هل توصّل الإنسان لأقدم مجرة «ميتة» فعلا؟
تاريخ النشر: 20th, March 2024 GMT
تمكن التلسكوب «جيمس ويب» منذ دخوله الخدمة في عام 2022 من الكشف عن مفاجآت عديدة عن الكون في مراحله المبكرة. والآن، يمكن إضافة مفاجأة أخرى، وهي رصد مجرة كانت «ميتة» بالفعل حينما كان عمر الكون لا يتعدى خمسة بالمائة من عمره الحالي.
وقال علماء: إن التلسكوب رصد مجرة توقفت عن تكوين النجوم بالفعل منذ نحو 13.1 مليار عام.
وقال توبياس لوسر عالم الفيزياء الفلكية من معهد كافلي لعلم الكون بجامعة كامبريدج والمعد الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية (نيتشر) العلمية: «يبدو أن المجرة عاشت حياة سريعة وعنيفة ثم توقفت عن تكوين النجوم بسرعة شديدة».
وأضاف: «في أول بضع مئات ملايين الأعوام من تاريخه، كان الكون عنيفا ونشيطا، وكان الغاز وفيرا لتزويد عملية تكوين النجوم بالطاقة في المجرات. وذلك يجعل هذا الاكتشاف محيرا ومثيرا للاهتمام للغاية».
وبعد توقف المجرات عن تكوين النجوم، تصبح أشبه قليلا بمقبرة نجمية.
وقال فرانشيسكو دي يوجينو عالم الفيزياء الفلكية بمعهد كافلي: «بمجرد انتهاء تكوين النجوم، تموت النجوم الحالية ولا تُستبدل. يحدث هذا بصورة هرمية، مرتبة حسب الوزن النجمي، لأن النجوم الأكبر كتلة هي الأكثر حرارة والأكثر بريقا، ونتيجة لذلك تكون الأقصر عمرا».
وأضاف دي يوجينو: «مع أفول النجوم الأكثر حرارة، يتغير لون المجرة من الأزرق، وهو لون النجوم الساخنة، إلى الأصفر ثم الأحمر، وهو لون النجوم الأصغر كتلة».
وتابع «تعيش نجوم بكتلة الشمس نحو عشرة مليارات سنة. إذا توقفت هذه المجرة عن تكوين النجوم في وقت رصدنا إياها، فلن تكون ثمة نجوم شبيهة بالشمس متبقية فيها في اللحظة الحالية. لكن يمكن لنجوم أصغر بكثير من كتلة الشمس أن تعيش لتريليونات السنين، لذا، يتسنى لها مواصلة البريق لوقت طويل بعد توقف تكوين النجوم».
نشاط حاد تلاه توقف مفاجئ
وحدد الباحثون أن هذه المجرة مرت بفورة من تكوين النجوم استمرت من 30 إلى 90 مليون سنة ثم توقفت فجأة. ويحاولون اكتشاف السبب.
ويقول الباحثون: إن ذلك ربما يكون مرده إلى تأثير ثقب أسود فائق في مركز المجرة أو إلى ظاهرة اسمها «التغذية المرتدة»، وهي دفقات من الطاقة تنبعث من النجوم الحديثة التكوين، دفعت الغاز اللازم لتكوين نجوم جديدة إلى خارج المجرة.
وقال لوسر: «وبدلا عن ذلك، يمكن استهلاك الغاز بسرعة شديدة من خلال تكوين النجوم، من دون التزود الفوري بغاز جديد من محيط المجرة، مما يؤدي إلى موت المجرة».
وفي الدراسة الجديدة، تمكن الباحثون من رصد المجرة الميتة خلال لحظة ما من الزمن. وذكروا أن من المحتمل أنها لاحقا استأنفت تكوين النجوم.
وقال دي يوجينيو: «قد تخضع بعض المجرات لعملية تجديد، إذا تمكنت من العثور على غاز جديد لتحويله إلى نجوم جديدة. نحن لا نعرف المصير النهائي لهذه المجرة. وقد يعتمد هذا على الآلية التي تسببت في توقف تكوين النجوم».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
العلماء الروس يدحضون بعض النظريات الكمومية لتوسع الكون المبكر!
#سواليف
قام علماء الفيزياء الروس والكوريون الجنوبيون بتحليل #النظريات_الكونية الثلاث الأكثر شهرة والتي تدرس #التوسع فائق السرعة للكون في اللحظات الأولى من وجوده وتربطه بعمليات كمومية مختلفة.
واكتشف العلماء أدلة على أن نظرية واحدة منها فقط متوافقة مع بيانات الرصد. أفاد بذلك مركز العلاقات العامة في معهد موسكو للفيزياء التقنية.
وقال فلاديمير شميدث الباحث في المعهد:”لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده أن نموذجا واحدا فقط يتوافق بشكل ممتاز مع الأرصاد الفضائية لبعض المواصفات والقيم، أما النموذجين الآخرين فإنهما بحاجة إلى تعديل”.
مقالات ذات صلة ناسا ترصد ابتلاع الشمس لمذنب “الهالوين العظيم” (فيديو) 2024/11/01وتوصل العلماء من معهد موسكو للفيزياء التقنية والمعهد الكوري الجنوبي للأبحاث الأساسية إلى هذا الاستنتاج عند تحليل السيناريوهات المحتملة حول ما إذا كان من الممكن للمظاهر المختلفة لميكانيكا الكم أن تفسر سبب توسع حدود الكون بشكل أسرع بكثير من سرعة الضوء في اللحظات الأولى من وجود الكون.
ولم يعد هذا السيناريو للتوسع الكوني موضع شك من قبل معظم علماء #الفيزياء، لكن آليات هذا التوسع فائق السرعة، وكذلك أسباب بدايته ونهايته، تثير الآن جدلا بين العلماء. وعلى سبيل المثال، فإن مؤسس علم الكونيات الروسي أليكسي ستاروبينسكي والعديد من علماء الكونيات يعتقدون أن هذا التوسع فائق السرعة تسببت فيه المظاهر الكمومية لقوة الجاذبية أو التغيرات في الخصائص الكمومية للفراغ.
وقد اختبر العلماء صحة التطورات الثلاثة الأكثر شعبية لهذه الفكرة، والتي تدعي أنها النظرية الحقيقية للتوسع الكوني. وللقيام بذلك، قام العلماء بدراسة البيانات حول البنية واسعة النطاق للكون التي تم جمعها باستخدام مسباري WMAP، و” بلانك” ومرصد القطب الجنوبي BICEP، وقارنوها بنتائج الحسابات باستخدام نماذج حاسوبية للكون المتوسع مبنية على أساس هذه المفاهيم الثلاثة.
وأظهرت هذه المقارنة أن نظرية واحدة فقط من النظريات الثلاث تتوافق مع بيانات الرصد الحقيقية، حيث ارتبط التوسع فائق السرعة للكون بوجود مجال معين مخترق ذي كتلة لا تعادل الصفر ويتفاعل بشكل ضعيف مع الجاذبية. وخلص العلماء إلى أن نتائج حسابات النموذجين الآخرين تختلف بشكل جدي عن قياسات المراصد المدارية والأرضية، مما يقلل من عدد النظريات الكمومية التي تفسر توسع الكون المبكر.