هل العمرة فى رمضان تعادل أجر الحج.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
بعدما أعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية ترحيبها بضيوف الرحمن القادمين من جميع العالم، بجميع أنواع التأشيرات، لأداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي، وأشارت، في منشور على منصة “اكس” إلى أنه بغض النظر عن نوع التأشيرة التي يحملها المعتمر؛ فإنه يمكنه أداء العمرة دون أي قيود، فيتسأل الكثير هل العمرة فى رمضان تعادل أجر الحج ؟.
فى هذا الصدد أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه ثبت فى فضل العمرة فى رمضان أنها "تَعْدِلُ حَجَّةً"، أَيْ تُعَادِلُ وَتُمَاثِلُ فِي الثَّوَابِ، إلا أنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض.
وقد استشهدت الدار بحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «عُمْرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّة مَعي» متفق عليه.
هل العمرة فى رمضان تعادل أجر الحج ؟العمرة في رمضان تعادل منزلة الحج في الأجر والثواب، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر وليست في جنسه أو نوعه، فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث العمل، زمن اعتمر في رمضان تحصّل على أجر الحج، غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة التي لا توجد في العمرة من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح وغيرها فمهما تساويا في قدر الثواب من حيث الكم فهما لا يتساويان في الكيف والنوع.
إن النبي صلي الله عليه وسلم يقول: “عمرة في رمضان تعدل حجة”، وفي رواية “تعدل حجة معي”، ولا يسأل عن حكمة هذا الثواب فذلك فضل من الله والله واسع عليم وهو سبحانه يرغب في أداء العبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج في الحرم الشريف فثواب الطاعة فيه مضاعف.
ومثل ذلك ما ورد من أن الصلاة الواحدة في المسجد الحرام بمكة تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه فلا يجوز أن يتبادر إلي الذهن أن صلاة يوم فيه تغني عن صلاة مائة ألف يوم ولا داعي للصلاة بعد ذلك فالعدل أو المساواة هنا هي في الثواب فقط فلا تغني العمرة عن الحج أبدا.
ومثل ثواب العمرة في رمضان ما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من صلي الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتي تطلع الشمس ثم صلي ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة وقال أنس: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تامة تامة فالمراد من هذه الأحاديث هو الترغيب في الثواب, وليس جواز الاكتفاء بفريضة عن فريضة.
ومن فضائل أداء مناسك العمرة في رمضان أن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بعده حرصوا على أداء مناسك العمرة تلبية لأمر الله تعالى في كتابه العزيز.
وورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«عمرة رمضان تعادل حجة»، فالعمرة تعادل حجة كما جاء في الحديث، ولكن ليس معنى ذلك أنها تجزئ عن الحجة بحيث لو اعتمر الإنسان في رمضان وهو لم يؤد فريضة الحج سقطت عنه الفريضة لأنه لا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون مجزيًا عنه، فمثلاً عندنا سورة «قل هو الله أحد{ تعادل ثلث القرآن، ولكنها لا تجزئ عنه فلو أن أحدًا في صلاته كرر سورة الإخلاص ثلاث مرات لم يكفه ذلك عن قراءة الفاتحة.
وجمهور الفقهاء اجتمعوا على أن العمرة سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم اصطفى عمرة رمضان عن أدائها في باقي شهور السنة، بالرغم من ثوابها الكبير في باقي العام لأنها تكفر الذنوب كما قال الرسول الكريم:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها».
وعن ظاهرة زيادة المعتمرين في العشر الأواخر من رمضان، فلا فضل للعمرة في العشر الأواخر عن باقي أيام الشهر سوى أن العشر الأواخر بها ليلة القدر وختم القرآن بالحرم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمرة فی رمضان الله علیه وسلم أجر الحج رمضان ت
إقرأ أيضاً:
أذهب لأداء حج النافلة أم أسدد ديني؟ .. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل سداد الدين مقدم أم حج النافلة؟ وهل يجوز لي الحج النفل وأنا علي دين؟).
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن سدادُ الدَّيْنِ أوْلى من التَّنَفُّل بالحج، خاصةً لو كان الدائن في حاجة إلى الدين أي إن سداد الدين مقدم على حج النافلة.
حج النافلة أم الصدقة؟أكد الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن تكرار الحج جائز، لكن في بعض الحالات يعد التصدق بنفقاته أولى.
وقال أمين الفتوى، في بيان حكم “الصدقة أم تكرار الحج أي حج النافلة”، إن كل نَفْسٍ تشتاق لتكرار الحَجِّ والعمرة لري ظمأ النَّفْس بمشاهد الإيمان في الأماكن المقدسة -البيت العتيق والمقام الشريف-، ومع ذلك فالعلماء يُقرِّرون: أَنَّ "العبادة المتعدية أفضل مِن العبادة القاصرة".
وتابع: وهذا معناه: أنَّ عبادتَكَ المتعدية نفعها للغير أفضل من عبادة تكرار الحج أو العمرة التي تعود نفعها عليكَ فقط.
وأشار إلى أن أفضل العبادات المتعدية الآن لـمَنْ هم في هذه الحالة "التَّبرُّع لأهلنا في فلسطين"، فلنجعلها شعارًا لنا قائمًا على الود والتراحم والترابط.
حكم تكرار الحجورد إلى دار الإفتاء المصرية، أيضا، سؤال يقول (أيهما أفضل تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين؟).
استشهدت دار الإفتاء، في إجابتها على السؤال، بقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ [البقرة: 125]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْحَجُّ مَرَّةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ» رواه أحمد، وقال صلوات الله وسلامه عليه وآله: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلا الْجَنَّةُ» متفق عليه.
ذكرت دار الإفتاء، أن معنى الآية الكريمة السابقة: أن الله تعالى جعل البيت الحرام مثابة للناس يعودون إليه شوقًا بعد الذهاب عنه أي أن الله جعله محلًّا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه ولا تقضي منه وطرًا ولو ترددت إليه كل عام؛ استجابة من الله تعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام في قوله: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم: 37]، إلى أن قال: ﴿رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ [إبراهيم: 40]. فهناك تطمئن الأفئدة وترتاح النفوس وتزول الهموم وتتنزل الرحمات وتغفر الزلات.
أوضحت، أن معنى الحديث الأول: أن الحج فرض على القادر المستطيع مرة واحدة في العمر، فمن زاد فتطوع ونافلة في التقرب إلى الله، وكذلك العمرة مطلوبة في العمر مرة وتسمى الحج الأصغر وهي في رمضان أفضل لمن أرادها دون حج، ولا يكره تكرارها بل يندب ويستحب تكرارها للحديث الثاني: «الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ.. إلخ» متفق عليه. لأنها كما ورد تمحو الذنوب والخطايا. وقد أداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربع مرات.
أما بشأن التصدق على الفقراء والبائسين: فقد روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رواه مسلم.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.