كتلة اسفنجية من الدهون والبروتينات لا تتعدى 1.4 كيلوجرامًا، يُعتقد بإنها أكثر الأشياء تعقيدًا في كوننا الفسيح اليوم، يدور الحديث هنا عن شبكة الخلايا التي تكون الدماغ، التي من خلالها نقرأ ونترجم كل ما تقع عليه حواسنا، وهي من تحدد إحساسك تجاه عالمك الخارجي وردود أفعالك المختلفة، وهي أيضًا من ستقرر إن كنت ستكمل قراءة هذه الافتتاحية.
إن «المخ»، الجزء الأكبر من أدمغتنا هو ما يجعلنا المخلوقات الأكثر تطورًا – حسب علمنا – أما حجم الدماغ، ومسألة تكبيره، فما هي إلا عبارة عامية نعني بها تجاوز الصغائر؛ لأنه – علميًا – يمتلك الفيل مثلا دماغًا أكبر وأثقل حجمًا، ولكن ذلك لا يجعله بالضرورة أكثر حكمة!
إن الحديث عن أعقد الأجهزة التي عرفها الإنسان يطول، ولعل الملف الخاص الذي فردناه لكم عن أسرار الدماغ وخباياه واختلافاته وحتى طفراته يشبع شيئًا من فضولكم عن أنفسكم.
نعرج في هذا العدد كذلك على قضية الإدراك لدى البشر وحول تطورها ومساهمتها في تغيير توجه علوم الطبيعة. ولم ننس أن نسلط الضوء على العقول الاصطناعية التي باتت تعيش بيننا، وطرق تطور جيناتها الشبيهة بالدماغ البشري، وسبب ازدياد تهافت العالم للسيطرة عليها والمستقبل الذي يتوقع أن تؤول إليه.
نتعرف معًا في العدد العاشر أيضًا على المندوب النشيط الذي يجري في دمائنا جميعًا، والذي يتحكم بتنظيم معدلات السكر، والأثر الذي يخلقه الصيام على وظائفه، كما نُعرف علمائنا الصغار على حقيقة ما يحدث في أجسادهم وقت الصيام.
تقرأون كذلك مجموعة من الدراسات الحديثة التي تجيب عن تساؤلات متنوعة مثل: زراعة المحاصيل الشتوية في غير مواسمها، واضطراب فرط الحركة، ونقص الانتباه وعلاقته بتطور الإنسان، وكيف عرف الإنسان المزاح قبل مليارات السنين، وكيفية تشكل الرياح، وغيرها العديد.. قراءة ماتعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
كوفيد- 19 يعيش في الدماغ ونخاع الجمجمة سنوات
اكتشف باحثون من ألمانيا أن بروتين سبايك الذي يميز فيروس كوفيد- 19 بشكله التاجي، يستمر في الدماغ ونخاع العظام في الجمجمة لسنوات بعد العدوى، ما قد يؤدي إلى التهاب مزمن وأمراض تنكسية عصبية.
قد يؤدي كورونا طويل الأمد إلى تسريع شيخوخة الدماغ وفقدان 5 إلى 10 سنوات من وظائف المخ الصحية
يعتقد فريق البحث من هيلمهولتز ميونيخ وجامعة لودفيج ماكسيميليان أن هذا يفسر الأعراض العصبية المرتبطة بكورونا طويل الأمد.
وكشفت دراستهم أن بروتين سبايك لفيروس كورونا المستجد يمكن أن يستمر في طبقات الدماغ الواقية (السحايا) ونخاع العظام في الجمجمة لمدة تصل إلى 4 سنوات بعد الإصابة، وفق "ساينس-تك دايلي".
وقد يؤدي هذا البروتين سبايك المتبقي إلى التهاب مزمن، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية.
وأظهر البحث الذي قاده الدكتور علي إرتورك، مدير معهد التقنيات الحيوية الذكية في هيلمهولتز ميونيخ، أن لقاحات كورونا تقلل بشكل كبير من تراكم بروتين سبايك في الدماغ.
وعلى الرغم من هذا الانخفاض، يمكن استهداف بروتينات سبايك التي تبقى في الجمجمة والسحايا بعد الإصابة من خلال طرق علاجية جديدة للتخفيف من الآثار طويلة المدى.
تأثيرات عصبية طويلة المدىوأوضح إرتورك: "تشير بياناتنا أيضاً إلى أن بروتين سبايك المستمر عند حدود الدماغ قد يساهم في التأثيرات العصبية طويلة المدى لكوفيد-19، ويشمل ذلك تسريع شيخوخة الدماغ، ما قد يؤدي إلى فقدان 5 إلى 10 سنوات من وظائف المخ الصحية لدى الأفراد المصابين".
ووفق "تايمز أوف إنديا"، تتضمن التأثيرات المحتملة على الدماغ: اضطراب الوسواس القهري، والقلق، وضبابية الدماغ، والاكتئاب، وصعوبة تنسيق الحركة (الترنح والارتعاش).
كيف تم الاكتشاف؟قدمت تقنية تصوير جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي طورها فريق الدكتور إرتورك رؤى جديدة حول كيفية تأثير بروتين سبايك لفيروس كورونا المستجد على الدماغ.
وجعلت هذه الطريقة عينات الأعضاء والأنسجة شفافة، ما أتاح التصور ثلاثي الأبعاد للهياكل الخلوية، والنواتج الأيضية، وفي هذه الحالة، البروتينات الفيروسية.
وباستخدام هذه التقنية، اكتشف الباحثون توزيعات بروتين سبايك التي لم تكن قابلة للكشف من قبل في عينات الأنسجة من مرضى كوفيد-19 والفئران.
وكشفت الدراسة، عن تركيزات مرتفعة بشكل كبير من بروتين سبايك في نخاع العظام والسحايا في الجمجمة، حتى بعد سنوات من الإصابة.
ويرتبط بروتين سبايك بمستقبلات تسمّى ACE2، والتي تتوافر بكثرة بشكل خاص في هذه المناطق.
تأثير اللقاحواكتشف فريق البحث أن لقاح بيونتيك/فايزر يقلل بشكل كبير من تراكم بروتين سبايك في الدماغ.
ولم يتم التحقيق في لقاحات المرسال الأخرى، وكذلك أنواع اللقاحات القائمة على النواقل أو البروتين.
وأظهرت الفئران التي تم تطعيمها بلقاح فايزر المرسال مستويات أقل من بروتين سبايك في كل من أنسجة المخ ونخاع العظام في الجمجمة مقارنة بالفئران غير الملقحة.
ومع ذلك، كان الانخفاض حوالي 50% فقط، ما يترك بروتين سبايك المتبقي الذي لا يزال يشكل خطراً ساماً على الدماغ.
وقال إرتورك: "هذا الانخفاض خطوة مهمة". "إن نتائجنا، على الرغم من أنها مستمدة من نماذج الفئران ولا يمكن نقلها إلا جزئياً إلى البشر، تشير إلى الحاجة إلى علاجات وتدخلات إضافية لمعالجة الأعباء الطويلة الأمد الناجمة عن عدوى كوفيد بشكل كامل".