RT Arabic:
2024-09-03@22:17:16 GMT

عظم فخذ الإنسان يميزه عن الحيوانات

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

عظم فخذ الإنسان يميزه عن الحيوانات

إحدى الإجابات المدهشة عن السمة الرئيسة التي تميز البشر عن غيرهم، صاحبته العالمة في مجال الجنس البشري، مارغريت ميد.. العالمة قالت إن الفرق يتجلى في عظمة فخذ الإنسان.

إقرأ المزيد 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟

القصة تقول إن طالبا سأل ذات مرة مارغريت ميد عن مميزات الحضارة. وكان يتوقع أن الأستاذة والباحثة الكبيرة ستحدثه عن الأواني الفخارية أو لوازم الصيد وما شابه، إلا أنها لم لم تتطرق إلى مثل هذه الإنجازات المادية بتاتا، بل تحدثت عن عظم الفخذ، العظم الأكبر في جسم الإنسان والذي يربط الورك بالركبة، مشيرة إلى أن الشفاء من كسر في هذه المنطقة يتطلب ما بين 3 إلى 6 أشهر.

مارغريت تيد قالت في معرض إجابتها: "في المملكة الحيوانية، إذا كسرت ساق الحيوان، فإنه يموت لأنه لا يستطيع الصيد أو الهرب من الخطر أو العثور على الماء. الحيوان الجريح هو فريسة أولى للحيوانات الضارية"، مضيفا في هذا السياق أن "الورك البشري الذي تم شفاؤه يشير إلى أن الشخص المصاب كان بجانبه لفترة طويلة شخص قام بتضميد جراحه، ونقله إلى مكان آمن، وأطعمه وسقاه. شخص اعتنى به وقام بحراسته إلى أن يتحسن. عظم الفخذ المتحجر هو دليل على أن إنسانا ساعد جاره، ولم يتخل عنه، وأنقذ حياته. مساعدة شخص ما في فترة صعبة هو الفعل الذي تبدأ منه الحضارة".

مارغريت ميد التي ولدت في عام 1901 في أسرة مهاجرين إيطاليين، تعتبر واحدة من أشهر علماء الجنس البشري في القرن الـ20.

هذه العالمة ذاع صيتها بأبحاثها في مجال التنشئة الاجتماعية للأطفال والمراهقين في بولينيزيا، وأنجزت كتابها الشهير "نشأ في ساموا"، وتم الاعتراف بها في الأوساط العلمية والاجتماعية على نطاق واسع بما في ذلك لقوة شخصيتها، وصراحتها غير المسبوقة في تقديم الحقائق ووصف دقائق الأمور من دون مواربة بما في ذلك حول "الجنس" بين القبائل البدائية.

لم يكن طارئا افتتان مارغريت ميد بـ"الأنثروبولوجيا" الذي يعرف بأنه "علم الإنسان والحضارات والمجتمعات البشرية، وسلوكيات الإنسان وأعماله"، فقد كانت والدتها عالمة اجتماعية مختصة بشؤون المهاجرين الإيطاليين، كما ان والدها كان أستاذا في كلية إدارة الأعمال بجامعة بنسلفانيا، وكان كلاهما نشطا وصاحب آراء متحررة وتقدمية.

ميد لم تتخصص في علم الإنسان فحسب، بل كانت فيلسوفة وعالمة نفسانية، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس في علم النفس في سن 22، وعلى الماجستير في سن 23، والدكتوراه في الفلسفة في سن الثلاثين.

ميد أجرت بحثا ميدانيا لأطروحة الدكتوراه في جزيرة ساموا الواقعة جنوبي المحيط الهادئ، حيث جمعت معلومات مكثفة عن نمو الأطفال والمراهقين وتنشئتهم الاجتماعية في الثقافة المحلية.

هذا البحث كان أساس كتابها "نشأ في ساموا"، والذي سرعان ما حظي بشهرة واسعة. في المجمل تركت هذه العالمة ست كتب علمية شهيرة في مجال الأنثروبولوجيا، لكن هذه القصة عن عظم فخذ الإنسان لا توجد في أي منها.

أول ذكر للحوار السابق عن الميزة الرئيسة للحضارة ورد في  كتاب المؤلفين، بول براند وفيليب يانسي، "تم بشكل مخيف ورائع".

 بول براند وهو طبيب وجراح بريطاني شهير كان صرّح بأنه شهد تلك المحاضرة التي دار فيها الحوار مع مارغريت ميد، وكان في ذلك الوقت طالبا.

الحديث حول عظم فخذ الإنسان ذُكر في العديد من الصحف ووسائل الإعلام واستشهدت به عدة كتب، واشتهر على نطاق واسع لبساطته ودقته وحجته القوية.

الأهم أن عظم فخذ الإنسان الملتئم بعد كسره، الذي بدأت به الحضارة الإنسانية يذكر بأن البشر لا فرو لهم ولا مخالب ولا أنياب قاطعة مثل الحيوانات الكاسرة، لكنهم الأقوى على الأرض لأنهم "عقلاء". العقل والقدرة على التجريد والعاطفة والتعاون، هي ما يميز الإنسان عن غيره.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف المحيط الهادي الإنسان

إقرأ أيضاً:

ليطمئن قلبك

 

 

صاحب السمو السيد نمير بن سالم آل سعيد

 

أعتبرُ نفسي من أولئك الذين يشعرون بالامتنان لنِعم الله التي أسبغها علينا جميعًا، وأنَّ شُكره واجب على كل شيء بما قدّره لنا سبحانه وتعالى، كما إنني من الراضين القانعين بعطاء الرزّاق، ولله الحمد، ولو كنتُ في غير ما أنا عليه من نعمةٍ لكنت كذلك راضيًا قانعًا بما لديَّ، مُسلِّمًا أمري لله عزَّ وجلَّ، الذي يُحسن تدبير الأمور.

الحمدلله شكرًا كثيرًا ولا إله إلا هو، وحده الذي يمنح ويمنع، فإذا منح فله الحمد والشكر، وإذا منع فلا حول ولا قوة إلا به، وبه نستعين. ومن عَرَفَ حق المعرفة أن الله خالق السموات والأرض ومالكها والمتصرف فيها يُعطي لمن يشاء ويمنع عمّن يشاء لحكمة إلهية مُقدّرة، أطمأن قلبه ورضي بقضاء الله وفوّض أمره له وحده؛ بما يختاره له مولاه. يقول المولى عز وجل "وَاللهُ يَعلَمُ وَأنتُمْ لا تَعلَمُونَ".

وعطاؤه كله خير، والرضا والقناعة والتسليم في كل الأمور لله عزَّ وجل واجبة، والله ما منع إلّا ليُعطي، ولا ابتلى إلّا ليُعافي، والمرءُ إذا ضاق طريقه لا يجب أن يضيق صدره وليجعل نور الله ساطعًا في قلبه رحبًا، بالرضا والمحبة واليقين بأنَّ الله يومًا ما سيفرجها عليه.

"ولتدع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال، فما بين غمضة عين وانتباهتها يُغير الله من حالٍ إلى حال".

ولجهل بعض الناس وقلة إيمانهم- وأعوذ بالله من الجهل والجهلاء- فإنهم إذا أصابتهم السراء اغتروا وتكبروا وبطروا وتجاهلوا الناس واحتقروا، متناسين أنَّ هناك أناسًا يعرفونهم أرفع منهم شأنًا باتوا تحت الثرى، فأين هم منهم؟!

والشريف إذا نودي تواضع، والوضيع إذا نودي تكبَّر، وإنما لا شيء يدوم في هذه الحياة الفانية، وعجبتُ من الإنسان في فخره وهو غدًا في قبره يُقبر!

ولغرورهم، احتقروا الناس ممن ظنّوا أنهم دونهم، فانتُزعت محبة النَّاس منهم، ومثل ما احتقر المغرورون الناسَ، احتقرهم الناس أكثر. وهؤلاء إذا أصابتهم الضراء يومًا اهتزوا واكتأبوا وسخطوا وكفروا وانكفأوا على أنفسهم خاسئين.

ولا يعتبر البعض العطاء إلا ما طاب له وسره الحصول عليه، أما ما لحقه من ابتلاء فيعتبره شرًا أصابه ومصيبة ألمت به، فيفرح ويغتبط بذاك ويحزن ويسخط لتلك.

ولو رزقه الله المعرفة لأدرك أن الحياة لا يمكن الحصول فيها على كل شيء، لقوله تعالى في كلماته التي تستوعب كل المعاني التامات: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة:155).

وكله خير، السراء والضراء، فليهيئ الإنسان نفسه دائمًا لما تأتي به الحياة، وليثبت شامخًا في كل الأحوال، عزيز النفس ذي رفعة إنسانية عالية، ولا يهن، فمن يهن يسهل الهوان عليه. وليعتز بنفسه دائمًا، وليتقبل ما يأتيه من ضراء أو سراء بروح راضية شاكرة.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلّا كان خيرًا له، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وأن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له".

فإذا سلّم الإنسان نفسه لقضاء الله وقدره في الأشياء التي لا يستطيع تغييرها؛ فحتمًا ستغشاه راحة البال وطمأنينة النفس وترك الاعتراض والمعارضة في ما قسّم الله له.

وليجتهد في الأشياء التي يستطيع تغييرها؛ فالحياة مبنية على الاجتهاد والعمل، بما هو صالح لمنفعة الإنسان من أجل الترقي في كل أمور الحياة وتطورها.

ولنعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا أو كذا، وإنما قل: قدّر الله وما شاء فعل".

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • تغطية 66.1% من الحيوانات ضمن "مشروع التحصين" بالوسطى
  • منها الدلافين والحمام المُدرب.. أشهر الحيوانات بعالم التجسس العسكري
  • ليطمئن قلبك
  • الابتلاء والتمكين
  • فتوى تحريم تربية القطط تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي
  • حفرية عثر عليها حديثا تكشف كيف نفقت بقرة بحر قبل ملايين السنين
  • «بيطري المنوفية» تطلق قافلة مجانية في قرية العراقية غدا
  • شراكة بين «مبادرة الحيوانات المزرعية» و«الثروة السمكية» لدعم إنتاج البلطي
  • الصحة تكشف تفاصيل إطلاق المشروع القومي للتنمية البشرية
  • للرجال.. انتبه للون وملمس ورائحة سائلك المنوي وهذه هي الأسباب