الأسهم ترتفع إلى مستوى قياسي بفضل شركات التكنولوجيا الكبرى وخفض أسعار الفائدة
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
لقد كانت بداية عام 2024 رائعة لأسواق الأسهم، حيث استمرت في زخمها الصعودي على مدار شهري يناير وفبراير وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز بورز 500 أعلى مستوياته على الإطلاق محققًا مكاسب بنحو 7.11% منذ بداية العام حتي الآن، كما سجل مؤشر ناسداك أعلى مستوياته منذ نوفمبر عام 2021 مع نهاية شهر فبراير.
جاءت هذه الأرقام القياسية بعد ارتفاع مذهل في الأشهر الأخيرة من عام 2023، حيث استغل المستثمرون علامات تباطؤ التضخم وإشارات من البنك الاحتياطي الفيدرالي بأنه قد يبدأ في رفع القيود عن الاقتصاد عن طريق خفض أسعار الفائدة، ولكن بعد أن اقتربت السوق من أعلى مستوياتها في أواخر ديسمبر الماضي فقدت بعض الزخم مع استمرار ارتفاع بعض مقاييس التضخم وتعرض خطوط الشحن الحيوية في الشرق الأوسط للهجوم واستمرار المخاوف من أن السوق قد صعدت بسرعة كبيرة جدًا.
ولكن عادت أسواق تداول الاسهم لاستكمال زخمها الصعودي في 2024، وكان ذلك مدفوعًا بالمكاسب التي حققتها أسهم التكنولوجيا المؤثرة مثل آبل وميكروسوفت وميتا ونيفادا، على الرغم من أن الارتفاع الشرس الذي رفع تقييمات هذه الشركات العام الماضي أصبح أكثر تباينًا في عام 2024، أظهر استطلاع للمستهلكين ارتفاعًا كبيرًا في الثقة الاقتصادية مقترنًا بتوقعات ضعيفة للتضخم، مما عزز الآمال في الاقتصاد.
قال الخبير الاستراتيجي في شبكة الكومنولث المالية "توم لوج" إن ارتفاع السوق لن يزيل القلق بشأن الركود المحتمل أو خطر بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما يتوقعه المستثمرون حاليًا، لكنه سيساعد في الحفاظ على بعض التفاؤل في وول ستريت، وأضاف قائلًا: بالنسبة للمستثمر العادي يعد هذا أمرًا إيجابيًا، فمن الناحية النفسية يكون لذلك تأثير جيد في أذهان الناس عندما تصل الأسعار إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
أسعار الفائدة وتأثيرها على الأسواق الماليةلقد أعطي الرهان على انخفاض أسعار الفائدة في عام 2024 مؤشر ستاندرد آند بوزر 500 دفعة جديدة، حيث ارتفع بنحو 35% من أدنى مستوى له في أكتوبر 2022، ساعد الرقم القياسي في تأكيد سوق صاعدة جديدة خلال هذا العام.
يعد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 علامة نفسية مميزة للمستثمرين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الشركات المدرجة في المؤشر تمثل أكثر من ثلاثة أرباع قيمة سوق الأسهم الأمريكية، مما يجعل صعوده وهبوطه الشغل الشاغل لكل مدير استثمار تقريبًا.
استمتع المستثمرون بما يقرب من عقد ونصف من المكاسب من خلال السوق الصاعدة السابقة للمؤشر والتي انتهت في أوائل يناير 2022، وكانت المراحل الأخيرة مدفوعة جزئيًا بإجراءات التحفيز الوبائية وانخفاض أسعار الفائدة، لكن ذلك أفسح المجال لارتفاع التضخم إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عام، مما دفع صناع السياسة في البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى التحرك.
أدت الزيادة السريعة التي أجراها البنك الاحتياطي الفيدرالي في أسعار الفائدة بدءاً من مارس 2022 إلى إرسال موجات صادمة عبر الأسواق المالية، مما أدى إلى تعديل مفاجئ لعالم جديد يتسم بارتفاع تكاليف الاقتراض بعد أكثر من عقد من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية.
وأدى التضخم العنيد، على الرغم من سلسلة الزيادات الضخمة في أسعار الفائدة، إلى إثارة المخاوف من أن البنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يسحق الاقتصاد بينما يحاول السيطرة على الأسعار، وأدى ذلك إلى انخفاض الأسهم وسحب مؤشر S&P 500 إلى سوق هابطة في عام 2022 ليخسر المؤشر أكثر من 20% من قيمته في الفترة من يناير إلى أكتوبر.
لكن الأسهم بدأت في الارتفاع مرة أخرى حيث أظهرت الشركات والاقتصاد مرونة أكبر بكثير مما توقعه معظم المستثمرين، واستمر المستهلكون في الإنفاق مما أدى إلى تعزيز النمو الاقتصادي والسماح للشركات بمواصلة رفع أسعارها بقوة، مما أدى إلى تعزيز الأرباح.
وجاءت الرياح الدافعة الأخرى لسوق الأسهم من التقدم في الذكاء الاصطناعي والرهانات على قدرة التكنولوجيا على تحقيق أرباح كبيرة في المستقبل، وكانت شركة نفيديا صانعة الرقائق واحدة من أكبر المستفيدين من هذا الاتجاه، حيث ارتفع سهمها بأكثر من 400% منذ أن وصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أدنى مستوى له في أكتوبر 2022، مما يجعلها واحدة من حفنة من الشركات التي تزيد قيمتها السوقية عن أكثر من 1 تريليون دولار.
وانضمت أسهم نفيديا إلى أسهم ألفابيت وأمازون وأبل وميتا وميكرسوفت وتسلا كأحد أسهم "Magnificent Seven" التي كان لها تأثير كبير على أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بسبب حجمها، يتم وزن مؤشر S&P 500 من خلال القيمة السوقية مما يعني أن تحركات أكبر الشركات تساهم بشكل أكبر في أداء المؤشر، وهذا يسلط الضوء على المساهمة الضخمة لهذا العدد الصغير من الأسهم.
ما المتوقع لسوق الأوراق المالية لبقية عام 2024؟لقد واجهت الأسواق العديد من التحديات المالية في العام الماضي بدءاً من التضخم المستمر إلى الديون الباهظة التكاليف على نحو متزايد، ومع ذلك، كان سوق الأوراق المالية أحد مجالات الاقتصاد التي شهدت تحسنا.
بعد انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 18% في عام 2022 ارتفع المؤشر بأكثر من 24% في عام 2023 واستمر في الصعود مع بداية عام 2024، (حقيقة: في كل مرة ينخفض فيها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 18%خلال عام، يكون قد حقق مكاسب على الأقل لسنتين متتاليتين)، والسؤال الآن هو: هل سيستمر هذا المسار التصاعدي بالفعل حتى نهاية عام 2024؟.
بشكل عام، من المتوقع أن يكون عام 2024 فترة انتقالية لسوق الأسهم، ويتوقع المستثمرين انخفاض التضخم ونمو اقتصادي معقول وربما تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، ومن المرجح أن ترتفع تقلبات الأسهم خلال النصف الأول من العام نظراً لعدم اليقين بشأن عملية انكماش التضخم وضعف الإنفاق الاستهلاكي وأساسيات سوق العمل.
في الواقع، يمكن أن تكون السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي واحدة من أكبر القوى الدافعة لنمو السوق، ومن المرجح أن تنخفض أسعار الفائدة خلال العام حيث يصبح الاحتياطي الفيدرالي أقل تشددًا في ظل استمرار التضخم في الانخفاض جنبًا إلى جنب مع النمو الاقتصادي المعتدل، ومع ذلك، يجب أن تظل معدلات سعر الفائدة عند مستويات أعلى مقارنة بعصر ما قبل كوفيد، بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من أن العائدات النقدية جذابة في الوقت الحالي، فإن جاذبية السندات عالية الجودة ستزداد مع تباطؤ الاقتصاد، ومع تحسن سمات التنويع للأصول الخطرة.
يُعتقد أن سوق الأسهم سيحقق في النهاية عائدًا إيجابيًا في عام 2024، ربما لن نشهد ارتفاعًا كبيرًا كما حدث في عام 2024، ومن المرجح أن يكون هناك عمقًا وتنوعًا أكبر في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ففي العام الماضي قدمت سبع شركات فقط معظم العائدات لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك، تشكل هذه الأسهم المعروفة باسم العظماء السبعة: ألفابيت (GOOG وGOOGL) وأمازون (AMZN) وأبل (AAPL) وميتا (META) وميكروسوفت (MSFT) ونيفادا (NVDA) وتسلا (TSLA) حوالي 30% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، يمكننا أن نرى المزيد من الحركة في الشركات الـ 493 المتبقية هذا العام، ومن المرجح أن نرى أداء الشركات المتوسطة يتفوق على أسهم الشركات الكبيرة.
هل سيكون هناك ركود عام 2024؟بعد عامين من التضخم الشديد والزيادات العدوانية في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي، كانت كلمة الركود عالية في أذهان المستثمرين طوال عام 2023، ولكن لحسن الحظ، لم يحدث الركود أبدا وبدا ما يسمى "الهبوط الناعم" أكثر ترجيحا، لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال من الممكن أن ينزلق إلى الركود في عام 2024.
ولكن الخبر السار هو أن العديد من الخبراء يتفقون على أن هذا من غير المرجح أن يحدث، على سبيل المثال: يتوقع الاستراتيجيون في بنك جيه بي مورجان أنه على الرغم من أنه من المرجح أن يتباطأ الاقتصاد الأمريكي فمن المرجح أيضًا أن يتجنب الركود، على وجه التحديد، في حين أنه من الممكن أن يكون هناك تباطؤ في النمو في النصف الأول من عام 2024 فإنهم يعتقدون أن النمو يجب أن يستأنف في النصف الثاني من العام، وأن احتمالية حدوث ركود عميق يبلغ حوالي 25%.
هناك ثلاثة مبادئ توجيهية مهمة للاستثمار في الأسواق المالية تظل صحيحة بغض النظر عما يتوقع الخبراء أن يفعله السوق.
1 .لا تحاول توقيت السوققد يكون القيام بالتنبؤات بشأن سوق الأوراق المالية أمرًا ممتعًا، ولكن لا توجد طريقة لمعرفة ما سيحدث على وجه اليقين، ومع ذلك، يعتقد الكثير من الناس أن مفتاح نجاح الاستثمار هو توقيت الأسواق وهو الخروج من الأسهم قبل الانخفاض والعودة إلى الأسهم قبل ارتفاع الأسهم، وفقا لأستاذ المالية في جامعة هايدر بجامعة كريتون "روبروت آر جونسون"، ولكنه يحذر قائلاً: "لا شيء يمكن أن يكون أبعد عن الحقيقة".
حتى المحترفين يفشلون في توقيت السوق، أظهر أحد التقارير الصادرة عن مؤشر داو جونز أنه على مدار 20 عامًا، تمكن أقل من 10% من صناديق الأسهم الأمريكية المُدارة بشكل نشط من التغلب على المؤشر، بدلاً من ذلك، ركز على بناء محفظة متنوعة تقاوم صعود وهبوط السوق بمرور الوقت.
2 .مقاومة الركود أموالكعلى الرغم من أن الركود غير مرجح في عام 2024 إلا أنه لا يزال محتملاً، قد يكون من الصعب التنبؤ بفترات الركود، وحتى الخبراء يختلفون حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدخل في حالة ركود في عام 2024، وأفضل شيء يمكنك القيام به هو أن تكون استباقيًا وأن تكون أموالك مقاومة للركود، في حالة حدوث ذلك، يتضمن ذلك سداد الديون الباهظة الثمن وزيادة مدخراتك الطارئة وتقليص معدلات الإنفاق غير الضرورية.
يمكن أن تكون تقلبات سوق الأسهم مخيفة، خاصة عندما تنخفض قيمة محفظتك بشكل كبير في غضون أيام، ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن تقلبات سوق الأسهم تحدث، وأن استراتيجية الاستثمار المصممة جيدًا ستسمح لك بالتغلب على فترات الركود والاستفادة من الارتفاعات، إن سحب أموالك من السوق عندما تنخفض الأسهم لن يؤذيك إلا على المدى الطويل.
في هذه البيئة، من الضروري علي المستثمرين يقوموا بتنويع استثماراتهم بشكل كامل عن طريق فئات وأصول متعددة، التي تتناسب مع أهدافهم المالية وقدرتهم على تحمل المخاطر، إذا لم تكن متأكدًا من كيفية إنشاء محفظة تناسب أهدافك الاستثمارية، فقد يكون من المفيد استشارة مخطط مالي، وإذا كنت تبحث عن خيار أكثر فعالية من حيث التكلفة فكر في مستشار آلي.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: سوق الأسهم تداول أسهم أسهم البنک الاحتیاطی الفیدرالی مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فی أسعار الفائدة من المرجح أن سوق الأسهم فی عام 2024 ارتفاع ا بأکثر من أن تکون أن یکون ومع ذلک أکثر من
إقرأ أيضاً:
البيتكوين يحلق عاليا.. رقم قياسي بفضل “تأثير ترامب”
ارتفع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي، مساء الثلاثاء، متجاوزا 75 ألف دولار، مع توقع المستثمرين في العملات الرقمية فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، مع استمرار ظهور النتائج الأولية للانتخابات.
ويتجاوز السعر الحالي الرقم القياسي البالغ 73 ألف دولار تقريبا الذي سجله البيتكوين في مارس الماضي، عندما بدأ تداول منتجات استثمارية جديدة مرتبطة بالعملة الرقمية في وول ستريت.
وكان الارتفاع هذه المرة مدفوعا بالانتخابات. وبينما لم يتم إعلان نتائج الولايات المتأرجحة الحاسمة، ارتفعت احتمالات فوز ترامب إلى ما يقرب من 90 بالمئة على موقع رهانات مؤثر يعمل بالعملات المشفرة يتابعه مستثمرو العملات الرقمية عن كثب، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.
ويعتقد العديد من مؤيدي العملات المشفرة أن فوز ترامب سيكون مفيدا للصناعة.
وخلال العامين الماضيين، شنت إدارة بايدن حملة قوية للحد من انتهاكات الأوراق المالية من قبل شركات العملات المشفرة، مما أجبر بعض هذه الشركات على الانتقال إلى الخارج وأثار تساؤلات بشأن مستقبل الصناعة على المدى الطويل في الولايات المتحدة.
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنهاء الضغط التنظيمي وجعل الولايات المتحدة كـ “عاصمة العملات المشفرة في العالم”.
وقبل الانتخابات، توقع المحللون أن فوز ترامب يمكن أن يدفع البيتكوين إلى مابين 80 ألف أو 80 ألف دولار.
وعُرف البيتكوين منذ فترة طويلة بتقلباته. فقد انهار سعره في عام 2022 بعد سلسلة من فضائح الصناعة التي بلغت ذروتها في انهيار منصة “FTX” للعملات المشفرة.
بدوره، قفز سعر الدولار الأميركي بأكثر من 1.5 بالمئة في مقابل الين واليورو خلال التعاملات الآسيوية الأربعاء، مدفوعا بتوقع المتداولين فوز ترامب بانتخابات الرئاسة الأميركية.
وقرابة الساعة الثالثة بتوقيت غرينيتش، زاد سعر الدولار بنسبة 1,71 بالمئة في مقابل العملة اليابانية ليصل إلى 154,21 ينا للدولار، بينما ارتفع سعرها بنسبة 1,67بالمئة في مقابل العملة الأوروبية المشتركة ليبلغ 0,9302 يورو للدولار.
الحرة
2024/11/06 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة والي الشمالية يطلع على ترتيبات تاركو للطيران لبدء رحلاتها بمطار دنقلا2024/11/06 الشركة السودانية للموارد المعدنية تطلع والي الشمالية على ترتيبات افتتاح مشروعات المسؤولية المجتمعية باربع محليات2024/11/05 وزير المالية: البنك الدولي خصص 300 مليون دولار لدعم السودان2024/11/04 عملة البيتكوين تقترب من تحقيق رقم قياسي في الأسواق الآسيوية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية2024/10/30 بورتسودان .. افتتاح مركز إجراءات شحن وتفريغ المنتجات البترولية2024/10/30 الجدعان: 41 مليار دولار مبادرات سعودية لدعم افريقيا2024/10/29شاهد أيضاً إغلاق اقتصاد وأعمال تدشين قشارة محصول العدس المقدمة من منظمة جايكا 2024/10/28الحقوق محفوظة النيلين 2024بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن