الجيش يسحب ميثاق المقاومة من الشيوعي
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الجيش بدأ يتحدث في السياسة، و يضخ أفكارا في الساحة السياسية، و قد أراقت له فكرة ميثاق لجان المقاومة، و التي تنادي إن يكون الحكم من قواعد الأحياء صعودا إلي المركز، و بما أن الحرب أحدثت تغيرا كبيرا في الساحة السياسية،، و نبعت فكرة المقاومة الشعبية لكي تسد الفارق الأمني لحماية المناطق السكنية من عمليات الميليشيا في النهب و السرقة و الاغتصابات و غيرها، أصبح هناك تدافعا كبيرا من الجمهور للانخراط في المقاومة الشعبية، و أغلبيتهم من الشباب.
الملاحظ أن الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة و مساعد القائد العام للجيش يتحدث باسم الوظيفتين و بالتالي تصبح هذه رؤية الأثنين معا و خاصة الجيش.. الجيش استطاع أن يتجاوز الثلاث مراحل التاريخية السابقة في السياسة السودانية.. المرحلة الأولى الرئيس عبود و هي حكم عسكري صرف.. و المرحلة الثانية حكم الرئيس نميري و الذين كانوا ينظرون للسياسة سياسيين من الحزب الشيوعي و القوميين العرب.. و المرحلة الثالثة الرئيس البشير و الذين كانوا ينظرون من الاسلاميين.. هذه المرحلة نجد أن العسكريين وحدهم يريدون أن ينظرون لمرحلة ما بعد الحرب، و من خلال ضخ الأفكار للساحة السياسية. أن واحدة من أفرازات السياسة الإيجابية قبل 15 إبريل 2019م كان مشروع ميثاق سياسي تقدمت به بعض لجان المقاومة.. و ألان يريد الجيش أن ينفذ من خلال المقاومة الشعبية و التي تضم كل الأطياف السياسية، و الذين انخرطوا في المقاومة الشعبية توكل إليهم عملية انتخاب قيادتهم في الأحياء.. و المنتخبين هؤلاء مع المنتخبين في الأحياء الأخرى ينتخبوا القيادة في الولاية.. و المنتخبين في قيادة الولايات هؤلاء يقع عليهم عبء انتخاب قيادة مركزية، و هؤلاء يقع عليهم عبء ترشيح رئيس الوزراء و بقية الحكومة و يقدم الترشيح لرئيس مجلس السيادة.. كما يقع على المنتخبين في الولاية عبء أنتخاب الوالي و المجلس الشعبي في الولاية.. و المنتخبين في الأحياء يقع عليهم عبء انتخاب مجالس الأحياء.. و تنتقل البلاد بعد ذلك للشرعية المنتخبة.. هذه العملية التي تبدأ من الأحياء إلي المركز سوف تؤدي إلي بروز قيادات جديدة شابة لها طريقة تفكير جديدة.. تتجاوز كل تاريخ الفشل الماضي.. و تتجاوز حتى المشاحنات السياسية عبر كل تلك السنين لتخلق واقعا جديدا. هذه العملية أذا تمت هي التي تبلور الفكر الفلسفي للديمقراطية حيث الكل يكون واعي لحقوقه و واجباته التي يجب أن يقوم بها.
و أيضا العطا طرح فكرة أخرى إذا كانت المقاومة الشعبية تريد أن تسرع بالعملية السياسية أن ترشح رئيسا للجمهورية و يتم الانتخاب.. أن الخيارات تبين مرونة الفكرة، و في نفس الوقت الانتقال بالديمقراطية من القواعد، كانت الفكرة السابقة أن الأحزاب السياسية تختار ممثليها و القواعد ليس لها إلا ان تذهب و تختار من هؤلاء النخب الآن القواعد هي التي تفرز قياداتها و هذه لا تمنع الأحزاب المشاركة في الاختيار من عضويتها في الأحياء، أن التثقيف الديمقراطي عندما يبدأ بالأحياء و القواعد هؤلاء نفسهم لن يوافقوا أن يكون هناك رئيسا للحزب مدى الحياة أو عشرات السنين تتغير قيادات الأحزاب كل انتخابات وفقا لرؤية القاعدة. هذه العملية هي التي تسرع بإنتاج الثقافة الديمقراطية و تتحول من قواعد قانونين و لوائح الي ممارسة و سلوك طبيعي..
أن ما جاء على قناة الحرة أن الخارجية الأمريكية تعكف على منع دخول السلاح إلي السودان من الغرب.. و تعد خطوة جيدة للإسراع بنهاية الحرب.. و ايضا سماع المبعوث المبعوث الأمريكي توم بيريلو للشباب، و ايضا حركة العدل و المساومة التي قالت له يجب مشاركة كل القوى السياسية في الحوار ليكون حوارا سوداني سوداني و هي ايضا خطوة موفقة.. لكن التجارب تؤكد أن تدخل أي نفوذ خارجي في العملية السياسية السودانية تجر معها العديد من العقبات، و خاصة إذا كان الخارج يحمل أجندته لحفنة من الناس يريد أن يصعدهم وحدهم للسلطة.. و هذه الفكرة هي التي قادت للحرب.
أن الفكرة من حيث إنها تؤسس على ديمقراطية قاعدية فكرة جيدة و بعدها المستقبلي يخدم عملية الاستقرار السياسي و يمنع احتكارية المواقع، لآن الانتخابات تكون مرتبطة بمواقيت زمنية محددة قانونا ثم فيما بعد دستورا، و أيضا تحل مسألة الصراع على السلطة دون انتخاب شرعي.. هو التحدي المطروح على القوى السياسية هل تقبل و تدفع به مادام الفكرة هي " الديمقراطية" أم تعارضه لأنها تريد أن تحكم دون شرعية، و فكرة السادة على العامة سوف تسقط تلقائيا.. لكن الفكرة إذا تم شرحها جيدا للشباب و أصبحوا هم يمثلون عمودها الفقري سوف تنتج حتما واقعا سياسيا جديا يتجاوز كل المرارات السابقة. و نسأل الله حسن البصيرة..
zainsalih@hotmail.com
///////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة لجان المقاومة المنتخبین فی فی الأحیاء هی التی
إقرأ أيضاً:
الأحرار يظفر برئاسة مجلس القنيطرة والبيجيدي يسحب مرشحه
زنقة 20 ا القنيطرة
في جلسة مغلقة شهدتها جماعة القنيطرة، تم انتخاب مينة حروزى عن حزب التجمع الوطني للأحرار، رئيسة لجماعة القنيطرة بعد حصولها على 28 صوتًا من أعضاء المجلس.
وعرفت الجلسة الإنتخابية انسحاب رشيد بلمقيصية عن العدالة و التنمية وكمال الرعيدي مرشح حزب الحركة الديموقراطية الاجتماعية، أبرز منافسي حروزى، بعد تأكدهم من حصولها على دعم الأغلبية، وهو ما جعل التنافس ينتهي لصالحها.
مقر جماعة القنيطرة عرف صبيحة اليوم استنفارا و إنزالا أمنيا كبيرا ، كما تم وضع سياج حديدي تحسبا لأي طارئ.
حزب العدالة و التنمية كان قد أعلن عن مرشحه لرئاسة مجلس المدينة التي كان يقودها إبان ترأسه للحكومة.
و رشح البيجيدي ، رشيد بلمقيصية ، الذي كان يعتبر الآمر الناهي في الجماعة أيام عزيز رباح الوزير في حكومتي بنكيران و العثماني.
ولجأ حزب العدالة والتنمية، إلى تقديم مرشحه بعدما تم اعتقال محمد تلموست الذي كان يعتبر المرشح الأبرز للرئاسة باسم حزب الحركة الديمقراطية والاجتماعية، والذي سبق و أن شغل منصب رئيس مجلس المدينة.
بلمقيصية و في تصريح له عقب انتخاب حروزى، قال أن تلموست المعتقل حاليا تعرض لمؤامرة بعدما كان يملك أغلبية مريحة لترأس مجلس المدينة.
و اتهم بلمقيصية جهات لم يسمها بـ”الحفر” لتلموست للإيقاع به وهو ماكان.
البيجيدي كان قد رفض تقديم مرشحه للسباق على منصب رئيس مجلس جماعة القنيطرة، بعد عزل الرئيس السابق أنس البوعناني عن التجمع الوطني للأحرار، و ذلك لدعم و فسح المجال أمام تلموست للعودة إلى رئاسة المجلس بالرغم من أنه سبق و أن أدين بالسجن و كان عدوا لدودا لذات الحزب ايام رباح.
وتلقى تلموست دعما كبيرا من طرف منتخبي حزب العدالة والتنمية بجماعة القنيطرة ، في سباقه نحو العودة للرئاسة إلا أن اعتقاله مؤخرا و إيداعه السجن قلب المعادلة ، ما جعل البيجيدي يعلن عن مرشحه في آخر لحظة.
هذا و اهتزت جماعة القنيطرة قبل أسابيع على وقع زلزال سياسي ، أوقع بعدد من المستشارين في المجلس الجماعي.
يشار إلى أنه أصدرت في وقت سابق المحكمة الإدارية بالرباط، حكما يقضي بعزل أنس البوعناني من عضوية ورئاسة مجلس جماعة القنيطرة، وكذلك نائبته الأولى فاطمة العزري من حزب الاستقلال، ونائبه الثاني مصطفى الكامح، من حزب التقدم والاشتراكية.
وجاء قرار عزل البوعناني ونائبيه المكلفين بالتعمير، بناء على طلب تقدم به الوكيل القضائي للمملكة نيابة عن عامل إقليم القنيطرة، فؤاد المحمدي، الذي أصدر قرارات بتوقيفهم من مهامهم، وذلك بعدما وجه إليهم استفسارات طبقا لمقتضيات المادة 64 من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات، بخصوص اختلالات وخروقات خطيرة في قطاع التعمير كانت موضوع تقرير أسود أنجزته المفتشية العامة للإدارة الترابية التابعة لوزارة الداخلية.