سواليف:
2025-04-27@23:22:32 GMT

سوس الخشب “منّه وفيه”!!

تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT

#سوس_الخشب “منّه وفيه”!!

الدكتور #محمود_المساد
أتحدث أنا وكثير غيري، ونحن في غاية الاستغراب والإحباط، نتحدث بكل المرارة التي عرفها وعاشها الناس عبر التاريخ، ونحن نتابع ونحلل مشهد الأحداث الإنسانية المأساوية التي تجري أمامنا على أرض #فلسطين وبالتحديد في قطاع #غزة المجد والكرامة، وأمام العالم الأصم أجمع، حيث تنتهك بها الفطرة الآدمية، وقواعد القانون الدولي الإنساني، وتُداس بها المفاهيم البراقة التي قالوا – بادّعاء مزيَّف – إنها عناوين الدولة المدنية، والحضارة الراقية.

وتجاوز استغرابنا وإحباطنا المنطق، ونحن نرى بأمّ أعيننا جهارا نهارا ما كان يتم مستترا من أفعال الإخوة في العروبة والدين. إذ لا يكفي أن نقف متفرّجين ومحايدين، بل نسبق العدوّ في تهيئة البيئة المناسبة على جرائم القتل، والتشجيع عليه، وتكريم المحتل الغاصب من دون أن يردعنا دين، أو يؤنّبنا ضمير!!
فالويل لمن غرس خِنجره في خاصرة أخيه الذي يدافع عنه، ويحمي عِرضه، ويحفظ له كرامته وعزّته، ويخاطر بنفسه وأولاده وبيته، ويفديه بروحه باسم رباط الأخوّة وصلة الرحم، ويفدي وطنه باسم العرب والعروبة، ويدافع عن مقدساته باسم الدين.
إن فزعة الإخوة ونصرتهم له، وللحق، وإعلاء لكلمة الله، هي من المفروض أن تصدع لأمر  الله جلّ شأنه في علاه حيث قال: “وأعدّوا لهم مّا استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل.… “، والقوّة ليست السلاح وتفوقه وتنوعه فقط، بل من يحمل السلاح ويستخدمه، ومستوى جرأته في قول الحق، وإقدامه نحو العدو من دون خوف أو تردد، أو رهبة؛ لأنه لا يطلب إلا الشهادة، أو النصر من عرض هذه الدنيا الزائلة.
وبيت القصيد هنا يكمن في جزء الآية الكريمة ” تُرهبون به عدوّ الله وعدوّكم وآخرين من دونهم….” والآخرون هنا هم السوس الذي ينهش الخشب وهو في داخله، مع الابتسامة والكلام المعسول حينا، والترويع والقتل والتحريض عليه أحيانا أخرى، مع أن بعضهم وصل به الحنق والشطط لدرجة الانفعال، والتلفظ بكلمات، وتصرفات كشفت عيوبه هو ورهطه، بل وكشفت فضائح رذيلته ومن معه بوقاحة لا يرفّ معها له جفن، ولا يحفظ له ماء وجه!!.
ولا تغيب عن المشهد عبارات “النَّتِن ياهو” في بداية الحرب حين قال بلسانه العنصري: “سنجلس كلنا للمحاسبة، ولكننا الآن أمام استحقاق أهم، وهو “إنقاذ الدولة” على حدّ زعمه وتعبيره. قالها يومها بوجه متجهّم مستجمعًا بقايا رباطة جأشه المخذول. وهذا يؤكد لنا أن بربريّتهم العنصرية، ووحشيّتهم الهمجيّة، وصهيونيّتهم اللاإنسانية الحاقدة  تعمل لديهم تنفيسا لانتقامهم، وثأرا لكرامتهم التي زالت هيبتها، وهزيمتهم الساحقة التي كسرت آلتَهم العسكرية المتغطرسة، ولكن ما الذي يسوّغ لإخوة الدم والمصير هذا السلوك الذي لا يقبله حتى اليهود الحاقدون أنفسهم.
إن هلع الصهاينة من الأيام القادمة التي تلي الحرب، هو في نظر الكثيرين الذين يعيشون الحدث ويواكبون أزماته وتعقيداته أكبر بكثير من أيامهم التي يعيشونها بلحظاتها الآنيّة على الرغم من كارثيّتها. فالمآلات والاستحقاقات التي تتناول وجودهم، واستمرارهم محتلين للأرض باتت – بعد أن تتوقف الحرب – محلّ نقاشهم، وتساؤلات من يدعمهم زورًا وبهتانًا وتطبيعًا، إنهم يرون نهاية كيانهم المزيّف، ويرى العالم معهم نهاية مشروعهم الصهيوني.
وهنا نقول للحق والتاريخ: لماذا لا يناقش إخوة الدم، والمصير، والقومية، والدين، واللسان نهاية هذا الكيان، وكيف سيصبح بعد وقف الحرب وانتصار المجاهدين، وما الحجم والقوة التي سيكون عليها هذا الكيان المحتل بعد الحرب؟.
يعرف كل ذي عقل أن طوفان الأقصى بدأ ولن ينتهي بوقف لإطلاق النار، وقد تكون استحقاقاته كارثية على دولة الكيان التي مارست أقصى درجات الإجرام بكل ابتذال وترخّص، وهي تحاول “إنقاذ ما تبقّى من كيانها”، في الوقت الذي يحاول فيه العالم الغربي بالذات إنقاذ مشروعه الاستعماري القذر، وقاعدته المتقدمة في سرقة ثروات الشعوب المستضعفة.
والأدهى من كل ذلك، وكما يقول الدكتور ذوقان عبيدات: إن ممارسات التدوير، والتسمين، والتفريز والتمديد التي لا تعتمد على نظرية بالعالم، هي ابتكارات تُحسَب للإدارة العربية التي أقحمت بها هذه المفاهيم على السياسة ما بعد 7 أكتوبر، حيث باتت عمليات تدوير الأشخاص ممّن لا لون لهم، بل لهم طعم تفوح منه رائحة الفساد، والنفاق، وجرأة المؤامرة وهي تستثمرهم في مَهمّات عابرة للدول، أو تُسمّنهم ليوم، ومَهمّة تفوح منها رائحة الغدر والضغينة، أو تفرزهم ليوم أسودَ بلونه ومضمونه، أو تمدّد لهم مؤقتا لوقت أفضل للفتك بهم، وتعزيرهم أكباش فداء.
إنها الحق والحقيقة، حياة غريبة ليس فيها نقاء، أو أمان….. وليس لنا فيها الآن إلا أن نبتهل إلى الله أن يحفظنا، ويحفظ بلدنا، وينصر أهلنا في قتالهم المشروع بتأييد الحق، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون!! .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سوس الخشب فلسطين غزة

إقرأ أيضاً:

أكثر من ثلثي الإسرائيليين يؤيدون “صفقة التبادل” ولو أدت لإنهاء الحرب

#سواليف

يؤيد 68 بالمئة من #الإسرائيليين التوصل إلى #صفقة مع حركة #حماس لإطلاق #سراح #الأسرى #الإسرائيليين من قطاع غزة، حتى لو كلف الأمر #وقف_حرب_الإبادة المستمرة منذ أكثر من سنة ونصف.

أظهر استطلاع حديث للرأي أجراه معهد “ميدغام” للأبحاث لصالح “القناة 12″ أن 54 بالمئة من العينة المستطلعة، يرون أن حكومتهم تطيل أمد حرب الإبادة في القطاع لـ”أسباب سياسية تتعلق ببقاء الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزابا من أقصى اليمين”.

واعتقد 40 بالمئة من المستطلعة آراؤهم أن الحرب “مستمرة لأسباب أمنية وموضوعية”، في حين أن 6 بالمئة لم يحددوا رأيا في هذا الشأن.
وتقدر “تل أبيب” وجود 59 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، بحسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

مقالات ذات صلة مرضى مزمنون في غزة.. بين عذابات الألم والموت المنتظر بسبب الحصار / شاهد 2025/04/26

وفي 18 آذار/ مارس الماضي، تنصلت “إسرائيل” من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 كانون الثاني/ يناير الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.

وتسبب تنصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ11 ألف مفقود.

وبالانتقال إلى الانقسام الداخلي في “إسرائيل”، قال معظم المشمولين بالاستطلاع إنهم “يشعرون بالخوف على مستقبل الديمقراطية في البلاد”.

وأكد 61 بالمئة من الإسرائيليين أنهم “خائفون للغاية” أو “خائفون إلى حد ما” على مستقبل الديمقراطية في بلادهم بينما أجاب 34 بالمئة بأنهم “غير خائفين” و5 بالمئة لم يحددوا موقفا.

وفي سياق متصل، اعتبر 66 بالمئة من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون أن الخلاف الداخلي هو الذي يهدد استقلال البلاد، مقابل 28 بالمئة أجابوا بأن التهديد الأمني هو الأكثر خطورة، و6 بالمئة لا يعرفون.

وفي ما يتعلق بالنزاع بين نتنياهو ورئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار، قال 45 بالمئة من الإسرائيليين المبحوثين إنهم يثقون في رئيس الجهاز الأمني، مقابل 34 بالمئة يثقون في نتنياهو، و21 بالمئة لم يحددوا موقفهم.

وفي 20 آذار/ مارس الماضي، وافقت الحكومة بالإجماع على مقترح نتنياهو إقالة بار، في أول قرار من نوعه بتاريخ “إسرائيل”، رغم احتجاج الآلاف على هذا القرار.
وبعد ساعات من قرار الحكومة، جمدت المحكمة العليا إقالة بار إلى حين النظر في التماسات قدمتها أحزاب المعارضة، وألمح مسؤولون في الحكومة إلى اعتزامهم عدم احترام قرار المحكمة.

ولاحقا في 8 نيسان/ أبريل الجاري، قررت محكمة الاحتلال العليا، منع الحكومة من تنفيذ قرار إقالة بار، الذي كان من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الـ10 من الشهر ذاته، أو الإعلان عن إيجاد بديل له، لحين انتهاء النظر في القضية.

وبرر نتنياهو قرار إقالة بار بأنه “فاشل” ولكن بار عزا القرارات إلى خلافات مع نتنياهو وتحقيق “الشاباك” في عدد من القضايا الداخلية بينها تغلغل اليمين المتطرف في جهاز الشرطة وتواصل مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مع حكومة أجنبية، بحسب القناة “12” العبرية.

ويواجه نتنياهو عدة تحديات داخلية متعلقة بفشله في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس رغم مرور قرابة الـ19 شهرا على حرب الإبادة التي يشنها ضد غزة، وراح ضحيتها مئات آلاف المدنيين الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • قبل ثلاث سنوات من اندلاع الحرب، أخبر “دقلو” ناشطاً قبلياً بنيّتهم الانقضاض على الجيش
  • منتخب سويسرا لا يعترف بـ “الكيان الصهيوني”
  • بينما يعلن ترامب الحرب على تيك توك.. اليابان “تفتح الباب”
  • “الخارجية”: المملكة ترحب بالإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها القيادة الفلسطينية
  • أكثر من ثلثي الإسرائيليين يؤيدون “صفقة التبادل” ولو أدت لإنهاء الحرب
  • باراك: نتنياهو يقود “إسرائيل” نحو الهاوية.. وحربنا في غزة عبثية 
  • شاهد بالفيديو.. سيدة الأعمال السودانية هبة كايرو تدخل في وصلة رقص مثيرة مع الفنانة إيمان أم روابة داخل “الكافيه” الذي تملكه بالقاهرة
  • “أسوشيتد برس”: البحرية الأميركية تواجه أعنف معركة منذ الحرب العالمية الثانية
  • السودان والإمارات.. هل تغير “دولة ممزقة” تاريخ الحروب؟