليها إلى أدنى مستوى له.يقول بائع الخضروات، حسن الريمي: "منذ فتح والدي هذه البسطة قبل 20 عاماً، ومنذ كنت طفلا حينها، لم نشهد هذا الركود"، مشيراً إلى تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين خلال السنوات الأخيرة، غير أنها هذا العام تكاد تكون منعدمة، "نبيع كيلو الطماطم بـ150 ريالا ومع ذلك لا يوجد زبائين".في ذات السوق يحمل عبدالله قائد -مهندس سيارات- كيساً بلاستيكياً يحوي مجموعة مشكّلة من الخضروات، قال إنه سوف يوزع محتوياته على جيران له باتوا معدومي الدخل بعد أن باعوا مدخراتهم إثر توقف صرف مرتبات موظفي الدولة. وفي شارع الزبيري وسط مدينة صنعاء تتجمع عشرات النسوة أمام محل تجاري اعتاد توزيع صدقات رمضانية كل عام، تقول إحدى السيدات المتجمعات: "احتاج قيمة حبة دجاج لإشباع فضول أطفالي"، مشيرة إلى أنها لجأت إلى الاستغناء عن بعض السلع الغذائية الرمضانية عالية الكلفة مثل: الدجاج واللحوم بأنواعها والحلويات بأنواعها، غير أنها تقف صامتة وعاجزة أمام إلحاح وأسئلة أطفالها. تعنت حوثي يرفع معدل
انعدام الأمن الغذائيوكانت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إيديم وسورنو كشفت ارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في الأشهر الأخيرة في اليمن، مما يشكل تهديدا حقيقيا ومتزايدا لحياة الملايين من الناس، وخاصة النساء والأطفال.وفي بيان مشترك لهما الخميس 14مارس/ آذار 2024، أظهرت التقييمات الأخيرة لمنظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي زيادة بنسبة 11 في المائة في انعدام الأمن الغذائي منذ تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، وأشارتا إلى أن هذه النسبة "هي أعلى المستويات منذ 16 شهرا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون".وتسهم مليشيا الحوثي بشكل متعمد في تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي، بسبب تعنتها ورفضها التعاون مع الجهات الدولية والأممية إلا وفق شروطها التعجيزية، وتطبيق سياسة العقاب الجماعي ضد ملايين اليمنيين، وفرض المزيد من الإتاوات على القطاع التجاري ووسائل النقل ومصانع المواد الغذائية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية:
المواد الغذائیة
انعدام الأمن
إقرأ أيضاً:
الحوثي للسعودية : ” سنصفر اقتصادكم ”
حيروت – صنعاء
لوّحت جماعة الحوثي باستئناف الحرب ضد المملكة العربية السعودية، حال انخرطت في أي تحالفات دولية أو عربية لضرب الجماعة ردا على هجماتها سفن الشحن في البحر الأحمر.
وقال القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي -في خطاب له أمس الاثنين في العاصمة صنعاء- مخاطبا السعودية “أي معركة مع شعبنا سنصفر اقتصادكم مثل ما اعتديتم على بلدنا وحاصرتموه وأوقفتم المرتبات”.
وأضاف “صواريخنا لم تكن سابقا بالشكل الذي هي عليه اليوم، وراجعوا ما تقوله البحرية الأمريكية من دقة التصويب ومما وصلوا إليه من الرعب”، حد قوله.
والاربعاء كشفت جماعة الحوثي عما سمته “سوء تقدير” عند طلبها من المملكة العربية السعودية، التدخل لدى الولايات المتحدة لخفض التصعيد، بعد الغارات الأمريكية البريطانية المشتركة الأخيرة التي استهدفت بالتنسيق مع إسرائيل مناطق عسكرية ومنشآت حيوية في العاصمة صنعاء وعمران وصعدة والحديدة.
وقال القيادي محمد علي الحوثي في تصريحات لقناة “الميادين” إن جماعته طلبت من الرياض التدخل لدى واشنطن لخفض التصعيد، نظرا لترابط المصالح الأميركية والسعودية في المنطقة، والتي قال إنها قد تُستهدف إذا تم إلحاق الضرر بهم.
وحسب الحوثي فإن الجماعة لن تدخل في مفاوضات مع السعودية حاليا بحجة انشغالها بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معلنة استمرار هجماتها في البحر الأحمر وباتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وزاد “لا مفاوضات مع السعودية ونحن منشغلون في مواجهة الشر الإسرائيلي الذي يهددنا ويهدد السعودية وباقي الوطن العربي”.
وذكر أن السعوديين أبلغوهم أنهم قد يدخلون تحالفاً جديداً مع تسلم الإدارة الأميركية الجديدة، واصفا ذلك بأنه سوء تقدير.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، قد بدأ خلال مطلع الأسبوع الماضي جولة مشاورات شملت الرياض ومسقط وصنعاء وطهران في إطار الضغط لإنهاء الأزمة اليمنية والتوقع على خارطة الطريق.