في فترة ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، شهدت العلاقات الأميركية - الصينية مستوى عالٍ جداً من التوتر، وبرز مصطلحان جديدان وهما الحرب التجارية، والحرب التكنولوجية. واتخذت الحرب التكنولوجيّة التي تشنّها الولايات المتحدة على الصين أوجهاً عديدة، منها مثلاً حظر تصدير الرقائق الإلكترونية المتطورة إلى الصين، ومنع الشركات الأميركية من الاستثمار في الصين في مجالات التكنولوجيا المتقدّمة خصوصاً الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية.

    
وتحت ذريعة حماية الأمن القومي، اقتربت الولايات المتحدة من حظر تطبيق التواصل الاجتماعي "تيك توك"، بعد أن وافق مجلس النواب الأميركي بأغلبية كبيرة الأربعاء، على مشروع قانون لحظره إذا لم يتم فصله عن الشركة الصينية المالكة له. لكن، مشروع القانون ينتظر الموافقة عليه أيضا في مجلس الشيوخ، ومن ثم إرساله إلى الرئيس جو بايدن لإقراره، والذي قال الأسبوع الماضي، إنه سيوقع على القانون حال تسلمه.   ويشير الدعم الساحق لمشروع القانون في مجلس النواب الأميركي، إلى اتفاق واسع النطاق في واشنطن على أن "تيك توك" يمثل "تهديدا للأمن القومي" لأن بكين قد تستخدم التطبيق للوصول إلى بيانات الأميركيين، أو إطلاق حملات تضليل يمكن أن تؤثر على إجراءات مصيرية.  
"بايت دانس" ستبيع "تيك توك"؟      إن مشروع القانون سيمنح تيك توك ما يقارب خمسة شهور للانفصال عن شركة "بايت دانس" الصينية صاحبة التطبيق، وإلا سيتم منع متاجر التطبيقات في الولايات المتحدة من استضافة التطبيق على منصاتها، كما يمكن تغريم متاجر التطبيقات التي تنتهك التشريع بناء على عدد مستخدمي التطبيق المحظور. وينص مشروع القانون على غرامات قدرها 5000 دولار لكل مستخدم لتطبيق محظور. لذلك، في حالة تيك توك، من المحتمل أن تتعرض "أبل" و"غوغل" لغرامات تصل إلى 850 مليار دولار لكل منهما.  
وليس من الواضح ما إذا كانت "بايت دانس" ستوافق على بيع تيك توك أو فصله، إذا حدث ذلك، فقد تواجه الشركة صعوبة في العثور على مشتر أميركي مستعد لدفع المبلغ، على الرغم من شعبية التطبيق. وقالت cnn، نقلا عن محلل في Wedbush، أن قيمة تيك توك تقدر بنحو 100 مليار دولار، وتواجه العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى في الولايات المتحدة بالفعل تدقيقًا تنظيميًا شرسًا قد يمنعها من القيام بمثل هذا الاستحواذ الكبير.  
وبينما سيحظر القانون تيك توك من متاجر التطبيقات الأميركية، فإن إزالة التطبيق الحالي من هواتف المستخدمين ستمثل مهمة أكثر صعوبة من الناحية العملية للمشرعين الذين يسعون إلى حظر استخدامه في الولايات المتحدة.  
ومع ذلك، من المحتمل أن تتيح خدمات الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) للمستخدمين الأميركيين الالتفاف على الحظ، من خلال جعل الأمر يبدو كما لو أن مستخدمًا أميركيًا متصل بالإنترنت من بلد مختلف.  
ما علاقة مشروع القانون بصنّاع المحتوى في لبنان؟     
بحسب تقرير نشرته قناة لبنانية، أفاد بأن "صناع المحتوى أو الـ Tiktokers في لبنان أجمعوا على أن القرار الأميركي سيؤثر عليهم بصورة مباشرة، لأن الأشخاص على هذا التطبيق لديهم متابعون من كل الدول العالم من بينهم أميركا، ومن هؤلاء المتابعين من يدفع الأموال للمؤثرين وغيرهم، وفي هذا الموضوع لا شك في أن جميع المؤثرين على تيك توك في كل العالم سيتأثرون بالقرار الأميركي، وطبعاً التطبيق سيخسر كثيراً، وعندها ستلجأ الناس إلى تطبيقات شعبية، وليست محصورة بدول معينة مثل انستغرام وغيره".  
ونقلت "وكالة الصحافة الفرنسية"عن نايثان إسبينوزا مستخدم منصة "تيك توك" الذي يضم حسابه أكثر من ٣٠٠ ألف متابع، قوله: "إذا توقف تطبيق تيك توك، فستُضطر عشرات آلاف الشركات الصغيرة الى التوقف عن العمل، وستتعرّض الحياة المهنية للكثير من صنّاع المحتوى للخطر".  
بعد موافقة مجلس النواب الأميركي على مشروع القانون الخاص بـ "تيك توك"، سينتقل إلى مجلس الشيوخ الذي ما زال أمر الموافقة عليه غامضاً. فتطبيق ''تيك توك'' يحظى بشعبية كبيرة لدى الشباب الناخبين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير كبيرا في نتائج الانتخابات الأميركية لعام 2024. لذلك من المحتمل بدلاً من حظر التطبيق ان يعاد التفاوض بين الإدارة الأميركية وشركة "بايت دانس" الصينية.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة مشروع القانون بایت دانس تیک توک

إقرأ أيضاً:

الجيش الأميركي يعلن تدمير قاربين مسيّرين وموقع رادار للحوثيين

أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، مساء أمس الخميس، تدمير زورقين مسيّرين وموقع رادار لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، خلال الـ24 ساعة الماضية. في المقابل، أعلن الحوثيون استهداف 162 سفينة منذ بدء عملياتهم في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقالت سنتكوم، في بيان عبر منصة إكس، إن قوات القيادة المركزية الأميركية نجحت خلال الـ24 ساعة الماضية في "تدمير زورقين مسيّرين وموقع رادار" تابعين للحوثيين في منطقة خاضعة لسيطرتهم في اليمن، دون تحديد المكان.

وأضافت أن "الزورقين المسيّرين وموقع الرادار يمثلون تهديدا وشيكا للقوات الأميركية وقوات التحالف، والسفن التجارية في المنطقة".

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت جماعة الحوثي، استهداف محافظتي الحديدة وحجة غربي اليمن بـ5 غارات أميركية بريطانية، دون ذكر مزيد من التفاصيل بشأن نتائج القصف.

ومساء الأربعاء، أعلنت القيادة المركزية الأميركية تدمير زورقين مسيّرين وموقعي رادار للحوثيين في اليمن.

هجمات الحوثيين

في المقابل، أعلنت جماعة الحوثي، مساء أمس الخميس، استهداف 162 سفينة منذ بدء عملياتها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وقال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، في كلمة بثتها قناة المسيرة الفضائية، إن "عمليات الإسناد لغزة هذا الأسبوع لجبهة اليمن بلغت 12 عملية في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد".

وأضاف أن "عملياتنا خلال الأسبوع الماضي نفذت بـ20 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيّرة وزورق على طول مسرح العمليات البحرية".

وأردف "استهدفنا هذا الأسبوع 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد لغزة 162 سفينة".

وحول الغارات الأميركية البريطانية في اليمن قال الحوثي إن" عدد الغارات على بلدنا هذا الأسبوع بلغ 19 غارة أميركية وبريطانية".

وتضامنا مع غزة التي تواجه حربا إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي كبير، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.

ومنذ 12 يناير/كانون الثاني 2024، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف مواقع للحوثيين في مناطق مختلفة من اليمن، ردا على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر.

ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيديا في يناير/كانون الثاني، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

مقالات مشابهة

  • ما سبب إقرار مجلس النواب تعديلات قانون إنشاء هيئة المحطات النووية؟
  • ضربات جديدة.. أميركا تدمر قدرات الحوثي لتأمين البحر الأحمر
  • الجيش الأميركي يعلن تدمير قاربين مسيّرين وموقع رادار للحوثيين
  • مجلس الدوما الروسي يصوت لصالح منع المشرعين من السفر بدون تصريح من الحكومة
  • زيلينسكي يطالب ترامب بالكشف عن خطتك لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • بعد إقراره نهائيًا.. 5 أهداف مهمة لـ "تعديلات قانون القضاء العسكري"
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون الرئيس الأميركي بذكرى استقلال بلاده
  • أمر قضائي يعلق حظر تراخيص تصدير الغاز المسال في أميركا
  • 12 استقالة من إدارة بايدن بسبب سياسته حيال غزة.. من هم المستقيلون؟
  • ارتفاع أسعار النفط خلال التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم