هاليب تنهار في «المعركة الشرسة»
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
ميامي (رويترز)
أفسدت باولا بادوسا عودة سيمونا هاليب من الإيقاف بسبب المنشطات، إذ قاتلت لتحقق فوزاً صعباً 1-6 و6-4 و6-3، لتبلغ الدور الثاني في بطولة ميامي المفتوحة للتنس، وتضرب موعداً مع أرينا سبالينكا في مباراة، من المتوقع أن تكون حافلة بالندية والإثارة.
وتركزت كل الأضواء على هاليب في ميامي، بعد مشاركتها ببطاقة دعوة، عقب قرار محكمة التحكيم الرياضية تقليص عقوبة إيقافها من أربع سنوات إلى تسعة أشهر.
وفي أول مباراة لها منذ خسارتها في الدور الأول لبطولة أميركا المفتوحة 2022، أظهرت هاليب بعض علامات التأثر بهذا الغياب الطويل أمام اللاعبة الإسبانية المصنفة 80 في المجموعة الافتتاحية التي شابها التوتر، وشهدت كسر إرسال بادوسا ثلاث مرات، بينما هتف عدد قليل من الجماهير باسم هاليب.
وأظهرت اللاعبة الرومانية «32 عاماً» أنها لا تزال قادرة على تنفيذ كل أنواع التسديدات جيدا والركض وراء كل كرة، لكن الابتعاد عن المنافسة لمدة 18 شهراً يترك أثره بالطبع على الأداء.
وفي المجموعة الثانية أخذت بادوسا زمام المبادرة، وبدأت هاليب تظهر أولى علامات الإرهاق، واحتاجت لتدليك كتفها، بينما حافظت اللاعبة الإسبانية على ثباتها لتعادل نتيجة المباراة.
وتحولت المجموعة الثالثة إلى معركة شرسة، إذ حصلت بادوسا مرة أخرى على كسر مبكر للإرسال لتتقدم 2-1 قبل أن تكسر هاليب المقاتلة إرسال منافستها على الفور.
لكن بادوسا واصلت الضغط، وكسرت إرسال منافستها الفائزة ببطولتي ويمبلدون وفرنسا المفتوحة للمرة الثانية، وترك هذا المجهود الكبير اللاعبة الرومانية المنهكة تنهار على الخط الخلفي، وسرعان ما انهارت مقاومة هاليب لتجهز عليها بادوسا، وتنهي المباراة لمصلحتها بكسر آخر للإرسال.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التنس ميامي سيمونا هاليب
إقرأ أيضاً:
وقائعُ المعركة وحقيقةُ حزب الله
ريما فارس
على مدى العقود الماضية، شكّل حزب الله حالة استثنائية في تاريخ المقاومة، ليس فقط في لبنان، بل في الإقليم بأسره. فمنذ نشأته، حمل راية الدفاع عن الأرض والشعب، مستندًا إلى رؤية واضحة وعقيدة ثابتة لا تتبدل وفق المصالح السياسية. مع اندلاع الأزمة السورية، وجد نفسه أمام معادلة معقدة فرضتها طبيعة الصراع وتشابكاته الإقليمية.
لم يكن السيد حسن نصر الله رجل سياسة بالمعنى التقليدي، حَيثُ تتداخل الحسابات وتتناقض المواقف. تميّز خطابه بالوضوح والشفافية، لم يُعرف عنه الكذب أَو التلاعب بالحقائق، بل ظل صادقًا في وعوده، أمينا على الدماء، واعيًا لحجم المسؤولية.
مع تصاعد الأزمة السورية، انقسمت الآراء حول طبيعة الصراع. البعض رآه ثورة شعبيّة، بينما اعتبره آخرون مخطّطا لإسقاط محور المقاومة. لم يكن موقف الحزب وليد اللحظة، بل جاء استجابة لخطر متنامٍ فرضه تمدد الجماعات التكفيرية. لم يكن تدخله موجّهًا ضد الشعب السوري، بل ضد “داعش” و”جبهة النصرة”، التنظيمات التي ارتكبت المجازر وانتهكت الحرمات. كان نصر الله واضحًا في خطابه، مؤكّـدًا أن المواجهة ليست مع السوريين، بل مع من اختطفوا الثورة وحوّلوها إلى مشروع دموي.
واجه الحزبُ اتّهاماتٍ كثيرة، بعضها استند إلى دعايات إعلامية، وبعضها الآخر كان جزءًا من حملة سياسية لتشويه صورته.
من أبرز ما وُجّه إليه أنه شارك في قتل المدنيين، بينما أظهرت الوقائعُ أن معاركه كانت محصورة ضد التنظيمات المتطرفة، لا في استهداف الشعب السوري.
المعارك الأخيرة أثبتت أنه لم يكن أدَاة بيد النظام، بل صاحب قرار مستقل، يتدخل وفق الضرورة، وينسحب متى انتفى الخطر. حتى في مواقفه السياسية، لم يكن داعمًا لكل سياسات دمشق، بل تعامل وفق ما يخدم الاستقرار العام.
عندما أعلن الحزب تدخله، لم يكن ذلك مدفوعًا بمصلحة حزبية، بل التزامٌ بتكليف شرعي لحماية لبنان ومنع سقوط المنطقة في قبضة الإرهاب. لو لم يكن هناك، لكانت المعركة انتقلت إلى الداخل اللبناني، ولشهدت بيروت والبقاع ما عرفته مدن العراق وسوريا من فظائع.
اليوم، وبعد سنوات من تلك الحرب، تبدو الحقيقة أكثر وضوحًا. لم يسعَ الحزب إلى فرض نفوذ، بل أَدَّى واجبًا فرضته المعطيات. ويبقى الحكم للتاريخ، الذي لا يُكتب بالصخب الإعلامي، بل بالحقائق التي تثبتها الأيّام.