نظمت المبادرة الثقافية "غرنيكا-فلسطين" بمدينة سان سيباستيان بإقليم الباسك الإسباني الأحد الماضي، مظاهرة ضمت أكثر من 30 ألف شخص للتضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، والمطالبة بوقف الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال على قطاع غزة.

وكان الحدث الأبرز في هذه المظاهرة هو تشكيل لوحة بشرية ضمت 5 آلاف شخص، استلقوا على الأرض، مع دوي صفارات الإنذار، في مكان يحمل رمزية مهمة جدا في هذا الإقليم، "من أجل التذكير بآلاف الأشخاص الذين راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي" في قطاع غزة.

وهذه المبادرة الثقافية تجمعٌ يضم العديد من المثقفين والمبدعين والكتاب والناشطين في إقليم الباسك، حيث يربطون بين قصف مدينة غرنيكا عام 1937، وهو الحدث الذي ألهم بابلو بيكاسو لرسم لوحة جدارية بعنوان "غرنيكا"، وبين الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان قطاع غزة في الوقت الحالي.

لوحة فنية لبابلو بيكاسو تصور مأساة القصف الذي تعرضت له مدينة "غرنيكا" بإقليم الباسك عام 1937 (شترستوك)

وأقيم الحدث بجوار عمل فني لإدوارد شيليدا على خليج كونشا في سان سيباستيان، الذي يضم 3 تماثيل فولاذية ضخمة يبلغ وزن كل منها 10 أطنان، وتم تضمينها في صخور طبيعية تشرف على الخليج، وبجوارها منطقة مشاهدة واسعة، وهي التي أقيمت فيها اللوحة التضامنية مع غزة.

منحوتات المصمم إدوارد شيليدا في خليج كونشا بإقليم الباسك مع الساحة التي أقيمت فيها فعالية التضامن مع غزة (غوغل) لماذا الباسك؟

وفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال عضو المبادرة الثقافية "غرنيكا- فلسطين" أيغور أوتشوا إن فلسطين لديها تضامن كبير في الباسك، خاصة مع الوضع الذي تعيشه مدينة غزة الآن، و"أعتقد أننا كدولة ليس لها حق تقرير المصير نتفهم الوضع الفلسطيني حاليا".

وأضاف أوتشوا أن الأمر لا يتعلق بالناس العاديين فحسب، بل يتعدى إلى الجمعيات والأحزاب السياسية، فالمجتمع كله يريد التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ووقف الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل.

وعن سبب هذا التفاعل الكبير في الباسك مع العدوان على غزة، بيّن أوتشوا أن "الأحداث التي تقع في فلسطين كبيرة جدا، وتذكرنا بما وقع لنا في مدينة غرنيكا عام 1937، لذلك خرج 30 ألف متظاهر في مدينة لا يتعدى سكانها 200 ألف نسمة فقط".

وعن فكرة اللوحة التضامنية في خليج كونشا، قال عضو المبادرة الثقافية إننا أردنا رفع صوتنا عاليا، لنوصل رسالة للعالم كله عبر الفنون ومن بلدتنا الصغير، من أجل أن نقول لحكومات العالم إنه يجب تتغير القرارات التي لا تستطيع إيقاف الحرب، ونقول للشعب الفلسطيني أيضا "إنك لست وحدك، وإننا نتعاطف معهم في أوجاعهم".

لوحة بشرية

وأضاف أنه شارك في رسم هذه اللوحة البشرية مبدعون وكتاب وموسيقيون، بالإضافة إلى 5 آلاف شخص، مستلقين على الأرض، من أجل إبلاغ العالم رسالة تذكير بأنه يجب إيقاف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإبلاغ الحكومات بضرورة قطع العلاقات مع دولة إسرائيل، وتشكيل ضغط دولي حقيقي لتغيير هذا الوضع.

وختم أوتشوا تصريحاته بمطالبة أوروبا بتغيير موقفها من الأحداث في فلسطين، "فهي لا تستطيع إلا التواطؤ مع هذا الوضع، وعليها قطع العلاقات مع إسرائيل، وعلى الحكومات أن تتحرك، لأن الشعوب وحدها لن تستطيع تغيير هذه المأساة غير الإنسانية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات المبادرة الثقافیة الإبادة الجماعیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

شركاء برنامج التمويل المشترك يجددون التزامهم بدعم قطاع التعليم في فلسطين

وقع وزيري التربية والتعليم العالي أمجد برهم، والمالية عمر البيطار، مع شركاء برنامج التمويل المشترك (فنلندا، بلجيكا، أيرلندا، بنك التنمية الألماني)، اتفاقية التمويل المشتركة الرابعة مع فلسطين لدعم قطاع التعليم خلال الأعوام 2025-2027.

وجاء بحضور رئيس الوزراء محمد مصطفى في مكتبه بمدينة رام الله ، اليوم الخميس، إذ ثمن توقيع الاتفاقية وهذا الدعم في هذا الوقت الصعب ولهذا القطاع المهم، وقال: "لطالما كان قطاع التعليم مهما للفلسطينيين، ونؤمن بأهمية تطوير التعليم وتكون مخرجاته ذات جودة أكثر ومنافسة، حيث أطلقت الحكومة مبادرة التعليم من أجل التنمية ونأمل من هذا البرنامج أن يتماشى مع المبادرة الحكومية والأولويات الوطنية"

وتطرق إلى واقع التعليم في القدس وقطاع غزة قائلا: "التعليم في القدس يواجه تحديات بفعل الاحتلال وإجراءاته والمعيقات ومحاولات منع المنهاج الفلسطيني، أما التعليم في قطاع غزة بفعل الحرب والدمار جزء كبير من الطلاب لم يستطع الالتحاق بالتعليم".

وأضاف مصطفى: "نريد من المجتمع الدولي مساعدتنا ومساندتنا في بناء قطاع غزة ومن ضمنه قطاع التعليم، حيث تم قبل أيام تبني خطة إعادة إعمار قطاع غزة في القمة العربية الطارئة في القاهرة وأيضا تم تبني الخطة في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، وقد صرح الاتحاد الأوروبي الى جانب العديد من الدول دعمهم لهذه الخطة".

من جانبه، قال برهم: "هذه الاتفاقية مدتها 3 سنوات تتناغم مع الاستراتيجية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم العالي، وهي ممولة من أربع دول داعمة للتعليم في فلسطين، وهي ألمانيا وبلجيكا وأيرلندا وفنلندا".

وأضاف: "تهدف الاتفاقية إلى تطوير منظومة التربية والتعليم العالي في فلسطين، ودعم وتدريب المدرسين، وتوفير المعدات والمختبرات والمشاغل للتعليم المهني والتقني، وبناء وصيانة المدارس في القدس والضفة، وقريبا في قطاع غزة، وتكمن أهمية الاتفاقية أيضا أنها تأتي في ظروف حرجة وصعبة جدا، وتحديات كبيرة جدا يواجهها قطاع التربية والتعليم داخل فلسطين وخاصة في القدس وقطاع غزة".

وتابع برهم: "نأمل من هذه الاتفاقية النهوض بالعملية التعليمية وتطبيق رؤيتنا من خلال مبادرة التعليم من أجل التنمية والتي أقرها مجلس الوزراء، والنهوض بالتعليم والكوادر التعليمية والطلبة، وأيضا دعم التعليم المهني والتقني وزيادة عدد الطلاب المنتسبين له لأهميته ولحاجة السوق الفلسطيني لكثير من المهن والطلبة المهرة في هذا المجال".

ومن جانبها، نيابة عن شركاء برنامج التمويل المشترك، شددت ممثلة فنلندا لدى فلسطين، تاريا كنغسكورته، على الالتزام المشترك بين الشركاء الممولين والسلطة الوطنية الفلسطينية لدعم وتطوير قطاع التعليم في فلسطين.

وأكدت كنغسكورته أن كل طفل، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي والاقتصادي، أو جنسه، أو حالته الصحية، أو موقعه الجغرافي، يستحق فرصة متساوية للنجاح. كما عبّرت عن قلقها إزاء الدمار شبه الكامل للمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى في غزة، والعوائق التي تحول دون التعلم بسبب تزايد عنف المستعمرين، وقيود الحركة، والعمليات العسكرية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى الوضع الصعب للمدارس في القدس الشرقية.

يشار الى أنه مثل برنامج التمويل المشترك، في التوقيع ممثل أيرلندا لدى فلسطين، فيليم ماكلوجلين، وممثلة فنلندا لدى فلسطين، تاريا كنغسكورته، ونائب رئيس التعاون الإنمائي الألماني، روث مولر، مع وكالة التنمية الألمانية KfW بصفتها الجهة المنفذة، والتي تم تمثيلها برئيس قسم KfW، يان فيغلمن، ومدير محفظة المشاريع، توماس فيلس. كما تم تمثيل بلجيكا من قبل القنصل العام في القدس، ويلفريد فيفر، مع وكالة التنمية البلجيكية ENABEL بصفتها الجهة المنفذة، والتي تم تمثيلها من قبل عبد الإله تويجار.

يذكر أنه تم إطلاق اتفاقية التمويل المشترك في عام 2010 لدعم التعليم في فلسطين، وخلال 15 عامًا من وجودها، قام شركاء برنامج التمويل المشترك بصرف أكثر من 225 مليون يورو لبناء وترميم المدارس والفصول الدراسية، وتأثيثها وتزويدها بالمعدات التقنية. وقد تم توقيع المرحلة الجديدة من الاتفاقية بالتزامن مع التحضير لاستراتيجية التعليم الجديدة الفلسطينية، والتي من المتوقع إطلاقها في أواخر هذا الشهر، كجزء من أجندة الحكومة الفلسطينية للإصلاح والتطوير المؤسسي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين تحذيرات أممية من نفاد مخزونات المساعدات في غزة بسرعة كبيرة وفاة عامل على حاجز برطعة العسكري أثناء توجهه للعمل داخل أراضي الـ48 أول رد من الرئاسة الفلسطينية على تصريحات ترامب بشأن سكان غزة الأكثر قراءة توقيع اتفاقيتين لتحسين إدارة النفايات الصلبة في غزة والضفة محدث: غزة: 3 شهداء بقصف إسرائيلي على حي الشجاعية أبو عبيدة : ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات والحيل مجلس الوزراء الفلسطيني يناقش مشروع موازنة "تقشفية" لعام 2025 عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • لم يدخل أي شيء منذ 11 عاما| تطورات الوضع في قطاع غزة.. تفاصيل
  • رئيس مدينة ملوى يتفقد مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"
  • شركاء برنامج التمويل المشترك يجددون التزامهم بدعم قطاع التعليم في فلسطين
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحام مدينة الخليل
  • فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق النار شرق منطقة الفراحين شرق مدينة خان يونس
  • مجلس مدينة درعا يطلق مبادرة لتحسين الواقع الخدمي والجمالي
  • قطع الكهرباء عن غزة| نتنياهو يقوم بممارسات استفزازية لهذا السبب.. ماذا يحدث؟
  • ما قصة ساحة فلسطين التي أصبحت أزمة وصراعا سياسيا بالدانمارك؟
  • التعليم تنشر أسماء المدارس التي تعمل في وسط قطاع غزة
  • فلسطين تطالب بضغط دولي لوقف العدوان وفتح معابر غزة