وكيل إفريقية النواب يثمن رفض مصر للتدخل الخارجي في السودان
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
أشاد الدكتور محمد سليم وكيل لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب بموقف مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه الملف السودانى ورفض مصر وبشكل واضح وحاسم للتدخل الخارجى فى السودان والدعوة لمبادرة تشمل كل الأطراف السودانية.
وناشد القوى السياسية بدولة السودان الشقيقة بتغليب المصالح العليا للسودان للحفاظ على وحدة وسلامة أراضيه وانهاء معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأعلن " سليم " فى بيان له أصدره اليوم اتفاقه التام مع تأكيد وزير الخارجية المصرى السفير سامح شكري على موقف مصر الثابت والرافض لأي لاتدخل خارجي في الأزمة السودانية، مشددا على أهمية التعامل مع النزاع في السودان كشأن سوداني خالص دون تدخل أطراف خارجية تعيق جهود حلها.
وأشاد بمختلف القضايا التى تناولها " شكرى " مع المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، لمناقشة سبل تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين الأطراف السودانية وجهود مصر المستمرة في تقديم الدعم اللازم للشعب السوداني منذ بداية الأزمة واستقبال مصر أكثر من نصف مليون مواطن سوداني، بالإضافة إلى وجود أكثر من 5 ملايين سوداني آخرين يعيشون في مصر بلا تمييز.
وأكد الدكتور محمد سليم اتفاقه التام مع تأكيد وزير الخارجية على ضرورة الدفع نحو وفاق وطني يحول دون تفكيك الدولة السودانية وأن تشمل أي مبادرة سياسية مستقبلية جميع الأطراف الوطنية الفاعلة في الساحة السودانية، وأن تتم تلك العملية وفقا لمبادئ احترام سيادة السودان ووحدته وسلامته الإقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، والحفاظ على سلامة ووحدة الدولة ومؤسساتها، ومنع تفككها ، مشيراً إلى أن حل الأزمة السودانية لن يكون إلا من خلال التوافق بين مختلف الأطراف السودانية.
وكان المبعوث بيرييلو قد أكد إدراك الإدارة الأمريكية لأهمية دور مصر وتأثيرها في المنطقة، ومحورية دورها في أي حل مستقبلي للأزمة السودانية.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ شهر إبريل الماضي، نشب نزاعا مسلحا بين طرفي المكون العسكري في الحكومة الانتقالية السودانية، وهما الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما خلف نحو 13 ألفا و900 قتيل، حتى الآن.
فيما تشير بيانات جديدة صادرة عن المنظمة الدولية للهجرة إلى أن نحو 10.7 مليون شخص قد نزحوا بسبب النزاعات في السودان، منهم 9 ملايين داخل البلاد الآن، وأدخل النزاع السودان في واحدة من أسوأ الأوضاع الغذائية في العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبد الفتاح السيسي الملف السوداني القوى السياسية وزير الخارجية المصري الأزمة السودانية
إقرأ أيضاً:
“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.
ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.
في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .
في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .
في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .
الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .
أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.
الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.
إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .
حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب