الجديد برس:

أكد وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي على وجود صلة وثيقة بين ما يجري في غزة والعمليات البحرية لقوات صنعاء في البحر الأحمر.

ودعا البوسعيدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، معتبراً ذلك مفتاح حل التوتر في البحر الأحمر. كما شدد على أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر، لكنه ربط ذلك بوقف الفظائع في غزة.

وفي مقابلة مع شبكة “سي إن إن” الأمريكية، ورداً على سؤال حول إعلان قوات صنعاء أنها ستوقف عملياتها البحرية إذا توقف إطلاق النار في غزة، قال البوسعيدي إن “هناك علاقة قوية جداً بين ما يجري في البحر الأحمر وما يحدث في غزة”.

وأضاف: “إذا أوقفنا الحرب في غزة فسوف نتمكن من تهدئة التوتر في كل مكان”.

وقال البوسعيدي: “أعتقد أن حرية الملاحة، التي ندعو إليها جميعاً، سيتم استئنافها إذا أدركنا ببساطة تلك العلاقة بين التطورات في فلسطين وغزة والاضطرابات التي نشهدها في البحر الأحمر”.

ورداً على سؤال هل تدعم تصرفات الحوثيين في الوقت الحاضر؟، قال البوسعيدي: “نحن لا ندعم التصرفات الإسرائيلية، نريد أن تتوقف تلك التصرفات، نريد أن تتوقف الفظائع في كل مكان، نحن بلد السلام، وندعو للسلام في كل مكان، ولا يمكننا ببساطة أن نتوقع استمرار هذه الفظائع في غزة، وأن نشهدها بدون أن نرفع إصبعنا على إسرائيل، لذلك أعتقد أن هذا هو المكان الذي يبدأ فيه الحل حقاً”.

وتعكس هذه الإجابة عدم معارضة سلطنة عُمان لعمليات قوات صنعاء، واعتبارها وسيلة للضغط من أجل وقف الفظائع الإسرائيلية.

وبرغم أن مذيع “سي إن إن” كرر سؤاله للبوسعيدي عما إذا كان يدعم “تصرفات الحوثيين”، فإن وزير الخارجية العُماني لم يغير منطقه، وقال: “نحن لا نؤيد العنف ولكن علينا أن نفهم الأسباب ونحاول معالجة جذور المشكلة من أجل التوصل إلى حل مستدام حقاً”.

ورداً على سؤال: ما هو دور الوساطة الذي تعتقد أن عُمان يمكن أن تلعبه في هذه المرحلة؟، أجاب البوسعيدي قائلاً: “دورنا الرئيسي هو جزء لا يتجزأ من الدور الإقليمي المتمثل في تعزيز مناخ السلام، وتعزيز الحوار، ومحاولة التواصل بين الناس، وسوف نستمر في لعب هذا الدور، وأعتقد أن هناك أشخاصاً يتمتعون بحسن النية والرؤية الواضحة من جميع الأطراف الذين يمكنهم القيام بذلك”.

وقال وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، إن الشعب الفلسطيني يعاني من كارثة إنسانية شاملة، فقد قتل ما يزيد عن 30 ألفاً منذ أكتوبر الماضي، نجد قصصاً مأساوية عن حديثي الولادة يموتون جوعاً، قطاع غزة بأكمله يعاني من المجاعة وهذا أمر فوق الوصف.

وأضاف البوسعيدي: “لم يحدث هذا بسبب كارثة طبيعية أو مرض، بل هو من صنيع القوات الإسرائيلية، وهذا ناتج عن حرمان الجانب الإسرائيلي لشعب غزة من ضروريات الحياة الأساسية”.

وتابع: “هذا من فعل إسرائيل في انتهاك كامل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، لا يسعنا إلا تسليط الضوء على مثل هذه الحقائق نستنكر إسرائيل باعتبارها المعتدي والمحتل”.

وأكد البوسعيدي ضرورة أن يقدم العالم تعويضات عن أرواح الأبرياء التي فُقدت والدمار الذي لحق بها. وقال: “العالم كله يطالب إسرائيل بعدم اجتياح رفح. أعتقد أن ما حصل لحد الآن يكفي”.

وأشار وزير الخارجية العُماني إلى استمرار انتهاك “إسرائيل” للقوانين الدولية بسفك الدماء في غزة، وقال إن العالم أجمع والأمم المتحدة يدين “إسرائيل” لجرائمها ضد الشعب الفلسطيني.

وحول دخول المساعدات لقطاع غزة، قال البوسعيدي: “الطريقة الوحيدة للحصول على تدفق المساعدات بأسرع ما يمكن هي من خلال إقامة وقف إطلاق النار، أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة، خاصة عن طريق البر، لأن سكان غزة يحتاجون إلى المياه والغذاء والدواء والوقود، ولا يمكن توفير ذلك إلا بكميات كافية عبر الطرق البرية، من خلال المنافذ المختلفة المتاحة”.

وتابع: “ليس فقط من خلال رفح، ولكن من خلال المنافذ الأخرى المختلفة في كل مكان. لذلك أعتقد أن هذا ما يجب أن نطالب به جميعاً من الإسرائيليين ونمارس الضغط لتحقيقه على وجه التحديد”.

وأكد وزير الخارجية العُماني أن الاحتلال يقوم باستخدام التجويع كسلاح، وقال: “أعتقد هذا ما يحدث، ليس أنا فقط من يقول ذلك، بل إن المجتمع الدولي بأكمله ووكالات الأمم المتحدة تشهد على سياسة متعمدة التجويع والحصار على سكان غزة”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة الع مانی فی البحر الأحمر الفظائع فی فی کل مکان أعتقد أن من خلال فی غزة

إقرأ أيضاً:

إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل

معهد واشنطن للدراسات:” خيارات النقل العسكري مكلف ومعرض للخطر

 

الثورة  / متابعات

رغم استعراض القوة العسكرية الأكبر خلال ولاية ترامب الثانية أعلنت أمريكا فشل حملتها العسكرية التي تنفذها على اليمن ، كما فشلت في إيقاف هجمات القوات اليمنية ضد الكيان الصهيوني وتأمين ملاحة سفنها في البحر الأحمر، رغم إنفاق وزارة الدفاع الأمريكية مليارات الدولارات، إلا أن النتائج جاءت صادمة لصنّاع القرار الأمريكي، فالهجمات المستمرة للقوات اليمنية ولم تتوقف، والملاحة في البحر الأحمر لا تزال معطّلة، فيما تجد الولايات المتحدة نفسها محاصرة بتكتيكات يمنية محكمة تُربك حساباتها العسكرية والتجارية على حد سواء.

هذا ما أكده مجلتا «فورين بوليسي ومعهد واشنطن في تقريرين منفصلين، خلصا إلى نتيجة واحدة: اليمن بات يمثل تهديدًا نوعيًا على تفوّق واشنطن البحري، ويقوّض جدوى الإنفاق العسكري الأمريكي في المنطقة.

ففي تقريرها، وصفت فورين بوليسي الحملة الأمريكية في اليمن بأنها استنزاف بلا إنجاز، مؤكدة أن أهدافها الرئيسية – إعادة حرية الملاحة البحرية وفرض الردع على الحوثيين – لم تتحقق. بل على العكس، شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا متزايدًا في هجمات صنعاء على السفن الحربية الأمريكية والإسرائيلية، بينما واصلت القوات اليمنية استهداف خطوط الملاحة العالمية في البحر الأحمر.

التقرير سلّط الضوء أيضًا على الغياب الفاضح للشفافية، حيث لا تُعقد مؤتمرات صحفية رسمية حول العمليات، ويقتصر الإعلام العسكري على فيديوهات دعائية من حاملات الطائرات، في المقابل، تتواصل الضربات باستخدام ذخائر دقيقة التوجيه، ما يستهلك موارد بحرية توصف بـ»المحدودة»، وفق خبراء عسكريين تحدثوا للمجلة.

وحذّر تقرير لمعهد واشنطن للدراسات أعده جيمس إي. شيبارد، المقدم في القوات الجوية الأمريكية، من أن «الحظر البحري اليمني لا يُهدد فقط الملاحة التجارية، بل يُعيق قدرة الولايات المتحدة على تحريك قواتها وإمداداتها بسرعة عبر مناطق النزاع».

وأوضح التقرير، أن مضيق باب المندب يمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية واللوجستيات العسكرية، حيث تمر عبره بضائع بأكثر من تريليون دولار سنويًا، إلى جانب 30% من حركة الحاويات العالمية. ولفت إلى أن أي انقطاع في هذا الطريق يُربك العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط وأفريقيا والمحيطين الهندي والهادئ.

كما أشار إلى أن تكتيكات صنعاء الدقيقة – باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ كروز وباليستية – دفعت بشركات الشحن إلى سلوك طريق رأس الرجاء الصالح، وهو مسار أطول بـ15 يومًا وأكثر كلفة بمليون دولار إضافي لكل شحنة.

فيما اعتبر تقرير معهد واشنطن أن القدرة المحدودة للبحرية الأمريكية على مرافقة السفن، حتى في ظل التهديدات المتصاعدة، تزيد من خطورة الموقف. وذكر أن بعض السفن تعرّضت للهجوم رغم وجود مرافقة عسكرية، ما يعني أن الردع الأمريكي فعليًا في حالة انهيار.

وأضاف أن النقل البحري هو العمود الفقري للعمليات اللوجستية العسكرية الأمريكية، وأن تعطيله سيؤثر بشكل مباشر على قدرات واشنطن في تنفيذ عمليات طوارئ، وإعادة الانتشار في مناطق التوتر، وهو ما يتطلب «إعادة نظر جذرية في العقيدة العسكرية البحرية الأمريكية».

ما بيّن الفشل الميداني وارتباك السلاسل اللوجستية، تشير المؤشرات بوضوح إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديًا نوعيًا لم تعهده منذ عقود. صنعاء لا تملك حاملات طائرات، لكنها تمتلك معادلة ردع مرنة وفعالة أربكت واشنطن وحلفاءها، وأجبرتهم على إعادة النظر في حساباتهم الاستراتيجية.

وأكد التقرير، أن “الحوثيين بفضل قدراتهم الصاروخية والطائرات المسيرة، سيستطيعون استهداف سفن الشحن في جميع أنحاء البحر الأحمر، ومعظم بحر العرب، وشمال المحيط الهندي، مع أن إصابة السفن المتحركة من مسافات بعيدة أمرٌ صعب” وبناءً على ذلك، فإن استخدام مجموعة متنوعة من طرق النقل، بالإضافة إلى باب المندب، قد يُسهم في تخفيف خطر الحوثيين”.

واقترحت شبكة عبر الجزيرة العربية (TAN) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية إنشاء 300 مركز لوجستي – مطارات وموانئ بحرية ومراكز برية – عبر شبه الجزيرة العربية لتنويع خيارات الشحن. على سبيل المثال، يُمكن لبعض السفن تجاوز المضيق والرسو في جدة؛ ومن ثم يُمكن نقل حمولتها جوًا أو برًا. وكما ذُكر سابقًا، تقع جدة ضمن نطاق نيران الحوثيين، لكن إدخال هذه الطرق البديلة وغيرها من الطرق سيُسبب معضلات استهداف للجماعة، ويُتيح مرونة أكبر في عملية صنع القرار الأمريكية، بهدف تعزيز السلامة العامة والمرونة”. كما تم اقتراح خيار آخر هو “الممر البري بين الإمارات وإسرائيل، وهو طريق تجاري يمتد من ميناء حيفا «الإسرائيلي» عبر الأردن والمملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة، ليصل إلى الخليج العربي متجنبًا البحر الأحمر تمامًا”. و”تعمل شركتا نقل بالفعل على طول هذا الطريق، وهما شركة “تروك نت” الإسرائيلية وشركة “بيور ترانس” الإماراتية، وقد تكونان من أبرز المرشحين للتعاقد مع الجيش الأمريكي”. كون الممر “مجهز حاليًا لاستيعاب ما يصل إلى 350 شاحنة يوميًا ، وهو ما ينافس أو حتى يتجاوز شبكة “تان” العاملة بكامل طاقتها.

مقالات مشابهة

  • تداول 69 ألف طن بضائع و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر
  •  التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر وتأثيراتها على التجارة العالمية
  • غرق سفينة في خليج عدن تحمل آلاف الأغنام.. شاهد
  • اغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • غلق ميناء الغردقة بسبب سوء الأحوال الجوية
  • إغلاق ميناء الغردقة البحري لسوء الأحوال الجوية
  • هل تتحول كمران إلى قاعدة أمريكية؟.. تصاعد القصف يكشف أسرار صراع خفي في البحر الأحمر
  • ما السر وراء تكثيف الولايات المتحدة ضرباتها على جزيرة كمران اليمنية؟
  • أمريكا وسياستها في البحر الأحمر
  • إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل