الإطار التنسيقي العراقي والمثل الشائع (شمتة بسامير)
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
20 مارس، 2024
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي:
يقال في الامثال الشائعة(شمتة بسامير) وهذا المثل يضرب في القوم الذي يضرب الواحد منهم الآخر،ويسعى الى تسقيطه وإبعاده عن الاضواء،وهو معمول به بحرفية في السياسة والمجتمع وحتى العشيرة،فالشحص الذي يمتلك وسائل إقناع وعلاقات متميزة يستهدف،ويحاول من يستهدفونه ضربه بالوسائل النظيفة او غير النظيفة،وهذا ما ينطبق فعلاً في العمل السياسي بعد عام 2003،والذي خرج عن المألوف في المناهج والأطر السياسية المعمول بها في الدول ليست المتقدمة بل حتى النامية منها،فهناك مبدأ يعمل عليه السياسيون هو إبعاد الاضواء عن المنافس او تأجيج الرأي العام عنه أو أثارة الشبهات حول حركته السياسية،أو صنع منافس له يشغلونه عن تأدية العمل السياسي بحرفة.
الاطار التنسيقي هو الجهة السياسية التي تكونت منه عدة قوى سياسية وجمع قوى سياسية أسلامية وليبرالية مختلفة،تنوعت أهدافها ومتبنياتها وطموحاتها السياسية فتعددت الاساليب المتخذة في الخلاف السياسي وأصبح هذا المفهوم(الاطار) يحمل أسماً بلا معنى لان الواقع السياسية يتحدث عن حالة الاحتقانات السياسية التي تثار بين فترة وأخرى بداعي المصالح،وفي أكثر الاوقات يذهب هذا الاطار الى ضياع أحد اطرافه المهمة ولكن وبلمسة سريعة وسياسية يعود قوياً من جديد.
الطرف الاقوى في الاطار هو من يمتلك العلاقات المتميزة مع الجميع،وفي نفس الوقت تسخر هذه العلاقات من أجل طمأنة الآخر أو تذليل عقبة هنا أو هناك،أو تفنيد شبهة هنا أو هناك وهذا الدور لا يمكن لأي أحد القيام به أو أداء هذا الدور الا ان من يمتلك العقلية الحكيمة والعلاقة الهادئة مع الجميع،والذي أبعد نفسه عن أي شبهة كانت،ونأيه عن التجاذبات السياسية وأساليب التسقيط التي يمارسها الآخر،بالاضافة الى عدم امتلاكه لأي فضيل مسلح، ما يجعله محط انظار العالم وهو يقود مقود التهدئة والاعتدال في العراق وهنا نتحدث بثقة عن السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني،والذي على الرغم من كل الصعوبات التي تعرضت له مسيرته السياسية بعد أستشهاد عمه السيد محمد باقر الحكيم ووفاة والده التي يعيش العراقيون ذكراه والذي على الرغم الظلم الذي تعرض له،والعمل السياسي المهم والابوي الذي كان يقوم به بوصفه الرجل الاول في التحالف الشيعي،أستطاع أن يكون مثابة للجميع،فنراه يحضى بمقومات العلاقة المتميزة مع كل القوى السياسية الاخرى،وأستطاع ان يقود التقارب بين الجميع ويشكل الحكومات المتعاقبة حتة بالإيثار على نفسه ومصالح تياره.
رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم ذهب أبعد من محاولة تهدئة المواقف المتباينة بين قوى الأطار،والذين يسعون الى تأسيس إمبراطوريات لهم،وحكومات ظل تقود البلاد،ودول عميقة تحكم من خلف الستار، ومع كل هذا الا أنه أستطاع أن يكون رصيد مهم من هذه العلاقة أنعكس على الأداء السياسي،والذي انعكس على العلاقة السياسية داخلياً وأقليمياً ودولياً، من خلال الزيارات المتبادلة التي يقوم بها الحكيم الى الدول العربية والاسلامية او الغربية منها،والتي يستقبل فيها أستقبل الرؤساء والملوك،وتحضى باهتمام اعلامي وتغطية خبرية متميزة تتسق وطبيعة الحدث،وهذا ما حصل فعلاً في زيار الحكيم الى مصر والتي حظيت باهتمام الرئاسة المصرية والاعلام فيها.
الحكيم يحاول لملمة شتات هذا الاطار،ويدفع باتجاه ان يكون موحداً أمام التحديات التي تعصف به،وتجعله يتعرض للاتهامات والشبهات وبمراقبة للأداء السياسي لقوى الإطار نجد أن الحكيم فقط وهنا أكد أن وحده من يدافع عن وحدة الاطار ويرفع الشبهات عنه،في حين أن القوى السياسية الأخرى لا نكاد نسمع لها أي تصريح او تلميح يدعو الى وحدة هذا الإطار او يدافع عن متبنياته أو أهدافه الا في حدود السؤال عنه،وكمتابعين للمشهد السياسية عموماً في البلاد نراقب التصريحات من كل القيادات المنضوية داخل هذا الإطار والملاحظ فيها تبني النجاح عند تحقيقه والتخلي عنه عند أي تراجع أو فشل في أي ملف يتبناه الاطار التنسيقي او يرفع رايته.
بالرغم من الحركة السريعة والثابتة للحكيم في تبني ورفع راية(لم الشمل) وترميم العرقة داخل القوى السياسية عموماً او الشيعية تحديداً،الا أنه يتعرض بين الحين والآخر للاستهداف ليس من الغرباء بل من المنافسين له،والذين أخذوا منه كل حركاته ونشاطاته حتى الاطر الدبلوماسية في التعامل ، ووصل الحال الى مراقبة المؤتمرات والندوات التي تتم برعايته والتشريفات التي يقوم بها تياره أثناء هذه المؤتمرات،وبات مثابة لتقليده وذهبوا الى أبعد من ذلك في أخذ مشاريعه وأفكاره وتبنيها وتنفيذها لاحقاً، والسؤال الاهم الذي يطرح في نهاية هذه الاسطر،هل سيبقى الحكيم متمسكاً بقوى لاتريد ان تبقى موحدة،او أن وحدتها على قدر مصلحتها،والى متى سيبقى هذا الاطار موحداً ام التحديات أن جهود الحكيم ستذهب كما ذهب بصمات والده في بناء أسس العمل السياسي في البلاد والذي الاعم الاغلب لا يفقه أبجدياته.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: هذا الا
إقرأ أيضاً:
ترجيحات باستغلال العقوبات الامريكية لضرب حكومة السوداني قبل الانتخابات - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
قدم أستاذ العلوم السياسية، مثنى العبيدي، اليوم الأثنين (3 آذار 2025)، رؤية حول إمكانية استغلال بعض الأطراف السياسية العراقية للعقوبات الأمريكية المفروضة على البلاد لضرب حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مع اقتراب موعد الانتخابات.
وقال العبيدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "القوى السياسية العراقية تتنافس بقوة في الانتخابات المقرر عقدها في تشرين الأول المقبل، حتى بين المتحالفين داخل الإطار التنسيقي، حيث يسعى كل طرف إلى تحقيق مكاسب أكبر في البرلمان القادم"، مشيرًا إلى أن "التنافس واضح، لكن السيناريوهات المقبلة قد تحمل متغيرات تؤثر في الخارطة الانتخابية، ليس بفعل العقوبات، بل من خلال استثمار التطورات الإقليمية والدولية وارتداداتها على الداخل العراقي".
وأضاف أن "هناك قوتين رئيسيتين ستنافسان حكومة الإطار التنسيقي في الانتخابات المقبلة، هما التيار الصدري وحزب تقدم، وكلاهما يحاولان تعزيز وجودهما في المشهد الانتخابي"، موضحًا أن "زعيم التيار الصدري دعا أنصاره مؤخرًا إلى تحديث سجلاتهم الانتخابية، ما يعكس استعداده للمشاركة بقوة في الانتخابات القادمة".
وتابع العبيدي أن "المرحلة المقبلة ستشهد تحالفات مختلفة، وهناك ضغوط من بعض القوى لتقديم بديل عن نهج المحاصصة عبر تشكيل أغلبية سياسية، لكن من الواضح أن المحاصصة ستظل قائمة"، لافتًا إلى أن "الحكومة المقبلة قد تُشكل وفق مبدأ أن تتولى جهة واحدة إدارتها، فيما تكون هناك معارضة فعلية، على عكس ما حدث في الحكومات السابقة التي شاركت فيها جميع القوى دون وجود معارضة حقيقية".
وأشار إلى أن "الفترة المقبلة ستكون صعبة، خاصة أن أي تأثير على المستوى المعيشي للمواطن سيدفع جميع الشرائح الشعبية للتحرك"، مؤكدًا أن "الجمهور العراقي لن يقبل بأن يتأثر وضعه المعيشي أو الاقتصادي بسبب مصالح دول أخرى، وسيتساءل عن جدوى استعداء بعض الدول على حساب مصلحة العراق".
وأوضح العبيدي أن "ملف تهريب العملة وخرق العقوبات سيؤدي إلى ضغوط متزايدة على العراق، وسيدفع المواطن ثمن هذه السياسات، ما قد يؤدي إلى تحركات احتجاجية"، مضيفًا أن "بعض القوى السياسية داخل الدولة قد تجد نفسها مضطرة إلى الانضمام لهذا الحراك، خاصة إذا رأت أن استمرارها في السلطة سيجعلها في دائرة الاتهام بأنها مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية".
وختم بالقول إن "الحراك القادم قد يبرز في أي لحظة، وهناك قوى سياسية ستسعى لاستغلاله بما يخدم مصالحها، مما قد يؤدي إلى متغيرات سيكون لها تأثير على نتائج الانتخابات المقبلة في 2025".
الى ذلك قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، غازي فيصل أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لن يواصل عزلته السياسية وسيعود لمعارضة الإطار التنسيقي خلال المرحلة المقبلة.
وقال فيصل، لـ"بغداد اليوم"، انه "كما يبدو ان الصدر لن يستمر في المقاطعة المستمرة بل سيستمر التيار الوطني الشيعي كمعارضة سياسية سلمية تتبنى برنامج للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، كما تبنى ملاحظات نقدية عميقة للأخطاء التي ارتكبها الإطار التنسيقي الشيعي، ونذكر في هذا المجال وقوف التيار الصدري كمعارضة بجانب صفوف ثوار تشرين كما تبنى منهجا داعما للتغيير عبر المطالبة بإلغاء المحاصصة الطائفية وإلغاء الصناديق الاقتصادية واعتماد الكفاءة وليس الحزبية في اختيار الوزراء أو المسؤولين في الدولة".
وأضاف انه "كما تبنى مشروع الاغلبية الوطنية وليس الاغلبية الشيعية، مما يتميز به التيار الوطني الشيعي، فمن ناحية جوهرية يتعمق التباين بين الإطار التنسيقي الذي يعتبر نفسه اغلبية شيعية يجب أن تحتكر الحكم وبين التحالف الوطني الشيعي الذي يتبنى تحالف الأغلبية الوطنية بمعنى: الشيعة والسنة والأكراد والتركمان ومختلف الاطياف والمكونات العراقية في تحالف وطني ضمن إطار الدستور".