5 ملفات كبرى على طاولة الرئيس الروسي ونظرائه الأفارقة في قمة «سان بطرسبرج»
تاريخ النشر: 26th, July 2023 GMT
يعقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اجتماعا مع الزعماء الأفارقة، ضمن فعاليات القمة الروسية الأفريقية الثانية، يومي الخميس والجمعة، في سان بطرسبرج، في وقت تشهد فيه القارة تحولات جيوسياسية تمنح بلدانها فرصا متعددة وسط تحديات كبرى تشغل قادتها أبرزها الأمن الغذائي لاسيما عقب انهاء موسكو العمل بصفقة الحبوب في 18 يوليو الجارى وسحبها ضماناتها بسلامة الملاحة في البحر الأسود وإغلاق الممر الإنساني البحري لمرور الحبوب الأوكرانية.
أخبار متعلقة
بوتين لن يحضر قمة «بريكس» بموجب «اتفاق» مع رامافوزا
نبض أفريقيا.. رامافوزا يعيد النظر في عضوية بلاده بـ«الجنائية الدولية» لتأميىن حضور بوتين لـ«بريكس»
هل يمهد تحالف «بريكس» الطريق للتكامل الإفريقى؟
5 ملفات كبرى
وتتضمن مباحثات القمة خمسة ملفات كبرى يناقشها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظرائه الأفارقة أبرزها الأمن الغذائي للعواصم الأفريقية، وتداعيات وقف تصدير الحبوب من البحر الأسود، وصوغ طور جديد من العلاقات الديبلوماسية، وكذلك التعاون العسكري والتجاري، وذلك حسبما أعلن مستشار الرئيس الروسي، وسفير المهمات الخاصة بوزارة الخارجية، أوليج أوزيروف، في بيان رسمي.
ووفقا للمسؤول الديبلوماسي الروسي، يبحث بوتين مع الزعماء الأفارقة «إنشاء ممرات لوجيستية ليس فقط لتأمين مرور الأغذية والأسمدة الروسية لعواصم القارة إنما لتأمين التبادل التجاري بين الجانبين» معتبرا أن :«الفكرة واعدة وقابلة للتنفيذ».
وأضاف أوزيروف، الذي يرأس أمانة «منتدى الشراكة الروسية الأفريقية»، أن بلاده تستعد لصياغة طور جديد من العلاقات مع عواصم القارة، مؤكدا حرص بوتين على فتح سفارات في جميع البلدان الأفريقية، معتبرا قرار إغلاق البعثات الدبلوماسية الروسية في أفريقيا في التسعينيات كان قرار«غير منطقي آن أوان العدول عنه وتصحيحه».
ولفت الدبلوماسي الروسي إلى حرص بوتين على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع عواصم القارة، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجارى بين روسيا والدول الإفريقية يبلغ نحو 18 مليار دولارالعام الماضي.
ويأتي ذلك تماشيا مع كلمة الرئيس الروسي الذي اعتبر في بيان رئاسي، أن بلاده دعمت البلدان الأفريقية في نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الإمبريالي، وساعدتها في تعزيز سيادتها العسكرية وقدراتها الدفاعية.
وتابع أوزيروف: أن موسكو تتطلع إلى تعميق التعاون مع القارة الأفريقية، في مجالات عديدة بينها التكنولوجيا المتطورة والاستكشاف الجيولوجي، وكذلك قطاع الوقود والطاقة، بما فيها النووية.
وشدد على أن زعماء البلدان الأفريقية لن يغادرون سان بطرسبورج دون استراتيجية واضحة لمعالجة أزمة الحبوب، لافتا إلى أن موسكو صدرت في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 2023 قرابة 10 ملايين طن من الحبوب رغم العقوبات المفروضة على صادراتها وذلك مقارنة نحو 11.5 مليون طن صدرتها لأفريقيا في 2022.
آمال وتحديات
ويعقد القادة الأفارقة أمال عديدة على قمة سان بطرسبرج، إذ أدت القمة الأفريقية الروسية الأولى المنعقدة عام 2019، إلى توقيع 92 اتفاقية وعقدًا ومذكرة تفاهم تزيد قيمتها عن 11 مليار دولار، وقد استفادت عدة دول أفريقية (نيجيريا، على سبيل المثال) من هذه الاتفاقيات، خاصة في مجالات توليد الطاقة والتعليم.
لكن آمال الزعماء الأفارقة تعرقلها بعض التحديات؛ إذ أفاد تقرير نشره المحلل السياسي الجنوب أفريقي، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليدذ بيكيت، أولاينكا أجالا، في صحيفة «theconversation»، بأن هناك 3 تحديات كبرى تصعب مهمة بوتين في إنجاح القمة على غرار القمة السابقة 2019.
واضاف المحلل الجنوب أفريقي، أن العامل الأول يشير إلى أن القمة تأتي في «توقيت حرج» يصعب على زعماء القارة حصد مكاسب كبرى فيه، معتبرا أن حديث الديبلوماسية الروسية عن مساندة القارة ودفعها لتخطي تداعيات وقف صفقة الحبوب سيكون دون المأمول لا سيما في ظل معاناة العواصم الأفريقية من أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة، وهي أزمة فاقمتها الارتفاعات المضطردة في أسعار الأسمدة والحبوب جراء أستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزيادة مستويات انعدام الأمن الغذائي.
واعتبر أجالا، أن التعقيد الثاني في إنجاح القة هو دور جماعة «فاجنر» المثير للجدل في بعض بلدان القارة، أما التعقيد الثالث هو حالة الاقتصاد الروسي والتي ستحد من قدرة الرئيس فلاديمير بوتين على تقديم مساعدات اقتصادية ذات مغزى لأفريقيا.
واختتم الباحث الأفريقي التقرير بأنه على الزعماء الأفارقة التركيز على خمسة ملفات هي التنمية، والتعاون الأمني بعيدا عن الجماعات العسكرية الخاصة مثل فاجنر، وإيجاد آلية لتأمين الحبوب والأسمدة والتبادل التجاري المتوازن بما يحقق مبدأ المنفعة المتبادلة.
واعتبر أجالا، أنه رغم زيادة التبادل التجاري بين موسكو والعواصم الأفريقية في السنوات الماضية إلا أن تلك الزيادة لا تزال غير متوازنة؛ نظرا لأن دور معظم البلدان الأفريقية لا يزال قاصرا على الاستيراد للمنتجات الروسية بدلًا من التصدير أو التبادل، مشددا على ضرورة صياغة برنامج تبادل اقتصادي يسمح للعواصم الأفريقية بزيادة حجم صادراتها إلى روسيا.
بوتين يلتقي 17 زعيما أفريقيا
ويفتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غدا أعمال القمة الروسية الأفريقية، التي تستمر لمدة يومين في مدينة سانت بطرسبرج، تحت شعار «من أجل عالم من الأمن والتنمية»، وذلك بمشاركة رفيعة المستوى لعدد 49 دولة من أصل 54، وفى حضور عدد من القادة ورؤساء حكومات الدول الأفريقية وممثليها.
واكتفت موسكو بالإعلان عن أعداد القادة المشاركين في القمة دون توضيح أسماء عدد منهم، حيث اكتفت بالقول أن الرئيس بوتين سيلتقي القادة، وسيكون على رأس الحضور 17 رئيس دولة سيلقون كلمتهم، و5 نواب للرؤساء، و4 رؤساء حكومات ورئيسا، و17 دولة أخرى يمثلها نواب رئيس الوزراء ووزراء الخارجية، فضلا عن مشاركة رئيسا واحدا لبرلمان إحدى الدول، و5 سفراء، وفقا لما ذكره مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية، يوري أوشاكوف.
وأشار يوري أوشاكوف، إلى أن موسكو نجحت في تنظيم القمة قبل بدايتها في مواجهة الضغوط الغربية، للدول الأفريقية لمنعها من المشاركة والحضور، فيما سيكون الاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات الأفريقية من ضمن المشاركين في القمةفتتح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، غدا أعمال القمة الروسية الأفريقية، التي تستمر لمدة يومين في مدينة سانت بطرسبرج، تحت شعار «من أجل عالم من الأمن والتنمية»، وذلك بمشاركة رفيعة المستوى لعدد 49 دولة من أصل 54، وفى حضور عدد من القادة ورؤساء حكومات الدول الأفريقية وممثليها.
القمة الروسية الأفريقية الثانية القمة الأفريقية الروسية في سانبطرسبرج القمة الأفريقية الروسية 2 سانت بطرسبرج «منتدى الشراكة الروسية الأفريقية» «من أجل عالم من الأمن والتنمية»المصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين القمة الروسية الأفريقية الثانية القمة الأفريقية الروسية 2 سانت بطرسبرج زي النهاردة القمة الروسیة الأفریقیة البلدان الأفریقیة فلادیمیر بوتین الرئیس الروسی من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
"المشاط" تلتقي الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية لمناقشة جهود حشد استثمارات الطاقة المتجددة
عقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي والرئيس المُشارك لشبكة حشد الاستثمار في الطاقة النظيفة في دول الجنوب العالمي MICEE، اجتماعًا ثنائيًا مع اد سامايلا زوبايرو، الرئيس المُشارك للشبكة والرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية AFC، لمناقشة جهود التعاون المشترك، فضلًا عن متابعة التطورات التي تم تنفيذها منذ تدشين شبكة حشد الاستثمار في الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة MICEE، وذلك خلال مشاركتها بأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس 2025.
وبحث الجانبان تطورات المبادرات التي تعمل على تنفيذها شبكة حشد الاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة بدول الجنوب العالمي، التي تستهدف مضاعفة استثمارات الطاقة النظيفة بأكثر من 7 أضعاف على مدى العقد المقبل، وتفعيل دليل الحلول والممارسات الناجحة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، الذي تم إطلاقه مؤخرًا بشأن التركيز على الممارسات الناجحة والقابلة للتكرار في مجال استثمارات الطاقة النظيفة.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أن الدليل الذي يتضمن 100 دراسة وممارسة من مختلف دول العالم من بينها 4 حالات من مصر، يمكن أن يُسهم في تشجيع استثمارات الطاقة النظيفة، وتعزيز الشراكات المبتكرة بين القطاعين العام والخاص لتطبيق الحلول التي يقدمها الدليل، بما في ذلك أدوات خفض المخاطر وآليات التمويل، مما يتيح تكرار هذه الحلول في مختلف المناطق المستهدفة.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن تنفيذ مبادرات إقليمية مكثفة يمثل حجر الزاوية في تحقيق أهداف الشبكة، وهذه المبادرات تستهدف تحديد الحلول الأكثر ملاءمة لتسريع الاستثمارات في الطاقة النظيفة، مع مراعاة خصوصيات كل منطقة، كما تسعى إلى بناء شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص لضمان التنفيذ الفعّال لهذه الحلول.
وتطرقت «المشاط»، إلى الجهود التي قامت بها الدولة المصرية في هذا الصدد والتي ساهمت في جذب استثمارات ضخمة لقطاع الطاقة المتجددة بشكل خاص، ومجالات التحول الأخضر بشكل عام، مشيرة إلى أن الإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة منذ عام 2014 ساهمت في تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية بقطاع الطاقة المتجددة.
كما تطرقت إلى التطور المستمر في مشروعات المنصة الوطنية لبرنامج «نُوَفِّي»، التي نجحت في خلق شراكات بناءة بين الأطراف ذات الصلة من القطاعين الحكومي والخاص وشركاء التنمية والمؤسسات الدولية، للتعاقد على مشروعات طاقة متجددة بقدرة 4200 ميجاوات منذ عام 2022، من إجمالي 10 جيجاوات مستهدفة حتى عام 2028. كما أن الوزارة تعمل على نقل تلك التجربة وتبادل المعرفة والممارسات مع الدول النامية ومن بينها تنزانيا من أجل الاستفادة من المنصات الوطنية في دفع العمل المناخي.
وأضافت الوزيرة، أن هذا النهج يعكس التزامنا بتوفير حلول مبتكرة وعملية لتسريع التحول نحو الطاقة النظيفة، مؤكدة أن بناء شراكات قوية هو المفتاح لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل أفضل للجميع، مشيرة إلى الدور المصري الفعال لدعم التحول نحو الطاقة النظيفة، ونتطلع إلى أن تكون هذه الشبكة منصة محورية لتوحيد الجهود الدولية وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، هدفنا هو تقديم حلول مبتكرة تساهم في تسريع الاستثمار في الطاقة النظيفة، بما ينعكس إيجابيًا على الاقتصادات الناشئة والدول النامية.
وأكدت الوزيرة أن الشبكة تمثل نموذجًا للتعاون الدولي الفعال، حيث تمثل وسيلة عملية لتحويل الأدلة الإرشادية إلى واقع ملموس من خلال شراكات حقيقية ومبادرات إقليمية مكثفة، مع محاولة خلق بيئة استثمارية جاذبة للطاقة النظيفة، خاصة في المناطق التي تحتاج إلى حلول عاجلة ومبتكرة، حيث لا يمكن تحقيق تحول حقيقي نحو الطاقة النظيفة دون تعاون دولي فعّال وهذه الشبكة توفر الفرصة لمواءمة الجهود العالمية لدعم الاقتصادات الناشئة والدول النامية في رحلتها نحو مستقبل أكثر استدامة.