سودانايل:
2025-04-23@07:18:27 GMT

الجيش يسحب ميثاق المقاومة من الشيوعي

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الجيش بدأ يتحدث في السياسة، و يضخ أفكارا في الساحة السياسية، و قد أراقت له فكرة ميثاق لجان المقاومة، و التي تنادي إن يكون الحكم من قواعد الأحياء صعودا إلي المركز، و بما أن الحرب أحدثت تغيرا كبيرا في الساحة السياسية،، و نبعت فكرة المقاومة الشعبية لكي تسد الفارق الأمني لحماية المناطق السكنية من عمليات الميليشيا في النهب و السرقة و الاغتصابات و غيرها، أصبح هناك تدافعا كبيرا من الجمهور للانخراط في المقاومة الشعبية، و أغلبيتهم من الشباب.

. أن فكرة لجان المقاومة التي ظهرت في الفاشر بهدف حماية المدينة، و التلاحم الشعبي مع الجيش و الحركات المسلحة لحماية الفاشر التي أوقفت زحف ميليشيا الدعم السريع من مهاجمة شمال دارفور، انتقلت الفكرة إلي جميع أقاليم السودان حيث وجدت رواجا كبيرا وسط الشعب و خاصة الشباب.. لذلك فكرة الجيش أن يصبح هؤلاء هم العمود الفقرى للعملية السياسية القادمة في البلاد، لآن هؤلاء سوف يكونوا غير حاملين للإرث الثقافي السياسي السالب الذي قاد البلاد للفشل.. و بذلك يريد أن يربط لجان المقاومة التي ظهرت في ثورة ديسمبر بفكرة المقاومة الشعبية و هؤلاء سوف يشكلون نواة الجمهورية الجديدة في السودان.
الملاحظ أن الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة و مساعد القائد العام للجيش يتحدث باسم الوظيفتين و بالتالي تصبح هذه رؤية الأثنين معا و خاصة الجيش.. الجيش استطاع أن يتجاوز الثلاث مراحل التاريخية السابقة في السياسة السودانية.. المرحلة الأولى الرئيس عبود و هي حكم عسكري صرف.. و المرحلة الثانية حكم الرئيس نميري و الذين كانوا ينظرون للسياسة سياسيين من الحزب الشيوعي و القوميين العرب.. و المرحلة الثالثة الرئيس البشير و الذين كانوا ينظرون من الاسلاميين.. هذه المرحلة نجد أن العسكريين وحدهم يريدون أن ينظرون لمرحلة ما بعد الحرب، و من خلال ضخ الأفكار للساحة السياسية. أن واحدة من أفرازات السياسة الإيجابية قبل 15 إبريل 2019م كان مشروع ميثاق سياسي تقدمت به بعض لجان المقاومة.. و ألان يريد الجيش أن ينفذ من خلال المقاومة الشعبية و التي تضم كل الأطياف السياسية، و الذين انخرطوا في المقاومة الشعبية توكل إليهم عملية انتخاب قيادتهم في الأحياء.. و المنتخبين هؤلاء مع المنتخبين في الأحياء الأخرى ينتخبوا القيادة في الولاية.. و المنتخبين في قيادة الولايات هؤلاء يقع عليهم عبء انتخاب قيادة مركزية، و هؤلاء يقع عليهم عبء ترشيح رئيس الوزراء و بقية الحكومة و يقدم الترشيح لرئيس مجلس السيادة.. كما يقع على المنتخبين في الولاية عبء أنتخاب الوالي و المجلس الشعبي في الولاية.. و المنتخبين في الأحياء يقع عليهم عبء انتخاب مجالس الأحياء.. و تنتقل البلاد بعد ذلك للشرعية المنتخبة.. هذه العملية التي تبدأ من الأحياء إلي المركز سوف تؤدي إلي بروز قيادات جديدة شابة لها طريقة تفكير جديدة.. تتجاوز كل تاريخ الفشل الماضي.. و تتجاوز حتى المشاحنات السياسية عبر كل تلك السنين لتخلق واقعا جديدا. هذه العملية أذا تمت هي التي تبلور الفكر الفلسفي للديمقراطية حيث الكل يكون واعي لحقوقه و واجباته التي يجب أن يقوم بها.
و أيضا العطا طرح فكرة أخرى إذا كانت المقاومة الشعبية تريد أن تسرع بالعملية السياسية أن ترشح رئيسا للجمهورية و يتم الانتخاب.. أن الخيارات تبين مرونة الفكرة، و في نفس الوقت الانتقال بالديمقراطية من القواعد، كانت الفكرة السابقة أن الأحزاب السياسية تختار ممثليها و القواعد ليس لها إلا ان تذهب و تختار من هؤلاء النخب الآن القواعد هي التي تفرز قياداتها و هذه لا تمنع الأحزاب المشاركة في الاختيار من عضويتها في الأحياء، أن التثقيف الديمقراطي عندما يبدأ بالأحياء و القواعد هؤلاء نفسهم لن يوافقوا أن يكون هناك رئيسا للحزب مدى الحياة أو عشرات السنين تتغير قيادات الأحزاب كل انتخابات وفقا لرؤية القاعدة. هذه العملية هي التي تسرع بإنتاج الثقافة الديمقراطية و تتحول من قواعد قانونين و لوائح الي ممارسة و سلوك طبيعي..
أن ما جاء على قناة الحرة أن الخارجية الأمريكية تعكف على منع دخول السلاح إلي السودان من الغرب.. و تعد خطوة جيدة للإسراع بنهاية الحرب.. و ايضا سماع المبعوث المبعوث الأمريكي توم بيريلو للشباب، و ايضا حركة العدل و المساومة التي قالت له يجب مشاركة كل القوى السياسية في الحوار ليكون حوارا سوداني سوداني و هي ايضا خطوة موفقة.. لكن التجارب تؤكد أن تدخل أي نفوذ خارجي في العملية السياسية السودانية تجر معها العديد من العقبات، و خاصة إذا كان الخارج يحمل أجندته لحفنة من الناس يريد أن يصعدهم وحدهم للسلطة.. و هذه الفكرة هي التي قادت للحرب.
أن الفكرة من حيث إنها تؤسس على ديمقراطية قاعدية فكرة جيدة و بعدها المستقبلي يخدم عملية الاستقرار السياسي و يمنع احتكارية المواقع، لآن الانتخابات تكون مرتبطة بمواقيت زمنية محددة قانونا ثم فيما بعد دستورا، و أيضا تحل مسألة الصراع على السلطة دون انتخاب شرعي.. هو التحدي المطروح على القوى السياسية هل تقبل و تدفع به مادام الفكرة هي " الديمقراطية" أم تعارضه لأنها تريد أن تحكم دون شرعية، و فكرة السادة على العامة سوف تسقط تلقائيا.. لكن الفكرة إذا تم شرحها جيدا للشباب و أصبحوا هم يمثلون عمودها الفقري سوف تنتج حتما واقعا سياسيا جديا يتجاوز كل المرارات السابقة. و نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com
///////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المقاومة الشعبیة لجان المقاومة المنتخبین فی فی الأحیاء هی التی

إقرأ أيضاً:

أوهام المرتزقة.. خديعة “النصر” في خضم المؤامرات!

يمانيون ـ يحيى الربيعي

في خضم غياب الرؤية وفقدان البصيرة، تجد قادة فصائل المرتزقة أنفسهم عالقين في دوامة من الأوهام الساذجة. بعد شهر من الغارات الأمريكية التي زعمت واشنطن أنها تهدف إلى حماية الملاحة في البحر الأحمر، ظهرت خيوط مؤامرة جديدة، لكن هؤلاء القادة يعودون إلى الوهم وكأنها بشرى نصر زائف، يتناقلون أصداءها كما لو كانت وحيًا منزلًا.

لقد قرأوا ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” بشأن “مخطط لعملية برية”، وانطلقت أوداجهم منتفخة بتوهمات تتعلق بزمن الخلاص المزعوم. يعيشون في سكرة جهلهم، مخيلين أن هذه الغارات الأمريكية تعد تفويضًا مطلقًا لعملية غزو بري طال انتظاره في عقولهم المشوشة. يتوهمون أن قوات صنعاء قد ضعفت بفعل الضغوط الجوية، مما يفتح أمامهم فرصة “استعادة” ما يتوقون إليه من عروش مصطنعة، وكأن التاريخ صفحة بيضاء يمكنهم إعادة كتابتها بأحلامهم الفارغة.

إنهم يتجاهلون الحقيقة المحورية، وهي أن ما يعتقدون أنهم يديرونه من أراض يمنية تحت وطأة الاحتلال السعودي والإماراتي، ما هو إلا وهم. كما أن أمريكا والسعودية والإمارات، سادتهم الذين يقتاتون على فتات مائدتهم، لن يدعموا فكرة التوغل البري، إذ يدركون العواقب الوخيمة التي ستجرهم إليها هذه الحماقة.

تتراقص في أذهانهم تصورات السيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي، ذلك الشريان الحيوي الذي يربط اليمن بالعالم. يتخيلون، بعمى بصيرتهم، أن قطع هذا الشريان سيؤدي إلى شلل صنعاء، دون إدراك أن اليمنيين أقوى وأكثر وعيًا من أن تنطلي عليهم هذه الأكاذيب السخيفة.

لكن الحقيقة القاسية، التي يعجز فهمهم عن إدراكها، هي أن المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة هو أخطر من مجرد السيطرة على ميناء. إنه مشروع يهدف إلى تفتيت المنطقة وزرع الفتن ونهب الثروات، وتأمين هيمنة الكيان الصهيوني. إن الزج بهم في معركة خاسرة في الحديدة هو مجرد فصل تافه في حرب لصالح الكيان الصهيوني، حيث يمثلون أدوارًا تؤدي إلى نهايتهم الحتمية.

لم يستوعب هؤلاء الحمقى دروس التاريخ المؤلم للصراع مع العدو الصهيوني وحلفائه من قوى الاستكبار. لقد شهدوا بأعينهم كيف تحولت محاولاتهم للنيل من قوى المقاومة إلى كابوس مخيف لجيوش الغزاة. لقد رأوا كيف هزمت غزة الأبية آلة الحرب الصهيونية، وكيف تراجعت “إسرائيل” إلى وضعية الهشاشة، ترتعد خوفًا من أصوات الصواريخ والمسيرات اليمنية وكيف أن أمريكا باتت تصرخ بأقوى قوتها أنها “متورطة في عدوانها على اليمن”، فنظرتهم الساذجة تقودهم إلى استنتاجات خاطئة.

إنهم يتوهمون، بسفاهتهم، أن الدعم الأمريكي واستشاراتها الأمنية كافية لقلب الطاولة. لكنهم يفوتون على أنفسهم الحقيقة أن الشعب اليمني، في كل زاوية من هذا الوطن، يرى في هذا التدخل امتدادًا للاعتداء. يختبئون خلف الفنادق الفاخرة في عواصم الخزي، غير مدركين أن الولاء الحقيقي هو لحكومة صنعاء، الحامية الأساسية لسيادة اليمن وكرامته.

من المهرة إلى صعدة، ومن مأرب إلى الحديدة وعدن، ينتظر اليمنيون اللحظة الفاصلة التي يكشفون فيها زيف أوهام أولئك المرتزقة. كل يمني يتطلع إلى اليوم الذي يعلن فيه ولاءه الكامل لحكومة صنعاء، التي تمثل صوت الشعب وضميره الحي. إن هذه “الفرصة الذهبية” التي يعتقدون أنهم يمتلكونها لن تكون سوى “فخ جديد” يُحكم عليهم بالمزيد من الخزي والخيبة، وهو ما يدركه جيدًا أعداؤهم، لكن عقول هؤلاء المرتزقة أضيق من أن تستوعب هذا الدرس البسيط.

في نهاية المطاف، ستتلاشى أوهام هؤلاء الأغبياء كما يتبدد الدخان في مهب الريح. سيستفيق هؤلاء المرتزقة من سكرتهم ليكتشفوا أنهم مجرد أدوات قذرة في يد مشروع استعماري إجرامي، وأن أحلامهم المريضة قد تحطمت على صخرة الوعي اليمني الصلب.

إن وعي الشعب اليمني، بما يحمله من صبر وعزيمة، سيكون دائمًا شامخًا في وجه جميع التحديات. هذا الوعي هو الذي يجعل من الحكومة الحكيمة في صنعاء رمزًا للكرامة والسيادة، وكابوسًا يطارد الغزاة والمرتزقة على حد سواء.

إن النصر في النهاية هو حليف اليمن، بينما الخزي الأبدي هو مصير العملاء وأسيادهم. هذه الحقيقة لا يمكن إنكارها، فالتاريخ يثبت أن الشعوب التي تقاوم وتتمسك بحقوقها ستظل صامدة في وجه قوى الاستكبار.

اليمنيون، بكافة أطيافهم، يدركون تمامًا أن كرامتهم تعلو على أي مكسب زائف، وأن حريتهم لا يمكن أن تُشترى عبر الأوهام. ومع تزايد الوعي والتضامن، ستظهر الحقيقة جلية وتنقلب الموازين، فالشعب اليمني مستعد لدحر أي تدخل خارجي، مهما كان.

وفي هذا السياق، فإن التجارب المريرة للغزو والاحتلال ستظل تحفز الأجيال القادمة على الاستمرار في النضال من أجل حريتهم وسيادتهم، مؤكدين أن اليمن، رغم كل الصعوبات، سيظل نبراسًا للنضال الوطني ومثالاً للمقاومة الحقيقية.

إنها رسالة لكل من يظن أن بإمكانهم العبث بمصير أمة غالية، مفادها أن الأمة اليمنية سوف تبقى جاهزة، موحدة وقوية، في وجه كل من يحاول النيل من عزتها وكرامتها.

ستظل كلمة اليمني مسموعة، وكلمتهم عادلة، ولن تذوب عزيمتهم في أتون الصراعات أو تتلاشى أمام المغريات. في النهاية، ستبقى إرادة الشعوب هي السند الحقيقي للنصر، وهو ما يعيه الجميع، إلا أولئك الذين فقدوا بوصلتهم في زحمة الخداع والأوهام.

مقالات مشابهة

  • محافظة الإسكندرية تواصل رفع كفاءة الإضاءة العامة وتجديد البنية التحتية في مختلف الأحياء
  • تتويج "ميثاق" بـ"جائزة الأفضل" في تقديم حلول استثماريّة متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلاميّة
  • السودان الجديد يتخلق و لكن؛ برؤية من؟
  • «المركزي المصري» يسحب أقل فائض سيولة من البنوك بعد تخفيض الفائدة
  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • اتهامات نارية ورسائل مشفرة.. ناطق حكومة صنعاء يكشف المستور ويهاجم هؤلاء
  • بلدي مسقط يناقش التوسع في مشاريع حدائق الأحياء السكنية
  • التقدمي معزيا الجيش: لضرورة وقف العدو لكل انتهاكاته وانسحابه من النقاط الخمس التي احتلّها
  • أوهام المرتزقة.. خديعة “النصر” في خضم المؤامرات!
  • نائب أمير الشرقية يستعرض تأهيل الأحياء التاريخية ومشاريع البنية التحتية بالمنطقة