النفط يتراجع من أعلى مستوياته في أشهر وقوة الدولار تضعف الطلب
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تراجعت أسعار النفط الأربعاء 20 مارس من أعلى مستوياتها خلال عدة أشهر، إذ أدى ارتفاع الدولار إلى كبح شهية المستثمرين بينما قام متعاملون آخرون بجني أرباح بعد أن ارتفعت الخامات القياسية إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر في الجلسة السابقة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم مايو 16 سنتا أو 0.2% إلى 87.22 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:07 بتوقيت جرينتش.
وقالت المحللة المستقلة المقيمة في أوكلاند، تينا تنغ: "قد يكون جني الأرباح سببًا للحركة الهبوطية اليوم"، مضيفة أن ارتفاع الأسعار الأخير كان مدعومًا بتحسن توقعات الطلب وعلامات انخفاض العرض.
ومما أثر على معنويات المشترين الآسيويين، ارتفاع مؤشر الدولار الأميركي للجلسة الخامسة على التوالي، وذلك بعد أن أشارت البيانات الأخيرة إلى مرونة الاقتصاد الأميركي.
هذا ويزيد ارتفاع الدولار من تكلفة النفط بالنسبة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، مما يضعف الطلب.
ويتطلع المتداولون إلى إعلان سعر الفائدة من الفدرالي الأميركي في وقت لاحق يوم الأربعاء بحثًا عن إشارات على مسار سعر الفائدة لبقية العام.
واستقر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط عند أعلى مستوياتهما منذ أواخر أكتوبر في الجلسة السابقة حيث قام المشاركون في السوق بتقييم تأثير هجمات الطائرات دون طيار الأوكرانية على مصافي التكرير الروسية على إمدادات النفط الخام.
وقال محلل ING، وارن باترسون، في مذكرة: "تستمر مخاطر العرض المحيطة بالمنتجات المكررة الروسية في تقديم الدعم في وقت من المقرر أن تتشدد فيه السوق بعد تمديد التخفيضات الطوعية الإضافية من أوبك + إلى الربع الثاني من عام 2024".
وقالت مصادر تجارية لرويترز إن انخفاض طاقة التكرير الروسية نتيجة الإضرابات أدى إلى زيادة صادرات النفط الخام من البلاد.
وأضافوا أن صادرات النفط من الموانئ الغربية لروسيا ستزيد بنحو 260 ألف برميل يوميا في مارس آذار مقارنة بالخطة الشهرية الأولية إلى 2.22 مليون برميل يوميا.
وقال باترسون: "إذا استمرت هذه الاضطرابات لفترة طويلة، فقد يجبر ذلك المنتجين الروس في النهاية على خفض الإمدادات إذا لم يتمكنوا من تصدير كل هذا النفط الخام".
أفاد معهد البترول الأميركي أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام والبنزين انخفضت الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات نواتج التقطير، وفقا للمصادر. وتوقع استطلاع أجرته رويترز لآراء المحللين ارتفاع المخزونات بنحو عشرة آلاف برميل الأسبوع الماضي.
ومن المقرر صدور بيانات المخزونات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في الساعة 14:30 بتوقيت غرينتش يوم الأربعاء 20 مارس.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بين ضغوط رمضان ورأس السنة.. مصير الدولار
جاء ارتفاع سعر الدولار نسبيا خلال الأيام القليلة الماضية لتسود حالة من الترقب والجدل حول انعكاس هذه التغيرات على الأسواق المحلية، خاصة مع حلول رأس السنة الميلادية وقرب حلول شهر رمضان المبارك، وهما موسمان يشهدان عادة ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الاستهلاك والاستيراد، ويفتح هذا المشهد الاقتصادي أسئلة محورية حول الأسباب الكامنة وراء هذه الارتفاعات، وما إذا كانت انعكاسًا طبيعيًا لمتغيرات موسمية أو نتيجة عوامل اقتصادية أعمق.
وعلى الرغم من التغيرات في سعر الدولار، يؤكد الخبراء أن الإقبال على الاستيراد لم يتأثر بشكل كبير حتى الآن، ويقول متى بشاي، رئيس لجنة التجارة الداخلية بشعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية: إن زيادة سعر الدولار من 49.5 إلى 51 جنيهًا تمثل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة لا تتعدى 2%، ما لا يشكل ضغطًا مباشرًا على حركة الاستيراد في الوقت الحالي.
وحذر بشاي، في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، من أن استمرار ارتفاع الدولار إلى مستويات تتراوح بين 55 و57 جنيهًا قد يؤدي إلى تأثيرات مباشرة على المستوردين والمستهلكين على حد سواء، خاصة إذا انعكس ذلك على أسعار السلع المستوردة.
ويشير الدكتور محمد بدرة، الخبير المصرفي، إلى أن الارتفاعات الأخيرة لسعر الدولار تعود إلى عدة عوامل، منها زيادة الطلب على العملة الأجنبية في السوق المحلية، خاصة مع اقتراب موسم رمضان، لافتًا إلى أن التجار والمستوردين يسعون خلال هذه الفترة إلى فتح اعتمادات مستندية لشراء السلع الغذائية الأساسية والمنتجات المرتبطة بالشهر الكريم، مما يزيد من الضغط على الدولار.
كما تلعب التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط دورًا في ارتفاع سعر الدولار، مع خروج تدفقات نقدية كبيرة لدعم الأسر في مناطق الصراعات، ويضيف هذا الطلب الإضافي على الدولار عبئًا على الاحتياطي النقدي، مما يؤدي إلى ارتفاع السعر.
ويمثل رأس السنة الميلادية موسمًا يشهد زيادة في حركة السوق، سواء من حيث الاستهلاك المحلي أو الاستيراد، حيث يزداد الطلب على السلع المرتبطة بالاحتفالات والهدايا والمنتجات المستوردة.
ويؤكد بشاي، أن هذه الزيادة الموسمية ليست بالضرورة السبب الرئيسي وراء ارتفاع الدولار، بل قد تكون عاملًا ثانويًا يتزامن مع ضغوط أكبر تتعلق بالتحركات العالمية والإقليمية للدولار..
فيما يعد شهر رمضان المبارك موسمًا استثنائيًا للاستهلاك في مصر، حيث ترتفع معدلات الطلب على المنتجات الغذائية الأساسية والمواد الاستهلاكية، ويتطلب هذا الموسم من المستوردين والتجار الاستعداد مسبقًا عبر زيادة الواردات، مما يضاعف الطلب على العملة الأجنبية.
ويقول الدكتور محمد بدرة، إن فتح الاعتمادات المستندية لشهر رمضان يشكل ضغطًا كبيرًا على الدولار في الوقت الحالي، ولكنه ضغط معتاد ومؤقت.
ويرى الخبراء، في ظل هذه المعطيات، أن الارتفاعات الحالية في سعر الدولار ليست مدعاة للقلق طالما أنها تعكس حركة طبيعية في نظام سعر الصرف المرن، ومع ذلك يؤدي استمرار الضغوط الاقتصادية والموسمية إلى تقلبات إضافية.
وبين تأثير مواسم مثل رمضان ورأس السنة، وضغوط التغيرات العالمية والإقليمية، يبقى استقرار السوق المحلية مرهونًا بسياسات حكومية حكيمة لتوفير العملة الأجنبية وضبط حركة الاستيراد، مع التأكيد على أن أي ارتفاعات إضافية قد تلقي بظلالها على المستهلكين، خاصة في السلع الأساسية.
اقرأ أيضاًدونجا: طارق مصطفى الأنسب لقيادة الزمالك في ظل الأزمة المالية وعدم توفير الدولار
سعر الدولار الكندي اليوم الجمعة 13 ديسمبر 2024