واشنطن- خلال ظهوره في المؤتمر الصحفي اليومي للبيت الأبيض أول أمس الاثنين، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مقتل القيادي بكتائب القسام مروان عيسى قبل أيام، على يد القوات الإسرائيلية في وسط قطاع غزة.

في حين لم يصدر عن حركة حماس أي إعلان يؤكد أو ينفي استشهاد مروان عيسى، كما لم يقدم الجانب الإسرائيلي دليلا على مقتل عيسى.

وعن سبب خروج هذا التأكيد من البيت الأبيض، رد مسؤول أميركي سابق للجزيرة نت، فضل عدم ذكر اسمه، أن "هذه الخطوة بمثابة رسالة قوية لعمق التنسيق الأمني والاستخباراتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، في وقت يكثر فيه الحديث عن خلافات حادة تعصف بعلاقة الرئيس بايدن برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو".

وتعهد البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة ستساعد إسرائيل في مطاردتها المستمرة لكبار قادة حماس، وقال سوليفان إن "العدالة ستنالهم أيضا".

مروان عيسى الملقب بأبي البراء (وسط) يعتبر الرجل الثاني في كتائب القسام (مواقع التواصل) مطلوب أميركيا وإسرائيليا

شغل مروان عيسى (59 عاما) منصب نائب قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ويعتبر أحد أكثر الرجال المطلوبين في إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أضافته وزارة الخارجية الأميركية إلى "قائمتها للإرهابيين العالميين المطلوبين" بشكل خاص منذ عام 2019، في حين وضع الاتحاد الأوروبي عيسى على "قائمته السوداء للإرهاب" بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

سبق أن سجنت إسرائيل عيسى مدة 5 سنوات خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، واعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1997 حتى بداية الانتفاضة الثانية في عام 2000، ولم يصدر بعد عن كتائب القسام ما يؤكد أو ينفي نبأ استشهاد مروان عيسى، وهو أحد أبرز قادة حركة حماس الذين أُعلن عن استشهادهم منذ بدء العدوان على قطاع غزة، عقب اندلاع معركة طوفان الأقصى.

واعتبر جو تروزمان، كبير الباحثين بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المعروفة بقربها من الجانب الإسرائيلي، أن "القضاء على مروان عيسى يمثل إنجازا جديرا بالملاحظة لإسرائيل ونكسة لحماس"، وقال إن "وفاته تعتبر بمثابة تحذير واضح لقادة حماس، وخاصة أولئك الذين يختبئون في غزة، بأن مهندسي 7 أكتوبر سيخضعون للمساءلة، كما أن وفاة عيسى تقوض قدرة حماس على المساومة، مما يسمح لإسرائيل بإملاء شروط وقف إطلاق نار مؤقت محتمل".

تبادل استخباراتي

وفي حديث مع الجزيرة نت، أشار السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق لشؤون الشرق الأوسط، والذي سبق له العمل في قنصلية بلاده بالقدس، إلى أن "خروج تأكيد من البيت الأبيض بمقتل مروان عيسى يعني أن هناك تبادلات متكررة بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية"، إلا أنه عاد وأشار إلى أن ذلك "لا يعني أن الولايات المتحدة كان لها يد في قتل هذا الرجل".

وأشارت تقارير إلى أن المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي جاءت قبل حديث سوليفان، تضمنت تأكيد موقف واشنطن لهدف إسرائيل المتمثل في "هزيمة حماس والقضاء عليها"، في حين ترفض واشنطن خطط نتنياهو لشن عملية اقتحام بري ضخمة لمدينة رفح، ومن المتوقع وصول وفد رفيع المستوى من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين إلى واشنطن خلال الأسبوع المقبل، للاستماع إلى مخاوف البيت الأبيض بشأن خطة اقتحام رفح بريا.

وفي حديث للجزيرة نت، قال الأستاذ بقسم دراسات الاستخبارات والأمن القومي بجامعة كارولينا جوناثان أكوف إن إعلان البيت الأبيض لا يمثل دليلا على أي شيء، وأكد أن "أجهزة الاستخبارات الأميركية تتبادل المعلومات مع إسرائيل، سواء كان هذا هو الحال مع حالة قتل عيسى أم لا".

وأضاف أكوف "لطالما كان تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وإسرائيل عبارة عن معاملات، قد يأخذ الإسرائيليون أو لا يأخذون مخاوف الولايات المتحدة على محمل الجد، وما زالوا يتوقعون من الولايات المتحدة مشاركة المعلومات التي لديها، مع مقايضة في تاريخ مستقبلي غير محدد".

وتابع "سوف يجادل الإسرائيليون بأن الولايات المتحدة يجب أن تشارك المعلومات حول حماس بغض النظر عما إذا كانت إسرائيل تأخذ مخاوف الولايات المتحدة على محمل الجد أم لا، لأن حماس منظمة إرهابية وسياسة الولايات المتحدة هي استخدام القوة ضد الإرهابيين".

عملية رفح

وأكد البروفيسور أكوف أن لدى الاستخبارات الأميركية الحافز لمشاركة معلومات استهداف محددة مع إسرائيل، إذ إن سياسة الولايات المتحدة حاليا هي محاولة منع الجيش الإسرائيلي من مهاجمة رفح بنفس مستوى القوة الذي استخدمه في بقية غزة.

وقال أكوف "ربما تقدم واشنطن الحجة خلف الأبواب المغلقة، بأن الاستهداف الدقيق لقادة حماس يجعل من غير الضروري للجيش الإسرائيلي أن يهاجم رفح بنفس مستوى العنف الذي استخدمه في أماكن أخرى، ولسوء الحظ، لا أعتقد أن إسرائيل ترى الأمر بهذه الطريقة".

لا تنكر إدارة الرئيس الأميركي وجود حركة حماس في رفح، لكن بايدن يحبذ أن تقوم إسرائيل بدلا من الاقتحام البري بعمليات جراحية مستهدفة للغاية، للقضاء على قادة حركة حماس، بما لا يوقع المزيد من القتلى بين المدنيين الفلسطينيين.

وأكد سوليفان أن البيت الأبيض سيطرح "نهجا بديلا" من شأنه أن يستهدف عناصر حماس الرئيسية في رفح، وأضاف "لقد حققت إسرائيل تقدما كبيرا في معركتها ضد حماس، وقضت على عدد كبير من كتائب الحركة، وقتلت الآلاف من مقاتليها، منهم قادة كبار، وقد قتل الرجل الثالث في حماس مروان عيسى خلال عملية إسرائيلية الأسبوع الماضي، والقادة الكبار الآخرون مختبئون، وهم موجودون على الأرجح في مكان عميق من شبكة الأنفاق الخاصة بالحركة، هم أيضا سيواجهون العدالة، ونحن نعمل على ضمان حصول ذلك".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الولایات المتحدة البیت الأبیض مروان عیسى حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين

واشنطن – صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس دونالد ترامب منفتح على إبرام اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين، وقالت إن “الكرة الآن في ملعب الصين”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مساء الثلاثاء في واشنطن.

وأضافت :”يتعين على الصين أن تعقد صفقة معنا، ولسنا مضطرين لنعقد صفقة معهم”.

وأشارت ليفيت إلى أن الصين “لا تختلف عن الدول الأخرى إلا في كونها أكبر حجمًا”.

وأردفت :”الصين تريد ما لدينا، أي المستهلك الأمريكي؛ بمعنى آخر، إنها بحاجة إلى أموالنا. وقد صرّح الرئيس ترامب بأنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين، لكن على الصين عقد اتفاق مع الولايات المتحدة”.

ولفتت إلى أن المفاوضات بشأن الاتفاقيات الجمركية والتجارية جارية مع العديد من الدول التي لم تتخذ إجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة، مضيفة :”سنعلن قريبا عن اتفاقياتنا بشأن التعريفات الجمركية مع بعض الدول”.

ومطلع أبريل الحالي، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية قال إنها “متبادلة” على جميع دول العالم بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة.

وفي التاسع من أبريل، علّق ترامب تطبيق الرسوم الإضافية على الشركاء التجاريين – باستثناء الصين – لمدة 90 يومًا، بينما رفع نسبة الرسوم “المتبادلة” المفروضة على الصين، التي ردت بإجراءات مماثلة، إلى 125 بالمئة.

وفي 2 أبريل/ نيسان الجاري، فرض ترامب رسوما جمركية على الواردات الصينية بنسبة 34 بالمئة، إضافة لـ20 بالمئة سابقة فرضها في الشهرين السابقين، ما دفع بكين للرد بالمثل وفرض النسبة نفسها (34 بالمئة) على الصادرات الأمريكية.

وردت واشنطن بفرض 50 بالمئة أخرى لترتفع النسبة إلى 104 بالمئة، الثلاثاء، لتقابلها بكين برفع نسبة الرسوم على البضائع الأمريكية من 34 إلى 84 بالمئة، وعاود ترامب مساء الأربعاء، رفع الرسوم على الصين إلى 125 بالمئة.

وأعلن البيت الأبيض أن نسبة التعريفة الجمركية المفروضة على الصين مؤخرا تشمل فقط الرسوم المتبادلة، وأن إجمالي معدل التعريفة بلغ 145 بالمئة عند تضمين الرسوم المفروضة بسبب أزمة “مخدر الفنتانيل”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: ترامب لا يريد أن تمتلك إيران برنامجا نوويا
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على اتفاقية جمركية وتجارية مع الصين
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على إبرام اتفاق مع الصين
  • الولايات المتحدة تبلغ إسرائيل بالانسحاب التدريجي من سوريا خلال شهرين
  • مجلة أمريكية: اليمن يتحدى هجمات الولايات المتحدة بمواصلة إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”
  • البيت الأبيض: أميركا تحرز تقدماً مع الاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم
  • أطباء البيت الأبيض يكشفون تفاصيل جديدة بشأن صحة ترامب
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة تمتلك أدوات ضغط قوية على الصين
  • أطباء البيت الأبيض.. صحة ترامب ممتازة إدراكيًا وجسديًا
  • فريق أطباء البيت الأبيض يصدر تقريرا بشأن صحة ترامب