سواليف:
2024-06-30@00:49:03 GMT

هكذا تبدو مائدة الغزيين الرمضانية في شمال قطاع غزة

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

#سواليف

هل نحن في #رمضان أم هي أيام #المجاعة ذاتها التي نواجهها منذ شهور؟”، كثيرا ما أوجه هذا السؤال إلى نفسي ويوجهه لي الجيران والمعارف، يقول الصحفي عبد الهادي عوكل المقيم في شمال قطاع غزة.

عوكل يسكن مع زوجته وأطفاله السبعة حاليا في مخيم #جباليا، وقد انتقل إليه قبل أيام قليلة من شهر رمضان المبارك بعد تدمير شقته السكنية في بناية بمنطقة تل الزعتر القريبة من المخيم في شمال القطاع.

يقول عبد الهادي للجزيرة نت إن الناس في الشمال نالت منهم #المعاناة وبلغ #الجوع مبلغه، وحل عليهم شهر رمضان وهم صيام منذ شهرين وأكثر، ويعيشون عزلة حادة وقد قطع عنهم الاحتلال الإمدادات الإنسانية، وباتت سبل الحياة أمامهم محدودة للغاية حتى أكل الكثير منهم أعلاف الحيوانات وورق الشجر.

مقالات ذات صلة شهادتا طبيبين فرنسيين عائدين من غزة على الوضع “الفظيع” للمستشفيات في القطاع 2024/03/20

باستثناء فضل هذا الشهر عن غيره من شهور العام بثواب صيامه وأجر الصلاة والأعمال الصالحة ليس هناك فرق كبير بينه وبين شهور الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل على شمال القطاع منذ فصله عن جنوبه إثر اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

#مائدة_رمضان

تمضي أيام رمضان ولم نشعر بها في شمال القطاع كما يجب، وقد غابت صلاة التراويح عن المساجد التي حولت أغلبيتها غارات إسرائيلية إلى أكوام من الركام، وحرمنا من المائدة الرمضانية التي تبدع في إعدادها النساء في غزة، من حيث أصناف الطعام والشراب التي تدخل البهجة على أفراد أسرهن، خاصة الصغار حديثي العهد بالصيام.

في اليوم الأول من رمضان لم تنبعث رائحة الملوخية المميزة والشهية من منازل مدينة غزة وشمالها، فلا توجد ملوخية وخضار في النصف الشمالي من القطاع، وقد دمرت صواريخ الاحتلال وقنابله الأراضي الزراعية.

ربما يتوارد إلى ذهن الكثيرين سؤال: ما هو شكل المائدة الرمضانية في شمال غزة؟ وإليكم الإجابة بما تناولته وزوجتي وأطفالي، أكبرهم كريم (13 عاما) وأصغرهم الرضيعة سارة (عام ونصف).

اليوم الأول: صلصة بندورة (معجون الطماطم) تخلط بما يتوفر من بهارات كي نتقبل طعمها، وإلى جانبها القليل من الفلفل وبضعة أرغفة من الخبز، وقد كنت محظوظا بشراء رطل طحين (3 كيلوغرامات من الدقيق الأبيض) بسعر 150 شيكلا، علما بأن الكيس زنة 25 كيلوغراما كان سعره لا يتعدى 40 شيكلا قبل الحرب (الدولار يعادل 3.9 شواكل).

اليوم الثاني: توفر لدينا كيلو من الأرز، وقد كان طعامنا الوحيد على مائدة الإفطار.

اليوم الثالث: كان هذا اليوم الأقرب إلى المائدة الرمضانية المعتادة من حيث تنوع الطعام والشراب، فقد تمكنت من شراء 9 وجبات من المساعدات التي ألقتها طائرات أميركية، وتحصل عليها غالبا فئة من التجار الجدد، ويتراوح ثمن الوجبة الواحدة (أشبه بوجبة عسكرية للجنود) بين 25 و35 شيكلا.

اليوم الرابع: جاءتنا جارتنا بنصف كيلو من العدس أعدته زوجتي كوجبة طبيخ، وهي غير معتادة لدينا في البيت، فهذه النوعية من العدس تعدها الأسر في غزة خلال رمضان وفي أيام فصل الشتاء كشوربة إلى جانب وجبة الطعام الرئيسية.

اليوم الخامس: حصلت على نصف كيلو من الأرز المصري بسعر 40 شيكلا، فيما كان لا يتعدى 4 شواكل قبل الحرب، وأعدته زوجتي وإلى جانبه صحن من صلصة البندورة كي يتمكن الأطفال من ابتلاعه وهضمه.

مهمة يومية

“ماذا سنأكل اليوم؟”، ربما هذا السؤال الأكثر ترددا على ألسنة الأطفال في شمال القطاع، وأطفالي يتساءلون “متى تنتهي الحرب ونرجع نأكل مثل زمان؟”.

يدرك أطفالي أن ما نحن فيه هو بسبب الحرب وعدم توفر الطعام، وهو ما يساعدني في حثهم على الصبر وتقبل أي شيء يوضع على المائدة.

ينقضي النهار لدى كثير من سكان شمال القطاع وهم لا يعلمون ماذا سيأكلون، وأقول لأبنائي “لنحمد الله، فهناك غيرنا من يعاني للحصول على شربة ماء”.

وتبقى الرضيعة سارة أصغر أطفال عبد الهادي “الهم الأكبر” بالنسبة له، فقد نفدت كمية الحليب التي اختزنها لها مع اندلاع الحرب، واضطر إلى شراء كيس حليب انتهت صلاحيته في الأول من مارس/آذار الجاري بسعر 70 شيكلا، فيما كانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزعه مجانا.
جوع ودمار

يقيم عبد الهادي مع أسرته حاليا في منزل بمخيم جباليا يعود إلى ذوي زوجته النازحين إلى جنوب القطاع، وقد لجأ إليه بعد دمار شقته السكنية في بناية بمنطقة تل الزعتر القريبة من المخيم جراء غارات جوية إسرائيلية.

في 6 مارس/آذار الجاري ومع ساعات العصر كان عبد الهادي يعتلي سطح البناية المؤلفة من 5 طوابق، للحصول على الإنترنت ومتابعة عمله الصحفي، وعندما سمع صراخا من الجيران ومطالبة السكان بسرعة المغادرة نزل مسرعا ووجد أحد جيرانه يحدّث ضابطا إسرائيليا اتصل به، فالتقط عبد الهادي الهاتف وخاطب الضابط: من أنت؟ وما هي البناية المستهدفة؟ فتأكد من هوية المتصل وجدية الإنذار بالقصف.

مرت ساعة ونصف قبل أن يهوي صاروخ على البناية ويتبعه آخر فتحولت إلى ركام، وخسر عبد الهادي شقته -التي يقطنها منذ 8 أعوام- بكل محتوياتها، لكن شنطة صغيرة تحتوي على الوثائق والأوراق المهمة اعتاد الغزيون أن تكون جاهزة وبمتناول اليد مع كل حرب إسرائيلية.

نجا عبد الهادي وأسرته من الموت عندما كانوا نازحين في منزله شقيقه، وقد انهارت عليهم جدران منزل مجاور جراء غارة عليه أودت بحياة والد مراسل الجزيرة في شمال القطاع أنس الشريف، ويقول “بسبب مخاطر الموت قصفا وجوعا فكرت كثيرا بالنزوح جنوبا، وصليت وزوجتي الاستخارة، وقدّر الله لنا البقاء هنا، والقطاع كله بشماله وجنوبه ليس فيه مكان آمن”.


واقع مشابه

وفي مدينة غزة يعيش من تبقوا من سكانها واقعا مشابها لنظرائهم في الشمال من حيث تردي الأوضاع المعيشية، وقد طالتهم “قرصات الجوع” حتى قبل حلول شهر الصيام.

وكل يوم تتملك الحيرة فريال عبدو وأسرتها المكونة من 10 أفراد تفكيرا في وجبتي السحور والإفطار، وتقول للجزيرة نت “رغم أننا أعددنا العدة لرمضان بتخزين ما يتوفر من عدس وحمص ورز لكن الواقع أصعب بكثير مما قمنا بتخزينه من كميات قليلة متوفر”.

وبدت فريال (35 عاما) راضية عن نجاحها وأفراد أسرتها في توفير طعام الأسبوع الرمضاني الأول، لكنها غير واثقة من قدرتهم على توفير الطعام لبقية الشهر الكريم، وأحصت وجبات الإفطار خلال هذا الأسبوع بتناول فتة عدس، وحمص وفلافل، وسماقية (طبخة غزاوية تقليدية)، وكبسة قالت إنها طبخت على مياه وليس على شوربة اللحم أو الدجاج.

وبسبب ندرة الخضروات في النصف الشمالي من القطاع وارتفاع أسعار بعضها تقول فريال إن أسرتها لم تشترها منذ فترة، ووجدت في نبتة “السلق” الشبيهة بالسبانخ طعاما لوجبة إفطار.

وتقتصر وجبة السحور لدى أسرة فريال على قطعة من الحلاوة كانت ضمن طرد مساعدات إغاثية حصلت عليه، وعندما نفدت لم تجد أمامها سوى الشاي والماء.

ولم يختلف حال المصور الصحفي عمر القطاع وأسرته في رمضان عن الشهور الماضية، واقتصر خلالها طعامهم اليومي على وجبة واحدة، ويقول للجزيرة نت “لم نتسحر في الأيام الماضية إلا قليلا، وباقي الأيام لم نجد لدينا ما نتناوله على السحور، أما الإفطار فبما هو متوفر من طعام، حيث الأسواق فارغة إلا من كميات قليلة من الخضار متردية الجودة وبأسعار فلكية”.

ويقيم عمر مع زوجته وطفليه لدى أسرتها في حي الدرج بمدينة غزة بعدما دمرت غارة جوية إسرائيلية منزله في المدينة، وبالنسبة له فإن “رمضان الذي ننتظر قدومه لما فيه من خير وبركة وأجواء مميزة تختلف عن باقي شهور العام لم يكن كذلك هذا العام على غزة وأهلها، خاصة في الشمال الذي يتعرض للقتل قصفا وجوعا”.

ولم يشهد هذا الصحفي الثلاثيني حربا على غزة أسوأ أو أشدة قسوة من هذه الحرب، وازدادت قسوتها مع حلول شهر رمضان، حيث يفتقد الغزيون كل طقوسهم الرمضانية المعتادة، وحرمتهم الحرب من “لمة العيلة” جراء القتل والنزوح.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف رمضان المجاعة جباليا المعاناة الجوع فی شمال القطاع عبد الهادی

إقرأ أيضاً:

رئيس شركة الكهرباء الإسرائيلية: شراء المولدات قبل الحرب مع حزب الله لن يفيد

بعد الصراع الجاري بين حزب الله وإسرائيل الذي ينذر بحربا قوية، لجأ المستوطنون في الأراضي المحتلة بالشمال، لشراء المولدات الكهربائية للاستعداد للحرب، قال رئيس شركة الكهرباء الإسرائيلية: " لن تستفيدوا منها المولد يحتاج إلى "ديزيل":  .

وأعلن رئيس شركة الكهرباء الإسرائيلية، في تصريحات له، أنه حتى أولئك الذين اشتروا المولدات الكهربائية لن يستفيدوا منها في حالة الحرب مع حزب الله لأن المولد يحتاج إلى "ديزيل" كي يعمل لكن المعامل لن تتمكن من العمل.

 

احتجاجات قرب مدينة صفد

في وقت سابق، أغلق متظاهرون إسرائيليون شارع "90" الرئيسي قرب مدينة صفد احتجاجا على الأوضاع الأمنية

أغلق متظاهرون إسرائيليون، اليوم السبت، شارع "90" الرئيسي قرب مدينة صفد شمالي البلاد احتجاجًا على الأوضاع الأمنية.

وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية، مساء اليوم الخميس، أن متظاهرين إسرائيليين أغلقوا الشارع رقم 90، وهو الشارع الرئيسي الذي يمتد من إيلات جنوبا وحتى المطلة شمالا أمام حركة المرور احتجاجا على الأوضاع الأمنية في البلاد.

وأفادت الصحيفة على موقعها الإلكتروني بأن متظاهرون أغلقوا الشارع نفسه في عميعاد احتجاجا على الأوضاع الأمنية في الشمال أمام "حزب الله" اللبناني، حيث لا يزال الشارع مغلقا أمام حركة المرور.

وكانت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين قد صرحت، اليوم السبت، بأن اندلاع حرب في الجبهة الشمالية أمام "حزب الله" اللبناني أصبح وشيكا، ما يعني أنه لا أمل في استعادة ذويهم.

ونقلت القناة الـ 12 الإسرائيلية، مساء اليوم السبت، عن عائلات المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس في قطاع غزة أن بلادهم على وشك الحرب أمام حزب الله وهو الأمر الذي يعني فقدان الأمل في استعادة أبنائهم من القطاع.

ودعا عائلات المحتجزين والأسرى الإسرائيليين، الجنرال يوآف غالانت وزير الدفاع وقادة الأجهزة العسكرية بعدم السماح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإفساد صفقة تبادل الأسرى مع حماس.

ونقلت القناة عن عيناف تسينغوكر، والدة محتجز إسرائيلي لدى حماس، في بيان مشترك: "نحن على بعد خطوة من حرب في الشمال، وقد تكون هذه الفرصة الأخيرة لإعادة المحتجزين، ونتنياهو يطيل أمد الحرب لأسباب شخصية"، على حد قولها.

وفي وقت سابق من اليوم السبت، أفادت تقديرات إسرائيلية بأن الانتقال للمرحلة "ج" في قطاع غزة قد يمنع حربا في الشمال أمام "حزب الله" اللبناني ويمهد الطريق أمام صفقة تبادل الرهائن.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هناك تقديرات قد تشير إلى منع حرب في الشمال الإسرائيلي أمام "حزب الله" في حال الانتقال إلى للمرحلة "ج" داخل قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على مجريات صفقة تبادل الأسرى والرهائن بين "حماس" وإسرائيل، أن الأيام المقبلة مصيرية فيما يتعلق بتلك الصفقة، موضحة أن هناك ضغوطا كبيرة تمارس على حركة حماس بهدف سرعة الحصول على رد إيجابي من رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار.

ولا تزال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مستمرة منذ أكثر من 9 أشهر، حيث دمرت أحياء بكاملها، وتسببت بنزوح 1.7 من أصل 2.4 مليون نسمة، وأثارت أزمة إنسانية كارثية، بحسب الأمم المتحدة.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 38 ألف قتيل وأكثر من 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.

وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.

 

مقالات مشابهة

  • الأونروا ترصد أوضاع أهالي قطاع غزة المأساوية بعد 9 أشهر من الحرب
  • رئيس شركة الكهرباء الإسرائيلية: شراء المولدات قبل الحرب مع حزب الله لن يفيد
  • عبر جرافيتي ومنشورات ورقية.. سكان غزة يطالبون حماس وإسرائيل بإنهاء الحرب
  • حرب غزة: قصف إسرائيلي على مناطق جنوب القطاع وإيران تهدد بخيارات شاملة إذا شنت تل أبيب حربا على لبنان
  • "واشنطن بوست": خصوم نتنياهو يتجهون نحو "اليوم التالي" في غزة بدونه وغالانت يطرح خطة لتقسيم القطاع
  • كيف ينظر أهالي قطاع غزة لمصطلح اليوم التالي من الحرب؟
  • الجيشان الإسرائيلي والأمريكي يجريان حوارا حول الحرب في غزة والاستعدادات لإيران
  • اليوم الـ266 من العدوان.. شهداء وجرحى في غارات الاحتلال المتواصلة على قطاع غزة
  • مجازر ونزوح في شمال القطاع.. والفلسطينيون يكافحون لإطعام أطفالهم
  • مراسلنا: قتلى وجرحى بغارات إسرائيلية استهدفت منازل في حيي الصبرة والشجاعية شمال غزة