مغامر إماراتي يلتقي بـ رجل كهف في جزيرة سقطرى باليمن..كيف يعيش؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بكثبانها الرملية الهائلة، وجبالها الصخرية، وشواطئها البكر، وتنوعها البيولوجي الاستثنائي من النباتات والكائنات الحية التي لا مثيل لها على وجه الأرض، تبرز جزيرة سقطرى اليمنية كوجهة خيالية لعشاق الطبيعة.
ولكن، يبدو أن هذه "الجنة الصغيرة" على الأرض لا تخلو من الأسرار والتجارب الفريدة من نوعها، إذ تمكن مغامر إماراتي من لقاء رجل كهف يعيش حياة بدائية في معزل عن الناس بالجزيرة اليمنية (شاهد مقطع الفيديو أعلاه)
وأوضح المغامر والرحالة الإماراتي مهند سليمان لموقع CNN بالعربية أنه خلال زيارته إلى جزيرة سقطرى، سمع بوجود رجل كهف يعيش بمفرده على الجزيرة، ما دفعه للبحث عنه والتعرّف إلى قصته.
ومن خلال سؤال السكان المحليين والمرشدين السياحيين، استدّل سليمان إلى مكان رجل الكهف السقطري حيث يعيش في مديرية قلنسية، التي تبعد عن العاصمة حديبوه في محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، مسافة ساعتين.
واضطر سليمان، الذي كان يرافق مرشدا، إلى إيقاف السيارة وإكمال ما تبقى من الطريق سيرا على الأقدم لمدة 40 دقيقة، تخللها صعود طرق وعرة مفروشة بالحصى، حتى وصل أخيرا إلى الكهف الذي يقع خلف جبال قلنسية.
وأشار سليمان إلى أن رجل الكهف، وعمره 60 عاما، يتحدّث اللغة السقطرية، الخاصة بسكان الجزيرة، كما أنه يجيد اللغة العربية، لافتًا إلى أن أساليب العيش البدائية التي يتّبعها رجل الكهف السقطري تشمل النزول إلى البحر لاصطياد الأسماك، والحبار، وتجميع القواقع.
كما يربي رجل الكهف الماعز، كمصدر للحليب ولتناول لحومها، ولكن مصدر الغذاء الرئيسي له يأتي من خيرات البحر.
ومن القصص الغريبة التي رواها رجل الكهف لسليمان أنه ولد في هذا الكهف الذي عاش فيه أجداده. ويأتي أولاده فقط لزيارة والدهم، ولا يتبعون نهج حياته البدائية، بل يعيشون حياة المدن.
وداخل الكهف، يمكن العثور على العديد من الأدوات التي صنعها رجل الكهف بنفسه، من خلال استخدام عظام الأسماك، على سبيل المثال.
أما عن الشاي، فلا يتناوله داخل كوب عادي، وبدلا من ذلك يستخدم القواقع البحرية.
وتُعد جزيرة سقطرى اليمنية "إحدى أعظم كنوز اليمن في مجال التنوع البيولوجي"، إذ تضم مجموعة "مذهلة" من الحياة النباتية والحيوانية، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن.
وأشارت التقديرات الجيولوجية إلى أن جزيرة سقطرى انفصلت عن أجزاء العالم الأخرى قبل نحو 6 ملايين عام، ما جعلها تُطور أنواعاً فريدةً من النباتات والكائنات الحية، لتُصبح عاشر أغنى جزيرة في العالم من حيث الأنواع التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان آخر على وجه الأرض.
وتُعد جزيرة سقطرى أكبر جزر أرخبيل سقطرى، الذي يقع شرق خليج عدن، حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب، وتبعد حوالي 300 كيلومتر عن أقرب نقطة في الساحل اليمني، و900 كيلومتر عن مدينة عدن، وفقاً لما ذكره موقع المركز الوطني للمعلومات في اليمن.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: جزیرة سقطرى رجل الکهف
إقرأ أيضاً:
مشواري حواء.. مشروع نسوي لقيادة سيارات الأجرة باليمن
في خطوة غير معهودة باليمن، اقتحمت عدة نساء مجال قيادة سيارات الأجرة لمواجهة أعباء المعيشة، بعدما كانت هذه المهنة حكرا على الرجال منذ ظهور المركبات قبل عقود في هذا البلد.
ففي العاصمة صنعاء التي تحوي ملايين السكان، أطلقت الشابة غدير الخولاني -وهي طالبة ماجستير في تخصص إدارة أعمال- مشروع تطبيق "مشواري حواء" قبل عام ونصف لنقل النساء والأطفال عبر سيارات أجرة تقودها شابات.
الخولاني أبدت سعادتها لتمكنها من تأسيس هذا المشروع، معتبرة أنه "إضافة نوعية لخدمة النساء والأطفال في اليمن".
ويعتمد المشروع على عدة مركبات معظمها تملكها نساء انضممن إلى المشروع بعد الإعلان عن طلب سائقات لقيادة سيارات أجرة.
إقبال متزايدوقالت الخولاني: "بدأنا المشروع قبل عام ونصف بـ5 سائقات فقط، وبعد زيادة الطلب على الخدمة نشرنا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي بحثا عن سائقات، ولاقينا إقبالا كبيرا، ولدينا الآن 20 سائقة".
وأضافت: "الطلب على الخدمة كبير في العاصمة المكتظة بالسكان، وما زلنا نعمل جاهدين لتلبية الطلبات بقدر الإمكان".
وأفادت بأنه "عبر تطبيق خاص بالمشروع على الإنترنت تستطيع العميلة تقديم طلبها وتحديد موقعها ووجهتها التالية، ليتولى القائمون على الخدمة البحث عن السائقة المتوفرة والقريبة من المكان لتقديم الخدمة بكل سلاسة".
إعلانوشددت على أن "هذه الخدمة نتجت من حاجة الشعب اليمني المحافظ إليها، إذ إن أكثرهم حين يُخرجون أطفالهم أو نساءهم إلى الجامعة أو المدرسة أو أي مكان آخر يشعرون بالأمان أكثر لو السيارة تقودها امرأة".
وعن المستحقات المالية، أوضحت الخولاني "في محاولة منا لمساعدة المجتمع، لا نأخذ أي فائدة وكل العائد يرجع للسائقات، ونأمل توسيع التطبيق أكثر".
ووفق الخولاني، لم يخلُ هذا المشروع من صعوبات، "فقد واجهنا بعض الانتقادات والتعليقات الرافضة لقيادة سيارة الأجرة من قبل النساء، والبعض يتهمنا بالسيطرة على أعمال الرجال، ولكن الحمد لله تخطينا هذه العقبة والذي كان ينتقدنا بات الآن يبحث عن تطبيق (مشواري حواء) للتواصل معنا".
وتأمل الخولاني أن يتوسع مشروعها ويصبح أكثر اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة: "لدينا خطة لتوسيع الفكرة واستخدام سيارات كهربائية مصاحبة للبيئة، والتوسع إلى محافظات أخرى بجانب العاصمة صنعاء".
مصدر رزقوفي بلد يعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم، يعد توفير وظيفة أو مصدر رزق بمثابة تحول إيجابي كبير للأسر.
وفي السياق، قالت "أم عبد الرزاق" إحدى السائقات: "بدأت الشغل في هذا المشروع لتحسين دخلي وتلبية احتياجاتي واحتياجات أسرتي في ظل الأوضاع الصعبة".
وأضافت: "هذا المشروع بمثابة وظيفة لي ومصدر دخل.. وجدت فيه متعة في قيادة السيارة وفائدة كبيرة لكثير من الفتيات والنساء اللواتي وجدن فيه الأمان والراحة".
وتابعت أم عبد الرزاق "قيادة السيارة من قبل امرأة يعد أمرا جذابا ولافتا للنساء والفتيات اللواتي يجدن حريتهن وأمانهن في مشاويرهن الخاصة".
وأشارت إلى أنها لاحظت سعادة كبيرة لدى النساء اللواتي تنقلن عبر سيارات هذا المشروع "هن في أتم الراحة مع انبساط كبير خصوصا اللواتي يذهبن إلى صالات الأعراس وهن في كامل زينتهن، ما يجعل تنقلهن يمر من دون حرج أو خوف كون السيارة تقودها امرأة".
إعلان ترحيب وانتقادويعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى اليمن، حيث لم يسبق لنساء قيادة سيارات أجرة، ما يجعل الأمر مثار جدل بين مؤيد ومعارض.
وعن الصعوبات التي اعترضت طريق أم عبد الرزاق، قالت: "واجهت العديد من الانتقادات من المجتمع، فبعض الناس لا يقبلون أن تكون المرأة سائقة، وهناك كثيرون يعترضون طريقنا ونسمع كلاما مزعجا، وحينها نتجاهل برفع زجاج السيارة أو التظاهر بعدم السماع".
لكنها في المقابل وجدت ترحيبا من معظم أرباب الأسر الذين أبدوا رضاهم الكبير عن هذا المشروع، كون هناك سائقات يوصلن نساءهم، ويشعرون بالأمان، خصوصا من بعض المحافظين الذين لا يسمحون لزوجاتهم أو بناتهم بالركوب مع سائقين.
وتابعت: "مع الظروف الصعبة في البلاد والمشكلات المحيطة بنا، ومع متعتنا في قيادة السيارة واندماجنا في الحديث مع المجتمع النسائي ننسى كل شيء".
وتأمل أم عبد الرزاق من المجتمع اليمني "أن يشهد مزيدا من الانفتاح ويتقبل حق المرأة بأن تكون سائقة سيارة خاصة لمشاوير نسائية".
كما تأمل "انتشار المشروع وتوسعه ليشمل مختلف محافظات اليمن، كونه يعد خدمة فريدة للنساء".
ويأتي هذا التحول بمسار العمل في وقت يعاني فيه اليمن ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث هناك نحو 20 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات وحماية أساسية في عام 2025 حسب الأمم المتحدة.
ومنذ أبريل/نيسان 2022، يشهد اليمن تهدئة نسبية من حرب بدأت قبل نحو 10 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية وقوات جماعة الحوثي المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال)، منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.
إعلانودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثية في العالم، حسب الأمم المتحدة.