هل أحمر الشفاة في نهار رمضان يفسد الصيام.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
ولعل ما يطرح سؤال هل أحمر الشفاه في نهار رمضان يبطل الصيام أم لا ؟، هو عظم فضل فريضة صوم رمضان والتي ينبغي معها توخي الحذر واجتناب المفطرات والمبطلات والمفسدات من الأفعال المحظورة في هذا الشهر الفضيل ، وهذا سبب السؤال عن هل وضع أحمر الشفاه في رمضان يفسد الصيام؟ ، حيث يعد من الأمور التي تهم كثير من الفتيات والسيدات ، اللاتي لا تستطيعن التخلي عن المكياج في رمضان، خاصة أحمر الشفاه، بل قد يستعضن عنه بالمرطب، ولعل هذا ما يضفي أهمية لسؤال هل أحمر الشفاه في نهار رمضان يفسد الصيام؟، حيث إن صوم رمضان من الفرائض علاوة على أنه من أركان الإسلام الخمسة ، لذا ينبغي عدم التهاون فيه ولا الاستهانة بمبطلات الصيام ، التي تضيع أجره الجزيل.
قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن كل ما لم يبتلع لا يفطر، وربما تضع بعض النساء أحمر شفاه أو كريمات على الوجه وهى لا تبتلع فهذا جائز، منوهًا بأن وضع المرأة لأحمر الشفاه فى نهار رمضان لا يفسد الصوم إلا إذا دخل هذا فى جوفها.
وأضاف «عبد السميع » في إجابته عن : (هل أحمر الشفاه في نهار رمضان يفسد الصيام؟) ، أن أحمر الشفاه لا يبطل الصيام، فيجب على المرأة أن تأخذ حذرها حال وضعها لأحمر الشفاه فى نهار رمضان، خشية من أن يتطرق شئ منه إلى جوفها فيبطل صيامها، وعليه أيضًا أن تتزين لزوجها فقط.
هل مرطب الشفاة أثناء الصيامأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن مرطب الشفاة في نهار رمضان مباح، منوهة بأنه لا يبطل الصوم، ما لم يبتلع منه الصائم شيئًا، و استخدام المرأة مساحيق التجميل بصورة لافتة للنظر خارجة عن حد الزينة الظاهرة المباحة خارج بيتها حرام، إلا أنها لا تُفسد الصيام.
وأشارت إلى أن الذي يُفَطِّر الصائم هو الجماع وما دخل الجوف، فوضع مرطب الشفاة او الكحل لا يفطر إلا إذا دخل شيء منه الى الجوف، مُشيرة الى أنه إذا كان المكياج يمنع وصول الماء إلى الجلد؛ فإنه يمنع صحّة الوضوء ولا يمنع صحّة الصيام.
المفطرات في رمضانوكانت دار الإفتاء المصرية أوضحت مبطلات الصوم :"مَنْ أَكَلَ أو شَرِبَ متعمدًا في نهار رمضان أفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم فقط في بعض المذاهب، وهو المفتى به، وقضاء يوم مع الكفارة في بعض المذاهب، والكفارة صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا إن لم يستطع الصوم، والجميع متفق على أن من أكل أو شرب عامدًا في نهار رمضان مذنب وآثم لانتهاك حرمة الصوم.
وتابعت: أما من أكل أو شرب ناسيًا فإن صومه يبطل في مذهب الإمام مالك، ويجب عليه إمساكُ بقية يومه وعليه القضاء فقط، أما عند غير مالك فإن الأكل أو الشرب ناسيًا لا يبطل الصوم وليس فيه قضاء وصيامه صحيح، وهو المترجح لنا.
ومن مبطلات الصوم: الجماع عمدًا في نهار رمضان، ومن يفعل ذلك فعليه القضاء والكفارة في جميع المذاهب، ولكن هل الكفارة على الزوج والزوجة معًا؟ بعض المذاهب ترى ذلك، وبعضها ترى الكفارة على الزوج، أما الزوجة فعليها القضاء فقط، وإن كان الاثنان شريكين في الإثم والمعصية.
ومن مبطلات الصوم: تعمد القيء، وكل ما يصل إلى الجوف من السوائل أو المواد الصلبة فهو مبطل للصوم وإن اشترط الحنفية والمالكية في المواد الصلبة الاستقرار في الجوف. والكحل إذا وُضِع نهارًا ووُجِد أثرُه أو طعمُه في الحلق أبطل الصوم عند بعض الأئمة، وعند أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما أن الكحل لا يفطر حتى لو وُضِع في نهار رمضان، ويستدلان لمذهبهما بما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنه كان يكتحل في رمضان، وهو المترجح عندنا، ومن المبطلات للصوم: الحيض والنفاس.
ما لا يفطر في رمضانوكانت الإفتاء حددت في منشور لها ما لا يفطر في نهار رمضان وهي التالي:
الاحتلام.الأكل والشرب ناسيًا.التبرُّد بالماء.العطور والروائح.الغسيل الكلوي.القيء عن غير عمد.المراهم والكريمات.الحقن (عضلًا أو وريدًا).قطرة العين.مرطِّبات البشرة.وضع مرطِّب الشفاة.نقل الدم.بلع الريق.تذوُّق الطعام باللسان دون بلعه.النوم أكثر النهار في رمضان.خلع الأسنان والأضراس إذا لم يدخل شيء إلى الجوف.استخدام الفرشاة ومعجون الأسنان من دون أن يتسرَّب شيء إلى الجوف.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: رمضان یفسد الصیام ا فی نهار رمضان فی رمضان لا یفطر
إقرأ أيضاً:
هل تجب على اليمين الغموس كفارة؟.. دار الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (هل تجب على اليمين الغموس كفارة؟ فأنا حلفت بالله وأنا كاذب؛ لكي أرفع الحرج عن نفسي في موقفٍ ما؛ إذ لو علمه أبي لغضب مني.. والآن أنا تبت من هذا الذنب، فهل يجب عليَّ كفارة يمين؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال إن اليمين الغموس حرام شرعًا، وهي من الكبائر باتفاق الفقهاء، والأحوط الأخذ بمذهب مَن يرى فيها الكفارة خروجًا من الخلاف، وتمشيًا مع أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.
وأوضحت دار الإفتاء أن مقدار الكفارة إطعام عشرة مساكين لكلِّ مسكينٍ، وأما قبول التوبة فإنها على حد اليقين لمَن طلب مِن الله تعالى المغفرة بصدقٍ وإخلاصٍ؛ حيث قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
وتابعت: فإن كان الحَلِفُ على إثبات شيءٍ أو نَفيِه، مع تعمُّد الكذب فيه -كما في واقعة السؤال- فإنَّه يُسمَّى يمين غموس، وسُميت غموسًا؛ لأنها تغمس صاحبها في النار
وأكدت أن اليمين الغموس حرامٌ -وهي كبيرة من الكبائر- باتفاق الفقهاء، من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.
وذلك لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الكَبَائِرُ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ» أخرجه البخاري.
وقد اختلف الفقهاء حول وجوب الكفارة في اليمين الغموس: فذهب جمهور الفقهاء، من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى عدم وجوب الكفارة في اليمين الغموس؛ إذ هي أعظم من أن تُكَفَّر.
وذهب الشافعية والظاهرية إلى وجوب الكفارة في اليمين الغموس، وهو قول الإمام الأوزاعي والحسن بن حيٍّ.
واستدلوا على ذلك بعموم قوله تعالى: ﴿فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُم﴾ [المائدة: 89].
وذكرت أن ظاهر القرآن إيجاب الكفارة في كلِّ يمين، فلا يجوز أن تُسْقَط كفارة عن يمين أصلًا إلَّا حيث أسقطها نصُّ قرآن أو سنة، ولا نصَّ قرآنٍ ولا سنة أصلًا في إسقاط الكفارة عن الحالف يمينًا غموسًا، فهي واجبة عليه بنصِّ القرآن.